تصفيات مونديال 2026: عمان تعول على خبرة مدربها كيروش وتميزها الخليجي

كارلوس كيروش (رويترز)
كارلوس كيروش (رويترز)
TT

تصفيات مونديال 2026: عمان تعول على خبرة مدربها كيروش وتميزها الخليجي

كارلوس كيروش (رويترز)
كارلوس كيروش (رويترز)

تعول عمان على خبرة مدربها البرتغالي كارلوس كيروش، ولاعبيها المحاربين وتميزها الخليجي، للتأهل إلى كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها، عندما تخوض منافسات المجموعة الأولى من الدور الرابع لتصفيات آسيا المؤهلة إلى مونديال 2026.

وتبدأ عمان مشوارها أمام قطر المضيفة الأربعاء على استاد جاسم بن حمد في الدوحة، وتلتقي الإمارات السبت على الملعب عينه. ومنذ تسلم مهامه في يوليو (تموز) الماضي، بديلاً للوطني رشيد جابر، عمل كيروش (72 عاماً) المتسلح بوصوله إلى كأس العالم 4 مرات مع 3 منتخبات، وقيادته 9 منتخبات وطنية وناديين كبيرين في أوروبا، على بث الروح المعنوية في نفوس لاعبيه لقلب الموازين في مجموعة تميل على الورق لصالح قطر والإمارات.

ووجه المساعد السابق للمدرب الشهير السير أليكس فيرغوسون في مانشستر يونايتد الإنجليزي ومدرب ريال الإسباني (2003 - 2004) عبر حسابه في «إنستغرام»، وقبل السفر إلى الدوحة لخوض التصفيات رسالة حماسية للاعبيه. وقال كيروش: «أعزائي المحاربين الحمر... قوة لاعبينا هي الفريق، وقوة فريقنا أن نكون عمانيين حقيقيين»، في إشارة إلى وجود لاعبين مجنسين في صفوف قطر والإمارات. وتابع البرتغالي: «نحن أكثر من مجرد لاعبي كرة قدم، لأننا نلعب بقلب كرة القدم ونقاتل بروح العمانيين الحقيقيين، نلعب بفخر وشرف من أجل وطن واحد، وعلم واحد، وشعب عمان». وأنهى: «شكراً لجميع الذين يتحدون مصيرنا بالصعوبات غير العادلة، إنهم يساعدوننا فقط على أن نكبر ونصبح أقوى».

وكان كيروش شدد أيضاً في المؤتمر الصحافي الأول الذي عقده بعد تعيينه في منصبه، على الروح القتالية التي يملكها اللاعب العماني: «الآن عرفت لماذا يطلق على الفريق تسمية (المحاربون الحمر)، وعندما تبدأ أي مباراة في التصفيات سيكون لدينا 15 لاعباً في الملعب وليس 11 ضد 11، لأننا نملك لاعبين محاربين».

وتراهن عمان أيضاً عندما تخوض بطولة «خليجية مصغرة» على تميزها في بطولات كأس الخليج خلال السنوات الأخيرة، حيث حصدت اللقب عامي 2009 و2017 والوصافة في آخر نسختين عامي 2023 و2024. وفازت عمان على قطر 2 - 1، وتعادلت مع الإمارات 1 - 1 في «خليجي 26» بالكويت في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وتأهلت إلى نصف النهائي في صدارة المجموعة الأولى على حساب منافستيها في ملحق المونديال.

واستعدت عمان لخوض الدور الرابع من تصفيات المونديال بالمشاركة في كأس اتحاد آسيا الوسطى التي استضافتها أوزبكستان وطاجيكستان بين 29 أغسطس (آب) و8 سبتمبر (أيلول). وبدأت عمان مشوارها ضمن منافسات المجموعة الأولى للبطولة بالتعادل مع أوزبكستان المضيفة والمتأهلة إلى كأس العالم 2026 (1 - 1)، ثم فازت على قيرغيزستان 2 - 1 وتركمانستان بالنتيجة نفسها، لتحتل المركز الثاني في المجموعة بفارق الأهداف عن أوزبكستان، وتلعب مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام الهند التي خسرتها بركلات الترجيح 2 - 3 (الوقت الأصلي 1 - 1). كما أقام الأحمر تجمعين داخليين غاب عنه المحترفون في الخارج.

وقال كيروش: «لم نكن أقرب من حلم كأس العالم أكثر من هذه اللحظة، وبعد هذه التحضيرات، إذا كان اللاعبون قادرين على أن يكونوا أقوى بدنياً وأسرع ذهنياً وأكثر حكمة ومهارة، فهذا أمر جيد للغاية». واختار البرتغالي 25 لاعباً لخوض مباراتي قطر والإمارات، بينهم المحترفون عصام الصبحي (القوة الجوية العراقي)، وجميل اليحمدي (الكرمة العراقي)، وعبد الرحمن المشيفري وخالد البريكي (إس كيه أرتيس برونو التشيكي)، ومحسن الغساني (بانكوك التايلاندي). كما ضمت القائمة لاعب وسط النهضة العماني حارب السعدي، الذي سيغيب عن المباراة الأولى أمام قطر بسبب الإيقاف، بعد طرده أمام فلسطين في الجولة الأخيرة من منافسات الدور الثالث.

ويتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة مباشرة إلى المونديال، فيما يلعب صاحبا المركز الثاني مباراتي ذهاب وإياب، يومي 13 و18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، لبلوغ الملحق العالمي.


مقالات ذات صلة

كلينسمان: المنتخب الألماني أحد المرشحين لنيل لقب كأس العالم

رياضة عالمية يورغن كلينسمان (د.ب.أ)

كلينسمان: المنتخب الألماني أحد المرشحين لنيل لقب كأس العالم

يعتقد يورغن كلينسمان، المدير الفني الأسبق للمنتخب الألماني لكرة القدم، أن ألمانيا لديها الفرصة للفوز ببطولة كأس العالم التي تقام العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (برلين )
رياضة عالمية  جود بيلينغهام (أ.ف.ب)

بيلينغهام… مشكلة غير متوقعة

لم ينجح الإنجليزي جود بيلينغهام في الاقتراب من النسخة التي قدّمها بموسمه الأول كما أن المدرب توماس توخيل لديه بدوره تساؤلات حوله مع منتخب إنجلترا 

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية ليونيل ميسي قائد منتخب الأرجنتين (أ.ف.ب)

مولر: مشاركة ميسي في المونديال قد تغير توازن الأرجنتين

قال توماس مولر إن مشاركة ليونيل ميسي في كأس العالم المقبلة ليس من شأنها أن تجعل المنتخب الأرجنتيني، حامل اللقب، أفضل.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية المهاجم الفرنسي سجَّل أيضاً 7 أهداف مع منتخب فرنسا خلال 2025 (إ.ب.أ)

59 هدفاً في عام واحد... كيف صنع مبابي موسمه الأعظم مع ريال مدريد؟

يسدل كيليان مبابي الستار على عام 2025 المدهش، بعدما سجَّل هدفه التاسع والخمسين من ركلة جزاء في شباك إشبيلية، ليعادل رقم رونالدو القياسي مع ريال مدريد 2013.

The Athletic (مدريد)
رياضة عالمية إصابة تاكومي مينامينو في الرباط الصليبي تضع مشاركته مع اليابان بكأس العالم محل شك (رويترز)

إصابة مينامينو في الرباط الصليبي تضع مشاركته مع اليابان بكأس العالم محل شك

باتت مشاركة الدولي الياباني تاكومي مينامينو في كأس العالم لكرة القدم ​العام المقبل محل شك بعد أن أكد ناديه موناكو تعرضه لتمزق في الرباط الصليبي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ماندي مدافع منتخب الجزائر يساند قرار «كاف»

عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)
عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)
TT

ماندي مدافع منتخب الجزائر يساند قرار «كاف»

عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)
عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)

أعرب عيسى ماندي، مدافع منتخب الجزائر لكرة القدم، عن تأييده لقرار تنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا كل أربعة أعوام، مؤكداً جودة الملاعب التي تستضيف مباريات النسخة

الحالية من البطولة التي يستضيفها المغرب.

وقال ماندي في المؤتمر الصحافي الذي يسبق مباراة منتخب بلاده أمام بوركينا فاسو، المقررة الأحد، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الخامسة: «كأس الأمم الأفريقية كل أربع سنوات؟ هذا أمر جيد. إقامتها كل سنتين أمر متكرر بعض الشيء. إقامتها كل أربع سنوات، مثل بطولات كأس العالم أو أوروبا أو أميركا الجنوبية، أمر منطقي تماماً. سيتم استبدال بطولة دوري بها، وأعتقد أن هذا أمر جيد للقارة الأفريقية».

من جهة أخرى، أبرز ماندي التنظيم الجيد للبطولة المقامة في المغرب، مشدداً على جودة الملاعب والمنشآت المسخّرة لهذا الغرض.

إلى ذلك، أشاد مدافع نادي ليل الفرنسي بمستوى زميله رياض محرز، ومضى يقول: «رياض، كما رأى الجميع، لاعب كبير آخر. إنه زعيمنا وقائدنا، هو من سيحمل الفريق على كتفَيه. يتحمل المسؤولية، كما عهدناه دائماً. بدأ بداية موفقة في بطولة كأس الأمم الأفريقية هذه، ويعمل بجد كبير للوصول إلى المستوى الذي أظهره أمام السودان».

ودعا ماندي إلى عدم التفكير في الماضي، بل النظر إلى الأمام والتطلع إلى المستقبل لوجود لاعبين جدد ومدرب جديد.

وأكمل: «المنتخب يضم مزيجاً من الشبان ولاعبي الخبرة... نعمل كل يوم ونتحدث حتى نمنح الثقة للجميع. إنها سادس نسخة أشارك بها؛ لذلك أعرف كيف أخوض هذه المنافسة، والشبان الذين التحقوا بالمنتخب يتجاوبون معنا، وهذا ما جعل الأمور سهلة».

وأكد أن وجود الجماهير الجزائرية بقوة سيدفع جميع مكونات المنتخب للعمل بكل جهد من أجل إسعادهم وإسعاد كل الشعب الجزائري، لافتاً إلى جاهزية الفريق لمواجهة بوركينا فاسو بعد تصحيح النقائص التي ظهرت في مباراة السودان.


لوكا زيدان... شباك نظيفة أمام السودان تعني ضغوطاً أكبر

لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)
لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)
TT

لوكا زيدان... شباك نظيفة أمام السودان تعني ضغوطاً أكبر

لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)
لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)

لم يكن الفوز الكبير لمنتخب الجزائر على السودان بنتيجة 3 / صفر في مستهل مشواره في بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، مجرد بداية قوية للبطولة، بل كان أيضاً لحظة استثنائية في مسيرة حارس المرمى الجديد، لوكا زيدان، الذي أثبت نفسه منذ أول مباراة كحارس أساسي للمنتخب الجزائري.

وسجل لوكا زيدان (27 عاماً)، والذي يلعب لنادي غرناطة الإسباني، ظهوره الأول في نهائيات كأس أمم أفريقيا بطريقة مبهرة، حيث حافظ خلالها على شباكه نظيفة أمام هجمات المنتخب السوداني، وأظهر هدوءاً وثقة عالية تحت ضغط البطولة الكبرى.

وأدى الأداء القوي للحارس الشاب إلى شعور الدفاع الجزائري بالاستقرار مع وجود لاعبين بارزين مثل ريان آيت نوري ورامي بن سبعيني، وأثبت أنه ليس مجرد اختيار تكتيكي، بل عنصر حاسم في الفريق.

وأشاد فلاديمير بيتكوفيتش، المدير الفني للمنتخب الجزائري بأداء زيدان قائلاً: «لوكا منح المجموعة شعوراً بالأمان، لعب بثقة وهدوء، وقدم أداءً استثنائياً رغم أنها من أوائل مبارياته مع المنتخب. وجوده في المرمى أعطانا ثباتاً كبيراً».

وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن لوكا زيدان كان بإمكانه اختيار مسار دولي مختلف، حيث شارك سابقاً مع منتخبات فرنسا للناشئين. لكنه اختار الجزائر، بعد تشجيع كبير من جده، وقال زيدان: «شجعني جدي على اللعب للجزائر، أردت أن أكرمه بهذا القرار. وجود عائلتي هنا يمنحني شجاعة إضافية».

ولم يكن حضور والده، زين الدين زيدان، بطل العالم 1998 مع فرنسا، في مدرجات ملعب مولاي الحسن بالرباط إلا دليلاً على الدعم العائلي الكبير، لكنه لم يشتت تركيز لوكا، الذي حافظ على رباطة جأشه طوال المباراة.

حراسة المرمى في الجزائر لها تاريخ طويل مع أسماء بارزة مثل رايس مبولحي، واليوم يقع على عاتق لوكا زيدان حمل شعلة هذا المركز. الأداء أمام السودان، مع شباك نظيفة وهدوء تحت الضغط، يعكس استعداد الحارس للتعامل مع المسؤولية الكبيرة، والمساهمة في بناء اللعب من الخلف، وتوجيه خط الدفاع بذكاء.

بعد هذه البداية المميزة، يتجه المنتخب الجزائري إلى مباراة صعبة أمام بوركينا فاسو الأحد، في مواجهة قد تحسم صدارة المجموعة الخامسة.

وسيكون على زيدان تكرار الأداء نفسه، والحفاظ على التوازن الدفاعي للفريق، مع مواجهة هجمات قوية ومنتظمة، لضمان استمرار بداية مثالية للبطولة.

ويبدو أن لوكا زيدان أصبح بسرعة نقطة الثقل في المنتخب الجزائري، ليس فقط بسبب مهاراته الفنية، بل أيضاً لقدرته على قيادة الدفاع ومنح زملائه الثقة اللازمة في المباريات الكبرى.

وجعل الفوز الأول والشباك النظيفة أمام السودان، بداية البطولة مثالاً على القوة النفسية والبدنية لهذا الحارس الشاب، وما ينتظر المنتخب الجزائري معه في بقية المباريات.


«أمم أفريقيا»: التعادل مع مالي يعمق الانتقادات حول اختيارات الركراكي

وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)
وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)
TT

«أمم أفريقيا»: التعادل مع مالي يعمق الانتقادات حول اختيارات الركراكي

وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)
وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)

لم يكن التعادل الذي حققه المنتخب المغربي أمام مالي مجرد تعثر عابر في مسار كأس أمم أفريقيا، بل تحول إلى محطة مفصلية أعادت إلى السطح نقاشاً فنياً محتدماً حول أداء وليد الركراكي، وخياراته الفنية، والبشرية، في وقت بدأت فيه جماهير واسعة تتساءل عما إذا كان وهج مونديال قطر قد دخل فعلاً مرحلة الأفول.

فرغم الاستحواذ والسيطرة النسبية على الكرة، بدا المنتخب عاجزاً عن فرض إيقاعه، أو تفكيك التنظيم الدفاعي الصارم لمنتخب مالي، الذي اعتمد على كتلة دفاعية منخفضة، وكثافة عددية في وسط الميدان، مع إغلاق العمق، والرهان على المرتدات. هذا التنظيم حول التفوق المغربي في الاستحواذ إلى سيطرة عقيمة، كما فشل الأسود في الحفاظ على التقدم بعد التسجيل، في مؤشر إضافي على غياب النجاعة، والبدائل التكتيكية.

وما زاد من حدة الانتقادات أن وليد الركراكي بات، في نظر عدد من المحللين، كتاباً مفتوحاً لبقية المدربين، حيث أصبح أسلوبه متوقعاً، وسهل القراءة. نفس منظومة اللعب، ونفس آليات الخروج بالكرة، ونفس الرهان على الأطراف، والعرضيات، مع محدودية في المفاجأة التكتيكية، أو تغيير الإيقاع.

منتخب مالي قدم نموذجاً واضحاً على ذلك، إذ تعامل ببرودة أعصاب مع الضغط المغربي، ونجح في تعطيل مفاتيح اللعب بإغلاق العمق، وترك المساحات الجانبية غير المؤثرة، ثم معاقبة المغرب عبر مرتدات سريعة، مستفيداً من الفراغ الذي أحدثته تغييرات الركراكي. هذا المعطى دفع متابعين إلى التأكيد على أن المنافسين باتوا يدرسون المغرب بسهولة، ويعرفون مسبقاً كيف سيبادر، ومتى سيتراجع، في غياب بصمة تكتيكية متجددة تربك الحسابات.

كما تمثل أحد أبرز محاور الانتقاد في إصرار المدرب على استدعاء لاعبين دائمي الحضور داخل اللائحة الوطنية، حتى في حالات الإصابة، أو افتقاد التنافسية، وهو ما اعتبره متابعون مساساً واضحاً بمبدأ الاستحقاق، والجاهزية.

هذا التوجه، وفق آراء فنية متقاطعة، يضعف روح المنافسة داخل المجموعة، ويجعل المنتخب أسير أسماء بعينها، بدل أن يكون فضاء مفتوحاً أمام كل من يفرض نفسه بالأداء في الدوري المحلي، أو في الدوريات الخارجية.

في السياق ذاته، أثار استمرار تجاهل محمد ربيع حريمات، لاعب الجيش الملكي، الكثير من التساؤلات، خاصة أن اللاعب كان من أبرز مهندسي تتويج المنتخب المغربي بلقب كأس أفريقيا للاعبين المحليين «الشان» خلال الصيف الماضي، ثم قاد المجموعة ذاتها للتتويج بكأس العرب قبل أيام قليلة في قطر. بل إنه توج بلقب أفضل لاعب في البطولتين معاً.

مصادر متطابقة ربطت هذا الغياب بخلافات شخصية سابقة بين اللاعب والمدرب، وهو ما أعاد طرح سؤال كبير حول مدى موضوعية الركراكي في اختياراته، وحول ما إذا كانت الاعتبارات الشخصية باتت تتقدم على المردودية، والجاهزية.

تكتيكياً، افتقد المنتخب للتنوع في الثلث الأخير من الملعب، حيث طغى البطء في البناء، وكثرت العرضيات غير المجدية، مع ضعف التحركات بين الخطوط وغياب الحلول في العمق.

وزادت الانتقادات حدة بعد إخراج إبراهيم دياز رغم الديناميكية التي كان يضخها في الربط بين الوسط والهجوم، وتعويضه بدخول عدد من المهاجمين في توقيت متقارب، دون تغيير يذكر في الفاعلية الهجومية.

هذه التغييرات أدت عملياً إلى إفراغ وسط الميدان، وأفقد المجموعة التوازن المطلوب، مما فتح مساحات كبيرة أمام لاعبي مالي للاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وهي المرتدات التي كادت تمنحهم هدف الفوز في أكثر من مناسبة خلال الدقائق الأخيرة.

اليوم، لم يعد النقاش مقتصراً على تعادل أمام مالي، بل تجاوز ذلك إلى تساؤل أعمق: هل بدأ رصيد مونديال قطر في التآكل فعلاً؟

صحيح أن وليد الركراكي لا يزال يتمتع برصيد من الثقة، غير أن هذا الرصيد يبدو في تآكل تدريجي مع كل مباراة يخرج فيها المنتخب دون إقناع، خاصة في ظل طموحات جماهيرية ارتفعت سقوفها بشكل غير مسبوق.

فالمنتخب الذي اعتاد إبهار المتابعين بصلابته الذهنية، ووضوح هويته التكتيكية، بات يقدم صورة باهتة تفتقد الجرأة، والتجديد، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة بالنسبة لوليد الركراكي، ليس فقط على مستوى النتائج، بل أيضاً على مستوى استعادة الثقة في مشروع تقني بات محاطاً بالشك أكثر من أي وقت مضى.

المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط على مستوى النتائج، بل فيما إذا كان الطاقم الفني قادراً على مراجعة خياراته الفنية، والبشرية، واستعادة دينامية جماعية غابت في مباراة مالي، قبل أن يتحول الشك إلى قناعة يصعب التراجع عنها.