في مشهد غير مألوف على منصات التتويج في بطولات التنس الكبرى، رفضت الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، بطلة نهائيات الجولة الختامية لرابطة محترفات التنس، التقاط صورة جماعية مع الرئيسة التنفيذية للرابطة بورشيا آرتشر، خلال حفل التتويج الذي أقيم مساء السبت في العاصمة السعودية الرياض، بعد فوزها على البيلاروسية أرينا سابالينكا بمجموعتين دون رد (6 - 3، 7 - 6) وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.
ففي اللحظة التي صعدت فيها آرتشر إلى المنصة للانضمام إلى سابالينكا من أجل الصورة الرسمية، ابتعدت ريباكينا بوضوح نحو الطرف الأيمن وامتنعت عن التقدم إلى المنتصف. وحاول أحد المسؤولين الإشارة لها كي تقترب، لكنها رفعت يدها رافضةً، وظلت واقفة بمفردها إلى أن انتهت اللحظة البروتوكولية، في تصرف لاقى صدى واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون أنه موقف رمزي موجه إلى إدارة الرابطة.
وبينما لم يصدر تعليق رسمي من رابطة اللاعبات المحترفات حول الواقعة، اكتفت ريباكينا بالصمت ورفضت التعليق خلال مؤتمرها الصحافي بعد الفوز، مكتفية بالحديث عن فخرها بأدائها في البطولة التي شهدت تتويجها بثاني أهم ألقابها بعد ويمبلدون 2022.
لكن خلفية التوتر بين الطرفين تعود إلى الأزمة التي رافقت مدربها ستيفانو فوكوف، إذ كانت رابطة اللاعبات قد أوقفت اعتماده مؤقتاً في خريف العام الماضي، قبل أن تصدر بحقه قراراً بالمنع لمدة عام كامل عقب تحقيق داخلي في «انتهاك قواعد السلوك».

ووفقاً لرسالة سرّية حصلت عليها شبكة «The Athletic»، وصفت آرتشر نتائج التحقيق قائلة إن فوكوف «أساء استخدام سلطته، وارتكب سلوكاً مسيئاً تجاه اللاعبة، وأضرّ بسلامتها النفسية والجسدية والعاطفية، واستغل العلاقة المهنية بينهما لتحقيق مصالح شخصية وتجارية على حساب مصلحة اللاعبة».
إلا أن ريباكينا، وخلال فترة التحقيق، دافعت عن مدربها علناً وأكدت أنه «لم يسئ معاملتها أبداً»، فيما لجأ فوكوف إلى الاستئناف قبل بطولة رولان غاروس، لتُرفع العقوبة عنه في أغسطس (آب) الماضي بعد تسوية سرّية عبر التحكيم الخاص.
وتشير تفاصيل التحقيق إلى واقعة جرت في نيويورك عام 2024 عندما رفض فوكوف مغادرة الفندق الذي كانت تقيم فيه ريباكينا بعد إبلاغه رسمياً بإقالته، حيث أرسل لها عشرات الرسائل النصية وأكثر من مائة اتصال محاولاً إقناعها بالعدول عن القرار. وقال فوكوف في رسالة نصية لشبكة «The Athletic» مطلع هذا العام: «لم أسئ إلى أحد إطلاقاً».
ورغم استمرار الجدل، وجهت ريباكينا الشكر لمدربها في مايو (أيار) الماضي عند فوزها ببطولة ستراسبورغ، وهو أول لقب تحققه منذ أكثر من عام، حتى وإن كان فوكوف حينها ما يزال موقوفاً رسمياً عن العمل. وفي نهائي الرياض، جلس المدرب في مقصورة فريقها يشاهدها تكتب واحداً من أهم انتصاراتها، حاصدةً جائزة مالية تتجاوز خمسة ملايين دولار.
وبينما لم تنطق ريباكينا بكلمة واحدة عن موقفها على منصة التتويج، بدا امتناعها عن الوقوف بجانب رئيسة الرابطة رسالة صامتة تختصر توتراً دفيناً لم تُغلق صفحته بعد.

