قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، إن لبنان ما زال يعاني من أزمات متعددة، مشيراً إلى أن شغور منصب رئيس الجمهورية تسبب في تفاقم هذه الأزمات.
وأضاف في كلمة ألقاها أمام القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة السعودية، اليوم (الجمعة)، أن أزمة النازحين في لبنان أكبر من طاقة البلادن وفق «وكالة أنباء العالم العربي».
وأشار ميقاتي إلى أن «عودة النازحين لا يمكن أن تتحقق دون تضافر الجهود العربية وإجراء حوار مع سوريا». ودعا إلى وضع «مشاريع لإنعاش المناطق المهدمة في سوريا ووضع خارطة طريق لعودة اللاجئين».
وتوجه بـ«الشكر أولاً للمملكة العربية السعودية، قيادةً وشعباً، على احتضانها قادة العرب على أرضها المباركة، وقد جاؤوا حاملين إليها آمال شعوبهم وآلامهم، ومتطلعين إلى تحقيق غد أفضل لهم في ظل رئاسة المملكة للدورة الحالية للقمة. والشكر موصول أيضاً إلى الجزائر الشقيقة على كل الجهود التي بذلتها خلال ترؤسها الدورة السابقة».
وأضاف: «من الجزائر التي عملت بثبات وهدوء للمّ الشمل، إلى المملكة العربية السعودية حاضنة العرب، كل العرب، والتي نثق بحكمة قيادتها وقدرتها على إعادة وصل ما انقطع بين إخوة يجمعهم أكثر بكثير ما يفرّقهم، اسمحوا لي أن أسمي هذه القمة قمة (تضميد الجراح) إذ سبق انعقادها اتفاقٌ لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين السعودية وإيران، وأيضاً عودة الشقيقة سوريا إلى القيام بدورها كاملاً في جامعة الدول العربية».
وقال: «لقد ازدادت هذه الحالة تعقيداً بشغور سدة رئاسة الجمهورية وتعذر انتخاب رئيس جديد. إضافة إلى أن لبنان لم يتوانَ يوماً عن فتح أبوابه أمام إخواننا النازحين السوريين إيماناً بأخوّة الشعبين وتقدم الاعتبارات الإنسانية على ما عداها. لكن طول أمد الأزمة وتعثر معالجتها وتزايد أعداد النازحين بشكل كبير جداً، يجعل من أزمة النزوح أكبر من طاقة لبنان على التحمل، من حيث بناه التحتية، والتأثيرات الاجتماعية والارتدادات السياسية في الداخل، ومن حيث الحق الطبيعي لهؤلاء النازحين في العودة إلى مدنهم وقراهم».
وأضاف: «هي عودة لا يمكن أن تتحقق إذا لم تتضافر الجهود العربية، مع مؤازرة من المجتمع الدولي، وبالتواصل والحوار مع الشقيقة سوريا في إطار موقف عربي جامع ومحفز عبر مشاريع بناء وإنعاش للمناطق المهدمة لوضع خريطة طريق لعودة الإخوة السوريين إلى ديارهم».
وتابع: «في هذا اللقاء لا بد من تأكيد احترام لبنان لجميع القرارات الدولية المتتالية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية وميثاقها، والالتزام بتنفيذ مندرجاتها. وأنا أؤكد أيضاً باسم كل لبنان، احترام مصالح الدول الشقيقة وسيادتها وأمنها الاجتماعي والسياسي، ومحاربة تصدير الممنوعات إليها وكل ما يسيء إلى الاستقرار فيها. هو التزام ثابت ينبع من إحساس بالمسؤولية تجاه أشقائنا ومن حرصنا على أمنهم وسلامتهم وصفاء العلاقات الأخوية معهم وصدقها».
وقال: «من استطاع نقل المملكة العربية السعودية وشبابها إلى المواقع القيادية والريادية التي وصلوا إليها وتحويل المملكة إلى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى، في فترة قصيرة، ليس صعباً عليه أن يكون العضد لأشقائه في لبنان. من هنا، فإننا نتطلع إلى رعاية المملكة ولفتتها الأخوية تجاه بلدي لبنان ليتمكن من النهوض من جديد».
وأضاف: «أكرر شكر لبنان للدول الشقيقة خصوصاً أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي على إتاحة فرص عمل للبنانيين على أراضيها، وضمن مؤسساتها الخاصة والعامة. فلولا هذه الرعاية لكان وضع لبنان المالي والاقتصادي والاجتماعي أشد قساوة وإيلاماً. ولا بد من على هذا المنبر من أن نشكر الجمهورية العراقية على ما تقدمه دائماً للبنان. وكم نتمنى عودة سريعة لجميع الإخوة العرب إلى لبنان».