خادم الحرمين يأمر بإنشاء «مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني»

مختصون لـ«الشرق الأوسط»: ستعزز الحماية الأمنية والإلكترونية وتحفز الاقتصاد المعرفي والرقمنة

جانب من معرض متنقل للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من معرض متنقل للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في السعودية (الشرق الأوسط)
TT
20

خادم الحرمين يأمر بإنشاء «مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني»

جانب من معرض متنقل للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من معرض متنقل للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في السعودية (الشرق الأوسط)

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمراً ملكياً بإنشاء «مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني» لتكون مؤسسة ذات شخصية اعتبارية، وتتمتع بالاستقلال المالي والإداري، وغير هادفة إلى الربح، ولها الأهلية الكاملة لتحقيق أهدافها وإدارة شؤونها تحت إشراف مجلس أمناء خاص بها، ويكون مقرّها الرئيسي في مدينة الرياض.

وتهدف المؤسسة، إلى الإسهام في تعزيز الأمن السيبراني على المستوى الدولي، والتعاون الدولي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا المجال، ومواءمة الجهود الدولية ذات الصلة بالأمن السيبراني ودعمها، تأكيداً لريادة المملكة عالمياً في المجال، ودورها في دعم الجهود الدولية.

ومن شأن المؤسسة، توحيد المساعي المشتركة، وفتح آفاق رحبة لنقل المعرفة وتبادل الخبرات، واستكشاف فرص التعاون في قطاع الأمن السيبراني، لا سيما في ظل ما حقّقته التجربة السعودية في الأمن السيبراني محلياً وإقليمياً وعالمياً من مكتسبات حتى بات النموذج السعودي في الأمن السيبراني اليوم أنموذجاً ناجحاً ورائداً يُعترف به دولياً.

تعزيز المنظومة السيبرانية والاقتصاد المعرفي

وشدد فضل بن سعد البوعينين، عضو مجلس الشورى، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، على أهمية قرار خادم الحرمين، بإنشاء «مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني»، كونها ستكون معززة للمنظومة السيبرانية والاقتصاد المعرفي، والرقمنة عموماً.

وأضاف البوعينين: «لم يكن صدور الأمر بإنشاء المؤسسة مستغرباً لعدة أسباب منها، أن المملكة تشهد تحولاً رقمياً غير مسبوق، وتهدف لأتمتة أنشطتها بشكل كلي بحلول عام 2030 والتحول للحكومة الرقمية، إضافة إلى ذلك تحتل المملكة المركز الأول في المؤشر العالمي للأمن السيبراني على مستوى الشرق الأوسط وقارة آسيا، والمركز الثاني بحسب تصنيف الأمم المتحدة على مستوى العالم».

ويرى، أن المؤسسة الجديدة ستسهم في خلق ترسانة حماية من هجمات الأنظمة والشبكات الرقمية ربما تشل العالم وبخاصة القطاعات المالية التي لا يمكن أن تعمل دونها، مشيراً إلى أن خلق فضاء سيبراني عالمي آمن وموثوق هو السبيل نحو تحقيق النمو الاقتصادي والازدهار والتنمية الاجتماعية عموماً وتنمية شعوب العالم.

ويعتقد عضو مجلس الشورى أن ذلك يجعل من المملكة رائدة في مجال الأمن السيبراني، وإطلاق المبادرات العالمية، التي تهدف لدعم التنمية في المجتمع الدولي وتوحيد الجهود وتوجيهها لخدمة العالم أجمع، مشيراً إلى أن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، التي حققت نجاحات كبيرة في خدمة البشرية وتوجيه الاستثمار إلى القطاعات الأكثر أهمية وتحفيز الإبداع والابتكار.

وتوقع، أن يسهم المنتدى في توحيد الجهود وتبادل الخبرات وفتح آفاق رحبة لنقل المعرفة واستكشاف فرص التعاون، وبما ينعكس على تطوير منظومة الأمن السيبراني ورفع كفاءتها وبما يحقق الحماية التامة للقطاع، بما ينعكس على حمايات اقتصادات الدول والاقتصاد العالمي الذي يحتاج لتحصينه وتحقيق أمنه، بعد أن بات يعتمد في بنيته على الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة.

حماية المصالح المحلية والدولية

وتابع البوعينين: «أصبحت التنمية الاقتصادية مرتبطة بشكل مباشر بالبنية الرقمية، وأصبح الاقتصاد المعرفي هو المحرك لاقتصاديات الدول المتقدمة، كما باتت شركات التكنولوجيا تسيطر على الأسواق المالية واقتصاديات الدول، فالتحول الرقمي وثورة المعلومات والاتصالات التي يشهدها العالم هي المحرك للتنمية الاقتصادية الحديثة، وهي لا تقل أهمية عن الثورة الصناعية والتحول الصناعي في مرحلة سابقة».

ولفت إلى أن التحول الرقمي بات مرتبطاً بجميع القطاعات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية، بينما أصبح الاقتصاد الرقمي يشكل قاعدة للتنمية الحديث، مبيناً أنه من هذا المنطلق، تأتي أهمية الأمن السيبراني القصوى. التي لا يمكن العمل بمعزل عنها، باعتبار أنه لا يقل أهمية عن تحقيق الأمن العسكري.

ومن هذه الأهمية العالمية، وفق البوعينين، جاء أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء المؤسسة لتسهم في تعزيز الأمن السيبراني على المستويين المحلي الدولي، فضلاً عن تحقيق التعاون الدولي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواءمة الجهود الدولية ذات الصلة.

تعزيز آلية الدفاع الأمني

من جهته، قال رجل الأعمال السعودي عبد الله المليحي رئيس شركة «التميز» السعودية القابضة، التي تنشط أحد أذرعها في هذا المجال، ومستثمر في قطاع التكنولوجيا وأمن المعلومات الضخمة إن المؤسسة الجديدة، ستعزز آلية الدفاع عن كل الدول في قطاع التقنية والتكنولوجيا وتعزيز أمنها السيبراني، مشيراً إلى أن المملكة تعدُّ من أوائل الدول التي استشعرت خطورة الاختراقات الأمنية الجسيمة التي تتم في أنظمة المعلومات.

ولفت المليحي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية أسست قاعدة قوية في مجال الأمن السيبراني، باعتبار أن المجال واعد ومتطور، مبيناً أن الدول التي تستثمر وتطور هذا القطاع، ستسهم بقوة في خلق بيئة آمنة للصناعات الجديدة وقطاع التكنولوجيا بشكل عام، فضلاً عن دفعها لتحفيز الاستثمار النوعي بالمجال، مشيراً إلى أن تبني المملكة مؤسسة الأمن السيبراني، أحد أهم أهداف «رؤية 2030».

وتوقع أن تبلغ سوق الأمن السيبراني في السعودية 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار)، معتبراً أن المنتدى يوضح رسالة قوية مفادها أن المملكة ستكون الوجهة العالمية للأمن السيبراني على مستوي العالم.

خلق شراكات عالمية

بدوره، قال الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية بجازان: «إن إنشاء المؤسسة، ستعزز التوجه السعودي العام، كون المملكة بجانب اهتمامها بجانب الأمن السيبراني في وقت أصبح فيه العالم أقل من قرية صغيرة، تتجه لأن تكون قبلة عالمية للاستثمارات النوعية والصناعات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتصفير الكربون».

وتوقع باعشن أن تسهم في تعزيز التعاون الدولي في رسم خريطة سلامة أمنية واقتصادية وسياسية متعلقة بمستجدات التعقيدات الجيو - سياسية والاقتصادية، فضلاً عن أهمية ذلك من خلال خلق شراكات عالمية تُعنى بتحقيق التوجه العالمي لبيئة سليمة من الآفات والنفايات، لتصحيح المناخ. ويعتقد أن الأنشطة التي ربما تطلقها المؤسسة الجديدة، ستعمق أفكاراً مبتكرة وحلولاً لمعالجة القضايا المتنوعة.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: الحكومة والقضاء يحققان في أسباب الانقطاع الواسع للكهرباء

أوروبا خطوط كهرباء ذات جهد عالٍ تظهر بجزر الكناري في جنوب غربي إسبانيا (إ.ب.أ) play-circle

إسبانيا: الحكومة والقضاء يحققان في أسباب الانقطاع الواسع للكهرباء

شكّلت الحكومة الإسبانية، اليوم، لجنة تحقيق في أسباب الانقطاع الشامل للكهرباء في شبه الجزيرة الإيبيرية، الاثنين، فيما فتح القضاء تحقيقاً بشأن «تخريب سيبراني».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
تكنولوجيا تُمثّل كلمات المرور القوية خط دفاعك الأول ضد المخترقين (أرشيفية - رويترز)

ما مدى أمان كلمة المرور التي تستخدمها؟ إليك هذا الاختبار

ينصح خبراء المعلومات باستخدام كلمات المرور القوية وتغييرها من فترة لأخرى، من أجل ضمان الأمان وعدم الاختراق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا التطبيقات قد تستخدم صور الوجه في تقنيات التعرف البيومتري دون علم المستخدمين (كاسبرسكي)

احذر قبل المشاركة... تريندات «دُمَى الذكاء الاصطناعي» متعة أم تهديد للخصوصية؟

تحذِّر «كاسبرسكي» من مخاطر مشاركة الصور والمعلومات الشخصية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الترفيهي، لما قد تسببه من انتهاك للخصوصية وسرقة الهوية.

نسيم رمضان (سان فرنسيسكو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

كشفت «مايكروسوفت» عن جهودها لمكافحة الاحتيال الإلكتروني محبطة محاولات احتيال بـ4 مليارات دولار عبر تقنيات ذكاء اصطناعي وحماية مدمجة في منتجاتها.

نسيم رمضان (لندن)
خاص يسلّط «يوم النسخ الاحتياطي العالمي» الضوء على أهمية النسخ الاحتياطي الدوري بوصفه ممارسة حيوية للأفراد والشركات على حد سواء (شاترستوك)

خاص في «يوم النسخ الاحتياطي العالمي»... نصائح لبقاء بياناتك بأمان

في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية، تبرز أهمية النسخ الاحتياطي للبيانات بوصفه ضرورة لحماية الذكريات والملفات التجارية، مع تأكيد قاعدة «3-2-1» للأمان.

نسيم رمضان (لندن)

السعودية: 20 ألف ريال غرامة لمحاولة الحج بلا تصريح

«الداخلية» شدَّدت على أهمية الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج (واس)
«الداخلية» شدَّدت على أهمية الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج (واس)
TT
20

السعودية: 20 ألف ريال غرامة لمحاولة الحج بلا تصريح

«الداخلية» شدَّدت على أهمية الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج (واس)
«الداخلية» شدَّدت على أهمية الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج (واس)

جدّدت وزارة الداخلية السعودية التأكيد على تطبيق غرامة مالية تصل إلى 20 ألف ريال (5.3 ألف دولار) بحق من يضبط مؤدياً أو محاولاً أداء الحج دون تصريح، اعتباراً من 29 أبريل (نيسان) وحتى 10 يونيو (حزيران).

وأضافت في بيان، الأربعاء، أن العقوبة تشمل أيضاً حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة وغيرهم ممن يحاولون الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، داخل نطاقها الجغرافي لمدينة مكة المكرمة ومداخلها الرسمية وغير الرسمية والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، ومحطة قطار الحرمين بالرصيفة ومراكز الضبط الأمني والفرز.

وأوضحت الوزارة أنها تعاقب المقيمين المتسللين للحج والمتخلفين بالترحيل إلى بلادهم، مع منعهم من دخول السعودية لمدة 10 سنوات.

وشدّدت على أهمية الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج والعمرة، داعيةً للإبلاغ عن المخالفين عبر الرقم 911 في مناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية، و999 لبقية المناطق.

بدوره، أكد العقيد طلال الشلهوب، المتحدث الأمني بالوزارة، خلال مشاركته في «مؤتمر الاتصال الرقمي» بمدينة جدة، الأربعاء، أن الجهات الأمنية باشرت تنفيذ العقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي بالحصول على تصريح لأداء الحج والدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما.

وأضاف الشلهوب أنه يعاقب بغرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال (27 ألف دولار) تتعدد بتعدد الأشخاص المخالفين، لكل من تقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج بلا تصريح، أو الدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، ومن نقل حاملي تأشيرات الزيارة، أو حاول نقلهم بهدف إيصالهم إليها.

ولفت إلى أن العقوبة تطول أيضاً كل من يقوم أو يحاول إيواء حاملي تلك التأشيرات في أي مكان مخصص للسكن (الفنادق، والشقق، والسكن الخاص، ودور الإيواء، ومواقع إسكان الحجاج، وغيرها)، أو التستر عليهم، أو تقديم أي مساعدة لهم تؤدي إلى بقائهم في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وحذَّر المتحدث الأمني من الانسياق خلف عمليات النصب والاحتيال التي يُروّج لها عبر إعلانات لحملات حج وهمية ومضللة، تتضمن توفير سكن ونقل للحجاج داخل المشاعر المقدسة، وأداء الفريضة عن الآخرين، وتأمين الأضاحي لضيوف الرحمن وتوزيعها، وبيع أساور الموسم.

كانت وزارة الداخلية قد أوضحت في بيان، الجمعة، أنه بإمكان حجاج الداخل الحصول على التصريح عبر منصة «نسك»، منوهةً بأن حجاج الخارج يستطيعون الحصول على «تأشيرة حج» من خلال الجهات المعنية في السعودية، بالتكامل التقني مع منصة «تصريح» الرقمية.

وشدّدت «هيئة كبار العلماء» السعودية، في بيان، الأحد، على وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج، مشددة على أن «من حج دون تصريح فهو آثم».

وذكرت أن التصريح «يدفع أضراراً كبيرة، ومخاطر متعدِّدة تنشأ عن عدم الالتزام باستخراجه، ومن ذلك التأثير على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدَّمة لهم، وعلى خطط تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر».

وأضافت الهيئة أن «الضرر المترتِّب على الحج من دون تصريح لا يقتصر على الحاج نفسه، وإنما يتعدى إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام».