قال آندرو براغنيل، رئيس الاتحاد النيوزيلندي لكرة القدم، إن نيوزيلندا ستسعى لاستثمار مكاسبها من التأهل لكأس العالم في تطوير المواهب؛ لضمان ترك بصمة دائمة على الساحة الدولية.
وغابت البلاد عن نهائيات كأس العالم، في النسخ الثلاث الماضية، لكن المنتخب النيوزيلندي حجز تذكرته إلى نهائيات 2026 في أميركا الشمالية، يوم الاثنين الماضي، بفوزه على كاليدونيا الجديدة في نهائي تصفيات منطقة الأوقيانوس.
ولم يؤكد الاتحاد الدولي «فيفا» قيمة الجوائز المالية لكأس العالم 2026، لكن المنتخبات التي تأهلت لكأس العالم 2022 في قطر، وخرجت من مرحلة المجموعات، حصلت على 10.5 مليون دولار، بما في ذلك 1.5 مليون دولار لتغطية تكاليف الإعداد.
ويمكن أن يصنع المال فارقاً كبيراً في الدول الصغيرة في كرة القدم، مثل نيوزيلندا التي تملك فريقين محترفين فقط، وتُهيمن عليها لعبة الرغبي.
وقال براغنيل إن نحو 40 في المائة من عائدات كأس العالم، التي سيحصل عليها منتخب نيوزيلندا، ستذهب إلى اللاعبين، بموجب اتفاق مع اتحاد اللاعبين في البلاد، في حين سيجري توجيه معظم المبالغ المتبقية إلى برامج التدريب على مستوى الناشئين والبراعم لتطوير المواهب.
وقال براغنيل، لـ«رويترز»: «هناك كثير من الضغوط لمواصلة توفير الموارد للعبة على جميع المستويات».
وتابع: «(التأهل) سيساعدنا على مواصلة تطوير المواهب وصقل مهارات اللاعبين. من الضروري أن يكون النمو مستداماً».
ورغم أن المنتخب النيوزيلندي يحتل تصنيفاً عالمياً متواضعاً يبلغ 89، فإن كرة القدم حظيت بدفعة قوية محلياً من استضافة كأس العالم للسيدات، بالاشتراك مع أستراليا في 2023، واستمر الزخم مع انضمام نادي أوكلاند إلى الدوري الأسترالي.
ويحتل نادي أوكلاند، المملوك للملياردير الأميركي بيل فولي، صدارة جدول ترتيب الدوري في موسمه الأول، مع تبقي 7 جولات على انطلاق الأدوار الإقصائية.
وأدى الحضور القوي في أيام المباريات بملعب ماونت سمارت، مَعقل نادي أوكلاند، إلى تهدئة المخاوف من أن السوق قد لا تدعم فريقاً محترفاً ثانياً في نيوزيلندا، إلى جانب ولينغتون فينكس.
وسيشارك نادي أوكلاند بفريق، في دوري الدرجة الأولى الأسترالي للسيدات لموسم 2025-2026، مما يوفر طريقاً آخر لكرة القدم الاحترافية للمواهب النسائية في نيوزيلندا.
وقال براغنيل إن الاتحاد النيوزيلندي لكرة القدم سيعلن قريباً تفاصيل صندوق الإرث من كأس العالم للسيدات.
وأضاف: «سندير هذه الأموال بعناية لاستثمارها مجدداً في اللعبة. من الضروري أن نستخدم جميع أصولنا».
من المرجح أن يسهم استعداد المنتخب الوطني لمشاركته الثالثة في كأس العالم، العام المقبل، في استمرار تدفق المشجعين.
وأثار تأهل نيوزيلندا إلى كأس العالم، لآخِر مرة في نهائيات 2010 بجنوب أفريقيا، احتفالات في جميع أنحاء البلاد، عندما فاز المنتخب في الملحق العالمي على البحرين منهياً غياباً دام 28 عاماً عن الحدث العالمي.
وقد التفّ الشعب حول الفريق، بعدما نجح في فرض التعادل على إيطاليا وسلوفاكيا وباراغواي، وخرج من مرحلة المجموعات مرفوع الرأس، وسط إشادة الجميع.
ويستطيع منتخب نيوزيلندا، بقيادة كريس وود، أن يتوقع القدر نفسه من الاهتمام، بينما يتطلع إلى الوصول لأدوار خروج المغلوب، لأول مرة في كأس العالم الموسعة التي تضم 48 فريقاً، والتي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وقال براغنيل إنه مع تألق وود، مهاجم نوتنجهام فورست، في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 18 هدفاً، وأداء اللاعبين في الدوريات الأوروبية الأخرى، من حق الجماهير أن تشعر بالإثارة.
وتابع: «أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لرفع سقف توقعاتنا. لدينا عدد من اللاعبين في أوروبا، والجودة في ازدياد مستمر».