أيمن حسين… هل يعيد ذكريات «محمود العراق» في آسيا 2007؟

فرحة عراقية بهدف أيمن حسين (رويترز)
فرحة عراقية بهدف أيمن حسين (رويترز)
TT

أيمن حسين… هل يعيد ذكريات «محمود العراق» في آسيا 2007؟

فرحة عراقية بهدف أيمن حسين (رويترز)
فرحة عراقية بهدف أيمن حسين (رويترز)

قبل 17 عاماً دخل منتخب العراق منافسات كأس آسيا لكرة القدم، وهو خارج دائرة المرشحين للفوز باللقب، لكنه خالف التوقعات بقيادة يونس محمود حيث سجل 4 أهداف وقاد «أسود الرافدين» لتتويج تاريخي باللقب القاري.

وفي النسخة الحالية في قطر، يمني العراق نفسه بأن يكون قد وجد ضالته في نسخة مشابهة، وهو المهاجم أيمن حسين المهاجم فارع الطول وهداف المسابقة الحالي.

ومن يشاهد حسين يتألق في ملاعب قطر، ربما لن يتخيل ما مر به اللاعب البالغ عمره 27 عاماً، سواء في حياته الشخصية أو الاحترافية.

فقد قُتل والده، الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش العراقي، في 2008، ثم خطف «تنظيم داعش» أحد أشقائه ولم يتم العثور عليه حتى الآن.

وحصل حسين على فرصته الأولى في الدوري العراقي الممتاز مع دهوك في نهاية موسم 2012 - 2013، ثم أصبح واحداً من 6 لاعبين استغنى عنهم النادي بسبب أزمة مالية في نهاية 2014.

حسين يطير في الهواء لتسديد الكرة برأسه (أ.ب)

وبعد ابتعاده عن الملاعب لفترة، تلقى حسين عرضاً من النفط الذي تألق في صفوفه وأحرز 12 هدفاً في 10 مباريات ليقوده إلى المركز الثاني في الدوري العراقي، وهي أفضل نتيجة على الإطلاق للفريق في البطولة.

وتنقل اللاعب العراقي بين الشرطة والنفط، ومنهما إلى الصفاقسي التونسي، الذي لعب في صفوفه لموسم واحد فقط، حيث نال لقب كأس تونس في 2019، قبل العودة إلى القوة الجوية العراقي.

وصعد حسين على منصة التتويج المحلية بعد الفوز بلقبي الدوري والكأس مع القوة الجوية في 2021، ونال جائزة هداف الدوري المحلي.

وجذب حسين أنظار أم صلال القطري، وأحرز معه 11 هدفاً في 22 مباراة في موسم 2021 - 2022، لكنه تركه إلى منافسه المحلي المرخية، ثم حط الرحال في الجزيرة الإماراتي، لكن التجربة لم تكن ناجحة إذ اكتفى بهدف واحد في 10 مباريات.

وبعد قيادته العراق للعودة أعلى منصة التتويج في كأس الخليج مطلع 2023 عندما أحرز 3 أهداف ليستعيد منتخب بلاده اللقب لأول مرة منذ 1988، انتقل إلى الرجاء المغربي.

لكن تجربته الثانية في أفريقيا لم تستمر سوى 5 مباريات ليطلب الرحيل من النادي المغربي ويعود إلى القوة الجوية للحفاظ على آماله في المشاركة في كأس آسيا.

واستدعى المدرب خيسوس كاساس اللاعب، الذي يبلغ طوله 1.88 متر، ليصبح من أعمدة الفريق في قطر.

وهزّ حسين الشباك في الفوز 3 - 1 على إندونيسيا، ثم أحرز هدفين بضربتي رأس خلال الفوز 2 - 1 على اليابان، ليعيد للجماهير ذكريات مشوار 2007 التاريخي.

وخرج كاساس ليدافع عن حسين بعد المباراة قائلاً إنه لا يعير الانتقادات الموجهة للاعبه الهداف أي اهتمام، فهو يعرف إمكاناته جيداً.

أيمن حسين يسدد الجزائية في شباك فيتنام (أ.ب)

وأمام فيتنام أدخل المدرب الإسباني 10 تغييرات على التشكيلة الأساسية، بعدما ضمن التأهل إلى الدور الثاني، ليتأخر العراق بهدف في الشوط الأول، لكن مشاركة حسين بعد الاستراحة فتحت الباب أمام انتفاضة رائعة وضمان صدارة المجموعة أمام اليابان.

وأثبت القائد حسين أنه قادر على بثّ الرعب في دفاع المنافسين إذا وصلته تمريرة عالية، فقد منح العراق التقدم 2 - 1 بضربة رأس بعد تمريرة من علي جاسم.

لكن حسين أهدر ركلة جزاء حيث سدد الكرة في القائم، قبل أن تدرك فيتنام التعادل وسط قلق بين الصحافيين والجماهير بإستاد جاسم بن علي.

وحصل العراق على ركلة جزاء أخرى في نهاية الوقت المحتسب بدل الضائع، وانبرى حسين بثقة لينفذها بنجاح ويرفع رصيده إلى 5 أهداف في صدارة هدافي كأس آسيا.

وكال كاساس المديح للاعبه الذي حصد جائزة أفضل لاعب، وقال: «قراره بتسديد الركلة الثانية كان شخصياً، ولا أمانع ذلك. إذا كان يشعر أنه قادر على التسديد فليس لدي أي مشكلة في ذلك، فقد كان شجاعاً».


مقالات ذات صلة

الشيخ أحمد اليوسف: الترشح لاستضافة كأس آسيا 2035 «خيار أول» للكويت

رياضة عالمية الشيخ أحمد اليوسف الصباح (الاتحاد الخليجي)

الشيخ أحمد اليوسف: الترشح لاستضافة كأس آسيا 2035 «خيار أول» للكويت

قال رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الخميس إن «الخيار الأول هو التقدم بملف استضافة كأس آسيا 2035» لكرة القدم بدلاً من نسخة 2031.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم سحب ملف ترشحه لاستضافة نهائيات كأس آسيا 2031 (الشرق الأوسط)

الاتحاد الإماراتي يعلن رسمياً سحب ملف استضافة كأس آسيا 2031

أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، رسمياً، على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «إكس»، اليوم (الخميس)، سحب ملف ترشحه لاستضافة نهائيات كأس آسيا 2031.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية منتخب لبنان يواصل انتصاراته في تصفيات كأس آسيا (رويترز)

«تصفيات كأس آسيا»: لبنان يعود من بروناي بفوز مقنع

حقق منتخب لبنان فوزاً مقنعاً وتغلب 3 - 0 على مضيفه منتخب بروناي، الثلاثاء، ضمن الجولة الخامسة من مباريات المجموعة الثانية في الدور النهائي من تصفيات كأس آسيا.

«الشرق الأوسط» (بروناي)
رياضة عربية المنتخب السوري (الشرق الأوسط)

تصفيات كأس آسيا 2027: سوريا تواصل الصدارة بخماسية في باكستان

حقق المنتخب السوري لكرة القدم الفوز الخامس على التوالي بعدما تغلب على باكستان 5 - صفر اليوم الثلاثاء على استاد جناح في إسلام آباد.

«الشرق الأوسط» (يانجون)
رياضة عربية يتطلع منتخب لبنان إلى الاحتفاظ بصدارة مجموعته في تصفيات «كأس آسيا» (الاتحاد اللبناني)

تصفيات «كأس آسيا 2027»: منتخب لبنان يواجه بروناي للفوز بصدارة مجموعته

يتطلع منتخب لبنان إلى الاحتفاظ بصدارة مجموعته عندما يحل ضيفاً على بروناي، الثلاثاء، في تصفيات «كأس آسيا 2027 لكرة القدم».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أرقام صلاح تحت المجهر... لغز التوازن بين سطوة «البريميرليغ» والحلم الأفريقي

محمد صلاح (أ.ف.ب)
محمد صلاح (أ.ف.ب)
TT

أرقام صلاح تحت المجهر... لغز التوازن بين سطوة «البريميرليغ» والحلم الأفريقي

محمد صلاح (أ.ف.ب)
محمد صلاح (أ.ف.ب)

بينما كانت الأنظار تتجه صوب مدينة أغادير المغربية قبيل انطلاق صافرة البداية لمشوار المنتخب المصري في كأس أمم أفريقيا 2025، سيطر تساؤل إحصائي عميق على مخيلة المحللين: «هل يختلف محمد صلاح (ليفربول) عن محمد صلاح (الفراعنة)؟».

إن المتأمل في الأرقام التفصيلية يجد نفسه أمام مفارقة مذهلة تعكس ثباتاً نادراً في الكفاءة الهجومية، حيث تكشف البيانات أن المعدل التهديفي لصلاح يبلغ 0.6 هدف في المباراة، سواء بقميص ناديه في الدوري الإنجليزي الممتاز أو مع منتخب بلاده في المحافل الكبرى؛ مثل كأس العالم وكأس أمم أفريقيا.

وشارك صلاح في 302 مباراة مع ليفربول بإجمالي 25290 دقيقة من اللعب، وسجل 188 هدفاً بمعدل 0.6 هدف في المباراة، إضافة إلى 89 تمريرة حاسمة، كما شارك في 21 مباراة مع منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا وكأس العالم بإجمالي 1197 دقيقة من اللعب (13.3 مباراة كاملة)، وسجل 9 أهداف بمعدل تسجيل 0.6 هدف في المباراة أيضاً، وقدم 4 تمريرات حاسمة.

وينسحب هذا التطابق الرقمي أيضاً على صناعة الفرص؛ إذ يصنع صلاح لزملائه بمعدل يصل إلى فرصتين تقريباً في كل مباراة مع منتخب بلاده وليفربول، مما يدحض الفرضية القائلة بتراجع تأثيره الفني عند ارتداء قميص الفراعنة.

ومع ذلك، يبرز بعض الاختلافات الدقيقة في «جودة» المحاولات الهجومية؛ فبينما تصل قيمة «الأهداف المتوقعة» لصلاح مع ليفربول إلى 64 في المائة بالمباراة، تنخفض هذه النسبة مع المنتخب المصري لتصل إلى النصف تماماً، مما يشير إلى أن صلاح في بيئة الدوري الإنجليزي يجد نفسه في مواقف تهديفية أكثر قرباً وخطورة من المرمى بفضل المنظومة الجماعية.

كما تظهر الإحصاءات تفوقاً طفيفاً في مهارة المراوغة مع ناديه، حيث يتم صلاح معدل 3 مراوغات ونصف تقريباً لكل مباراة بنسبة نجاح تتجاوز 41 في المائة، مقارنة بنسبة 32 في المائة فقط في الملاعب الأفريقية، وهو ما يمكن تفسيره باختلاف طبيعة الملاعب وأسلوب الدفاع البدني العنيف الذي يواجهه في القارة السمراء.

وكان مصدر القلق الوحيد الذي سبق لحظة تسجيل صلاح هدف الفوز القاتل أمام زيمبابوي في افتتاح مشوار الفراعنة بكأس أمم أفريقيا، هو الحالة الذهنية والبدنية التي وصل بها اللاعب إلى المغرب؛ إذ يعيش النجم المصري فترة تعد ضمن الأكثر تعقيداً في مسيرته، حيث لم يسجل سوى 5 أهداف فقط طوال الموسم الحالي مع ليفربول، منها 4 أهداف في الدوري وهدف وحيد في دوري أبطال أوروبا.

وزاد من حدة هذه الضغوط، التصريحات النارية التي أعقبت استبعاده من تشكيل ليفربول أمام ليدز يونايتد، والتي فتحت باب التكهنات حول مستقبله في إنجلترا. ورغم تأكيدات المدرب آرنه سلوت بتجاوز الخلاف، دخل صلاح معسكر المنتخب المصري في المغرب وهو يحمل على عاتقه إرثاً كبيراً وتوقعات هائلة وقد بلغ الثالثة والثلاثين.

إن التحدي الحقيقي لصلاح في هذه النسخة لا يقتصر على الحفاظ على معدلاته التهديفية المستقرة تاريخياً؛ بل في كسر حاجز «الفاعلية دون تتويج»، فإحصائياته التي وضعته رابعاً في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي بـ188 هدفاً، و89 تمريرة حاسمة، لا تزال تفتقر إلى ذلك اللقب القاري الذي يزين خزائن أساطير مصر السابقين.

وبحسب شبكة «إي إس بي إن»، فإنه مع وجود مدير فني بقيمة حسام حسن، تراهن الجماهير على أن صلاح سيستمد من هذه الأرقام المتوازنة القوة اللازمة لتحويل «الأهداف المتوقعة» إلى واقع ملموس يرفع الكأس الثامنة، معولاً على قدرته الفائقة في صناعة الحلول الفردية التي لم تتأثر بمرور السنين، رغم تراجع معدلات نجاح المراوغات قليلاً في الأجواء الأفريقية.


محمد صلاح وكأس أفريقيا… نجم فوق القواعد وحلم لا يحتمل التأجيل

محمد صلاح يحتفل بهدفه في زيمبابوي (أ.ب)
محمد صلاح يحتفل بهدفه في زيمبابوي (أ.ب)
TT

محمد صلاح وكأس أفريقيا… نجم فوق القواعد وحلم لا يحتمل التأجيل

محمد صلاح يحتفل بهدفه في زيمبابوي (أ.ب)
محمد صلاح يحتفل بهدفه في زيمبابوي (أ.ب)

تفرض بطولة كأس أمم أفريقيا قاعدة غير مكتوبة تقضي بأن يجلس المدرب وقائد الفريق جنباً إلى جنب في المؤتمر الصحافي الذي يسبق المباراة الافتتاحية، حيث يقدمان كلمات افتتاحية ثم يفتح باب الأسئلة أمام وسائل الإعلام. غير أن المنتخب المصري، خلال السنوات القليلة الماضية، اختار أن يتعامل مع هذا التقليد بطريقة مختلفة؛ ففي نسخة 2024 من البطولة، لم يكن البرتغالي روي فيتوريا برفقة محمد صلاح؛ بل جلس إلى جانبه محمد الشناوي، أقدم لاعبي المنتخب.

إلى حد ما، بدا ذلك منسجماً مع تقاليد راسخة في مصر، حيث كان اختيار القائد يتم تاريخياً على أساس عدد المشاركات الدولية، لا الموهبة ولا حتى التأثير داخل الملعب. محمد صلاح أصبح القائد الرسمي للمنتخب في عام 2021، بعد أن مارس هذا الدور بشكل فعلي قبلها بعامين، وهو ما شكّل في حد ذاته قطيعة مع الماضي، إذ كان الدور، بحسب الترتيب، من نصيب أحمد فتحي، الظهير الأيمن البالغ من العمر آنذاك 35 عاماً، والذي خاض 3 مباريات فقط مع شيفيلد يونايتد في عام 2007.

وبحسب شبكة «The Athletic»، كان المدافع السابق لوست بروميتش ألبيون أحمد حجازي، متقدماً أيضاً في سلم القيادة، لكن تم اختيار صلاح لأنه كان قد أصبح اللاعب الأشهر في تاريخ كرة القدم المصرية. وسرعان ما مُنح صلاح صلاحيات واسعة لاتخاذ قراراته الخاصة في بعض المسؤوليات، وهو ما انعكس في عدم ظهوره أمام الصحافة في أبيدجان حتى المباراة الأخيرة من دور المجموعات، حين كانت مصر بحاجة إلى نتيجة لضمان التأهل.

غير أن صلاح لم يكن يلعب حينها بسبب الإصابة، ما جعل المشهد داخل قاعة المؤتمر غير مألوف. وكان قد تقررت بالفعل في تلك اللحظة، عودته إلى إنجلترا لتسريع عملية تعافيه، لكن ذلك لم يتضح إلا بعد ساعات، عندما كشف يورغن كلوب التفاصيل عقب فوز ليفربول على بورنموث.

وبالنسبة لصلاح، تحولت الأمور إلى حالة مربكة، إذ بدا كأن «ليفربول» هو من يفرض قراره. وكان من أشد منتقديه في تلك اللحظة، مدربه الحالي مع المنتخب المصري حسام حسن، الذي كان حينها محللاً تلفزيونياً، إذ اقترح ألا يعود صلاح إلى ساحل العاج حتى لو استعاد لياقته بشكل «معجزي» قبل نهاية البطولة، وقال بنبرة حادة: «هنا لدينا رجال قادرون على إنجاز المهمة».

اليوم، وبعد أن أصبح حسام حسن هو من يعمل مع صلاح، بات أكثر دبلوماسية في خطابه؛ ففي أغادير، قبل مواجهة مصر الافتتاحية في نسخة 2025 من البطولة أمام زيمبابوي، لم يكن الجالس إلى جواره محمد صلاح؛ بل تريزيغيه، الجناح السابق لأستون فيلا، ولم يبدُ أن في ذلك أي مشكلة.

مع المنتخب المصري، يحصل صلاح إلى حد بعيد على ما يريد، يتحدث متى شاء، وتدور المنظومة كلها حوله، والجميع يتقبل ذلك. وربما يفسر هذا شعوره أحياناً بقدرته على «الدوس بقدميه» داخل ليفربول، كما يفسر إعلان حسام حسن، وبنبرة بدت أكثر تودداً علناً على الأقل، حين قال يوم الأحد: «سيكون صلاح من بين أفضل لاعبي كأس أمم أفريقيا، وسيبقى أيقونة وأحد أفضل لاعبي العالم».

وكانت مصر تحاول إيجاد طريقها لتجاوز زيمبابوي، المنتخب الذي، رغم تأهله للبطولة، حلّ في قاع مجموعته المكونة من 6 منتخبات في تصفيات كأس العالم بفارق كبير. صحيح أنه خسر مرتين أمام ليسوتو، لكنه انتزع نقاطاً من نيجيريا وجنوب أفريقيا، وهو ما شكّل تحذيراً خفيفاً لمصر من أن المهمة قد لا تكون سهلة.

وخاض صلاح المباراة أساسياً للمرة الأولى منذ الخسارة القاسية لليفربول بنتيجة 1 - 4 على أرضه أمام بي إس في آيندهوفن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). ومنذ ذلك الحين، تم تهميشه مؤقتاً من قبل ناديه، بعد أن لمح إلى أنه «أُلقي به تحت الحافلة» عقب عدم إشراكه أساسياً في 3 مباريات تلت تلك الهزيمة، في تصريحات قال فيها أيضاً إنه لم تعد تربطه علاقة بالمدرب آرنه سلوت.

وجاء أداء صلاح ومصر مشابهاً لما حدث في المباراة الافتتاحية للبطولة قبل نحو عامين. أرسل صلاح عرضيتين متقنتين خلال أول 10 دقائق كان يفترض أن تُترجما إلى هدفين، وقدمت مصر كرة جذابة في بدايتها، قبل أن تصدم بهدف زيمبابوي.

على عكس ما حدث قبل عامين، لم تكن كل الهجمات تمر عبر صلاح. وإذا تحلى بالحكمة، فقد يدرك أن اللاعب يمكن أن يكون أكثر فاعلية بلمسات أقل، حتى لو كان النجم الأول. ساعده في ذلك وجود جودة أعلى حوله هذه المرة، حيث يمكن الاعتماد على لاعب مانشستر سيتي عمر مرموش في التعامل مع الكرة وصناعة الفارق. وعندما جاء هدف التعادل المصري، كان مرموش هو من سجله.

وبدأ الإحساس يتسلل بأن الانطلاقة لن تكون مثالية لمصر، التي تنتظرها مواجهة صعبة أمام جنوب أفريقيا، الفائزة في وقت سابق من اليوم ذاته على أنغولا. ولم تجرف مصر زيمبابوي بعد التعادل، لكنها تحلت بالصبر، وهو ما كوفئ في الوقت بدل الضائع، عندما وصلت الكرة إلى صلاح، ليذكر الجميع، من هناك، بحقيقته.

وبحسب حسام حسن، فإن التتويج بكأس أمم أفريقيا هو إنجاز «يحتاجه» صلاح. سيبلغ الرابعة والثلاثين من عمره في الصيف المقبل، وهو العمر ذاته الذي فاز فيه ليونيل ميسي بأول بطولة دولية له مع الأرجنتين (كوبا أميركا). صحيح أن غياب الألقاب الدولية لم يقلل من عظمة ميسي، لكنه كان يدرك أن ذلك النقص سيؤثر على الطريقة التي يُتذكر بها.

وبعد عام واحد، فاز ميسي بكأس العالم، وهو إنجاز يبدو بعيد المنال بالنسبة لصلاح، ما يضع ضغطاً إضافياً على أدائه خلال الأسابيع المقبلة، لا سيما أن البطولة ستقام كل 4 سنوات بدلاً من سنتين بدءاً من 2028، وفق ما أعلنه رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي، في نهاية الأسبوع. ومع الشكوك التي تحيط بقدرة تنزانيا وكينيا وأوغندا على استضافة نسخة 2027 بسبب الانتخابات المرتقبة في اثنتين من هذه الدول، فقد لا تتاح أمام صلاح سوى فرصة واحدة أخرى لتحقيق ما تنتظره منه مصر بعد بطولة المغرب.

وفي الداخل المصري، يُقاس صلاح دوماً بما حققه الجيل الذي سبقه مباشرة، ذلك الفريق الذي فاز بثلاثة ألقاب متتالية لكأس أمم أفريقيا بين 2006 و2010، لكنه لم يتأهل لكأس العالم مطلقاً، وهو ما فعله صلاح مرتين. وكان ذلك الجيل في طور التفكك حين كان صلاح يبدأ مسيرته، مسيرة تشابكت مع مرحلة من الاضطراب غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث.

وفي الغرب، لا تزال مصر تُرى غالباً من خلال عظمة الأهرامات ورومانسية نهر النيل. لكن منذ ظهوره الاحترافي الأول مع «المقاولون العرب»، شهدت البلاد أحداثاً تركت آثاراً عميقة في مختلف المجالات، ليس أقلها كرة القدم والشعور العام تجاهها.

صلاح حالة مختلفة؛ يجب الحفاظ عليه، لأنه يجمع بين عالمين بسلاسة، وهو أول لاعب مصري يفعل ذلك. أحياناً أتساءل إن كان ليفربول وجماهيره، ومدربه، ولاعبوه، والنادي ككل يدرك تماماً حجم الظاهرة التي يتعامل معها، لأنه ببساطة لا توجد سابقة يمكن القياس عليها.

يُعد كيني دالغليش وستيفن جيرارد أعظم لاعبي ليفربول في نظر كثيرين. كلاهما يمثل النادي والمدينة، لكنهما لم يكونا يوماً صورة لبلد بأكمله. لم يمثلا إقليماً يمتد عبر قارتين، ولم يرمزا إلى دين. حتى ميسي وكريستيانو رونالدو لا يستطيعان الادعاء بذلك. وإذا كان لدى صلاح إحساس بالاختلاف يجعله أحياناً صعب الفهم، فلأنه، ببساطة، لم يكن هناك أحد مثله من قبل.


حسام حسن: قلة التركيز سبب إهدار الفرص أمام زيمبابوي

حسام حسن (أ.ف.ب)
حسام حسن (أ.ف.ب)
TT

حسام حسن: قلة التركيز سبب إهدار الفرص أمام زيمبابوي

حسام حسن (أ.ف.ب)
حسام حسن (أ.ف.ب)

قال حسام حسن مدرب منتخب مصر إن قلة ​التركيز كانت سبباً في إهدار الفريق للفرص أمام زيمبابوي خلال الفوز 2-1 في أولى مباريات الفريقين بالمجموعة الثانية في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بالمغرب أمس الاثنين.

وتقاسمت مصر صدارة المجموعة مع جنوب أفريقيا بثلاث نقاط لكل منهما بعد فوز كل ‌منهما 2-1 ‌على أنغولا وزيمبابوي ‌على ⁠الترتيب أمس. وحولت ​مصر، ‌بطلة القارة سبع مرات في رقم تاريخي، تأخرها بهدف برينس دوبي في الشوط الأول للفوز بثنائية عمر مرموش، ومحمد صلاح في الشوط الثاني.

وأضاف حسن في مؤتمر صحافي عقب المباراة: «اللاعبون صعبوا الأمور على أنفسهم بعد استقبال الهدف الذي ⁠عكس سير اللعب، وغياب التوفيق، وضعف التركيز أمام المرمى تسببا ‌في إهدار فرص محققة في أول 15 ‍دقيقة من المباراة». وأكد أن هدف التقدم منح ثقة ‍كبيرة للمنافس، ورفع الحالة المعنوية للاعبيه، ومنحهم الكثير من الطاقة الإيجابية للقتال على كل كرة. وشدد هداف مصر التاريخي على أن الفريق سيطر تماماً على ​المباراة، وأن الجهاز الفني واللاعبين خرجوا بالعديد من الدروس المستفادة من اللقاء.

واختتم حسن ⁠تصريحاته بأنه توقع صعوبة المجموعة، ورغبة كل المنتخبات الأربعة في المنافسة على التأهل للدور الثاني. وأكد أنه جاء للمغرب من أجل المنافسة على اللقب مع العديد من المنتخبات الأخرى المرشحة.

ومن ناحية أخرى، أكد محمد أبو العلا طبيب المنتخب أن المهاجم مصطفى محمد والمدافع محمد حمدي تعرضا لكدمات خلال المباراة، وسيخضعان لمزيد من الفحوصات خلال الساعات المقبلة. وتستعد مصر لمواجهة جنوب أفريقيا ‌في الجولة الثانية من المجموعة يوم الجمعة المقبل.