بينما يغيب منتخب مصر عن ربع نهائي «كأس أمم أفريقيا لكرة القدم» الذي ينطلق الجمعة دون أي منتخب عربي لأول مرّة منذ 2013، يتألق لاعب الاتحاد السكندري الأنغولي مابولولو وزميله لاعب الوكرة القطري جلسون دالا بتسجيلهم الأهداف بغزارة، ضمن كتيبة لاعبين تنشط في الملاعب العربية لا تزال تحلم بالفوز بالبطولة.
وأحرز الثنائي الأنغولي 7 أهداف (4 لدالا و3 لمابولولو) من 9 أحرزهم منتخب «الغزلان السوداء» الذي يأمل بتجاوز نيجيريا الجمعة، لبلوغ نصف النهائي الأول بتاريخه.
ويواصل لاعب الأهلي المصري الجنوب أفريقي بيرسي تاو، أفضل لاعبي أفريقي ينشط في أفريقيا لعام 2023، التألق بعدما قاد منتخب بلاده، «بافانا بافانا»، لإقصاء أبرز المرشحين المغرب من ثمن النهائي.
وبعدما أضاع ركلة جزاء في الدقائق الأولى لمباراة مالي افتتاحاً التي خسرها منتخبه (2 - 0)، استجمع تاو قواه والتقط الكرة مجدداً ليسدد ضربة جزاء جديدة مهَّدت الطريق لرفاقه لفوز عريض على ناميبيا (4 - 0).
قبل أن يصول ويجول ويرهق دفاع المغرب في ثمن النهائي.
في منتخب «نسور» مالي، وبدرجة توهج أقل ينشط المهاجم يوسف نياكاتيه لاعب بني ياس الإماراتي خياراً هجومياً بديلاً، ولاعب وسط الأهلي المصري «الدبابة» أليو ديانغ الذي بدأ أساسياً أمام جنوب أفريقيا وناميبيا.
ومن ضمن 25 لاعباً في الدوري السعودي الذي أنفقت أنديته بشكل مميز لتدعيم صفوفها في النافذة الصيفية الماضية، برز بشدّة لاعبو المضيفة كوت ديفوار والمُجرّدة من اللقب السنغال.
وفيما كانت بلاده على مشارف الخروج في ثمن النهائي، أمسك لاعب أهلي جدة فرانك كيسييه الكرة ليسدد ضربة جزاء بثبات يحسد عليه في مرمى زميله بالفريق السعودي ذاته إدوار مندي، قبل أن يعيد الكرّة في ركلة الترجيح الأخيرة التي أهدت «الفيلة» بطاقة العبور.
رفقة كيسييه، تألق ظهير الفيحاء السعودي غيسلان كونان ولاعب وسط النصر سيكو فوفانا، أمام كتيبة السنغال «السعودية» لاعب الشباب حبيب ديالو (هدف) ومهاجم النصر ساديو مانيه (هدف) ومدافع الهلال خاليدو كوليبالي الذين ودَّعوا البطولة.
ومن الدوريات العربية أيضاً، برز مهاجم السد القطري «السفاح» الجزائري بغداد بونجاح الذي أحرز ثلاثة أهداف في 3 مباريات لم تكن كافية للعبور للدور الثاني.
بينما لا يزال مهاجم بيراميدز المصري فيستون ماييلي البديل النشط لجمهورية الكونغو الديمقراطية أمام فرصة بلوغ نصف النهائي أمام غينيا التي تخلو من أي لاعب ينشط في دوريات عربية تماماً كنيجيريا والرأس الأخضر، باقي أضلاع دور الثمانية الأفريقي.
وخلال دور المجموعات، برز أيضاً مهاجم أبها السعودي كارل توكو ايكامبي المنتقل حديثاً إلى مواطنه الاتفاق والذي لعب أساسياً لـ3 مباريات كاملة مع الكاميرون (من بينهم مباراة نيجيريا في ثمن النهائي) وسجّل هدفاً خلال الفوز على غامبيا.
وقال المحلّل المصري عمر ناصف: «حتى لو تم استثناء الدوري السعودي الذي ضم أغلب النجوم الأفريقية الكبيرة في أوروبا، فإنّ الدوريات العربية، خصوصاً الخليجية، عملت على تقليص الفجوات بينها وبين الدوريات الأوروبية، وأصبحت تبحث عن كفاءات أفريقية لضمها لصفوف أنديتها».
وفي نسخة كوت ديفوار، سجلت المنتخبات العربية مسيرة كارثية، حيث خرجت الجزائر وتونس من دور المجموعات، ومصر والمغرب وموريتانيا من ثمن النهائي، ليخلو ربع النهائي من أي فريق عربي منذ نسخة 2013 التي فازت بها نيجيريا.
بيد أنّ أسوأ مشاركة عربية تعود إلى نسخة السنغال (1992) حين تذيّلت مصر والجزائر والمغرب مجموعاتها وخرجوا دون فوز واحد.
وفازت مصر (7 ألقاب قياسية) والجزائر (لقبان) وتونس والمغرب (لقب لكل منهما) مجتمعين بنحو ثلث ألقاب البطولة (11 من أصل 33).