أثار خروج بايرن ميونيخ من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تعادله مع إنتر ميلان بنتيجة 2-2 في لقاء الإياب وخسارته بمجموع 4-3، ردود فعل واسعة في وسائل الإعلام الألمانية، اتَّسمت بنبرة من القلق العميق والانتقادات اللاذعة. ورأى كثيرون أن العملاق البافاري فقد مكانته بين نخبة الأندية الأوروبية.
ركَّزت صحيفة «بيلد» على الأداء المخيب للمدافع الكوري الجنوبي كيم مين جاي، وعدَّته الشخصية الأكثر سلبية في اللقاء، محملة إياه مسؤولية خسارة صراعات هوائية أسفرت عن هدفي إنتر. وأشارت إلى أن هذه الأخطاء في اللحظات الحاسمة تؤكد الفجوة بين الفرق البطلة وغيرها.
أما صحيفة «فيلت»، فتبنَّت نظرة أكثر شمولية، مشيرة إلى أن بايرن ودّع المسابقة من ربع النهائي 4 مرات في آخر 5 نسخ، مؤكدة أن الفريق لم يعد ضمن الصفوة في أوروبا. وانتقدت الصحيفة غياب المشروع الرياضي الواضح داخل النادي، عادّة أن الفريق يعاني من جمود تكتيكي وتراجع في استثمار المواهب.
وفي تصريحات بعد المباراة، أبدى يوشوا كيميش استياءه، قائلاً إن الفريق يُقدم كرة قدم جيدة دون أن يترجم ذلك إلى نتائج. وأشار إلى أن تكرار التعثرات في الدوري المحلي يعكس وجود أزمة في تحويل السيطرة إلى انتصارات.
كما تناولت وسائل الإعلام الألمانية الجانب العاطفي من اللقاء، مع الإشارة إلى أن توماس مولر خاض آخر مباراة له في دوري الأبطال، بعد أن تقرر عدم تجديد عقده، ليُغادر النادي بنهاية الموسم، بعد مسيرة أوروبية حافلة امتدت لـ163 مباراة.
في المقابل، غمرت الاحتفالات الصحافة الإيطالية بعد نجاح إنتر ميلان في بلوغ نصف النهائي. فقد عدّت «لا غازيتا ديلو سبورت» أن الفريق أظهر قوة ذهنية وتكتيكية كبيرة في مواجهة صعبة، مشيدة بقدرة اللاعبين على احتواء ضغط بايرن، والتعامل مع مجريات اللقاء بذكاء.
من جهتها، وصفت «كورييري ديلو سبورت» الإنجاز بالتاريخي، ليس فقط بسبب إقصاء أحد عمالقة أوروبا، بل للطريقة التي تم بها ذلك، من خلال شخصية جماعية واضحة وخيارات فنية ناجحة من المدرب سيموني إنزاغي، الذي أعاد الفريق إلى نصف النهائي للمرة الثانية في 3 سنوات.
أما «توتو سبورت»، فرأت أن تأهل إنتر يحمل رمزية كبيرة لكرة القدم الإيطالية، بعد بروز أندية مثل نابولي وميلان في المواسم الماضية، مشيدة بتماسك المجموعة، وقيادة لاعبين مثل نيكولو باريلا وأليساندرو باستوني وهنريك مخيتاريان.
وتوافقت الصحافة الإيطالية على أن هذا الإنجاز لم يكن ضربة حظ، بل ثمرة تخطيط محكم، وشجاعة فنية، وتكامل داخل الفريق، وعُدّ بمثابة رسالة قوية بأن الأندية الإيطالية استعادت مكانتها على الساحة القارية.
