على عكس ما يعتقده البعض؛ فإن ما حدث في لاس فيغاس لن يقتصر بكل تأكيد على ما حدث هناك، خصوصاً فيما يخص المنافسة على لقب بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1 للسيارات»، بل سيمتد أثره إلى حلبة لوسيل في قطر.
ولا تزال الهزة التي أعقبت الاستبعاد المزدوج لثنائي فريق مكلارين بطل العالم يوم الأحد الماضي في نيفادا تلقي بظلالها على الفريق قبل سباق السرعة في قطر، ضمن الجولة ذاتها، التي قد تمنح لاندو نوريس لقبه الأول في «فورمولا 1» أو تقلل من الفارق مع المتصدر.
ويتقدم البريطاني بفارق 24 نقطة على زميله الأسترالي أوسكار بياستري وبطل العالم الحالي ماكس فرستابن سائق رد بول مع تبقي جولتين على نهاية الموسم، بإجمالي 58 نقطة يمكن الفوز بها.
وبعد يوم الأحد المقبل، سيكون هناك 25 نقطة فقط متاحة. واحتل نوريس وبياستري المركزين الثاني والرابع على الترتيب في لاس فيغاس، ولكن بسبب أن سُمك مجموعة ألواح الانزلاق أسفل السيارتين أقل من الحد الأدنى المسموح به، خسِرا نقاطهما في تطور أدى لفتح معركة اللقب على مصراعيها.
وأوضح رئيس الفريق، أندريا ستيلا، يوم الأحد الماضي: «خلال السباق، واجهت السيارتان مستويات غير متوقعة وعالية من الارتدادات لم نشاهدها في حصص التجارب التأهيلية، مما أدى إلى احتكاك مفرط بالأرض.
وأضاف: «كانت المخالفة غير مقصودة، ولم تكن هناك أي محاولة متعمَّدة للتحايل على القواعد، وكانت الظروف مخففة أيضاً».
وكلما كان سمك مجموعة الألواح أسفل السيارتين أنحف، اقتربت السيارة من الأرض وكانت سرعتها أكبر. والسؤال المفتوح الذي لم تتم الإجابة عليه بعد بينما تستعد البطولة للجزء الثاني من التنافس الثلاثي الأخير هو: إلى أي مدى قد يتأثر أداء مكلارين الآن خلال في آخر جولتين للموسم في الشرق الأوسط؟ وسيراقب المنافسون، خصوصاً فريق رد بول الذي يسعى فرستابن من خلاله إلى الفوز بلقبه الخامس على التوالي بعد فوزه في لاس فيغاس، التطورات عن كثب.
وينبغي أن يلعب في سباقَي قطر وأبوظبي لصالح نقاط قوة في مكلارين؛ إذ فاز بياستري بسباق السرعة، العام الماضي، بينما سجل نوريس أسرع لفة في السباق. ولكن هل سيتعين عليهما المشاركة بأمان وتنفيذ إعداد أعلى من المعتاد، مما يؤدي إلى التخلي عن بعض مزايا الديناميكية الهوائية؟
ويتمتع فرستابن أيضاً بسجلّ رائع في قطر، باعتباره السائق الوحيد الذي فاز مرتين هناك، وحسم الهولندي لقبه الثالث في عام 2023 بعد سباق السرعة، يوم السبت، الذي فاز به أيضاً بياستري. وفي العام الماضي، فاز فرستابن مع تراجع نوريس من المركز الثاني إلى العاشر، بعد معاقبته بإضافة 10 ثوانٍ إلى زمنه بسبب التوقف/ الانطلاق أثناء وجود أعلام التحذير الصفراء.
وقال فرستابن عن نهجه بعد النجاح الذي حققه يوم الأحد الماضي: «أحاول فقط الاستمتاع وقضاء وقت جيد، وعندما أستطيع الفوز أحاول الفوز».
ووضع جورج راسل فريق مرسيدس في مركز أول المنطلقين على حلبة لوسيل، العام الماضي، بعد أن تم ارجاع فرستابن بواقع مركز واحد بسبب القيادة ببطء غير ضروري، وسيكون من المثير متابعته إلى جانب زميله في الفريق كيمي أنتونيلي.
ويحتل فريق مرسيدس المركز الثاني في بطولة الصانعين بفارق 40 نقطة عن رد بول و53 نقطة عن فيراري، لكن لا شيء يبدو مؤكداً.
وقال توتو فولف رئيس فريق مرسيدس: «نواجه تحدياً إضافياً يتمثل في سباق السرعة، مطلع الأسبوع المقبل، وفرض حد أقصى لاستخدام الإطارات أيضاً».
وأضاف: «سيكون تحقيق بداية قوية في التجارب الحرة الأولى، ووجود قاعدة متينة للبناء عليها من الأمور بالغة الأهمية».
نتوقع أن يكون منافسونا سريعين، فالظروف الجوية الدافئة والمنعطفات عالية السرعة لم تكن من نقاط قوتنا هذا العام.
وفرضت شركة «بيريلي» حداً أقصى قدره 25 لفة لكل مجموعة من الإطارات لسباق الأحد، بعد تحليل التآكل من عام 2024، وبعد حدود مماثلة في عام 2023.
وهذا يعني توقفين على الأقل لكل سائق، كما سيؤدي إلى تسريع وتيرة السباق، وهو ما قد يعرض الألواح أسفل السيارة لمزيد من الصدمات ويقلل الحاجة إلى إدارة الإطارات، وهي نقطة قوة أخرى لدى مكلارين.
ويحتاج مكلارين أيضاً إلى إدارة أمور سائقين اثنين، بينما يظل فرستابن هو التركيز الوحيد لفريقه، وسيحصل على الأولوية في توقفات الصيانة. وعندما يتعلق الأمر بحصد البطولات فقد كان حاضراً من قبل، وسوف يكون في قمة تركيزه.

