نتائج البعثة الأولمبية المصرية بباريس تثير انتقادات

بعض لاعبيها حققوا مراكز متأخرة في بداية الدورة

المصرية سارة عمرو حسني تنافس الإيطالية مارتينا فافاريتو في منافسات فردي السيدات في دور الـ 32 بأولمبياد باريس (أ.ب)
المصرية سارة عمرو حسني تنافس الإيطالية مارتينا فافاريتو في منافسات فردي السيدات في دور الـ 32 بأولمبياد باريس (أ.ب)
TT

نتائج البعثة الأولمبية المصرية بباريس تثير انتقادات

المصرية سارة عمرو حسني تنافس الإيطالية مارتينا فافاريتو في منافسات فردي السيدات في دور الـ 32 بأولمبياد باريس (أ.ب)
المصرية سارة عمرو حسني تنافس الإيطالية مارتينا فافاريتو في منافسات فردي السيدات في دور الـ 32 بأولمبياد باريس (أ.ب)

أثارت نتائج البعثة الأولمبية المصرية في أول أيام دورة باريس، انتقادات واسعة في مصر، لاسيما بعد خروج عدد من اللاعبين من الأدوار الأولى وتذيلهم جداول ترتيب بعض الرياضات.

ورغم أن الآمال كانت معقودة على لاعب سلاح السيف، زياد السيسي، لتحقيق ميدالية لمصر مساء السبت، فإنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا.

اللاعب المصري محمد السيد (رويترز)

وعلق زياد السيسي على خسارته قائلاً: «المشكلة كانت عندي أنا»، رافضاً «اتهام التحكيم بالتأثير في نتيجة مبارياته في الأدوار النهائية»، وأضاف: «كنت مشتتاً وأحاول التركيز لتحقيق حلم حياتي».

كما خرج اللاعب المصري محمد عامر من الدور ربع النهائي في سلاح السيف بجانب زميله أدهم معتز من دور الـ32، كما ودعت آية حسين منافسات الفردي بسلاح سيف المبارزة من الدور الـ32 سيدات في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في باريس.

وفجر استبعاد يمنى عياد من منافسات وزن 54 كغم للملاكمة ضجة في مصر بسبب زيادة في وزنها على الميزان الرسمي، لكن عبد العزيز غنيم، رئيس اتحاد الملاكمة، قلل من الأمر، وقال في تصريحات صحافية: «جلست مع اللاعبة بعد استبعادها، وسألتها ماذا حدث؟ قالت إنها حدث لها بعض التغييرات الفسيولوجية عند استيقاظها مبكراً».

وأضاف أنه كان يتم استبعاد حصول يمنى على ميدالية لحداثة عهدها بالأولمبياد، مستنكراً وصف ما حدث بأنه «فضيحة»، وقال إنه أمر «عادي».

استبعاد يمنى عياد فجر ضجة في مصر (حساب اتحاد الملاكمة على فيسبوك)

وفي الرماية، احتل محمد حمدي ومي مجدي المركز الـ11 في مسابقة 10 أمتار بندقية مختلط، كما جاء إبراهيم كريم وريماس خليل في المركز الـ28 في مسابقة 10 أمتار بندقية مختلط، وودع كل من عمر عصر ودينا مشرف منافسات زوجي المختلط من دور الـ16 بالخسارة أمام الصين، وودعت هنا جودة منافسات تنس الطاولة من دور الـ64 بالخسارة أمام بطلة هولندا بنتيجة (0-4).

وفي الجودو ودّع يسري سامي منافسات وزن 60 كغم من دور الـ32 بالخسارة أمام بطل منغوليا بالإيبون، وفي الجمباز ودع عمر العربي منافسات الفردي العام بعد احتلاله المركز الـ27.

وتوقع ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، عدد الميداليات المصرية في باريس، وقال إنها «ستتراوح بين 7 إلى 11 ميدالية متنوعة».

لكن الناقدة الرياضية المصرية، نانسي علي، تتوقع حصول مصر على 5 ميداليات.

وتقول نانسي علي لـ«الشرق الأوسط» إن اللاعبين المرشحين للفوز بميداليات لم يلعبوا حتى الآن باستثناء زياد السيسي، الذي يتبقى أمامه فرصة مع منتخب السلاح للفوز بميدالية في الدورة الحالية.

وترى الناقدة المصرية أن نتائج اللاعبين المصريين في بداية الدورة «طبيعية للغاية». مشددة على أن «مصر لا يوجد بها مقومات إعداد البطل الأوليمبي أو التخطيط له وما يتم يكون بمجهود فردي، حيث يجري الاهتمام باللاعبين بعد فوزهم بالميداليات».

ويراهن مصريون على «منتخب كرة اليد لتحقيق ميدالية بدورة باريس وعلى رياضة رفع الأثقال، وعلى حدوث مفاجآت».

لاعبتا مصر دعاء الغباشي ومروة عبد الهادي خلال مباراة الكرة الطائرة الشاطئية ضد البرازيل في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 (أ.ب)

وحققت مصر 6 ميداليات في دورة طوكيو 2020، منها ذهبية فريال أشرف في الكاراتيه، والميدالية الفضية لأحمد الجندي فى الخماسي الحديث، و4 ميداليات برونزية عن طريق هداية ملاك لاعبة التايكوندو، وسيف عيسى بطل التايكوندو، ثم محمد إبراهيم كيشو بطل المصارعة، وجيانا فاروق لاعبة الكاراتيه.

وتعد نانسي علي هذا الرقم «استثنائياً» بسبب مشاركة مصر في رياضة الكاراتيه التي تجيدها، وكان إدراجها في طوكيو استثنائياً، بينما لم تدرج لعبة الكاراتيه في أولمبياد باريس الحالية.

ويرى نقاد ومتابعون أن «بعض الاتحادات الرياضية المصرية باتت طاردة للمواهب الرياضية، فقد أحدث هروب لاعب منتخب مصر للمصارعة الرومانية، أحمد فؤاد بغدودة، العام الماضي إلى فرنسا بعد مشاركته في بطولة أفريقيا للمصارعة، التي أقيمت في تونس من 15 إلى 21 مايو (أيار) الماضي، ضجة واسعة عقب فوزه بالميدالية الفضية.

وأعادت الواقعة إلى الأذهان سفر لاعب المصارعة أحمد جابر، ابن شقيقة البطل الأولمبي كرم جابر، إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تم تجنيسه.

أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصرية مع البعثة بباريس (حساب الوزارة على فيسبوك)

وبينما رأى مسؤولون أن «عدم الانتماء والوطنية لدى بعض اللاعبين» كان سبباً لهروبهم إلى الخارج، قال رياضيون إن «عدم وجود خطة استراتيجية لبناء بطل أولمبي وضعف الإمكانات وراء هروبهم ما يتسبب في خسارة مصر بطولات مهمة».

وتشارك بعثة الفراعنة في أولمبياد باريس بـ148 لاعباً ولاعبة أساسيين، و16 لاعباً احتياطياً، بإجمالي 164 لاعباً في 22 رياضة، في بعثة هي الأكبر في تاريخ العرب وأفريقيا.

وقالت وزارة الشباب والرياضة المصرية في بيان لها، الأحد، إنه تم إنهاء كل المشكلات المتعلقة بالإقامة والإعاشة التي تطرق لها العديد من أفراد البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد باريس بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية المصرية والسفارة المصرية في فرنسا.

صبحي يتفقد مقر إقامة البعثة المصرية بالقرية الأولمبية (حساب الوزارة على فيسبوك)

وطالب وزير الرياضة بمواصلة المؤازرة والدعم الجماهيري للاعبين المصريين في ظل المنافسة الكبيرة التي يخوضونها أمام أبطال العالم في مختلف اللعبات.

ودعا متابعون إلى مساندة اللاعبين المصريين وتشجيعهم حفاظاً على معنوياتهم من أجل البطولات المقبلة.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس - سباحة»: الفرنسي مارشان يحرز ذهبية 400 متر فردي متنوع

رياضة عالمية السبّاح الفرنسي ليون مارشان يحتفل بذهبية سباق 400 متر فردي متنوع (رويترز)

«أولمبياد باريس - سباحة»: الفرنسي مارشان يحرز ذهبية 400 متر فردي متنوع

فاز الفرنسي، ليون مارشان، حامل الرقم القياسي العالمي بذهبية سباق 400 متر (فردي متنوع) للرجال في دورة الألعاب الأولمبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الألمانية لورا سيغموند انسحبت من منافسات تنس السيدات في الأولمبياد (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - تنس»: سيغموند تكشف سبب انسحابها من الفردي

قرّرت الألمانية لورا سيغموند الانسحاب من مباراتها في الدور الأول لمنافسات الفردي لتنس السيدات في أولمبياد باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الفرنسية مورجان أوسيسيك خلال منافسات رياضة عارضة التوازن في أولمبياد باريس (رويترز)

أولمبياد باريس: تهديدات للإسرائيليين... واعتذار عن أخطاء الافتتاح

أعلن الادعاء العام في باريس، أن الشرطة فتحت تحقيقاً في تهديدات بالقتل تلقاها ثلاثة رياضيين إسرائيليين في دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية منتخب جنوب السودان استهل مشواره بالفوز على بورتوريكو (أ.ب)

بعد خطأ اسم كوريا الجنوبية في الافتتاح... عزف النشيد الخطأ لجنوب السودان

قال لاعبو كرة السلة للرجال في جنوب السودان إنهم شعروا بعدم الاحترام بعد عزف النشيد الوطني الخاطئ قبل الظهور الأول للفريق الأولمبي يوم الأحد.

ذا أتلتيك الرياضي (باريس)
رياضة عالمية فرحة كبيرة لسيدات اليابان بعد هدف الفوز في مرمى البرازيل في أولمبياد باريس (أ.ب)

«أولمبياد باريس - قدم»: سيدات اليابان يحبطن البرازيل

أهدرت لاعبات منتخب البرازيل لكرة القدم فرصة لضمان بلوغ دور الثمانية، الأحد، بعد الخسارة 1-2 أمام اليابان في اللحظات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
TT

في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)

هناك الكثير من العوامل التي تدخل ضمن مساعي الرياضيين الأولمبيين للحصول على الذهب، أبرزها المواظبة على التدريب وقضاء سنوات من الصرامة والشدة مع النفس، لكن عمر الرياضي أيضاً يعد أحد أهم هذه العوامل، وفق فريق بحثي من جامعة واترلو الكندية، استخدم الإحصائيات لمعرفة متى يبلغ أداء الرياضيين الأولمبيين في سباقات المضمار والميدان ذروته؟

ووفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية «سيجنيفيكنس» (Significance) يتدرب معظم الرياضيين عادةً على مدار عدة سنوات للوصول إلى أفضل أداء ممكن لديهم أو ما يعرف بـ«ذروة الأداء» في سن معينة، قبل أن يتراجع مستوى الأداء تدريجياً.

قال ديفيد أووسوجا، طالب الماجستير في علوم البيانات بجامعة واترلو، والباحث الرئيسي للدراسة: «على عكس الرياضات الأولمبية الأخرى مثل كرة القدم، والتنس، التي لها منافساتها رفيعة المستوى خارج نطاق الألعاب الأولمبية، فإن دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر مسرح يتنافس فيه رياضيو سباقات المضمار والميدان».

عبد الرحمن سامبا العدّاء القطري (الأولمبية القطرية)

وأضاف في بيان، نشر الأربعاء، على موقع الجامعة: «نظراً لأن الألعاب الأولمبية تقام مرة واحدة فقط كل أربع سنوات، يجب على الرياضيين في سباقات المضمار والميدان، أن يفكروا بعناية في متى وكيف يجب أن يتدربوا لزيادة فرص تأهلهم للأولمبياد لأقصى حد، بينما يكونون في ذروة الأداء الشخصي لهم». وتضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي.

قام باحثو الدراسة بتنظيم مجموعة بيانات الأداء الرياضي الاحترافي، سنة بعد سنة، لكل رياضي مسابقات «المضمار والميدان» الذين شاركوا ضمن المنافسات الفردية في دورات الألعاب الأولمبية، منذ دورة الألعاب التى أقيمت في عام 1996 في أتلانتا بالولايات المتحدة.

حلل الباحثون البيانات التي أخذت في الاعتبار خمسة عوامل: «الجنس، والجنسية، ونوع المسابقة الرياضية، ومدة التدريب الرياضي على مستوى النخبة المتميزة من الرياضيين، وما إذا كان هذا العام هو العام الذي عقدت فيه مسابقات الأولمبياد أم لا».

ووجدوا أن متوسط ​​عمر مشاركة الرياضيين الأولمبيين في ألعاب المضمار والميدان ظل ثابتاً بشكل ملحوظ لكل من الرجال والنساء على مدى العقود الثلاثة الماضية: أقل بقليل من 27 عاماً.

وهو ما علق عليه أووسوجا: «من المثير للاهتمام أن تحليلنا أظهر أن متوسط ​​​​ العمر للوصول إلى (ذروة الأداء) لهؤلاء الرياضيين كان 27 عاماً أيضاً».

ووفق النتائج، فإنه بعد سن 27 عاماً، هناك احتمال تبلغ نسبته 44 في المائة فقط، أن تكون لا تزال هناك فرصة أمام المتسابق للوصول إلى ذروة الأداء الرياضي، ولكن ​​في الأغلب ينخفض هذا الرقم مع كل عام لاحق لهذا السن تحديداً.

وقال ماثيو تشاو، الباحث في الاقتصاد بالجامعة، وأحد المشاركين في الدراسة: «العمر ليس العامل الوحيد في ذروة الأداء الرياضي»، موضحاً أن «الأمر المثير حقاً هو أننا وجدنا أن مدى وعي الرياضي بتوقيت البطولة، يساعد على التنبؤ بأدائه الرياضي بجانب درجة استعداده لها». وبينما يؤكد الباحثون أن تحليلهم نظري في الأساس، فإنهم يأملون أن تكون النتائج مفيدة لكل من الرياضيين والمشجعين.

ووفق أووسوجا فإن أهم النقاط التي نستخلصها من هذه الدراسة، هي أن «هناك قائمة من المتغيرات تساعد في التنبؤ بموعد ذروة الأداء لدى الرياضيين الأولمبيين».

وأضاف: «لا يمكنك تغيير سنة الألعاب الأولمبية، أو تغيير جيناتك، أو جنسيتك، ولكن يمكنك تعديل أنظمة التدريب الخاصة بك لتتماشى بشكل أفضل مع هذه المنافسات الرياضية».

وأشار تشاو إلى أن هذا النوع من الأبحاث يظهر لنا مدى صعوبة الوصول إلى الألعاب الأولمبية في المقام الأول، مضيفاً أنه «عندما نشاهد الرياضيين يتنافسون في سباقات المضمار والميدان، فإننا نشهد وفق الإحصائيات كيف يكون شخص ما في ذروة أدائه البدني، بينما يستفيد أيضاً من توقيت المنافسات ويكون محظوظًا للغاية».