«خالد الفيصل» سبب ميلاد كأس الخليج... والكويت «هيمنة لا تنسى»

دخلت السعودية على خط الألقاب فتوّجت ثلاث مرات بين 1994 و2004 (أرشيفية)
دخلت السعودية على خط الألقاب فتوّجت ثلاث مرات بين 1994 و2004 (أرشيفية)
TT

«خالد الفيصل» سبب ميلاد كأس الخليج... والكويت «هيمنة لا تنسى»

دخلت السعودية على خط الألقاب فتوّجت ثلاث مرات بين 1994 و2004 (أرشيفية)
دخلت السعودية على خط الألقاب فتوّجت ثلاث مرات بين 1994 و2004 (أرشيفية)

رغبة في التقارب بين منتخبات المنطقة وتجميعها في بطولة دورية، أبصرت كأس الخليج لكرة القدم النور عام 1970 في البحرين، فحظيت باهتمام لافت وارتفعت فيها وتيرة التنافس بين الجيران بصرف النظر عن فارق المستوى والجاهزية الفنية.

خلال عشاء عام 1968 في الرياض، طرح الأمير خالد الفيصل، مدير عام رعاية الشباب السعودية، على الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، رئيس الاتحاد البحريني المهتم باستضافة مباريات ودية للأندية والمنتخبات، فكرة عفوية بلمّ شمل منتخبات المنطقة في بطولة واحدة.

نالت ترحيباً من القيادات السياسية في المنطقة، فاحتضنت البحرين النسخة الأولى في 1970، بعدما عُرضت الفكرة على رئيس الاتحاد الدولي (فيفا)، الإنجليزي ستانلي راوس، في أولمبياد مكسيكو 1968.

اشتهرت بطولة الخليج في بداياتها بوجود الثلاثي الإداري الشهير الأمير فيصل بن فهد، رئيس الاتحاد السعودي، والشيخ فهد الأحمد، رئيس الاتحاد الكويتي، والشيخ عيسى بن راشد، رئيس الاتحاد البحريني -رحمهم الله-، حيث أسهموا في نهضتها من خلال تصريحاتهم القوية.

شاركت أربع دول في النسخة الافتتاحية، هي البحرين والسعودية والكويت وقطر بموجب إذن خاص من «فيفا» لعدم انضوائها تحت لوائه آنذاك. توّجت الكويت بلقب أول نسخة بثلاثة انتصارات عن جدارة بعد ظهورها بمستوى عالٍ، ممهدة الطريق لسجل قياسي يتضمن عشرة ألقاب من أصل 25 نسخة.

أحرزت عُمان اللقب الأول في 2009 على حساب السعودية معوضة خيبة الخسارة مرتين في النهائي (أرشيفية)

على هامش الدورة الأولى، تقرّر إقامتها كل سنتين بدلاً من تنظيمها سنوياً، واحتفاظ المتوج ثلاث مرات بالكأس إلى الأبد، كما هي الحال في كأس «جول ريميه» القديمة للمونديال.

تبادلت المنتخبات المؤسّسة الاستضافة، شاركت الإمارات أوّل مرّة في 1972، سلطنة عُمان في 1974، والعراق في 1976، لكن الثابت الوحيد بقي الكويت المتوجة أربع مرات توالياً بين 1970 و1976. قدّمت نجمها جاسم يعقوب واحتفظت بالكأس إلى الأبد.

في مايو (أيار) 1977، عُقد اجتماع لممثلي الاتحادات الخليجية في الإمارات، فطُرح اقتراحان ينصّ الأول على إقامة الدورة كل ثلاث سنوات والثاني يتبنى إقامتها كل سنتين.

ونظراً لعدم اكتمال المنشآت الرياضية في الإمارات، اعتذرت عن عدم احتضان الدورة الخامسة، فاستضافها العراق في 1979.

أحرز العراق مع هدافه حسين سعيد اللقب عن جدارة أمام الكويت التي منيت بخسارتها الأولى، فيما برز السعودي ماجد عبد الله.

تبادل العراق والكويت الألقاب حتى النسخة الحادية عشرة في قطر عام 1992 على استاد خليفة الدولي، حيث توّج العنابي للمرة الأولى، في ظل غياب العراق الممنوع من المشاركة بسبب حرب الخليج الثانية.

دخلت السعودية على خط الألقاب فتوّجت ثلاث مرات بين 1994 و2004، فيما راح لقبان للبطل الاعتيادي الكويت في 1996 و1998 بفعل تألق جاسم الهويدي وبدر حجي.

في 2003، شارك اليمن للمرة الأولى، بقرار من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لكن نصيبه كان المركز الأخير بنقطة واحدة من 6 مباريات.

اللقب الثاني لقطر أحرزته أيضاً على أرضها في 2004، عندما عاد العراق للمشاركة، فيما انتظرت الإمارات حتى 2007 لتظفر بلقبها الأول في أبوظبي بهدف نجمها إسماعيل مطر في النهائي ضد عُمان.

وللمرة الثالثة توالياً توّجت الدولة المضيفة، عندما أحرزت عُمان اللقب الأول في 2009 على حساب السعودية، معوضة خيبة الخسارة مرتين في النهائي.

اتجهت البطولة إلى اليمن للمرة الأولى نهاية 2010، رغم شكوك حول إقامتها بسبب الأوضاع الأمنية، وهناك عزّزت الكويت مع فهد العنزي وبدر المطوّع رقمها القياسي محرزة لقبها العاشر.

راح لقبان للبطل الاعتيادي الكويت في 1996 و1998 بفعل تألق جاسم الهويدي وبدر حجي (أرشيفية)

أظهر منتخب الإمارات، بقيادة المدرب مهدي علي، تطوّره، فزحفت جماهيره جواً وبحراً لدعم زملاء عمر عبد الرحمن في رحلة التتويج بلقب 2013 في البحرين.

رفعت قطر ألقابها إلى ثلاثة على حساب المضيفة السعودية نهاية 2014 بحضور جماهيري كبير في الرياض، فتوجت للمرة الأولى خارج أرضها.

وأحرزت عُمان لقبها الثاني مطلع 2018 في الكويت، وبركلات الترجيح أيضاً، عندما تألق حارسها فايز الرشيدي في النهائي ضد الإمارات.

وتُوّج المنتخب البحريني بلقبه الأول نهاية 2019 على حساب السعودية بهدف.

على أرضه، توج العراق مطلع 2023 بلقبه الرابع والأول منذ 1988 بفوز دراماتيكي قاتل على عمان 3-2 في البصرة، بهدف مناف يونس في الدقيقة 120+2 أمام أكثر من 65 ألف متفرج.

عكرت مشكلات تنظيمية الحدث.

توج العراق مطلع 2023 بلقبه الرابع والأول منذ 1988 بفوز دراماتيكي قاتل على عمان 3-2 في البصرة (أرشيفية)

شهدت البطولة عقبات وسلسلة انسحابات في تاريخها

سجّلت البحرين أول حالة انسحاب في عام 1972 خلال مباراتها ضد السعودية بسبب سوء التحكيم، فألغيت نتائجها. في النسخة الرابعة عام 1976 في قطر، هدّدت المضيفة بالانسحاب لاعتراض المشاركين على وجود لاعبين غير قطريين في صفوفها. وبعد مد وجزر استبعد اللاعبان وهما حسن مختار وجمال الخطيب.

في اليوم التالي لافتتاح النسخة السادسة عام 1982، تسلّم رئيس الوفد العراقي رسالة من الرئيس صدام حسين طالبه فيها بالانسحاب لمصلحة نظيره الكويتي الذي كان يستعد حينذاك لتمثيل الكرة الخليجية في مونديال إسبانيا عام 1982.

وفي البحرين عام 1986، غاب نجوم العراق أمثال أحمد راضي وعدنان درجال وحسين سعيد، لادخار جهودهم لمونديال المكسيك، ما سهّل مهمة الكويت في استعادة اللقب.

وفي النسخة العاشرة في الكويت عام 1990، اعتذرت السعودية عن عدم المشاركة قبل انطلاقها بأيام، ثم انسحب المنتخب العراقي قبل نهايتها بعد خوضه ثلاث مباريات، وذلك احتجاجاً على التحكيم، وكانت آخر دورة يشارك فيها قبل الغزو العراقي للكويت في أغسطس (آب) 1990، قبل عودته في 2004.


مقالات ذات صلة

مدير كأس يونايتد للتنس: البطولة أرض خصبة للابتكار

رياضة عالمية ستيفن فارو (رويترز)

مدير كأس يونايتد للتنس: البطولة أرض خصبة للابتكار

قال مدير بطولة كأس يونايتد للتنس، اليوم الخميس، إن اللعبة كانت بطيئة جداً في تبنّي الابتكار بسبب نجاحها خلال العصر الذهبي الذي هيمن عليه نجوم عالميون.

«الشرق الأوسط» (بنغالور)
رياضة عربية خيسوس كاساس (رويترز)

كاساس يعلن قائمة العراق النهائية في «خليجي 26»

أعلن الإسباني خيسوس كاساس، مدرب منتخب العراق، اليوم الخميس، القائمة النهائية المستدعاة لخوض منافسات بطولة كأس الخليج لكرة القدم «خليجي 26».

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عالمية ماركو روزه (د.ب.أ)

روزه: لايبزغ ليس المنافس الأول لبايرن ميونيخ في الدوري الألماني

قال ماركو روزه، المدير الفني لفريق لايبزغ الألماني لكرة القدم، إنه لا يرى أن فريقه هو المنافس الأول لبايرن ميونيخ في الدوري الألماني (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزغ)
رياضة عربية يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)

خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة، عندما يخوض النسخة السادسة والعشرين على أرض جارته الكويت.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة عالمية فالتيري بوتاس (أ.ف.ب)

بوتاس يعود إلى مرسيدس سائقاً احتياطياً بعد انفصاله عن ساوبر

قال مرسيدس المنافس في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات، اليوم الخميس، إن فالتيري بوتاس سيعود للفريق في مقعد السائق الاحتياطي لموسم 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)

خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)
يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)
TT

خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)
يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة، عندما يخوض النسخة السادسة والعشرين على أرض جارته الكويت، رغم بعض الغيابات في صفوفه الناجمة عن استمرار الدوري المحلي.

وكان الإسباني خيسوس كاساس الذي تولى مهمته في 2022، قاد «أسود الرافدين» إلى لقب غاب عنهم 35 عاماً هو الرابع بعد أعوام 1979.1984 و1988 بعهدة المدرب الراحل عمو بابا، ليحتل المركز الثاني في السجل التاريخي وراء الكويت المتوجة بعشرة ألقاب.

وولّد الانسجام في تشكيلة كاساس نتائج إيجابية في تصفيات مونديال 2026، حيث يحتل العراق وصافة المجموعة الثانية ضمن الدور الثالث من التصفيات الآسيوية، بفارق نقطتين عن كوريا الجنوبية المتصدرة بعد ست جولات، ومتقدماً على الأردن وعمان والكويت وفلسطين.

ومنتخب العراق الذي شارك للمرة الأولى بكأس الخليج في النسخة الرابعة في الدوحة عام 1976 ونال موقع الوصيف بعد نظيره الكويتي، يملك فرصة كبيرة لحجز إحدى البطاقتين المباشرتين لكأس العالم، ليشارك للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986 في المكسيك.

لكن بطل آسيا 2007 سيشارك في هذه البطولة في ظل استمرار عجلة الدوري المحلي مع تفريغ لاعبَين اثنين كحد أقصى من كل نادٍ.

قال رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال في تصريح لقناة «يو تي في»: «أعلمنا الجميع أن الدوري سيستمر خلال إقامة كأس الخليج وهناك تفريغ فقط للاعبَين من أي نادٍ كحد أقصى».

تابع «بعض الأندية الخارجية وافقت على تفريغ اللاعبين وأخرى رفضت وهذا من حقها، لأن البطولة ليست في أيام الاتحاد الدولي (فيفا)».

وشرح «كل فريق يطمح إلى الحصول على اللقب والعراق من ضمنها، لكن هذا الأمر ليس من أهدافنا الرئيسة بل (نأمل أن يكون) استعداداً جيداً للمنتخب في تكملة مشواره في تصفيات كأس العالم».

ونظراً لخيار تحديد عدد اللاعبين من كل نادٍ، استغنى كاساس عن عدد من اللاعبين الذين شاركوا في تصفيات كأس العالم ومنهم حارسا المرمى أحمد باسل (الشرطة) وفهد طالب (الطلبة) ومدافع القوة الجوية زيد تحسين والظهير أحمد يحيى، إلى جانب لاعبي الوسط حسن عبد الكريم (الزوراء) ومحمد قاسم (النجف).

ويراهن كاساس على سبعة من لاعبي الخبرة أسهموا في خطف اللقب الخليجي مطلع العام الماضي، هم حارس المرمى وقائد المنتخب جلال حسن والمدافعان علي فائز ومناف يونس، صاحب هدف الفوز الثمين والقاتل على منتخب سلطنة عُمان والتتويج بلقب خليجي 25، فضلاً عن لاعبي الوسط أمير العماري وأمجد عطوان وإبراهيم بايش والهداف أيمن حسين.

قال حارس المرمى جلال حسن الذي يشارك للمرة الرابعة في البطولة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «البطولة لها طعم خاص... دائماً ما ندخلها بهوية المنافس على اللقب... وجودنا ليس للمشاركة فقط، بل نشكل رقماً مهماً في البطولة».

وتجمع لاعبو العراق بمعسكر تدريبي في الدوحة، قبل انطلاق مشاركتهم ضمن مجموعة تضم السعودية والبحرين واليمن.

بدوره، قال بايش المحترف مع فريق الرياض السعودي «لدينا الثقة والطموح للذهاب لبطولة الخليج في الكويت والتألق مجدداً والحفاظ على اللقب. كأس الخليج ليست سهلة، خصوصاً أن جميع المنتخبات تلعب بنفس الروحية والتحدي والطموح للتتويج».

وغيّبت الأحداث الحربية والأوضاع السياسية العراق عن أجواء البطولة المحببة لدى أبناء المنطقة، بعد غزو العراق لدولة الكويت مطلع أغسطس (آب) 1990 في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

كما ألقت ظروف الحصار الاقتصادي في حقبة التسعينات، وكذلك الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي (فيفا) على العراق، بظلالها القاتم على منتخب «أسود الرافدين»، قبل أن يعود إلى أجواء بطولات كأس الخليج عام 2004 في الدوحة مثلما انطلق منها في أول مشاركة في النسخة الرابعة عام 1976.