هذا الأسبوع شهدت بطولة اليابان المفتوحة أداءً مثالياً من النجم الإسباني كارلوس ألكاراس، فيما أظهر جمهور بكين شغفاً لافتاً بلاعبات «دورة رابطة المحترفات»، في حين تحوّل الكازاخي ألكسندر بوبليك من لاعب مزاجي إلى «رجل الثبات»، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».
حين تعرّض ألكاراس لإصابة في كاحله الأيسر في أولى مبارياته ببطولة اليابان المفتوحة أمام الأرجنتيني سيباستيان بايز، بدا أن مشواره في طوكيو مهدد. لكن بحلول ربع النهائي أمام الأميركي براندون ناكاشيما، كان «الابتسام الموجع» قد تغيّر؛ لم يكن من أثر الإصابة، بل من ذروة الأداء التي وصل إليها. الفوز (6-2) و(6-4) لم يعكس حجم التفوق؛ إذ تنقّل ألكاراس بين ضربات أمامية قاطعة وإسقاطات قصيرة دقيقة، مستدرجاً منافسه إلى تبادلات محايدة قبل أن يفاجئه بكرات مستحيلة الزوايا.
سجل الإسباني 39 كرة رابحة استحقت الإشادة، لكن سر تفوقه يكمن في تعديلاته الفنية؛ إرسال أكثر انسيابية، وضربة خلفية أكثر توازناً بين السرعة والدقة. بذلك، عزز استمراريته وأزال الشكوك القديمة حول عدم ثبات مستواه. أرقامه هذا الموسم تقول الكثير: 65 انتصاراً مقابل 7 هزائم، واستعادة صدارة التصنيف العالمي من الإيطالي يانيك سينر.
اللعبة الأخيرة أمام ناكاشيما كانت مثالاً للكمال؛ ضربة خلفية مقطوعة عبر الملعب (15-0)، ثم تسديدتان أماميتان داخليتان إلى الخارج أجبرت الأميركي على تغيير الاتجاه، ليجهز عليه الإسباني بطلقة قاضية (30-0). حركة سريعة وتسديدة قصيرة رائعة عند الشبكة (40-0). وأخيراً، مع إرسال عميق من ناكاشيما، تراجع ألكاراس خطوة وأطلق ضربة أمامية داخلية من القوة والدقة، مما أنهى المباراة على الفور.
ألكاراس لم يعد يكتفي بذروة الأداء، بل يرفع من قاعدة مستواه أيضاً، حتى أمام منافسين أقل شهرة.
بداية جولة الملاعب الصلبة في كوريا والصين واليابان لم تخلُ من الجدل، بعدما صدرت تعليقات مسيئة من بعض اللاعبين. الأميركية تايلور تاونسند تحدثت بسخرية عن ثقافة الطعام في الصين، والإيطالي لورينزو موسيتي عن الجماهير، قبل أن يقدما اعتذارَيْن علنيَيْن. لكن رد الجماهير الصينية جاء سريعاً وبأسلوب ساخر عبر لافتات ومنشورات على منصات «ويبو» و«ريدنوت»، وهو دليل على تفاعلهم العميق مع اللعبة، ليس فقط عبر الأداء في الملعب بل من خلال الثقافة الرقمية والقصص الجانبية.
اللاعبات تلقين ألقاباً مميزة من الجماهير: الأميركية جيسيكا بيغولا أصبحت «دا فو» (الغنية الكبرى)، وزميلتها إيما نافارو «إر فو» (الغنية الصغرى)، وكوكو غوف «ملكة سلطة الفواكه»، والتشيكية كاتيرينا سينيكوفا «نودلز فورية» بسبب شعرها، والأوكرانية يوليا ستارودوبتسيفا «سيدة الأبجدية». حتى البطلة الأولمبية تشين ون (تشينغ كين ون) العائدة من الإصابة، أكدت أن حماس الجمهور كان الدافع الأكبر لمشاركتها في «تشاينا أوبن».
