تتألق الأندية الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم، مدعومة بالقوة المذهلة لإنفاقها؛ إذ تحتل الأندية الستة مراكز متقدمة بعد مرور نصف مرحلة الدوري التي تضم 36 فريقاً.
وهذا الأسبوع، وللمرة الثانية خلال أربع جولات من المباريات، فازت خمسة أندية من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أمر لم يحققه أي بلد في أسبوع واحد قبل هذا الموسم.
وتحتل أربعة من هذه الفرق الستة مقاعد في أول ثمانية مراكز التي يتأهل أصحابها مباشرة إلى دور الستة عشر، بينما تقع جميع الفرق الستة ضمن أفضل 12 فريقاً. ومن إجمالي 24 مباراة خاضتها، انتهت 17 منها بالفوز وتلقت ثلاث هزائم.
ويحتل آرسنال وهو النادي الوحيد الذي لم يتلق أي هدف حتى الآن، المركز الثاني برصيد 12 نقطة متأخراً بفارق الأهداف المسجلة عن بايرن ميونيخ.

وتقدم مانشستر سيتي إلى المركز الرابع بفوزه 4 - 1 على بوروسيا دورتموند، وفاز ليفربول 1 - صفر على ريال مدريد، الثلاثاء، ليتقدم للمركز الثامن، متأخراً بمركزين عن نيوكاسل يونايتد الذي فاز على أتليتيك بيلباو ليحقق فوزه الثالث على التوالي منذ الهزيمة الافتتاحية أمام برشلونة.
ويحتل توتنهام هوتسبير الذي لم يخسر بعد في البطولة، المركز العاشر بعد فوزه الساحق 4 - صفر على كوبنهاجن الدنماركي، وهو الفوز الذي برز فيه هدف ميكي فان دي فين الذي أصبح بالفعل من المرشحين ليكون «أفضل هدف في الموسم».

ويحتل تشيلسي المركز الـ12 بعد تعادله المفاجئ 2 - 2 أمام مضيفه كاراباخ ممثل أذربيجان، الأربعاء، لكن يبدو أن الفريقين القادمين من لندن في وضع جيد للصعود إلى الدور الفاصل على الأقل، إذا أنهيا مرحلة الدوري خارج أول ثمانية مراكز.
ولن يكون صعود جميع الأندية الإنجليزية إلى دور الستة عشر مفاجئاً، وسيحطمون بذلك الرقم القياسي الذي حققته الأندية الخمسة في عام 2017 عندما وصل تشيلسي، ومانشستر يونايتد، وليفربول، وتوتنهام ومانشستر سيتي إلى تلك المرحلة، وكانت تلك المرة الأولى التي تتأهل فيها خمسة أندية من دولة واحدة إلى مرحلة خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا.
ورغم أن الأمر مثير للإعجاب، فإن البعض يجادل بأن تفوق الدوري الإنجليزي الممتاز في أكبر بطولة أوروبية للأندية أمر لا مفر منه.
أغلقت فترة الانتقالات هذا الصيف مع تجاوز الإنفاق الإجمالي لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز حاجز ثلاثة مليارات جنيه إسترليني (4.03 مليار دولار) للمرة الأولى.
وكان ذلك أكثر مما أنفقته أندية الدوري الألماني، والدوري الإسباني، والدوري الإيطالي، والدوري الفرنسي، مجتمعة.
ومع إبعاد الأندية من الاتحادات الوطنية نفسها عن مواجهة بعضها بعضاً في مرحلة الدوري التي تنتهي في يناير (كانون الثاني)، فإن الفرق الإنجليزية الستة المشاركة ربما استفادت من هذا الأمر.
وبمجرد أن تبدأ مرحلة خروج المغلوب يمكن أن توقعهم القرعة في مواجهة بعضهم بعضاً، رغم أنه إذا أنهوا جميعاً مرحلة الدوري ضمن الثمانية الأوائل فإنهم سيتجنبون مواجهة بعضهم في دور الستة عشر.

وهناك أيضاً حقيقة أن تفوق الأندية الإنجليزية في مباريات الذهاب والإياب يكون أقل وضوحاً، كما ظهر الموسم الماضي عندما أقصى باريس سان جيرمان ليفربول وأستون فيلا وآرسنال في طريقه للفوز باللقب، وخسر مانشستر سيتي في ملحق دور الستة عشر أمام ريال مدريد.
وفازت ثلاثة فرق إنجليزية فقط رغم تفوقها المالي، في آخر 13 نسخة من دوري أبطال أوروبا، مع تصدر إسبانيا التي حققت سبعة ألقاب. واستناداً إلى الموسم الماضي، فإن الأداء في مرحلة الدوري ليس بالضرورة مؤشراً على النجاح في مراحل خروج المغلوب.
وتصدر ليفربول مرحلة الدوري في الموسم الماضي، لكنه سقط أمام باريس سان جيرمان في دور الستة عشر، بينما كان الفريق الباريسي على وشك الإقصاء المبكر قبل أن يستعيد توازنه ويفوز في آخر ثلاث مباريات في مرحلة الدوري ليحتل المركز الـ15 ويتأهل إلى الملحق.
وستحتاج عدد من الفرق الأوروبية الكبيرة إلى صحوة على غرار باريس سان جيرمان إذا أرادت التأهل إلى مرحلة خروج المغلوب.
ولم يحصل بنفيكا وأياكس على أي نقطة بعد مرور أربع جولات، في حين يحتل يوفنتوس مركزاً أدنى من خط التأهل (المركز الـ24)، بعدما فشل في تحقيق أي فوز حتى الآن.

