أبدى يوسف تازير، مدير الاتصال في اللجنة الأولمبية الجزائرية والمتحدث الرسمي باسم بعثتها في أولمبياد باريس، رضاه عن مشاركة بلاده في هذه النسخة، بعد أن عادلت أقوى أداء لها في الألعاب منذ قرابة 3 عقود، ونجحت رغم ما أثير من جدل حول بعض رياضييها في ترك بصمتها.
ووفقاً لوكالة «رويترز»، تسلطت الأضواء على الثنائي إيمان خليف وكيليا نمور، اللتين فازتا بالذهبية، بسبب جدل حول الهوية الجنسية للملاكمة ودفاع نمور عن ألوان الجزائر بعد تغيير الجنسية الرياضية بعيداً عن فرنسا، التي ولدت فيها، بسبب خلاف مع الاتحاد الفرنسي للجمباز.
وكانت نزالات إيمان تشبه مباريات كرة القدم في الإقبال الجماهيري والاهتمام الإعلامي؛ بسبب الجالية الجزائرية الكبيرة في فرنسا، فيما خطفت نمور قلوب الفرنسيين قبل الجزائريين وفجرت انتقادات حول تفريط الاتحاد الفرنسي في هذه الموهبة التي جلبت الذهب لبلد والدها.
وقال تازير، في مقابلة مع «رويترز» في حفل ختام أولمبياد باريس في استاد فرنسا الدولي: «مشاركة الجزائر في ألعاب باريس 2024 كانت إيجابية جداً، ومتوافقة مع التوقعات بحصول البعثة على 3 ميداليات أولمبية، منها ذهبيتان وبرونزية».
وأضاف تازير: «كان من الممكن أن تكون هذه المشاركة أفضل لولا ظروف أخرى واجهت العداء جمال سجاتي في سباق 800 متر؛ إذ كان من الممكن أن نحصل على ذهبية، لكن إنجازه على كل حال يؤكد القوة التي يتمتع بها في هذا السباق».
وأحرز سجاتي برونزية سباق 800 متر، فيما توج الكيني إيمانويل وانيوني بالميدالية الذهبية، وكان المركز الثاني والميدالية الفضية من نصيب الكندي ماركو أروب.
وكان سجاتي مرشحاً للتتويج بعد أن قدم سجلاً خالياً من الخسارة طوال الموسم، وسجل أفضل رقم عالمي في الموسم 4 مرات، لكنه ارتكب خطأ تكتيكياً بالتأخر في الانطلاق وتجاوز خط النهاية في المركز الثالث.
وتابع تازير: «حققنا كذلك نتائج جيدة في الجودو والمصارعة وألعاب القوى. 3 ميداليات حصيلة إيجابية. عادلنا أقوى أداء لنا في الألعاب الأولمبية حين حصلنا في نسخة أتلانتا 1996 على ميداليتين ذهبيتين وبرونزية واحدة، وهو إنجاز تحقق بعد 30 عاماً تقريباً».
موضحاً: «على الرغم من محاولة التشويش على المشاركة الجزائرية وافتعال بعض الأمور، مثلما حدث مع البطلة إيمان خليف، فإن الرياضيين الجزائريين كانوا في المستوى، وقدموا كل ما لديهم، واستحقوا التقدير والإشادة. كل ما خططنا له وتمنيناه تحقق».
وهيمنت أخبار إيمان، التي فازت بذهبية وزن الوسط، والملاكمة التايوانية لين يو تينج، على عناوين الأخبار في ألعاب باريس، وسط خلاف بشأن هويتهما الجنسية.
وقال محامي إيمان: «إن الملاكمة الجزائرية تقدمت بشكوى قانونية رسمية بدعوى تعرضها لمضايقات عبر الإنترنت»، في حين قال مدربها محمد شعوة لـ«رويترز»: «إنها كانت ضحية لصراع بين الجهات الحاكمة للملاكمة».
وأصبحت نمور أول لاعبة جمباز أفريقية وعربية تفوز بميدالية أولمبية، عندما حصلت على الذهبية بأداء مذهل على العارضتين غير المتماثلتين لتبهر الجماهير في قاعة بيرسي أرينا.
وأسعد العرض السريع، الذي قدمته نمور (17 عاماً)، والذي تضمن عدداً من الحركات المعقدة والصعبة، الجماهير التي جاءت لدعم لاعبة الجمباز التي سبق لها تمثيل فرنسا.