هل الوقت في صالح توخيل لرفع إيقاع المنتخب الإنجليزي قبل المونديال؟

بداية إيجابية لحقبة المدرب الجديد لكنَّ الأداء الباهت تجب معالجته

يملك بيلينغهام الإمكانات التي تؤهله لقيادة إنجلترا نحو المجد لكن إذا واصل تهوره فقد يحدث العكس (أ.ف.ب)
يملك بيلينغهام الإمكانات التي تؤهله لقيادة إنجلترا نحو المجد لكن إذا واصل تهوره فقد يحدث العكس (أ.ف.ب)
TT
20

هل الوقت في صالح توخيل لرفع إيقاع المنتخب الإنجليزي قبل المونديال؟

يملك بيلينغهام الإمكانات التي تؤهله لقيادة إنجلترا نحو المجد لكن إذا واصل تهوره فقد يحدث العكس (أ.ف.ب)
يملك بيلينغهام الإمكانات التي تؤهله لقيادة إنجلترا نحو المجد لكن إذا واصل تهوره فقد يحدث العكس (أ.ف.ب)

جاءت بداية حقبة المدرب توماس توخيل مع منتخب إنجلترا سلسة بعدما حقق العلامة الكاملة في أول مباراتين في تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2026 سجل فيهما 5 أهداف، محافظاً على نظافة شباكه. وفي الفوز 3-صفر على لاتفيا، كما حدث في الانتصار 2-صفر على ألبانيا، لم يقدم المنتخب أفضل مستوياته، لكنَّ المدرب الألماني اتخذ بعض القرارات التي نال على أثرها الإشادة. فيما يلي يتم إلقاء الضوء على بعض الدروس الجديرة بالدراسة من هاتين المباراتين:

توخيل لا يزال يتعرف على فريقه... لكنَّ الوقت يمر بسرعة

لا يملك توماس توخيل رفاهية الوقت بعدما قرر عدم الإشراف على مباريات إنجلترا في دوري الأمم الأوروبية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. بدا الأمر كأن توخيل ينطلق بقوة في بداية مسيرته مع منتخب «الأسود الثلاثة»، تماماً كما فعل عندما فاز بدوري أبطال أوروبا بعد أربعة أشهر فقط من توليه قيادة تشيلسي، لكن رفع مستوى اللعب دولياً ليس بالأمر السهل على الإطلاق، نظراً إلى أن المديرين الفنيين للمنتخبات لا يقضون كثيراً من الوقت مع اللاعبين. لقد بدأ توخيل ولايته بفوزين سهلين، لكن المنتخب الإنجليزي لم يقدم في هاتين المباراتين ما يثير حماس الجماهير.

في الواقع، لم تكن إنجلترا مُهددة بالخسارة أمام ألبانيا ولاتفيا، لذا كانت جميع الأنظار تتجه إلى الأداء وليست النتيجة. وبعد أن انتقد توخيل بشدة أداء المنتخب الإنجليزي تحت قيادة غاريث ساوثغيت في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، فإنه كان يسعى إلى تعزيز الهوية والحماس والإثارة. لقد تحدث عن ضرورة اللعب بطريقة هجومية مثل تلك التي نراها في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. لكنَّ المشكلة تكمن في أن ذلك يُمثل تحدياً كبيراً أمام المنتخبات التي تأتي إلى ملعب ويمبلي وهي تسعى للخروج بأقل الخسائر والأضرار. لقد اعتمد المنتخب الإنجليزي على التمرير القصير والمتكرر، لكنَّ الأداء كان مملاً للغاية في كلتا المباراتين. من المؤكد أن توخيل سيرى أن هناك مجالاً للتحسين، كما يتعين عليه أن يُفكر فيما إذا كان من الممكن اللعب بحماس شديد أمام المنتخبات القوية، خصوصاً عندما تقام المباريات في درجات حرارة عالية في فصل الصيف في الولايات المتحدة الأمريكية. وبالتالي، قد يكون بحاجة إلى خوض مباريات ودية أمام منتخبات قوية قبل كأس العالم.

هل سيلعب بيلينغهام دوراً حاسماً في فوز إنجلترا بكأس العالم؟

رغم سهولة اللعب أمام لاتفيا، التي تحتل المركز الـ140 في تصنيف «فيفا» أقوى المنتخبات، لم يظهر جود بيلينغهام بشكل جيد، وكان يبدو كأنه فاقد للتركيز. لقد أظهر رغبة في اللعب، لكنه كان يريد أن يستحوذ على الكرة لوقت طويل. وقال توخيل إنه يريد أن يكون بيلينغهام أكثر انضباطاً من الناحية التكتيكية وأن يكون أكثر تركيزاً من الناحية الذهنية. من المؤكد أن توخيل لن يكون راضياً عن حصول بيلينغهام على بطاقة صفراء نتيجة الخطأ الذي ارتكبه بعد لحظات من فقدانه للكرة. لا يزال بيلينغهام بحاجة إلى توجيه كل تلك الطاقة إلى أشياء أكثر إيجابية. وكان محظوظاً للغاية لعدم حصوله على بطاقة صفراء ثانية بسبب تدخله المتهور في الشوط الثاني. فهل سيحالفه مثل هذا الحظ في البطولات الكبرى؟ من غير المرجح أن يحدث ذلك! يجب أن يكون بيلينغهام أكثر نضجاً حتى يساعد المنتخب الإنجليزي قدر المستطاع، ويجب أن يكون أكثر كفاءة وأقل اندفاعاً وتهوراً. ويتعين عليه أن يستغل تلك المهارات الفذة التي أظهر لنا جانباً منها عندما ضرب خط دفاع ألبانيا بالكامل بتمريرة رائعة لمايلز لويس سكيلي. في الواقع، يملك هذا اللاعب القدرات والإمكانات التي تؤهله لقيادة منتخب بلاده نحو المجد، لكن إذا واصل تهوره واندفاعه فقد يحدث العكس!

عدم ثبات مستوى خط الدفاع

يتعين على توخيل أن يفكر كثيراً في الخيارات المتاحة أمامه في مركز الظهير. سجّل لويس سكيلي هدفه الأول مع المنتخب الإنجليزي، وهناك أدلةٌ كثيرة على أن اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً يُمثّل إضافة كبيرة في مركز الظهير الأيسر. كما شارك ريس جيمس أساسياً لأول مرة مع إنجلترا منذ سبتمبر (أيلول) 2022، وسجل هدفه الدولي الأول. عاد جيمس من الإصابة، ورأى توخيل، على عكس المدير الفني للبلوز إنزو ماريسكا، أن قائد تشيلسي يجب أن يلعب ظهير أيمن وليس لاعب خط وسط. لكن السؤال المطروح الآن هو: هل يمتلك جيمس القوة البدنية التي كان يتمتع بها في السابق؟ لقد أظهرت الركلة الحرة الرائعة التي سجل منها هدفاً في مرمى لاتفيا أنه يمتلك قدماً يمنى ساحرة، لكنه اتخذ بعض القرارات غير الجيدة من الناحية الدفاعية. في النهاية، لم يكن أداء خط الدفاع مُقنعاً. ولم يُقدم دان بيرن، قلب دفاع نيوكاسل، أداءً مُقنعاً ضد ألبانيا، ويبدو أن توخيل غير مقتنع بمارك غويهي. لقد أبقى غويهي على مقاعد البدلاء ضد ألبانيا، بعدما تورط اللاعب، الذي كان يعد أحد أفضل لاعبي إنجلترا في بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، في خطأ مُبكر مع جوردان بيكفورد ضد لاتفيا.

لاعبو الأطراف لم يقدموا أداءً مقنعاً

توخيل أثنى على أداء سكيلي في مركز الظهير الأيسر (رويترز)
توخيل أثنى على أداء سكيلي في مركز الظهير الأيسر (رويترز)

من المؤكد أن طبيعية مثل هذه المباريات، التي يعتمد فيها المنافسون على التكتل الدفاعي، تجعل مهمة الأجنحة أكثر صعوبة، لأنه لا توجد مساحات تتحرك فيها الأجنحة خلف خط الدفاع. ومع ذلك، قال توخيل إنه يريد المزيد من أجنحة المنتخب الإنجليزي. لقد شعر بأن فيل فودين وماركوس راشفورد لم يقدما أداءً جيداً أمام ألبانيا، كما قدّم جارود بوين أداءً باهتاً أمام لاتفيا. ظهر مورغان روجرز بشكل جيد، لكن كان من الواضح للجميع أن المنتخب الإنجليزي يفتقر بشدة إلى خدمات بوكايو ساكا في الجانب الأيمن. قدّم إيبيريتشي إيزي أداءً رائعاً ضد لاتفيا، وسجل هدفه الأول، لكنَّ هناك اعتقاداً بأن أبرز اللاعبين في مركز الجناح لم يتم اختيارهم أو لم يكونوا متاحين للاختيار بسبب الإصابة. ستكون لدى نوني مادويكي فرصة للعودة إلى القائمة بعد تعافيه من الإصابة التي يعاني منها في أوتار الركبة، وقد منح توخيل جاك غريليش الأمل في العودة. وستكون لدى إيثان نوانيري، لاعب آرسنال الذي كان يلعب مع منتخب إنجلترا تحت 21 عاماً، فرصة أيضاً إذا حافظ على تألقه.

وارتون يستحق المتابعة للانضمام في المرة القادمة

يجب تأكيد أن الأجنحة تحتاج إلى مساعدة من باقي لاعبي الفريق. كان توخيل محبطاً لأن الكرة لم تكن تصل بالسرعة المطلوبة إلى فودين وراشفورد في كثير من الأحيان. وبالتالي، يتعين على المنتخب الإنجليزي أن يرفع وتيرة اللعب، ويقع العبء الأكبر في ذلك على خط الوسط، الذي لا يزال يفتقر إلى اللاعب القادر على الربط بين خطي الدفاع والهجوم وعلى إرسال تمريرات متقنة وغير متوقعة إلى المهاجمين. ويستحق آدم وارتون المتابعة في المرة القادمة. صحيح أن معدل التمريرات الناجحة للاعب خط وسط كريستال بالاس ليس مرتفعاً، لكنه لا يتوقف عن الرغبة في إرسال تمريرات غير تقليدية وغير متوقعة للمهاجمين. وهناك لاعب آخر يستحق المتابعة في هذا الصدد هو إليوت أندرسون، لاعب نوتنغهام فورست.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

أرتيتا: ساكا استثنائي!

رياضة عالمية بوكايو ساكا تألق في مواجهة ريال مدريد (أ.ب)

أرتيتا: ساكا استثنائي!

قال المدير الفني لفريق آرسنال، الإسباني ميكل أرتيتا، إن لاعبه بوكايو ساكا يقدّم إلى الفريق ما وصفه بأنه شيء لا يمكن للاعب آخر تقديمه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: يجب أن نتفاءل بإنهاء الموسم جيداً

قال بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، الجمعة، إنه سعيد بالطريقة التي تأقلم بها حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مع غياب بعض اللاعبين الأساسيين.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية آرسنال المنتشي بانتصاره الكبيرعلى ريال مدريد يتطلع للتشبث بآماله الضعيفة في المنافسة على اللقب (رويترز)

ليفربول لاستعادة نغمة الانتصارات على وقع تمديد صلاح عقده

يمتلك صلاح سجلاً حافلاً للغاية خلال لقاءاته السابقة مع وست هام حيث ساهم في تسجيل 19 هدفاً خلال 17 مباراة

رياضة عالمية مرموش أبرز صفقة من بين اللاعبين الذين تعاقد معهم مانشستر سيتي مؤخراً (إ.ب.أ)

من يجب أن يبقى في مانشستر سيتي ومن سيرحل؟

يأتي فلوريان فيرتز لاعب باير ليفركوزن الألماني على رأس قائمة اللاعبين الذين يسعى مانشستر سيتي للتعاقد معهم

رياضة عالمية الأسترالي أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام (د.ب.أ)

بوستيكوغلو: اقتربت من معرفة مسرّب المعلومات داخل توتنهام

قال الأسترالي أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام، إن تسريب المعلومات من قِبَل أحد الأشخاص داخل النادي يجعل مهمته أكثر صعوبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«كأس بيلي جين كينغ»: اليابان تنهي مسيرة رومانيا

مويوكا أوتشيجيما قادت اليابان للفوز على رومانيا (أ.ف.ب)
مويوكا أوتشيجيما قادت اليابان للفوز على رومانيا (أ.ف.ب)
TT
20

«كأس بيلي جين كينغ»: اليابان تنهي مسيرة رومانيا

مويوكا أوتشيجيما قادت اليابان للفوز على رومانيا (أ.ف.ب)
مويوكا أوتشيجيما قادت اليابان للفوز على رومانيا (أ.ف.ب)

فازت مويوكا أوتشيجيما، المصنفة الأولى في اليابان، على الرومانية أنكا تودوني، ضمن المجموعة الأولى من تصفيات «كأس بيلي جين كينغ» للتنس، السبت، لتبدد آمال رومانيا في التأهل للنهائيات.

وكانت إينا شيبهارا قد منحت اليابان بداية رائعة بفوزها على ميريام بولغارو 7-5 و6-2، بينما تغلبت أوتشيجيما على تودوني 3-6 و7-6 و6-2 في ساعتين ونصف في طوكيو، لتتأهل لمواجهة كندا الحاسمة، الأحد.

حققت تودوني أول كسر للإرسال لتتقدم 4-2 في المجموعة الأولى، وحافظت على تقدمها لتحسمها لصالحها بنتيجة 6-3.

كما تقدمت اللاعبة الرومانية في معظم فترات المجموعة الثانية، قبل أن تنقذ أوتشيجيما نقطتين لحسم المباراة، وتكسر إرسال منافستها، وتفرض شوطاً فاصلاً.

وسيطرت أوتشيجيما على المجموعة الثالثة، وكسرت إرسال تودوني مرتين لتحسم الفوز بالمباراة.

وقالت أوتشيجيما: «لا أعرف كيف فزت بالمباراة. أشعر بالسعادة فحسب؛ لأني تمكنت من الفوز. ساعدني الجمهور كثيراً بالطبع».

وحققت شيبهارا التقدم لليابان، لتسعد الجماهير المحلية؛ إذ فازت بالمجموعة الأولى ثم كسرت إرسال بولغارو مرتين في الثانية.

وقالت شيبهارا: «كنت متوترة في البداية. أعتقد أني قدمت أداء جيداً في المجمل».

وأضافت: «ساعدني (الجمهور) كثيراً، أحب صخبه. واصلت الضغط بقوة وحماس».

وحققت أسترالياً فوزاً ساحقاً على كولومبيا بنتيجة 3-صفر في برزبين، ولكنه لم يكن كافياً للوصول إلى النهائيات في شنتشن بالصين؛ إذ كانت كازاخستان قد ضمنت بالفعل صدارة المجموعة الرابعة.

في وقت لاحق من السبت، تلتقي جمهورية التشيك مع إسبانيا في المجموعة الثانية بأوسترافا، وتلعب الولايات المتحدة مع الدنمارك في المجموعة الثالثة في سلوفاكيا، وتواجه سويسرا أوكرانيا في المجموعة الخامسة ببولندا.