«جائزة اليابان»: فوضى بالتجارب الثانية... ومكلارين في الصدارة

فوضى في التجارب الحرة الثانية بجائزة اليابان (إ.ب.أ)
فوضى في التجارب الحرة الثانية بجائزة اليابان (إ.ب.أ)
TT
20

«جائزة اليابان»: فوضى بالتجارب الثانية... ومكلارين في الصدارة

فوضى في التجارب الحرة الثانية بجائزة اليابان (إ.ب.أ)
فوضى في التجارب الحرة الثانية بجائزة اليابان (إ.ب.أ)

تصدر أوسكار بياستري ولاندو نوريس سائقا مكلارين لائحة الأزمنة، بينما تسببت أربعة أعلام حمراء، اثنان منها بسبب حرائق العشب على جانب المسار، في إحداث فوضى في التجارب الحرة الثانية لجائزة اليابان الكبرى، ضمن بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات، الجمعة.

وسجل الأسترالي بياستري، الفائز بالجولة الماضية في الصين، دقيقة واحدة و28.114 ثانية بين رفع العلم الأحمر في آخر مناسبتين خلال التجارب الحرة الثانية اليوم ليتصدر لائحة الأزمنة على حلبة سوزوكا.

كان لاندو نوريس متصدر بطولة العالم الأسرع في التجارب الحرة الأولى، وحل ثانياً في الفترة الثانية متفوقاً بفارق أربعة أعشار من الثانية على السائق الفرنسي الواعد إسحاق حجار.

وتسببت الفوضى خلال الفترة الثانية في عدم تمكن العديد من السائقين من الوقوف على قوة السيارة لتبقى التجارب الحرة الأخيرة الفرصة الوحيدة المتاحة لذلك.

وقال بياستري: «كان يوماً متقلباً بعض الشيء لكنه شهد أيضاً بعض الجوانب الإيجابية. توقفت التجارب الحرة الثانية كثيراً، ولذلك كان من الصعب فهم الكثير من الجوانب في السيارة لكننا خرجنا مع ذلك ببعض الدروس المفيدة. مع بعض التعديلات البسيطة، سنكون في كامل الجاهزية».

وبعد سبع دقائق فقط من انطلاق التجارب الحرة الثانية انحرفت سيارة جاك دوهان سائق ألبين عن المسار في المنعطف الأول وانزلقت عبر الحصى واصطدمت بالحائط.

وبدا السائق الأسترالي الواعد، الذي حل محله السائق الاحتياطي ريو هيراكاوا في التجارب الحرة الأولى، في حالة صدمة أثناء مساعدته على الابتعاد عن حطام سيارته.

وأُبقيت السيارات خارج المسار لمدة 22 دقيقة، ثم عادت لمدة ثلاث دقائق فقط عندما تم رفع العلم الأحمر مرة أخرى بعد خروج الإسباني فرناندو ألونسو عن المسار وتعطل سيارته أستون مارتن في الحصى.

وتبع ذلك توقف دام سبع دقائق، تلاه خمس دقائق من المنافسات قبل أن تشتعل النيران في قطعة من العشب على جانب المسار، ما أدى إلى رفع الأعلام الحمراء مرة أخرى.

وسجل بياستري لفتته السريعة ليتفوق على نوريس ويتصدر لائحة الأزمنة قبل أن تشتعل قطعة أخرى من العشب، ربما بسبب شرارات من سيارة عابرة، لتتسبب في نهاية مبكرة لحصة التجارب.

وكانت تلك الفترة مخيبة جداً لآمال الجماهير الذين شجعوا في وقت سابق الياباني يوكي تسونودا على تحقيق سادس أسرع زمن في التجارب الحرة الأولى لفريق رد بول، بعد ترقيته من فريق ريسنغ بولز على حساب ليام لاوسون الأسبوع الماضي.

لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن تسونودا كان متأخراً بفارق عشرة أجزاء من الثانية فقط عن زميله بطل العالم أربع مرات ماكس فرستابن في المركز الخامس، وهو تحسن كبير مقارنة بالنتائج التي حققها النيوزيلندي لاوسون في أول سباقين من الموسم.

واشتكى الهولندي فرستابن من مشكلة في توجيه السيارة في الفترة الثانية حين أنهى السباق متأخراً بأكثر من نصف ثانية عن الصدارة محققاً ثامن أسرع زمن.

وقال السائق الهولندي: «من الصعب جداً إنهاء لفة. يتطلب الأمر الكثير من الثقة والالتزام هنا، وفي الوقت الحالي، أشعر بأنه لا يزال أمامي الكثير من العمل».

وحقق لاوسون، الذي عاد إلى فريق ريسنغ بولز، المركز الثالث عشر فقط على لائحة الأزمنة في التجارب الحرة الأولى لكنه حل خامساً في التجارب الحرة الثانية.

وسيحصل فريق مرسيدس على بعض العزاء من تألق جورج راسل في معظم فترات الفترة الأولى وتسجيله ثاني أسرع لفة أمام ثنائي فيراري شارل لوكلير ولويس هاميلتون في المركزين الثالث والرابع.


مقالات ذات صلة

نصف نهائي الدوري الأوروبي: هل يُسقِط أموريم أتلتيك بلباو؟

رياضة عالمية أموريم يسعى لبلوغ يونايتد نهائي الدوري الأوروبي (د.ب.أ)

نصف نهائي الدوري الأوروبي: هل يُسقِط أموريم أتلتيك بلباو؟

رغم أن بطولة الدوري الأوروبي تُعد من الصف الثاني في التصنيف القاري خلف دوري الأبطال، فإن بعض مواجهاتها تحمل من التوتر والسياق القصصي ما يفوق مباريات النخبة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية تسفانتسيغر لدى مغادرته قاعة المحكمة في فرانكفورت (د.ب.أ)

إسقاط تهمة التهرب الضريبي ضد الرئيس السابق للاتحاد الألماني

أسقطت محكمة في فرانكفورت، الأربعاء، قضية تهرب ضريبي ضد تيو تسفانتسيغر، الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم، تتعلق بمنح كأس العالم 2006.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية أنشيلوتي في حيرة من أمره (أ.ب)

هل انتهت حكاية أنشيلوتي مع البرازيل قبل أن تبدأ؟

ضجة هائلة، ثم لا شيء. المفاوضات بين كارلو أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي لكرة القدم، التي قيل بالأمس إنها انتهت باتفاق، تُعلن اليوم كما لو أنها دُفنت.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية سان جيرمان مارس تحكماً بالضغط العالي الذي مارسه آرسنال (أ.ف.ب)

كيف حيّدت البنية التكتيكية لباريس سان جيرمان ضغط آرسنال العالي؟

كانت لدى ميكيل أرتيتا الجرأة ليصف الهدف الوحيد في خسارة فريقه أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بأنه «لحظة فردية».

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية سون هيونغ-مين (د.ب.أ)

قائد توتنهام سون سيغيب عن نصف «النهائي الأوروبي»

سيغيب الهداف الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين عن مباراة فريقه توتنهام الإنجليزي ضد بودو/غليمت النرويجي، الخميس، في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نصف نهائي الدوري الأوروبي: هل يُسقِط أموريم أتلتيك بلباو؟

أموريم يسعى لبلوغ يونايتد نهائي الدوري الأوروبي (د.ب.أ)
أموريم يسعى لبلوغ يونايتد نهائي الدوري الأوروبي (د.ب.أ)
TT
20

نصف نهائي الدوري الأوروبي: هل يُسقِط أموريم أتلتيك بلباو؟

أموريم يسعى لبلوغ يونايتد نهائي الدوري الأوروبي (د.ب.أ)
أموريم يسعى لبلوغ يونايتد نهائي الدوري الأوروبي (د.ب.أ)

رغم أن بطولة الدوري الأوروبي تُعد من الصف الثاني في التصنيف القاري خلف دوري الأبطال، فإن بعض مواجهاتها تحمل من التوتر والسياق القصصي ما يفوق مباريات النخبة. واحدة من أبرز تلك القصص تُكتب حالياً في نصف النهائي؛ حيث يصطدم مانشستر يونايتد بأتلتيك بلباو، في مواجهة قلّ أن تجد لها شبيهاً من حيث التناقضات بين الطرفين.

بحسب شبكة «The Athletic» فإن أتلتيك بلباو أحد أكثر الأندية تفرُّداً في عالم كرة القدم؛ إذ يحقق النجاح في إحدى أصعب الدوريات بالعالم، مع التزام صارم بتقليد قديم لا يسمح له بالتعاقد مع لاعبين من خارج إقليم الباسك. على النقيض، يعيش مانشستر يونايتد فوضى مزمنة في سنواته الأخيرة، بعد أن كان نادياً مرعباً لأوروبا. تعاقدات باهظة، تشكيلة غير متجانسة، وأداء يفتقد الهوية، حتى أصبح الفريق أكثر شهرة بإنفاقه المبالغ فيه من ألقابه في العقد الأخير.

تعيين روبن أموريم مدرباً لليونايتد، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خلفاً لإريك تين هاغ لم يكن خطوة لإنقاذ موسمي عاجل، بل محاولة لإعادة بناء طويلة الأمد. المدرب البرتغالي لم يكن من النوع الذي يأتي في منتصف الموسم لتعديل التشكيلة وترقيع النتائج، بل جاء بفلسفة واضحة تعتمد على نظام صارم 3 - 4 – 3، كان قد صنع به مجده مع سبورتينغ لشبونة. المشكلة أن هذه الفلسفة تحتاج إلى وقت، ويونايتد كان غارقاً في مشكلات تكتيكية ونفسية جعلت تغيير الوجه مسألة مستحيلة في سوق انتقالات واحدة.

في عهد تين هاغ، كان الفريق يحتل المركز 12 على مستوى فارق الأهداف المتوقعة، دون احتساب ركلات الجزاء، لكنه تراجع إلى المركز 14 بعد تسلم أموريم. ورغم ذلك، نجح يونايتد في الوصول إلى نصف النهائي الأوروبي، وإن كان ذلك بقدر من الحظ أكثر من الأداء المقنع. الفريق تجاوز ريال سوسيداد في دور الـ16 بفضل مباراة إياب شهدت ركلتي جزاء وطرداً. وفي الدور ربع النهائي، احتاج لهدف في الدقيقة 121، وركلة جزاء أخرى، وبطاقة حمراء جديدة، ليعبر ليون بصعوبة بالغة على أرضه في أولد ترافورد.

جانب من تدريبات أتلتيك بلباو (إ.ب.أ)
جانب من تدريبات أتلتيك بلباو (إ.ب.أ)

مواجهة أتلتيك بلباو تختلف كلياً عن كل ما سبق. الفريق الإسباني لا يمنح خصومه شيئاً مجاناً. أشبه بزيارة لطبيب الأسنان، ثقيلة وبلا متعة. فريق المدرب إرنستو فالفيردي هو ثاني أقل فريق في الدوري الإسباني من حيث معدل الأهداف المتوقَّعة ضده، ويملك دفاعاً أكثر صلابة في الدوري الأوروبي؛ حيث سمح فقط بمتوسط 7 تسديدات على مرماه في كل 90 دقيقة. وما يزيد من صعوبة المهمة أن جودة هذه التسديدات من حيث التهديد كانت أيضاً منخفضة، ما يعني أن بلباو لا يكتفي بتقليل العدد، بل يخنق الخصم تماماً في النوعية والمساحات.

دفاع مانشستر يونايتد ليس سيئاً في البطولة؛ فقد سمح بـ10.95 تسديدة فقط في كل مباراة، وهو رقم جيد نسبياً، لكنه يظل أقل تأثيراً من دفاع بلباو. ومع ذلك، فإن المشكلة الأساسية في هجوم يونايتد، الذي يعاني من غياب الجرأة، وانخفاض معدلات التسديد.

المهاجم راسموس هويولوند لا يسدد سوى 1.54 مرة في المباراة، وهو ما يضعه في قاع الترتيب بين المهاجمين على مستوى أوروبا. زميله جوشوا زيركزي ليس أفضل حالاً؛ إذ يسدد بمعدل 2.20 في المباراة، لكن ترتيبه في المئوية العشرين بين أقرانه يعكس غيابه عن التهديد الفعلي. ومن المثير أن اللاعبين الذين يسددون أكثر في الفريق (مثل غارناتشو وبرونو فيرنانديز) يفعلون ذلك من زوايا صعبة ومسافات بعيدة، تجعل معدل خطورتهم لكل تسديدة لا يتجاوز 0.09 من الأهداف المتوقعة، وهو أقل من المتوسط بوضوح.

وبينما يعاني هجوم يونايتد من الخجل، فإن بلباو نفسه لا يمتلك هجوماً كاسحاً. منذ بداية مارس (آذار)، خاض الفريق 11 مباراة، لم تشهد 9 منها سوى هدفين أو أقل، بينما انتهت 4 مباريات دون أن يسجل أي من الفريقين. 3 فقط من لاعبي بلباو تجاوزوا حاجز العشرة أهداف هذا الموسم، وهم: أوهيان سانسيت، وإينياكي ويليامز، ونيكو ويليامز، مما يعني أن الفريق يفتقر للتنوع الهجومي.

في ظل هذا السيناريو، تبدو التوقعات الفنية أقرب لمباراة مغلقة، قليلة الفرص، وربما مملّة. شركات المراهنات تعي ذلك، لذا وضعت احتمالية «أقل من 2.5 هدف» بسعر منخفض جداً لا يجذب كثيراً. خيار «عدم تسجيل الفريقين» أكثر إثارة قليلاً، لكن القيمة الحقيقية ربما تكون في الرهان على أقل من 1.5 هدف، وهو ما يغطي نتائج مثل 1 - 0 لأي من الطرفين أو التعادل السلبي، وهي نتائج محتملة جداً في ضوء ما يقدمه الفريقان.

وإذا كنتَ تميل للمغامرة أكثر، فخيار التعادل السلبي تحديداً، رغم أنه مخاطرة، إلا أنه قد يكون مغرياً، في ظل السياق الدفاعي الحاد الذي يدخله بلباو، وارتباك اليونايتد في الثلث الهجومي الأخير.

وفي النهاية، قد تكون هذه المباراة درساً جديداً في أن كرة القدم ليست دائماً احتفالاً بالأهداف، بل أحياناً تُكسب بالصبر والانضباط... وحتى القليل من الحظ.