أشعل تادي بوغاتشر سفوح جبال كيغالي بهجومه المميز لمسافات طويلة ليحصد لقبه العالمي الثاني على التوالي في سباقات الطرق للرجال، الأحد، في ظل أجواء من اليقين أحاط بالسباق، ليعزز السلوفيني إرثه بين عظماء سباقات الدراجات على مر العصور.
وحقق بوغاتشر الفوز في البطولة التي أقيمت في أفريقيا لأول مرة، وسط هتافات مئات الآلاف من المشجعين على جنبات المسار.
واحتل البلجيكي ريمكو إيفانبول، الذي فاز بلقب سباق ضد الساعة للفردي للعام الثالث على التوالي، الأحد الماضي، المركز الثاني بفارق دقيقة و28 ثانية عن الصدارة، فيما جاء الآيرلندي بن هيلي في المركز الثالث بفارق 48 ثانية أخرى.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تصعد فيها آيرلندا إلى منصة التتويج في هذا الحدث منذ أن فاز شون كيلي بالميدالية البرونزية في عام 1989.
ويعد بوغاتشر، الذي تحول تعبير وجهه المتجهم إلى ابتسامة في اللفة الأخيرة، هو المتسابق الثاني فقط في العقدين الأخيرين الذي ينجح في الدفاع عن قميصه، بعد السلوفاكي بيتر ساغان الذي فاز باللقب ثلاث مرات متتالية من عام 2015 إلى عام 2017.
وعندما انطلق بوغاتشر نحو جبل كيغالي مع تبقي 104 كيلومترات على النهاية، متخلياً عن الحذر، ليبدو السيناريو مألوفاً.
ولم يتمكن سوى زميليه في فريق الإمارات إكس آر جي، وهما خوان أيوسو من إسبانيا، وإيزاك ديل تورو من المكسيك، من اللحاق به في البداية، ولكن أيوسو سرعان ما انهار وابتعد ديل تورو عنه قبل 67 كيلومتراً من خط النهاية، ليشاهد بوغاتشر يختفي على الطريق محققاً انتصاراً آخر لا يُنسى على صعيد الفردي.
ومثل السباق الذي بلغ طوله 267.5 كيلومتر تحولاً تاريخياً للبطولة في عاصمة رواندا التي تنتشر بها الجبال، حيث صنع المسار الصعب المرصوف بالحصى تسلقاً لا هوادة فيه.
وأظهر إيفانبول في البداية إحباطه بينما كان ينتظر تغيير الدراجة بعد ابتعاده، لكنه سرعان ما أعاد تنظيم أموره ليقود المطاردة في مجموعة كانت تحوم حول دقيقة واحدة خلف بوغاتشر لكنها لم تنجح أبداً في تقليص الفارق.
وتوج هذا الفوز موسم 2025 الرائع بالنسبة لبوغاتشر.

