«تصفيات كأس العالم»: كوريا الجنوبية تعزز صدارتها على حساب الكويت

من مواجهة الكويت وكوريا الجنوبية ضمن المنافسات المؤهلة لكأس العالم 2026 (الشرق الأوسط)
من مواجهة الكويت وكوريا الجنوبية ضمن المنافسات المؤهلة لكأس العالم 2026 (الشرق الأوسط)
TT

«تصفيات كأس العالم»: كوريا الجنوبية تعزز صدارتها على حساب الكويت

من مواجهة الكويت وكوريا الجنوبية ضمن المنافسات المؤهلة لكأس العالم 2026 (الشرق الأوسط)
من مواجهة الكويت وكوريا الجنوبية ضمن المنافسات المؤهلة لكأس العالم 2026 (الشرق الأوسط)

عزز منتخب كوريا الجنوبية صدارته وقطع شوطاً نحو التأهل، بعدما حقق الانتصار الرابع توالياً على حساب مضيفه منتخب الكويت 3-1، الخميس، على استاد جابر الأحمد الدولي، ضمن الجولة الخامسة من المجموعة الثانية للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في كرة القدم.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» سجل أوه سي هون (10)، وسون هيونغ مين (19 من ركلة جزاء)، وباي جون هو (74)، أهداف كوريا الجنوبية التي اقتربت من التأهل للمرة 12 في تاريخها، ومحمد دحام هدف الكويت (60).

انطلقت المباراة باستحواذ واضح من الجانب الكوري الجنوبي لكن دون تهديد صريح لمرمى الحارس خالد الرشيدي العائد إلى المنتخب بعد طول غياب تعويضاً لسليمان عبد الغفور المصاب، وكانت التسديدة الأولى نحو المرمى من نصيب سامي الصانع، لكن الكرة علت العارضة (5).

ولم تمر 10 دقائق حتى تقدم الضيوف من رأسية ارتقى فيها أوه سي هون للكرة مستغلاً طوله الفارع (1.94 متر) وأرسلها قوية في سقف المرمى.

وبقي «الأزرق» المصنف 135 عالمياً، متحفظاً وافتقد إلى قائده وهدافه يوسف ناصر الذي تعرض للإصابة خلال الاستعدادات للمباراة، وكان موجوداً على دكة الاحتياط. استمر الضغط الكوري وارتكب الصانع خطأ على لاعب توتنهام الإنجليزي، سون هيونغ مين، داخل المنطقة، لم يتردد الحكم الأسترالي شون إيفانز عن احتسابها ركلة جزاء، تولى تنفيذها سون نفسه، وأحرز منها الهدف الثاني لفريقه (19). وهذا هو الهدف الدولي الخمسون لسون مع «محاربي تايغوك».

وكان مدرب المنتخب الكوري الجنوبي، هونغ ميونغ بو، استعاد خدمات سون (32 عاماً) الذي استبعد من الجولتين الثالثة والرابعة أمام الأردن والعراق على التوالي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ بسبب إصابته في أوتار الركبة اليسرى.

وكادت كوريا الجنوبية تتقدم بالهدف الثالث، بيد أن رأسية لي جاي سونغ ارتطمت بالعارضة (40) لينتهي معها شوط أول عجز فيه الجهاز الفني لـ«الأزرق» بقيادة المدرب الأرجنتيني خوان أنتونيو بيتزي، الذي تسلّم دفة القيادة في يوليو (تموز) الماضي لمدة عام واحد، عن إيجاد الحلول العملية لتهديد مرمى الضيف جدّياً.

ولم تختلف بداية الشوط الثاني عن سيناريو الأول حيث استمر الكوريون في الاستحواذ ومحاولات التقدم، متسلحين بخبرة لاعبيهم وبينهم مدافع بايرن ميونيخ الألماني، كيم مين جاي، ولاعب وسط باريس سان جيرمان الفرنسي، لي كانغ إن.

وفاجأ «الأزرق» ضيفه الكوري بهدف قلص من خلاله الفارق عبر محمد دحام إثر تسلمه كرة نادرة داخل المنطقة عاجلها بتسديده قوية في مرمى الحارس جو هييون هوو (60).

وخرج سون في الدقيقة 64 ليعوضه باي جون هو، فيما زجّ بيتزي بيوسف ناصر (71). وفي الوقت الذي سعى فيه منتخب الكويت لانتزاع التعادل، نجح البديل باي جون هو، في تسجيل الهدف الثالث لكوريا الجنوبية المستحوذة بنسبة 67 في المائة، وذلك من تسديدة ذكية داخل منطقة الجزاء (74) لتنتهي المباراة، ويفشل «الأزرق» في تحقيق فوزه الأول لإحياء آماله في التأهل المباشر إلى كأس العالم للمرة الثانية، بعدما سبق له خوض غمار «العرس العالمي» مرة واحدة (إسبانيا 1982) حين كانت الكويت أول دولة خليجية تظهر فيه.

وفي الجولة السادسة المقررة في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تلعب كوريا الجنوبية مع فلسطين على استاد عمّان الدولي في الأردن، بعد بداية مخيبة للتصفيات على أرضها أمام فلسطين نفسها (0-0)، بينما تعلب الكويت مع الأردن، وعُمان مع العراق.

وتتصدر كوريا الجنوبية المصنفة 22 عالمياً، الترتيب برصيد 13 نقطة أمام العراق والأردن (7 لكل منهما)، عُمان والكويت (3 لكل منهما)، وفلسطين (2).

وتتأهل المنتخبات البطلة والوصيفة في المجموعات الثلاث مباشرة إلى المونديال المقرر في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بينما يجرى توزيع أصحاب المركزين الثالث والرابع على مجموعتين يتأهل منهما المنتخبان المتصدران، ويلتقي الفريقان الحاصلان على المركز الثاني في مباراة ملحق لتحديد ممثل آسيا في الملحق العالمي.


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.