تحوّل جناح منتخب قطر، أكرم عفيف، من صاحب أعلى معدّل من التمريرات في تاريخ «كأس آسيا لكرة القدم» بالإمارات، عام 2019، إلى هداف خطير في النسخة الحالية التي تستضيفها بلاده وتخوض مباراتها النهائية مدافعة عن لقبها على «استاد لوسيل»، السبت، بمواجهة الأردن.
ساهم عفيف في نسخة الإمارات قبل 5 سنوات بـ10 تمريرات حاسمة استفاد منها كثيراً زميله في خط هجوم العنابي، المعزّ علي، الذي تُوّج هدافاً لها برصيد 9 أهداف. حقّق عفيف بتلك النسبة رقماً قياسياً في تاريخ نهائيات «كأس آسيا».
لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب في البطولة الحالية، لأن عفيف تحوّل إلى هداف خطير ساهم بشكل كبير في بلوغ قطر المباراة النهائية للمرة الثانية توالياً، حيث توزّعت أهدافه الخمسة على 4 مباريات من أصل 6 خاضها «الأدعم» في البطولة حتى الآن.
ضرب عفيف (27 عاماً) بقوّة في المباراة الافتتاحية ضد لبنان بتسجيله ثنائية؛ الأوّل في نهاية الشوط الأول، في حين جاء الثاني قمة في الروعة بعد مجهود فردي في الوقت بدل الضائع ليخرج فريقه فائزاً بثلاثية نظيفة.
ورفع عفيف رصيده إلى 3 أهداف بتسجيله هدف فريقه الوحيد في مرمى طاجيكستان في الجولة الثانية.
وكان هدفه حاسماً في خروج العنابي فائزاً من موقعة فلسطين، حيث سجل من ركلة جزاء مطلع الشوط الثاني ليمنح فريقه الفوز 2 - 1 بعد أن تخلّف في النتيجة.
كما سجّل أحد أجمل أهداف البطولة، عندما منح بلاده التقدم 2 - 1 على إيران في نصف النهائي أواخر الشوط الأوّل. وصلت إليه الكرة على مشارف المنطقة، فسار بها بين أكثر من مدافع إيراني وأطلقها صاروخية في الشباك ليمهد الطريق أمام بلوغ فريقه المباراة النهائية.
وبات عفيف المرشح الأقوى لجائزة أفضل لاعب في النسخة الحالية، على بُعد هدف واحد من التساوي في صدارة ترتيب الهدافين مع مهاجم العراق أيمن حسين (6).
يتمتع عفيف بشخصية قوية. ورغم السعادة التي أظهرها بعد الفوز على إيران، اغتنم الفرصة للرد على المنتقدين، معبّراً عن حزنه لعدم ترشيح قطر قبل البطولة: «حزين لأنه لم يرشّحنا أحد قبل البطولة، وحزين لعدم الثقة بمنتخبنا».
لا يخشى من التطرّق إلى المشوار الأول للمنتخب في «كأس العالم»، حيث خسرت قطر مبارياتها الثلاث في أسوأ نتيجة لدولة مضيفة على الإطلاق: «كل بطولة نخوضها نعمل خلالها على الاستفادة من دروس البطولات التي سبقتها. في (كأس العالم) كان الأمر صعباً، لأننا كنا نشارك للمرة الأولى».
تابع: «الآن أصبحنا في وضع أفضل، ولدينا خبرات متراكمة، خصوصاً من خلال فوزنا بلقب (كأس آسيا) بالنسخة الماضية، ومشاركتنا في (كأس العالم) على أرضنا».
ويحظى عفيف بثقة مدرّبه الإسباني «تينتين» ماركيس لوبيس الذي أشرف عليه في أكاديمية «اسباير» بالدوحة، وقال الأخير في هذا الصدد: «أشرفت على أكرم عندما كان شاباً، وكنت أدرك حينها أنه لاعب رائع يستطيع صنع الفارق».
وتابع: «أنا سعيد جداً الآن لرؤية تطوّر مستواه والوصول إلى ما وصل إليه اليوم».
وكان عفيف ظهر إلى الأضواء خلال بطولة آسيا تحت 19 عاماً، عندما قاد منتخب بلاده إلى التتويج باللقب على حساب كوريا الشمالية عام 2014.
خاض أول مباراة رسمية في صفوف المنتخب الأوّل، عندما أشركه مدرب المنتخب آنذاك الأوروغواياني دانيال كارينيو ضد بوتان عام 2015، حيث سجل عفيف هدفاً في المباراة التي انتهت بفوز كاسح لفريقه (15 - 0).
خاض 3 تجارب في القارة الأوروبية مع فياريال وسبورتينغ خيخون الإسبانيين وأويبن البلجيكي، قبل أن ينضم إلى صفوف السد في 2018.
لم يقفل الباب أمام العودة في أحد الأيام إلى أحد الأندية الأوروبية بقوله: «بطبيعة الحال أود اللعب في أوروبا غداً، إذا أمكن، لكني لا أريد الذهاب إلى هناك لكي أكون أسير مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، وبالتالي مِن الأفضل في هذه الحالة أن أبقى في بلادي وألعب».
لا شك أن تألقه في البطولة الحالية وإمكانية اختياره أفضل لاعب فيها قد يعزّزان من حظوظه؛ بالعودة للدفاع عن ألوان أحد الأندية الأوروبية قريباً.