وجّهت شركة «A22»، التي أُنشئت لإدارة مشروع دوري السوبر الأوروبي الفاشل، رسالة إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، تطالبه فيها بالحصول على موافقة مسبقة على مشروع بطولتها الجديدة التي سُميت «يونيفاي ليغ» خلال «ثمانية أسابيع».
في رسالة من 18 صفحة أُرسلت إلى الأمين العام لـ«يويفا»، ثيودور ثيودوريديس، يوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي لـ«A22»، بيرند رايشارت، إن الفكرة المُعاد صياغتها للبطولة «متوافقة بالكامل» مع الحكم التاريخي الصادر عن محكمة العدل الأوروبية في ديسمبر (كانون الأول) 2023، الذي رأى أن نهج «يويفا» تجاه المنافسين المحتملين ينتهك قانون الاتحاد الأوروبي.
وقد طُبّق ذلك الحكم لاحقاً من قِبل محكمة تجارية في مدريد، وفشل «يويفا» مؤخراً في إلغاء هذا القرار أمام محكمة الاستئناف في مدريد.
وبناءً على هذه الانتصارات القضائية الثلاثة، بدأت «A22» وريال مدريد -الداعم الأكثر حماسة لمشروع «السوبر ليغ» والآن الوحيد الذي يعلن دعمه العلني لـ«يونيفاي ليغ»- في ملاحقات قانونية ضد «يويفا» في مدريد، للمطالبة بتعويضات مالية عن أضرار يُزعم أنها لحقت بهم، بسبب رفض الاتحاد القاري الموافقة على مشروع الدوري الجديد.
وحسب رايشارت، فإن رفض «يويفا» اعتماد «يونيفاي ليغ» بوصفها مسابقة تتوافق مع الروزنامة العالمية لكرة القدم والمعايير الرياضية، يعني أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يستمر في انتهاك القانون.
كتب رايشارت: «حتى الآن، أصدرت ثلاث محاكم مختلفة داخل الاتحاد الأوروبي، بما فيها أعلى محكمة فيه، أحكاماً متطابقة لا تترك مجالاً للشك؛ إساءة (يويفا) استغلال مركزه الاحتكاري المهيمن لا يمكن أن تستمر، وممارساته الإقصائية يجب أن تتوقف».
وأضاف: «على الرغم من هذا الوضوح، يواصل (يويفا) التمسك بأنظمة داخلية تتعارض مع قانون الاتحاد الأوروبي. والأدهى من ذلك أنه أدخل أحدث قواعده غير المتوافقة في يونيو (حزيران) 2024، أي بعد ستة أشهر من صدور حكم محكمة العدل الأوروبية».
وأردف: «نتيجة لذلك، أصبح (يويفا) معرضاً الآن لمطالبات ضخمة بالتعويض من الأطراف المتضررة، بمن في ذلك الأندية، واللاعبون، وشركة (A22)».
ريال مدريد كشف الشهر الماضي عن نيته مقاضاة «يويفا» عندما تبيّن أن النادي يقدّر ما يراه خسائر في الإيرادات بنحو 4.5 مليار يورو عبر عمر المشروع المجمّد.
شبكة «The Athletic» طلبت من «يويفا» التعليق على رسالة «A22» وتصريحات بيريز، لكنها لم تتلقّ رداً حتى الآن.
في رسالته، التي اطّلعت عليها «The Athletic»، يوضح رايشارت أيضاً ما يسميه «التنازلات» التي قدمتها «A22» في مقترحاتها، والتي خضعت لعدة تعديلات خلال سبعة أشهر من المحادثات مع «يويفا» هذا العام.
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرت «A22» أول خطة لـ«يوني فاي ليغ»، التي دعت إلى بطولة للرجال تضم أربعة مستويات: «ستار، وغولد، وبلو، ويونيون».
مع 32 فريقاً في كل من المستوى الأول والثاني، و16 فريقاً في كل من المستويين الأخيرين.
كانت الأندية تُقسَّم إلى مجموعات من ثمانية فرق، تلعب بنظام الذهاب والإياب، بما يضمن حداً أدنى من 14 مباراة لكل فريق، ثم تتأهل فرق إلى أدوار إقصائية. وعلى عكس مشروع «السوبر ليغ» الأصلي، الذي قُوبل برفض عارم، كانت الأندية ستتأهل إلى هذه الدوريات عبر نتائجها في بطولاتها المحلية بالطريقة التقليدية.
لكن «A22» تقول إنها، وبالاستناد إلى ردود الفعل الواردة من الأندية، عدّلت مشروعها مرة أخرى، وأبدت استعدادها الآن للالتزام بهيكل البطولات الثلاث المعمول به في نظام «يويفا»، ما يعني إلغاء دوري «يونيون»، على أن تضم الدوريات الثلاثة الأخرى فريقاً لكل منها.
الاختلاف الوحيد عن النظام الحالي لـ«يويفا» يتمثّل في تقسيم كل دوري إلى مجموعتَين من 18 فريقاً، مع لعب كل فريق ثماني مباريات في المرحلة الأولى -أربع داخل ملعبه وأربع خارجه- أمام ثمانية خصوم مختلفين، وفق ما يشبه صيغة «المرحلة الموحّدة» الجديدة التي اعتمدها «يويفا» لـ«دوري الأبطال».
وستتأهل الأندية إلى هذه الدوريات الثلاثة بالطريقة نفسها التي تتأهل بها حالياً إلى «دوري الأبطال»، و«الدوري الأوروبي»، و«دوري المؤتمر الأوروبي»، لكن المجموعات ستخضع لنظام تصنيف.
مجموعة «A» في «دوري ستار» ستكون مؤلفة من حامل اللقب في الموسم السابق، وأبطال الدوريات الستة الأقوى، وفق تصنيف «يويفا»، مع ملء المقاعد الـ11 المتبقية وفق معامل التصنيف.
مجموعة «B» ستضم الفرق الـ18 التالية في الترتيب حسب المعامل، فيما سيتم تحديد المجموعات في دوريي «غولد» و«بلو» بالكامل وفق التصنيف ذاته.
أما بالنسبة إلى مسابقات السيدات فتقترح «A22»: «دوري ستار» من 18 فريقاً، و«دوري غولد» من 16 فريقاً، بصيغة لا تكاد تختلف عن الوضع القائم حالياً، وكذلك الأمر فيما يتعلق بمواعيد المباريات على روزنامة الموسم.
تقول «A22» إنها قدّمت أيضاً تنازلات كبيرة إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ومنظمة «أندية كرة القدم الأوروبية» (الاسم الجديد لرابطة الأندية الأوروبية)، فيما يتعلق بهيكل الحوكمة.
فبدلاً من إعادة تشكيل المنظومة بأكملها، تكتفي الفكرة الآن بإنشاء «مجلس إدارة للدوري» يكون أعضاؤه بالأساس من الأندية المشاركة، مع مقاعد أخرى لممثلي اللاعبين، و«يويفا»، والمنظمة، وسيكون لهذا المجلس حق الفيتو على تغييرات شكل البطولة، وآليات توزيع الإيرادات، والقرارات التجارية الكبرى.
أما الهدف الثالث والأخير الذي تصفه «A22» بأنه «الغاية المحورية»، فهو إطلاق واستغلال منصة بث جديدة تحمل اسم «يونيفاي»؛ وهي المنصة التي رُوِّج لها بوصفها المبادرة الكبرى «الصديقة للجماهير» في العام الماضي.
وستكون هذه منصة عالمية تُقدَّم عبرها خدمة مجانية قائمة على الإعلانات، مع خيار مشاهدة خالٍ من الإعلانات للمشتركين.
قال بيريز، يوم الأحد: «رأينا كرة القدم تُعرض مجاناً على التلفزيون في كأس العالم للأندية»، في إشارة إلى تغطية «دازن» للبطولة بنسختها الجديدة الصيف الماضي.
وتابع: «لا أرى سوى سبب واحد يمنع (يويفا) من فعل الشيء نفسه، وهو أن تأجيل هذا المشروع لعام آخر يعني عاماً إضافياً من الرواتب المليونية لهم».
مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن مشروع «يو سي 3» -وهو الكيان المشترك بين «يويفا» وأندية كرة القدم الأوروبية لتسويق «دوري الأبطال» وبقية مسابقات الأندية- حقق نجاحاً ملحوظاً مؤخراً في بيع حقوق البث والرعاية للفترة من 2027 فصاعداً.
في ضوء ذلك، تبقى معركة «يونيفاي ليغ» مع «يويفا» مفتوحة... «A22» وريال مدريد يعدان أحكام القضاء الأوروبي منحتهما شرعية قانونية جديدة، و«يويفا» يلتزم الصمت رسمياً حتى الآن، فيما يواصل المضي قدماً في مشروعه التجاري «يو سي 3» وهيكلة مسابقاته الجديدة.
وما بين الحديث عن «تحرير السوق» و«حماية نموذج الكرة الأوروبية»، يبدو أن صراع «السوبر ليغ» بنسخته الجديدة لم ينتهِ بعد... بل ربما يبدأ الآن فصله الأهم.
