العليمي يفكّك في ميونيخ سرديّة الحوثيين ويشدد على إنهاء انقلابهم

دعا إلى دعم القوات الحكومية عسكرياً والضغط دولياً على إيران

طلب العليمي من المجتمع الدولي دعم القوات الحكومية اليمنية لإنهاء انقلاب الحوثيين وتأمين الملاحة (سبأ)
طلب العليمي من المجتمع الدولي دعم القوات الحكومية اليمنية لإنهاء انقلاب الحوثيين وتأمين الملاحة (سبأ)
TT

العليمي يفكّك في ميونيخ سرديّة الحوثيين ويشدد على إنهاء انقلابهم

طلب العليمي من المجتمع الدولي دعم القوات الحكومية اليمنية لإنهاء انقلاب الحوثيين وتأمين الملاحة (سبأ)
طلب العليمي من المجتمع الدولي دعم القوات الحكومية اليمنية لإنهاء انقلاب الحوثيين وتأمين الملاحة (سبأ)

انتهز رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، مشاركته في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، لتفكيك سردية الجماعة الحوثية بخصوص إرهابها المتصاعد في البحر الأحمر، داعياً المجتمع الدولي لدعم الدولة اليمنية من أجل إنهاء الانقلاب والضغط على النظام الإيراني.

وتزعم الجماعة الحوثية الموالية لإيران أنها تشن الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن لمنع مرور السفن المتجهة من وإلى إسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية، في سياق نصرة الفلسطينيين في غزة.

أكد العليمي أن تصعيد الحوثيين البحري لن يتوقف مع توقف الحرب في غزة (سبأ)

وجدد رئيس مجلس الحكم اليمني دعوة المجتمع الدولي إلى التوسع في تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة «إرهابية»، ودعم الحكومة الشرعية لبسط سيطرتها على كامل التراب اليمني، من أجل وضع حد لتهديد الميليشيات للملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي.

كانت واشنطن صنفت الجماعة الحوثية بشكل خاص على قوائم الإرهاب، وسرى القرار من الجمعة الماضي، كما فرضت مع بريطانيا عقوبات على أربعة قادة عسكريين حوثيين، وشنت نحو 17 ضربة ضد مواقع الجماعة شاركت لندن في ثلاث موجات منها، أملاً في وقف الهجمات البحرية.

وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني في جلسة نقاشية حول اليمن والوضع في البحر الأحمر، إن استمرار سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية على بعض المحافظات سيبقي على التهديدات الموجهة ضد الإقليم والعالم، بما في ذلك خطوط الملاحة الدولية.

وأضاف: «إن أردنا إنهاء هذه القرصنة الحوثية، لا بد من التعامل مع منبع هذا التهديد، وجذوره، ولن يكون ذلك إلا بإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، جنباً إلى جنب مع ممارسة الضغوط القصوى على النظام الإيراني».

خطر مستمر

أكد العليمي أن خطر الحوثيين سيكون مستمراً، وحضّ المجتمع الدولي على تعزيز قدرات الحكومة اليمنية والدول المطلة على البحر الأحمر لتكون شريكاً فاعلاً في مواجهة هذه التحديات والمساعدة في استقرار المنطقة والعالم.

وأشار إلى أن العالم أفاق أخيراً على كارثة حقيقية بعدما تحولت الميليشيات الحوثية الإرهابية إلى مشكلة عالمية جراء تعطيل تدفق الشحن التجاري نحو أوروبا.

ونفى رئيس مجلس الحكم اليمني توقف التهديد الحوثي البحري حتى لو انتهت الحرب في غزة، وقال: «الأكيد هو أن البحر الأحمر لن يتوقف أبداً عن كونه بؤرة توتر قابلة للانفجار عند كل منعطف سياسي في ظل استمرار سيطرة الميليشيات على المناطق الساحلية المشاطئة له».

وشدد على أن المدخل الوحيد الصالح للاستثمار طويل الأمد في اليمن هو دعم الدولة اليمنية ومساعدة سلطتها الشرعية في بناء المؤسسات، وتجفيف مصادر الأموال والسلاح».

انتهزت الجماعة الحوثية الحرب في غزة لحشد آلاف من المقاتلين وجمع الأموال (رويترز)

وجدد رئيس مجلس القيادة اليمني التأكيد على الموقف الرافض لسلوك الميليشيات الإرهابية في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن اليمنيين على الصعيدين الرسمي والشعبي ميزوا منذ البداية بين الموقف الأخلاقي الثابت المساند لفلسطين، وبين القفز الانتهازي على مأساة غزة واستثمار الأزمة لتحقيق أجندة سياسية وإقليمية كما فعل الحوثيون.

ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى دعم قدرات الحكومة اليمنية للتحكم بنطاقها السيادي في البحر، ورفع قدراتها العملياتية لتكون شريكاً فاعلاً في المراقبة والإنذار والتدخل. وقال: «طالما منطلق هذه التهديدات هو البر فإن المعالجة تبدأ من البر وهذه مسألة يمنية بالدرجة الأساس».

وفي ظل تأكيد الشرعية اليمنية أن لديها الرغبة الجادة في أن تكون شريكاً في دعم أمن الملاحة الدولية، عقد العليمي أكثر من لقاء على هامش مشاركته في المنتدى الدولي الأمني (منتدى ميونيخ).

مساعٍ للشراكة مع «الناتو»

ذكر الإعلام الرسمي اليمني أن العليمي التقى، الأحد، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والسياسة الأمنية في حلف الناتو بوريس روج، وناقش معه التطورات اليمنية، والإقليمية، وتداعيات الهجمات الإرهابية الحوثية على السلم والأمن الدوليين.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن مجتمعاً في ميونيخ مع مساعد أمين حلف الناتو (سبأ)

ونقلت وكالة «سبأ» أنه وضع المسؤول الدولي أمام مستجدات الأوضاع اليمنية، ومبادرات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لإحلال السلام والاستقرار، وتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات.

وتحدث العليمي، حسب الإعلام الحكومي، عن جهود المجلس الذي يقوده والحكومة المدعومة من الحلفاء الإقليميين، والشركاء الدوليين، في مكافحة الإرهاب، والدعم المطلوب لتأمين مدن الموانئ وكبح تهديدات الميليشيات الحوثية، والمنظمات الإرهابية المتخادمة معها.

وأعرب رئيس مجلس الحكم اليمني عن تطلعه إلى شراكة استراتيجية مع حلف شمال الأطلسي ومختلف الأطراف والتجمعات الإقليمية والدولية لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.

في السياق نفسه، استقبل العليمي بمقر إقامته في مدينة ميونيخ، وزير الدولة الألماني، توبياس ليندنر، للبحث في العلاقات الثنائية، ومستجدات الوضع اليمني، والتطورات الإقليمية وتداعياتها على السلم والأمن الدوليين.

كان العليمي غادر عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، للمشاركة في مؤتمر ميونيخ، عقب تعيين وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك رئيساً جديداً للحكومة، أملاً في مجابهة التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تواجه الشرعية في المناطق المحررة.

وتجزم الحكومة اليمنية بأن الضربات الغربية لن تؤثر على قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وأن الحل البديل هو دعم قواتها لاستعادة مؤسسات الدولة وتحرير الحديدة وموانئها وإرغام الجماعة الموالية لطهران على السلام وإنهاء الانقلاب على التوافق الوطني اليمني.

يتذرع الحوثيون بنصرة غزة ويشنون الهجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (رويترز)

ومنذ بدء الضربات الأميركية والبريطانية ضد مواقع الجماعة الحوثية للحد من قدراتها على شن الهجمات البحرية بالصواريخ والمُسيّرات والقوارب المفخخة، تحولت هذه الضربات إلى روتين شبه يومي، غير أنها لم تَحُل دون استمرار قدرة الجماعة على تهديد السفن.

وشنّ الحوثيون، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نحو 47 هجوماً ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وأدت الهجمات إلى تضرر 8 سفن على الأقل، واختطاف السفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها حتى اللحظة.

واعترف الحوثيون حتى الآن، بمقتل 22 عنصراً في هذه الضربات الغربية، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن.


مقالات ذات صلة

​اليمن يسجل أعلى المعدلات في تدني استهلاك الغذاء

العالم العربي محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

​اليمن يسجل أعلى المعدلات في تدني استهلاك الغذاء

سجل اليمن أعلى معدلات تدني استهلاك الغذاء إذ ارتفعت نسبة الحرمان الشديد إلى 79 ‎% في مناطق سيطرة الحوثيين وفق بيانات أممية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة جامعة ذمار اليمنية (إكس)

اعتداءات على الأكاديميين اليمنيين في ذمار ونهب للأراضي

استقال أعضاء عمادة وهيئة التدريس في كلية العلوم التطبيقية بجامعة ذمار اليمنية بشكل جماعي بعد اعتداء نجل قيادي حوثي في الجامعة على أحد المدرسين.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي قتلى ومفقودون إثر انجراف منازلهم بسبب السيول غرب محافظة ذمار اليمنية (إكس)

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

لقي 28 يمنياً حتفهم جراء سيول ضربت غرب محافظة ذمار الخاضعة للحوثيين، كما أدى انفجار صهريج غاز في مدينة عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، إلى مقتل 3 أشخاص.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي عناصر حوثية في عرض عسكري بعد أن جندت الجماعة عشرات الآلاف خلال الأشهر الماضية (غيتي)

قادة حوثيون يجردون رئيس حكومتهم الانقلابية من صلاحياته

منع الحوثيون رئيس حكومتهم الانقلابية الجديدة من اختيار مدير مكتبه بنفسه في سياق سعيهم لجعله مجرد واجهة لأجندة كبار قادة الجماعة المنتسبين لسلالة زعيمهم الحوثي.

وضاح الجليل (عدن)

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
TT

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف

جدّدت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان»، الجمعة، دعوتها الأطراف السودانية إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين المحتاجين، وفتح معابر حدودية إضافية لإيصالها عبر الطرق الأكثر كفاءة.

وعقدت المجموعة، التي تضم السعودية وأميركا وسويسرا والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، الخميس، اجتماعاً افتراضياً لمواصلة الجهود الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب السوداني.

وأكد بيان صادر عنها مواصلة العمل على إشراك الأطراف السودانية في جهود توسيع نطاق الوصول الطارئ للمساعدات الإنسانية، وتعزيز حماية المدنيين، مع الامتثال الأوسع للالتزامات القائمة بموجب القانون الإنساني الدولي و«إعلان جدة».

وأضاف: «في أعقاب الاجتماع الأولي بسويسرا، أكد مجلس السيادة على فتح معبر أدري الحدودي للعمليات الإنسانية، ما سمح، مع ضمانات الوصول على طول طريق الدبة، بنقل 5.8 مليون رطل من المساعدات الطارئة للمناطق المنكوبة بالمجاعة، والمعرضة للخطر في دارفور، وتقديمها لنحو ربع مليون شخص».

ودعت المجموعة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» لضمان المرور الآمن للمساعدات على طول الطريق من بورتسودان عبر شندي إلى الخرطوم، كذلك من الخرطوم إلى الأبيض وكوستي، بما فيها عبر سنار، لإنقاذ حياة ملايين المحتاجين، مطالبةً بفتح معابر حدودية إضافية لمرورها عبر الطرق الأكثر مباشرة وكفاءة، بما فيها معبر أويل من جنوب السودان.

وأكدت التزامها بالعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناة شعب السودان، والتوصل في النهاية إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية، معربةً عن قلقها الشديد إزاء التقارير عن الاشتباكات في الفاشر، شمال دارفور، ما أدى إلى نزوح الآلاف، ومجددةً تأكيدها أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً، حيث يواجهن العنف المستمر والنهب من قبل الجماعات المسلحة.

وشدّدت المجموعة على ضرورة حماية جميع المدنيين، بما فيهم النازحون بالمخيمات، وأن يلتزم جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني لمنع مزيد من المعاناة الإنسانية، مؤكدةً على مواصلة الارتقاء بآراء القيادات النسائية السودانية ودمجها في هذه الجهود.