هتفت جماهير أنفيلد باسم أرني سلوت قبل صفارة النهاية بقليل، في مشهدٍ بدا وكأنه لحظة استعادة الثقة بعد أسابيع من الشك. فحين أحرز رايان غرافنبيرخ الهدف الثاني أمام أستون فيلا مطلع الشوط الثاني، علت الهتافات تأكيداً على دعم الجماهير للمدرب الهولندي الذي قاد ليفربول لاستعادة هيبته.
وبحسب شبكة «The Athletic»، فإن ما كان لافتاً أكثر هو تلك الهتافات التي سبقت الهدف؛ تحديداً عندما كانت المباراة ما تزال سلبية النتيجة، والقلق يخيّم على المدرجات. بعد فرصة ضائعة من دومينيك سوبوسلاي، اختارت جماهير الكوب أن ترد بالدعم لا بالاستياء، رافعةً لافتة كتب عليها: «الوحدة هي القوة».
سلوت قال بعدها: «حين تمر الأوقات الصعبة، تشعر بمدى خصوصية هذا النادي. الجماهير لا تنسى من منحها الفرح، وتكون أول من يقف إلى جانب الفريق وقت الشدة».
بعد أربع هزائم متتالية في الدوري، كانت هذه المباراة بمثابة اختبار بقاء مبكر للمدرب الهولندي. لكن سلوت قرأ الموقف جيداً، واتخذ قراراتٍ جريئة أعادت الفريق إلى الطريق الصحيح.
أبرز تلك القرارات كان إشراك أندي روبرتسون أساسياً للمرة الأولى هذا الموسم على حساب ميلوش كيركيز، وهو ما أسهم في تحقيق أول شباك نظيفة منذ 11 مباراة. صحيح أن فيلا أصابت القائم مرتين، لكنها لم تخلق سوى 0.41 «هدف متوقَّع» ولم تحصل على أي فرصة حقيقية وفقاً لإحصاءات «أوبتا».
عودة روبرتسون منحت فان دايك وإبراهيما كوناتي صلابة إضافية، بينما قدّم كونور برادلي أفضل أداء له هذا الموسم، مستعيداً لياقته واستمراره طوال الـ90 دقيقة.
عودة غرافنبيرخ بعد الإصابة كانت بمثابة دفعة نفسية وفنية؛ إذ فاز بـ6 من أصل 8 ثنائيات، بينما أكمل أليكسيس ماك أليستر مباراة كاملة للمرة الأولى منذ أبريل (نيسان).
في المقابل، لم يكن الفرنسي هوغو إكيتكي في أفضل حالاته؛ إذ لمس الكرة 15 مرة فقط قبل أن يفسح المجال لفلوريان فيرتز، لكنه رغم ذلك نال تصفيق الجماهير لروحه القتالية.
قدم محمد صلاح أفضل أداء له هذا الموسم؛ لم يكن التألق في الهدف فقط، الذي سجله مستفيداً من خطأ فادح من الحارس مارتينيز، بل في حضوره الكامل في كل تفاصيل المباراة: ضغط، وتمرير، وصناعة فرص، ومجهود دفاعي لافت.
وسجل صلاح هدفه رقم 250 بقميص ليفربول، ليصبح ثالث لاعب في تاريخ النادي يصل إلى هذا الرقم بعد إيان راش (346) وروجر هانت (285).
بفضل هذا الفوز، بدا ليفربول وكأنه وجد مجدداً «الوصفة الفائزة» قبل أسبوع حاسم يواجه فيه ريال مدريد في دوري الأبطال، ثم مانشستر سيتي في الدوري.
