يقف البريطاني لاندو نوريس أمام فرصة أولى لكتابة اسمه في سجل أبطال العالم للفورمولا واحد، الأحد، في قطر، لكن عليه أولاً أن يتفوق على زميله في ماكلارين الأسترالي أوسكار بياستري، وبطل العالم في آخر أربع سنوات الهولندي ماكس فيرستابن الذي عاد إلى المنافسة بقوة مستفيداً من مشكلات منافسيه.
فيرستابن: 25، ماكلارين ونوريس: صفر. بعد فوزه بجائزة لاس فيغاس الكبرى نهاية الأسبوع الماضي، كانت العملية مثالية لفيرستابن (ريد بول) في مواجهة المتصدر نوريس، وبياستري.
في أجواء مدينة القمار، تكبدت سيارتا ماكلارين خسارة كبيرة بعد استبعادهما بسبب مخالفة تقنية، بينما كان نوريس قد أنهى السباق ثانياً (خسر بذلك 18 نقطة)، وزميله رابعاً.
لا يزال نوريس يتقدم بفارق 24 نقطة في الترتيب العام على بياستري، وفيرستابن، المتساويين الآن برصيد 366 نقطة لكل منهما (مع أفضلية فوز إضافي للأسترالي على منافسه الهولندي).
مع تبقي سباقين وجولة سرعة السبت تمنح ثماني نقاط إضافية، يبقى 58 نقطة في المتناول.
لكي يتوج في قطر، قبل الجولة الأخيرة، يجب أن يغادر نوريس حلبة لوسيل متقدماً بـ26 نقطة على الأقل عن منافسيه على اللقب العالمي، ما يعني أنه يجب على ابن السادسة والعشرين تسجيل نقطتين أكثر من منافسيه على حلبة لوسيل.
ورغم استبعاده في لاس فيغاس، يصل نوريس إلى قطر مرشحاً أول للتتويج بلقبه الأول، ومنح ماكلارين ثنائية السائقين، والصانعين للمرة الأولى منذ إنجاز الفنلندي ميكا هاكينن عام 1998.
ومن بين الثلاثة، نوريس هو الوحيد الذي يملك فرصة حسم اللقب هذا الأسبوع.
وبينما يتمتع فيرستابن بخبرة كبيرة، فإن التوتر يسيطر على نوريس، بينما يبدو بياستري غير محظوظ، ويبحث عن استعادة مستواه المفقود مؤخراً.
ورغم كثرة السيناريوهات المطروحة، يبقى واضحاً أن نوريس، بفضل فارقه المريح، أمام مهمة أبسط، وأقل حاجة للمجازفة في سباق السرعة السبت، والسباق الرئيس تحت الأضواء يوم الأحد.
وقد نجح فيرستابن في تقليص فارق 104 نقاط كان يفصله عن المتصدر حينها بياستري منذ سبتمبر (أيلول)، بفضل سلسلة انتصارات مذهلة جعلت جماهير ماكلارين في حالة قلق، وتشكيك في قرار الفريق السماح للسائقين بالتنافس بحرية.
وأكد مدير ماكلارين الإيطالي أندريا ستيلا مراراً أن فريقه سيدعم نوريس وبياستري بالتساوي حتى يصبح أحدهما خارج المنافسة حسابياً.
وقال في وقت سابق هذا العام: «لن نغلق الباب إلا إذا أغلقته الحسابات»، مستبعداً أي سيناريو لأوامر الفريق.
ولدى ستيلا خبرة سابقة في مثل هذه المواقف، إذ كان مهندس سباقات كيمي رايكونن في فيراري عام 2007، عندما انتزع الفنلندي اللقب من ثنائي ماكلارين المتناحر الإسباني فرناندو ألونسو والبريطاني لويس هاميلتون، بعد أن قلب فارق 17 نقطة في آخر جولتين.
كما كان مهندس ألونسو في فيراري عام 2010، حين فشلت استراتيجية بطل العالم مرتين في السباق الأخير، ما أتاح للألماني سيباستيان فيتل، الذي كان متأخراً بـ15 نقطة وفي المركز الثالث، خطف اللقب لصالح ريد بول.
لذلك لا يمكن استبعاد بياستري تماماً. فمع عودته إلى حلبات وظروف قد تخدمه، يمكنه تقديم أداء يعيده إلى دائرة المنافسة على مضمار سريع، حيث فرضت بيريلي إجراء توقفين في السباق بسبب التآكل الكبير للإطارات.
وسيقتصر استخدام كل مجموعة إطارات على 25 لفة، وهو ما قد يضيف إثارة، ويخلق استراتيجيات غير متوقعة، ويجعل قرارات الفرق على الحلبة حاسمة في خضم المنافسة.
وقد يؤدي ذلك إلى مفاجآت من مرسيدس، أو فيراري، ونتائج غير متوقعة قد تدفع نوريس وبياستري وفيرستابن إلى أبوظبي لخوض مواجهة فاصلة في السباق الختامي، حيث «الفائز يحصد كل شيء».

