الإيرادات القياسية التي حققها باريس سان جيرمان عن موسم 2024-2025 والتي بلغت 837 مليون يورو (976.11 مليون دولار)، أكدت نجاح مشروع النادي الفرنسي المتوَّج بدوري أبطال أوروبا والمسيطر تماماً على المسابقات المحلية.
كان الموسم الماضي تاريخياً لسان جيرمان، إذ نجح أخيراً في حصد أول لقب قارّي له، إضافةً إلى الثلاثية المحلية الدوري وكأس فرنسا وكأس السوبر، وأفلت منه كأس العالم للأندية بخسارته في النهائي أمام تشيلسي الإنجليزي.
وأكد سان جيرمان في بيان: «يُظهر هذا الأداء نضج المشروع وصلابة النموذج الاقتصادي للنادي، الذي أصبح الآن من بين الأكثر نجاحاً في العالم».
وانعكست نجاحات سان جيرمان الميدانية الموسم الماضي، على أداء النادي المالي، إذ تضاعفت الإيرادات التجارية لتصل إلى 367 مليون يورو، فيما بلغت إيرادات المباريات 175 مليون يورو، في وقت تمكنت فيه الإدارة من خفض نسبة كتلة الأجور من 111 في المائة إلى أقل من 65 في المائة من إجمالي الإيرادات.
وأوضح النادي في تقريره السنوي أن الإيرادات تضاعفت 9 مرات منذ عام 2011، لتقفز من 99 مليون يورو إلى 837 مليون يورو، مما يعكس نمواً متوازناً بين العوائد التجارية، والأنشطة الرياضية، وتفاعل الجماهير.
كما أكد التقرير أن الفوز الأوروبي الأخير شكَّل نقطة تحول في مكانة سان جيرمان بين كبار أندية العالم، سواء من حيث العائد المالي أو القيمة السوقية للعلامة التجارية.
وأسهمت النجاحات في إشعال حماس الجماهير بصورة غير مسبوقة، إذ امتلأ ملعب «حديقة الأمراء» للمرة الـ170 على التوالي، وبلغ معدل تجديد الاشتراكات 98 في المائة للموسم الجديد. كما ارتفعت مبيعات المنتجات الرسمية إلى مستويات تاريخية، بزيادة قدرها 210 في المائة عبر المتجر الإلكتروني و90 في المائة في المتاجر الميدانية، فيما حققت مبيعات القميص الأساسي للموسم 2025 - 2026 ارتفاعاً بنسبة 40 في المائة مقارنةً بأفضل رقم سابق. على صعيد الحضور الرقمي، يضم النادي اليوم مجتمعاً يقدَّر بـ235 مليون متابع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، 40 في المائة منهم دون سن 24 عاماً، مما يعكس جاذبيته الكبيرة لدى الأجيال الجديدة.
كما أصبح سان جيرمان النادي الأكثر متابعةً على منصة «تويتش»، والثاني من حيث المشاهدات على «تيك توك»، بأكثر من مليار مشاهدة منذ يوليو (تموز) الماضي.
ويمتلك سان جيرمان حالياً 14 متجراً رسمياً حول العالم و180 رابطة للمشجعين في 92 دولة، إلى جانب 177 أكاديمية تدريب في 21 دولة، تدرب أكثر من 50 ألف لاعب شاب. كما وسَّع النادي قاعدة شركائه التجاريين إلى 31 شريكاً، من بينهم: «الخطوط الجوية القطرية»، و«إف دي جيه يونايتد»، مع انضمام ستة شركاء جدد هذا الموسم.
وأكد النادي أنه بصدد إطلاق مبادرات جديدة في مجالات الترفيه والتعليم والصحة، لتعزيز ارتباطه بالجماهير، إلى جانب تطوير برنامج المشتركين «ماي باريس» الذي يمنح الأعضاء تجارب حصرية داخل فرنسا وخارجها. كما حدد باريس سان جيرمان مناطق توسع رئيسية تشمل فرنسا، والولايات المتحدة، واليابان، والشرق الأوسط، والصين، في إطار خطة تهدف إلى تعميق الحضور العالمي مع الحفاظ على الهوية الفرنسية.
ورغم إشعاعه الدولي، يواصل النادي ارتباطه الوثيق بباريس ومنطقة إيل-دو-فرنس؛ إذ بلغ الأثر الاقتصادي لأنشطته 243 مليون يورو في المنطقة، وأسهم في دعم أكثر من 2300 وظيفة، منها 810 وظائف دائمة. كما تواصل مؤسسة «بي إس جي فور كوميونيتيز» تنفيذ برامجها الاجتماعية التي استفاد منها أكثر من 300 ألف شاب منذ عام 2000. ويعد مشروع الملعب الجديد الذي يدرسه النادي حالياً محوراً رئيسياً في استراتيجيته المستقبلية، لتعزيز تجربة الجماهير وتنويع مصادر الدخل وترسيخ مكانة سان جيرمان كرمز رياضي وثقافي واقتصادي للعاصمة الفرنسية.

