منتخب قطر يترقب «الاختبار الحقيقي» في الأدوار الإقصائية

الثنائي عفيف ومعتز يسعيان لرسم البسمة على شفاه القطريين (رويترز)
الثنائي عفيف ومعتز يسعيان لرسم البسمة على شفاه القطريين (رويترز)
TT

منتخب قطر يترقب «الاختبار الحقيقي» في الأدوار الإقصائية

الثنائي عفيف ومعتز يسعيان لرسم البسمة على شفاه القطريين (رويترز)
الثنائي عفيف ومعتز يسعيان لرسم البسمة على شفاه القطريين (رويترز)

يحقق المنتخب القطري مضيف كأس آسيا لكرة القدم نتائج إيجابية أوصلته بسهولة وعلامة كاملة إلى ثمن النهائي، لكن حملة دفاعه عن اللقب القاري لم تضعه حتى الآن أمام اختبار حقيقي بعدما أجّل المسار التنافسي الذي وُجد فيه الصدامات مع المرشحين.

بدت مواجهة فلسطين، الاثنين، في ثمن النهائي على الورق كأنها الأنسب لـ«العنابي» نحو تأمين مقعد دور الثمانية، قبل انتظار الفائز من مواجهة أوزبكستان وتايلاند، وفي ذلك تجنيب لصاحب الأرض طريقاً وعرة كان ممكناً أن يسلكها لو فُرض عليه الذهاب إلى المسار الآخر.

رغم ذلك، يرى لاعب المنتخب القطري السابق عبد العزيز حسن أن «إنجاز مهمة التأهل لا يحجب بواطن قصور في الأداء الذي لم يرتق إلى المستوى المأمول. منتخبنا بحاجة إلى حلول تكتيكية أكبر واستقرار على مستوى التشكيل».

ضمن منتخب قطر تأهله بعد فوزين على لبنان 3 - 0 وطاجيكستان 1 - 0، ثم حقق العلامة الكاملة أمام الصين 1-0.

الآمال مُعلقة على عفيف لقيادة قطر للانتصارات (أ.ب)

وأضاف: «كثرة التغيرات التي يجريها المدرب (الإسباني) ماركيس لوبيز تحجب الانسجام والتفاهم بين التوليفة. صُدمنا من تشكيلة المباراة الأولى، لكننا نضع في الحسبان أن المدرب هو الأقرب إلى معرفة الوضعية داخل المنتخب».

وأوضح لاعب نادي قطر السابق: «الاختبار الحقيقي لم يأتِ بعد، فالانتصارات الثلاثة منحت الفريق الثقة، وكذلك المدرب الذي يبدو في مهمة صعبة جراء ضيق الوقت رغم وجوده ست سنوات في الدوحة».

وبدا واضحاً أن الثقة بقدرات النجم الأول للمنتخب أكرم عفيف، والثنائية المميزة مع رفيق دربه وزميله المعز علي، ولّدتا كثيراً من الثقة لدى الجماهير.

يقول المدير الأسبق للمنتخب والمحلل ماجد الخليفي لوكالة الصحافة الفرنسية: «لدينا أكرم والمعز، وهما يشكلان قوة منتخبنا الهجومية، هما من بين صفوة اللاعبين في القارة الآسيوية بالمستويات الكبيرة التي يتوفران عليها».

وأضاف حول تولي ماركيس لوبيز المهمة متأخراً بدلاً من البرتغالي المقال من منصبه كارلوس كيروش: «نتفهّم أن الأداء لم يصل إلى المستوى المطلوب، في ظل قصر فترة تولي المدرّب المسؤولية، لكن المؤشر يسير في نسق تصاعدي، وهذا يتوافق أيضاً مع قوة المباريات التي يخوضها المنتخب».

وأبدى الخليفي استغرابه من عدم مشاركة المدافع خوخي بوعلام بانتظام: «هو لاعب يمتلك الخبرة والحنكة، لا أعرف سبب عدم مشاركته في المباريات بشكل دائم منذ انطلاق البطولة، وجوده ضرورة ملحة خصوصاً مع زيادة قوة المنافسين في الأدوار المقبلة».

وختم: «صحيح أن الدفاع يبدو صلباً بعدم قبول أي هدف في 3 مباريات، بالإضافة إلى تألق الحارس مشعل برشم، لكن حجم الاختبار وقوة المنافسين له دور أيضاً».

الجماهير القطرية تريد المحافظة على اللقب (أ.ب)

أما محمد مبارك المهندي اللاعب السابق للمنتخب القطري فقد رأى أن «العنابي» حقق كثيراً من المكاسب في الدور الأول، أبرزها الثقة الكبيرة التي ظهرت على أداء جميع اللاعبين، بجانب النضج التكتيكي في منظومة اللعب، ما يحسب للمدرب وقدرته على فهم قدرات العناصر المتواجدة.

وقارن اللاعب السابق عادل خميس بين ما يحدث في النسخة الحالية ونسخة 2019 من حيث «التدرّج والدخول في الأجواء التنافسية رويداً رويداً».

أضاف: «الأداء في مباراة طاجيكستان كان أفضل من مواجهة لبنان الأولى، وهذا يؤكد أن التطور يأتي داخل المنافسة في البطولة، لكن على اللاعبين أن يواصلوا النسق التصاعدي».

واتفق خميس مع الآخرين عندما شدّد قائلاً: «منتخبنا لم يواجه حتى الآن اختباراً قوياً، والمحك سيكون في الأدوار الإقصائية».

وبدا رائد يعقوب لاعب المنتخب السابق والنادي العربي القطري متفائلاً: «منتخبنا سيعبر إلى نصف النهائي، فالخبرات التي يملكها اللاعبون تؤهلهم للوصول إلى الدور قبل النهائي».

وكان المنتخب القطري قد حقق مشواراً مخيباً في مونديال 2022 على أرضه، عندما خسر مبارياته الثلاث.

وأضاف: «جُل اللاعبين في المنتخب خاضوا كثيراً من المعتركات خلال سنوات الإعداد لكاس العالم، بغض النظر عما حدث في المونديال. لقد أظهروا في البطولة القارية ثقة كبيرة تساعدهم على التعامل مع الظروف الصعبة».


مقالات ذات صلة

وزير الشباب: الكويت تسعى لاستضافة كأس آسيا لكرة القدم

رياضة عربية عبد الرحمن بداح المطيري وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي (عبد الرحمن المطيري)

وزير الشباب: الكويت تسعى لاستضافة كأس آسيا لكرة القدم

قال وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبد الرحمن بداح المطيري، اليوم (الخميس)، إن بلاده تسعى لاستضافة كأس آسيا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية مدرب الصين لي تي (الاتحاد الآسيوي)

الحكم على مدرب الصين السابق بالسجن 20 عاماً بتهمة الرشوة

أسفرت حملة الصين ضد الفساد في كرة القدم عن الإيقاع بشخصية بارزة، اليوم الجمعة، عندما حكم على لاعب وسط إيفرتون السابق ومدرب المنتخب الوطني لي تي بالسجن 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عالمية حُكم على ليو يي بالسجن لمدة 11 عاماً وغرامة مالية 497 ألف دولار أميركي بتهمة تلقي الرشى (الاتحاد الصيني)

الصين تسجن مسؤولين سابقين آخرين في كرة القدم بتهمة الرشوة

سجنت الصين الأربعاء مسؤولَين سابقَين في كرة القدم بتهم تلقي الرشى، وفقا لبيانات صادرة عن محكمتين، وذلك في إطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عربية لبنان وقع في مجموعة واحدة مع اليمن وبوتان وبروناي دار السلام (الاتحاد اللبناني)

لبنان يواجه الكويت ودياً قبل تصفيات كأس آسيا 2027

يخوض منتخب لبنان لكرة القدم مباراتين وديتين مع الكويت، الخميس والأحد المقبلين، في العاصمة القطرية الدوحة، بحسب ما أعلن الاتحاد المحلي الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

منتخب اليمن يسعى لأول فوز في مباريات «خليجي 26»

سيحاول المنتخب اليمني لكرة القدم ألا يكون «الضحية» مُجدداً وذلك حين يخوض بطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت بدءاً من السبت (أرشيفية)
سيحاول المنتخب اليمني لكرة القدم ألا يكون «الضحية» مُجدداً وذلك حين يخوض بطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت بدءاً من السبت (أرشيفية)
TT

منتخب اليمن يسعى لأول فوز في مباريات «خليجي 26»

سيحاول المنتخب اليمني لكرة القدم ألا يكون «الضحية» مُجدداً وذلك حين يخوض بطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت بدءاً من السبت (أرشيفية)
سيحاول المنتخب اليمني لكرة القدم ألا يكون «الضحية» مُجدداً وذلك حين يخوض بطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت بدءاً من السبت (أرشيفية)

سيحاول المنتخب اليمني لكرة القدم ألا يكون «الضحية» مُجدداً، وذلك حين يخوض بطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت بدءاً من السبت، وفقاً لمدربه الجزائري نور الدين ولد علي.

يقول ولد علي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «عقدة عدم تحقيق الفوز في مباريات كأس الخليج ستتغير إن شاء الله».

ولا يزال المنتخب اليمني يبحث عن انتصاره الأول في البطولة بعد أن خاض 33 مباراة، تعادل في ست منها، وهزم في البقية.

وفي مشاركته الحادية عشرة، يقص اليمن شريط مبارياته في البطولة الأحد أمام العراق حامل اللقب، ضمن المجموعة الثانية التي ضمته أيضاً إلى السعودية، والبحرين.

يأمل قائد اليمن وأحد أبرز نجومه عبد الواسع المطري (30 عاماً) أن يبدأ منتخب بلاده البطولة بشكل جيد، قائلاً: «سنلعب أمام منتخب كبير ومرشح بقوة ويمتلك عناصر ممتازة. المباراة ستكون صعبة وشاقة».

يقول المطري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نأمل أن نحقق بداية جيدة، وأن نكون على قدر التطلعات، لأن النتيجة أمام العراق ستمنحنا المؤشر لباقي مباريات البطولة».

لم يكن اليمنيون جزءاً من المسابقة في انطلاقتها عام 1970، قبل أن يتخذ قرار المشاركة بدءاً من نسخة 2003 في الكويت. مذ ذاك، يبحث المنتخب اليمني عن تبديد صورة المنتخب الضعيف، وهي الفلسفة التي يحاول المدرب ولد علي زرعها في نفوس لاعبيه، كاشفاً: «قلت لهم، يجب ألا نكون المنتخب الضحية في أي منافسة أو أي مباراة، حتى لو كانت ودية وبسيطة... يجب ألا نقبل بذلك».

وسجل المنتخب اليمني أفضل نتائجه في «خليجي 22» في السعودية عام 2014، إذ كان قريباً من التأهل إلى نصف النهائي لكنه تخلّف بفارق نقطة واحدة فقط عن الإمارات في وصافة المجموعة الأولى بعد حصوله على نقطتين من تعادلين وخسارة، فيما صعد «الأبيض» بـ3 نقاط.

يرى ولد علي (52 عاماً) أن «الحظوظ في الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص تبقى متساوية ومتوازية قبل انطلاق البطولة لأن الكرة هي واقعية، غريبة، معقدة، مركبة، بسيطة، وسهلة وصعبة في آن معا».

يضيف: «هذه هي الأشياء الحلوة في كرة القدم... ترى فيها أن الإحساس يتقدم في كل مرة، وهذا ما نعمل عليه».

يتفق المطري مع مدربه حيال الحظوظ، قائلاً: «فرصة التأهل متاحة دائماً في دورات الخليج. لو نتكلم واقعياً، ستكون الأمور صعبة لكن غير مستحيلة، خصوصاً أن طموحنا كبير».

وفيما يرى الإعلامي اليمني ناصر الحربي أن المرد الأول لسوء النتائج في المشاركات المتعاقبة لليمن هو عدم الاستقرار، فضلاً عن سوء الإدارة وفقاً لوصفه، انخرط المنتخب اليمني في معسكرات إعدادية متتالية اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) وحتى ما قبل «خليجي 26».

استضافت محافظة تعز المعسكر الأول تحت قيادة ولد علي، الذي وافق على الإقامة في اليمن، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

بسؤاله عن الظروف، يعتبر ولد علي الذي قاد سابقاً المنتخب الفلسطيني (2018-2021)، أنه في مهمة وطنية: «رغم أني لست فلسطينياً ولا يمنياً لكني أشعر باليمنيين والفلسطينيين».

يتابع: «قد يقول الناس هذه ديماغوجية لكن لا... أنا معتاد على هذه المشروعات».

يقول المدرب الذي بدأ مسيرته التدريبية في الجزائر عام 1992 مع فريق اتحاد الشاوية تحت 20 عاماً، إنه بقي لست سنوات في فلسطين (عمل مساعداً في المنتخب مرتين بين 2012 و2018)، مضيفاً: «عشت معهم كل شيء..! عشت الاحتلال، والأشياء التي لا يتقبلها الإنسان.... في اليمن، ليس هناك احتلال، لكن الظروف صعبة واستثنائية».

يشير ولد علي إلى أن الهدف من معسكر تعز كان تجميع اللاعبين، موضحاً: «استدعينا أكثر من أربعين لاعباً على فترات. كنا نحاول غربلتهم لأننا لا نمتلك دورياً منتظماً في اليمن».

ويتابع: «انتقلنا بعدها إلى معسكر في قطر خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني)، ولعبنا مباراتين وديتين خسرنا واحدة وفزنا بأخرى على سريلانكا».

وبينما رأى الحربي أن «اختيار ماليزيا بعد ذلك، لإقامة معسكر لمدة 18 يوماً لم يكن قراراً موفقاً ولم يحقق الفائدة المرجوة، بسبب الاكتفاء بخوض مباريات ودية مع فرق ماليزية محلية»، أكد المدرب أن الجهاز الفني عمل في معسكر ماليزيا على رفع المستوى التنافسي للمحليين، قائلاً: «اللاعب في اليمن غائب عن التنافس لعدم وجود دوري منتظم، ونحاول التعويض من خلال الوديات والمعسكرات».

وإذ يطمح اليمن، رغم الأزمات التي تعصف بالبلاد والحرب الدائرة منذ سنوات، إلى تحقيق نتائج جيدة، يحاول ولد علي أن يحصر تركيز اللاعبين على كرة القدم: «لا أستطيع أن أفصلهم تماماً لأن لديهم عائلات وبيئة، لكن أحاول بأقصى جهد مع الإداريين في المنتخب والمسؤولين في الاتحاد أن أوفر الجو الملائم».

وينظر اللاعب اليمني إلى بطولة كأس الخليج باعتبارها بوابة للاحتراف الخارجي بحسب المطري، نجم سترة البحريني، الذي قال: «أغلب اللاعبين اليمنيين الذين خاضوا تجارب احترافية في السنوات العشر الأخيرة تم اختيارهم في كأس الخليج لأن البطولة متابعة وتحظى باهتمام كبير في الشارع الرياضي الخليجي».

وضمت قائمة المنتخب اليمني لـ«خليجي 26» 11 لاعباً محترفاً مقابل 15 من الأندية المحلية.

وقبل التوجه إلى الكويت، خاض المنتخب اليمني في ديسمبر (كانون الأول) الحالي مباراتين وديتين، تعادل في الأولى مع الكويت (1-1) في الدوحة، وخسر في الثانية أمام عُمان (0-1) في مسقط.