عمر قرادة... البطل الأردني الذي تجاوز صعوبات «الإعاقة» ليرفع ذهبيتين بارالمبيتين

زوجته تدعمه في كل محفل... ويتأهب للنسخة المقبلة في لوس أنجليس

عمر قرادة متوشحاً بعلم بلاده خلال التتويج (الأولمبية الأردنية)
عمر قرادة متوشحاً بعلم بلاده خلال التتويج (الأولمبية الأردنية)
TT

عمر قرادة... البطل الأردني الذي تجاوز صعوبات «الإعاقة» ليرفع ذهبيتين بارالمبيتين

عمر قرادة متوشحاً بعلم بلاده خلال التتويج (الأولمبية الأردنية)
عمر قرادة متوشحاً بعلم بلاده خلال التتويج (الأولمبية الأردنية)

بابتسامة عريضة ترتسم على وجهه، تجسد شعور الفخر والإنجاز، التقينا البطل الأردني عمر قرادة بعد انتهائه من منافسات رفع الأثقال في ملعب أديداس أرينا في باريس، حيث انتظرناه بجوار الوفد الأردني طويلاً للحديث معه عن إنجازه البارالمبي.

كانت زوجته والوفد الأردني في استقباله، ينتظرونه بفارغ الصبر، ليحتفلوا معاً بإنجازه. لحظات مليئة بالفرح والاعتزاز وكان عمر ينتظرها منذ سنوات.

رافقت «الشرق الأوسط» قرادة خلال رحلته البارالمبية، حيث حصد الميدالية الذهبية في رفع الأثقال للمرة الثانية في مسيرته وهي الميدالية الوحيدة للأردن في هذه الألعاب. قرادة، الرياضي الذي تجاوز كل الصعوبات، لم يعتبر إعاقته عائقاً، بل اعتبرها دافعاً للنجاح، وقال لنا بصراحة وهدوء: «إعاقتي هي تشوه خِلْقي. وُلدت هكذا، والحمد لله، أنا متأقلم مع وضعي الحالي».

عمر، البالغ من العمر 43 عاماً، متزوج منذ 9 سنوات ولم يُرزق بأطفال بعد، إلا أن رضاه وقبوله لما تكتب له الحياة كان واضحاً في حديثه. يعمل في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين الأردنيين، ويحظى بدعم كبير من بيئة عمله التي تتيح له التفرغ قبل كل بطولة بستة أشهر للتحضير. هذا التوازن بين عمله ورياضته، الذي يعتبره مفتاح نجاحه، هو ما جعله قادراً على العطاء في كلا المجالين دون أي عناء.

شارك عمر في سبع بطولات دولية خلال أربعة أعوام (الأولمبية الأردنية)

بدأت مسيرة عمر في رياضة رفع الأثقال عام 2003، عندما كان في الثانية والعشرين من عمره. قرر حينها الدخول في هذه الرياضة لأنه وجد فيها شغفاً خاصاً، وقال عن تلك الفترة: «اخترت رياضة رفع الأثقال لأنني أحببتها، والحمد لله، ظللت مستمرا بها».

كانت الرياضة بوابته إلى العالم، فتحت أمامه فرصاً جديدة، وسافر وتعلم الكثير. أول نجاحاته الكبيرة جاءت في الألعاب البارالمبية بكين 2008 بميدالية فضية، وأكمل الحلم البارالمبي عام 2016 في ريو دي جانيرو وتوجه بفضية أخرى، وإصراره وعمله قاداه إلى ذهبية طوكيو عام 2020 واختتمها اليوم في باريس 2024 بذهبية ثانية.

على مدار أربع سنوات، شارك عمر في سبع بطولات دولية، محققاً الذهب في كل منها. وعندما جاء موعد الألعاب البارالمبية في باريس، كان مستعداً بحماس وإصرار على تحقيق الذهبية الثانية. وقد نجح في ذلك بالفعل، حيث رفع علم الأردن بين 162 دولة، محققاً إنجازاً تاريخياً لوطنه. قال عمر عن تلك اللحظة: «كانت فرحة لا توصف».

خلال منافسات رفع الأثقال في ملعب أديداس أرينا (الأولمبية الأردنية)

في رحلاته ومنافساته، ترافقه زوجته أسماء شكري التي تشاركه نفس الشغف الرياضي. فهي بدورها بطلة في رفع الأثقال وتحتل المركز الرابع عالمياً. عمر وزوجته يمثلان دعماً متبادلاً لبعضهما البعض، حيث قال بفخر: «هي حافز لي وأنا حافز لها، ومستمران معاً في هذه الرياضة».

بعد هذا الإنجاز في باريس، يتحضر عمر لهدف جديد: الألعاب البارالمبية في لوس أنجليس 2028. وهو يدرك أن الطريق طويل، لكن شغفه وإصراره يجعلانه مستعداً للمحطات التأهيلية المقبلة بثقة وحماس.

يظهر عمر رضاه وقبوله لما تكتب له الحياة (الشرق الأوسط)

أهدى عمر إنجازه الأخير للملك عبد الله الثاني والعائلة الهاشمية، كما عبر عن امتنانه لأهله وأصدقائه وكل من وقف بجانبه ودعمه خلال مسيرته. أعرب أيضاً عن تقديره العميق للداعمين من الشركات، مشيراً إلى أهمية دعم رياضات ذوي الإعاقة لضمان توفير الإمكانيات اللازمة للرياضيين.

في ختام حديثه، وجّه عمر رسالة ملهمة لكل الأشخاص ذوي الإعاقة: «الالتزام والإصرار والتحدي سيوصلونكم إلى الهدف. نحن أصحاب طاقة ولسنا أصحاب إعاقة». بهذه الكلمات، يلخص عمر رحلته التي تمثل الإصرار على تجاوز الصعاب وتحقيق الأحلام.


مقالات ذات صلة

«البريميرليغ»: سيتي يواصل السقوط

رياضة عالمية لاعبو مانشستر سيتي يخرجون من الملعب في حزن بعد الهزيمة من فيلا (أ.ب)

«البريميرليغ»: سيتي يواصل السقوط

واصل مانشستر سيتي حامل اللقب تدهوره أكثر فأكثر، وذلك بسقوطه على أرض أستون فيلا 1 - 2، السبت، في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (برمنغهام)
رياضة عالمية لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان (رويترز)

لويس إنريكي: من الصعب تحسين تشكيلتنا لأنها قوية بالفعل

قال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، إن فريقه سيركز على تطوير المواهب الشابة بدلاً من البحث عن تعزيزات في فترة الانتقالات الشتوية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية مدرب يوفينتوس تياغو موتا (إ.ب.أ)

موتا: آمل أن أرى شيئاً جيداً ضد مونزا

يأمل مدرب يوفينتوس، تياغو موتا، في العودة إلى طرق الانتصارات عندما يستضيف مونزا صاحب المركز 19 الأحد.

«الشرق الأوسط» (تورينو)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي يؤكد أن فترة تأقلم كيليان مبابي قد انتهت (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: أحذِّر المنافسين... فترة تأقلم مبابي انتهت

حذَّر المدرب الإيطالي لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، منافسي فريقه من أن فترة تأقلم النجم الفرنسي كيليان مبابي قد انتهت الآن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مدرب إيفرتون شون دايك (رويترز)

دايك: أحظى بدعم ملّاك إيفرتون الجدد

قال شون دايك، مدرب إيفرتون المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، إنه يحظى بدعم ملّاك النادي الجدد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

مدرب قطر «فخور»... وبينتو: الإمارات فرطت في الفوز

جماهير قطرية حضرت لمساندة فريقها أمام الإمارات (خليجي 26)
جماهير قطرية حضرت لمساندة فريقها أمام الإمارات (خليجي 26)
TT

مدرب قطر «فخور»... وبينتو: الإمارات فرطت في الفوز

جماهير قطرية حضرت لمساندة فريقها أمام الإمارات (خليجي 26)
جماهير قطرية حضرت لمساندة فريقها أمام الإمارات (خليجي 26)

أبدى لويس غارسيا مدرب قطر رضاه وفخره بلاعبيه بعد الأداء الذي قدمه المنتخب خلال التعادل 1-1 مع الإمارات، السبت، في بداية مشوارهما ببطولة (خليجي 26) التي تستضيفها الكويت.

وقال غارسيا في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: سجلنا الهدف الأول من ركلة جزاء عن طريق أكرم عفيف ثم تراجع منتخبنا للخلف.

لكن في الشوط الثاني، عاد منتخبنا وتنافس بقوة مع الإمارات، أنا فخور بلاعبينا الذين قاتلوا في هذه المباراة حتى آخر دقيقة وأنا راض وفخور بهم. كنا نعلم أنها ستكون مباراة صعبة وقوية، وقدم الفريقان مباراة قوية وممتعة للغاية.

وواصل: الإمارات لديها فريق قوي يضم لاعبين على مستويات عالية، وقد قدم لاعبونا عملا جيدا واستعرضوا روحا عالية.

وعلى الجانب الآخر، ألقى باولو بينتو مدرب الإمارات باللوم في هدف التقدم لقطر على خطأ في التنظيم الدفاعي.

وقال بينتو: كانت لدينا فرص أكثر للتسجيل وقدمنا أداء جيدا للغاية، الهدف الذي تلقيناه كان من خطأ بالتنظيم الدفاعي. أرى أنه لو كان لفريق أن يفوز في هذه المباراة، فقد كان المنتخب الإماراتي هو من يستحق الفوز، المهم الآن أن نركز على المباراة المقبلة ونقوم بعمل استشفاء للاعبين وإعداد الخطة للمباراة الثانية.

وأضاف: مقارنة مع آخر مباراتين، رأينا أن المنتخب القطري كانت لديه استراتيجية مختلفة، وقد اختلفت استراتيجيته حتى خلال المباراة نفسها إذ قام بتغيير طريقة الدفاع وطريقة الضغط ولكننا سيطرنا على المباراة في أغلب فتراتها.