وصلت الطائرة الإغاثية السعودية الأولى إلى مطار العريش الدولي بمصر، الخميس، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين داخل قطاع غزة، حيث تحمل على متنها مساعدات متنوعة شملت مواد غذائية وإيوائية بوزن إجمالي يبلغ 35 طناً، وتعد امتداداً لدعم المملكة الأكبر تاريخياً لفلسطين في شتى القطاعات الإنسانية والإغاثية، بأكثر من 5 مليارات دولار خلال العقود الثلاثة الماضية.
تأتي هذه الطائرة ضمن الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتجسد الالتزام التاريخي والراسخ نحو الشعب الفلسطيني وقضيته، والاهتمام البالغ بالوضع الإنساني ورفع المُعاناة عن المدنيين، وبذل كل ما من شأنه تخفيف التداعيات المأساوية التي يُعانيها سكّان غزة.
وأكد الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة»، أن هذه المساعدات تعكس ما تتصف به حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد من حس إنساني نبيل وحرص كبير على مساعدة الأشقاء والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، عملاً بما يقتضيه النهج القويم الذي دأبت عليه السعودية منذ نشأتها، ودورها الإنساني الكبير الذي تقوم به المملكة تجاه الدول الشقيقة والصديقة في مختلف الأزمات والمحن، كما تجسد عمق العلاقات الأخوية وأواصر القربى المتينة التي تربط بين السعودية وفلسطين.
وبينما تلقت الحملة حوالي 449 مليون ريال (120 مليون دولار) خلال أسبوع من انطلاقتها عبر منصة «ساهم» التابعة للمركز، أوضح الربيعة أن الجسر الجوي سيستمر خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن المركز يدرس مدى إمكانية تسيير جسر بحري وفقاً للاحتياج وسرعة الوصول.
كان فريق المركز قد وصل الثلاثاء الماضي إلى القاهرة، لبحث سبل تسهيل وتسريع آليات وإجراءات نقل وإدخال المواد الإيوائية والسلال الغذائية والمواد والمستلزمات الطبية للمتضررين في غزة من خلال معبر رفح بأسرع وقت ممكن، وذلك حسب أولويات الاحتياج الإنساني.
وناقش، الأربعاء، مع ممثلي منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والهلال الأحمر المصري، الوضع الإنساني في غزة والاحتياجات العاجلة لإغاثة سكان القطاع، والسبل الكفيلة لتقديم المساعدات الصحية ودعم المرافق الطبية بما يسهم في التخفيف من معاناة المتضررين، كما بحث آلية إيصال المساعدات الطبية، ومجالات الشراكة والتعاون لتحسين الواقع الصحي هناك.
وأشاد الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق المتوسط بالبرامج والمشاريع المتعددة التي يقدمها المركز للمحتاجين والمنكوبين في شتى أنحاء العالم، معرباً عن تقديره الواسع لأدائه المهني الذي يعكس حرص السعودية على دعم الأشقاء بغزة في هذه الأزمة الإنسانية.