«كاف»: أحلام الأهلي تبددت بطريقة «مؤلمة» في مونديال الأنديةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/4737461-%C2%AB%D9%83%D8%A7%D9%81%C2%BB-%D8%A3%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A-%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%AF%D8%AA-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%C2%AB%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%85%D8%A9%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9
«كاف»: أحلام الأهلي تبددت بطريقة «مؤلمة» في مونديال الأندية
العقدة البرازيلية استمرت مع الأهلي المصري (رويترز)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
«كاف»: أحلام الأهلي تبددت بطريقة «مؤلمة» في مونديال الأندية
العقدة البرازيلية استمرت مع الأهلي المصري (رويترز)
ألقى الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» الضوء على مباراة الأهلي المصري وفلومينينسي البرازيلي، في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم للأندية، المقامة حاليا بالسعودية، والتي انتهت بخسارة الفريق الأحمر صفر - 2.
وذكر موقع كاف أن الأهلي، الذي يشارك في مونديال الأندية للمرة التاسعة في تاريخه والرابعة على التوالي عقب فوزه بلقب النسخة الماضية لبطولة دوري أبطال أفريقيا، تبددت أحلامه في حمل كأس البطولة بطريقة مؤلمة عقب خسارته 0 - 2 أمام فلومينينسي، بطل كأس أندية أميركا الجنوبية (ليبرتادوريس)، في المربع الذهبي للمسابقة العالمية.
أشار كاف إلى أنه رغم البداية الرائعة للأهلي في اللقاء، الذي جرى على ملعب (الجوهرة المشعة) بمحافظة جدة السعودية، فإن لاعبيه لم يتمكنوا من استغلال تألقهم لا سيما خلال الشوط الأول من المباراة، ليتفوق عليهم فلومينينسي في النهاية وصعد على حسابهم للمباراة النهائية، ليلتقي مع الفائز من مباراة المربع الذهبي الأخرى بين مانشستر سيتي الإنجليزي وأوراوا ريد دياموندز الياباني، التي تجرى في وقت لاحق الثلاثاء.
أوضح كاف أن الجنوب أفريقي بيرسي تاو أضاع فرصة مبكرة لافتتاح التسجيل لمصلحة الأهلي بعدما تباطأ في التسديد، ليتدخل فيليبي ميلو، مدافع الفريق البرازيلي، بشكل حاسم في اللحظة الأخيرة.
وأضاف كاف أن محمود عبد المنعم (كهربا) أهدر أيضا فرصة محققة بعدما تصدى حارس فلومينينسي لضربة رأس منه، بيد واحدة، قبل أن تأخذ المواجهة منعطفا آخر بسبب تاو، الذي قام بخطأ أسقط من خلاله مارسيللو، ظهير أيسر الفريق البرازيلي داخل منطقة جزاء الأهلي، ليحصل أبطال أميركا الجنوبية على ركلة جزاء سجل منها جون أرياس هدف التقدم للبرازيليين في الدقيقة 71.
لمح كاف إلى أن الفريق الملقب بـ(الشياطين الحمر) كاد يدرك التعادل سريعا عن طريق تاو، الذي تابع تمريرة أمامية، ليسدد ضربة رأس افتقرت للقوة، لتذهب الكرة لأحضان حارس فلومينينسي.
أكد كاف أن الأهلي لم يتمكن من تحقيق عودة دراماتيكية بعدما أضاف (البديل) جون كيندي الهدف الثاني لفلومينينسي في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي.
وفي ختام حديثه عن اللقاء شدد كاف على أنه بينما فشل نجوم الأهلي المخضرمون في استغلال الفرص العديدة التي سنحت لهم، عاقبتهم المواهب الشابة بلا رحمة، في إشارة إلى كيندي، الذي يبلغ من العمر 21 عاما.
وتأتي تلك الخسارة لتكرس الأندية البرازيلية عقدتها في لقاءاتها أمام الأهلي في مونديال الأندية، بعدما تغلبت على الفريق الأحمر للمرة الخامسة، خلال 6 مواجهات جرت بينها وبين نادي القرن في أفريقيا.
يذكر أن الأهلي سيلتقي يوم الجمعة المقبل مع الخاسر من لقاء مانشستر سيتي وأوراوا، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في المونديال، حيث يتطلع الفريق المصري للحصول على الميدالية البرونزية للمرة الرابعة، بعد نسخ 2006 و2020 و2021.
سجل جايلن براون 31 نقطة و11 متابعة وقاد بوسطن سلتيكس حامل اللقب إلى فوز صعب على مضيفه واشنطن ويزاردز 108-96، الجمعة في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين.
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحربhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/5083956-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AF%D9%81%D8%B9%D8%AA-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.
سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».
وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.
في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.
القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.
لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».
وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».
في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».
أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».
عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».
زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.
مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.
رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».
زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.