قدّم الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ميشيل بلاتيني، شكوى قضائية ضد ثلاثة مسؤولين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، متهماً إياهم بالتشهير عبر تصريحات أدلوا بها خلال فترة مواجهة بلاتيني لقضية فساد أنهت مسيرته الإدارية في عالم كرة القدم.
وأكدت مصادر مقرّبة من بلاتيني لوكالة «إي إف إي» الإسبانية، أن الدعوى قُدّمت في باريس، من دون الكشف عن أسماء المتهمين حتى الآن، فيما أشارت تقارير إلى أن أحدهم يشغل منصباً في مؤسسة قضائية سويسرية.
ويسعى بلاتيني، الذي تمت تبرئته من تهم الفساد كافة، إلى «تصفية حساباته» مع مَن يرى أنهم هاجموه ظلماً خلال تلك الفترة.
وكان بلاتيني، البالغ من العمر 70 عاماً، قد أُبعد عن رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 2015، في وقت كان يُعد المرشح الأبرز لخلافة السويسري جوزف بلاتر في رئاسة «فيفا». وجاء ذلك على خلفية اتهامه بتلقي مليوني فرنك سويسري (نحو 1.6 مليون يورو) من «فيفا» عام 2007.
وأوضح بلاتيني وبلاتر أن المبلغ يمثل مستحقات متأخرة لعمله مستشاراً سابقاً لرئيس الاتحاد الأوروبي مطلع الألفية، لكن الادعاء السويسري اعتبره «دفعة غير شرعية» هدفها التأثير على دعم بلاتيني لبلاتر في الانتخابات، ما أدى إلى إيقافه من قِبل لجان الأخلاقيات وفتح تحقيق قضائي ضده.
وقد أجبرته القضية حينها على الانسحاب من سباق خلافة بلاتر، فاتحاً الطريق أمام نائبه في «يويفا»، جياني إنفانتينو، الذي فاز لاحقاً بالرئاسة، ويشغل المنصب حتى اليوم. وبعد سنوات طويلة من التقاضي، تمت تبرئة بلاتيني بالكامل في مارس (آذار) الماضي، ورفض الادعاء السويسري الاستئناف، ليصبح الحكم نهائياً في سبتمبر (أيلول). وخلال الإجراءات، تقدّم بلاتيني بعدة شكاوى في سويسرا ضد إنفانتينو، متهماً إياه بالتأثير غير المشروع.
وحسب صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، فإن ميشيل بلاتيني قدّم هذه الشكوى في إطار مساعيه لإعادة الاعتبار لنفسه بعد سنوات من الاتهامات التي أضرت بسمعته وأبعدته عن العمل الإداري في كرة القدم، معتبراً أن تصريحات بعض مسؤولي «فيفا» السابقين شكّلت «تشهيراً متعمداً» بحقه خلال فترة كان يخوض فيها معركة قضائية معقدة.
وتؤكد الصحيفة أن الدعوى تمثل فصلاً جديداً في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل داخل المنظمات الرياضية الدولية، في ظل استمرار التوتر بين بلاتيني وعدد من الشخصيات التي تولّت مناصب مؤثرة داخل «فيفا» خلال العقد الماضي.
