هل ينجح توخيل في قيادة إنجلترا للقب دولي كبير؟

وعد بإضافة نجمة ثانية على قميص «الأسود الثلاثة» بعدما أصبح ثالث أجنبي يتولى تدريبه

توخيل يوسط مسؤولي الإتحاد الانجليزي بملعب ويمبلي خلال إعلان تعاقده مدربا للمنتخب (ا ب ا)
توخيل يوسط مسؤولي الإتحاد الانجليزي بملعب ويمبلي خلال إعلان تعاقده مدربا للمنتخب (ا ب ا)
TT

هل ينجح توخيل في قيادة إنجلترا للقب دولي كبير؟

توخيل يوسط مسؤولي الإتحاد الانجليزي بملعب ويمبلي خلال إعلان تعاقده مدربا للمنتخب (ا ب ا)
توخيل يوسط مسؤولي الإتحاد الانجليزي بملعب ويمبلي خلال إعلان تعاقده مدربا للمنتخب (ا ب ا)

عهدت إنجلترا إلى المدرب الألماني توماس توخيل، بقيادة منتخبها الكروي بهدف فك العقدة مع البطولات الدولية الكبرى منذ التتويج بكأس العالم 1966.

وتملك إنجلترا مجموعة من أبرز المواهب على الساحة العالمية، لكنها فشلت في الفوز بأي لقب كبير منذ المونديال الذي استضافته على أرضها قبل 58 عاماً.

وعيّن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم توخيل البالغ 51 عاماً، أمس، خلفاً لغاريث ساوثغيت الذي رحل في يوليو (تموز)، بعد فترة استمرت 8 سنوات (2016 - 2024) تخللتها خسارة نهائيين متتاليين في كأس أوروبا. وستبدأ مهمة توخيل في الأول من يناير (كانون الثاني) 2025، على أن يعاونه المدرب أنتوني باري، وستكون محطته الأولى قيادة «الأسود الثلاثة» إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي تقام في كندا والمكسيك والولايات المتحدة.

وقال توخيل، خلال تقديمه في مؤتمر صحافي في مركز الاتحاد الإنجليزي بملعب ويمبلي: «جاء العرض في الوقت المناسب تماماً. والآن يتعين عليّ أن أرقى إلى مستوى التوقعات بالطبع. أعلم أن هناك بعض الألقاب المفقودة لدى إنجلترا، وبالطبع أريد المساعدة في تحقيق ذلك». وأضاف: «شعرت بوجود رابط شخصي بيني وبين اللعبة في هذه الدولة، منحتني بالفعل بعض اللحظات المذهلة. أن تكون لدي الفرصة لتمثيل المنتخب الإنجليزي هو امتياز كبير، وفرصة العمل مع هذه المجموعة المميزة والموهوبة من اللاعبين مثيرة للغاية». وأضاف: «سأبذل كل ما في وسعي من أجل التأهل لكأس العالم ومن ثم محاولة وضع نجمة ثانية على قميصنا». وواصل: «سنبني على ما صنعه ساوثغيت، المجموعة رائعة وحققت نتائج لافتة وسنعمل على استكمال المشروع وتحسينه».

بدوره، قال الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي مارك بولينغهام: «أردنا تعيين طاقم تدريبي يمنحنا أفضل فرصة ممكنة للفوز ببطولة كبرى، وكنا على ثقة بأن توخيل يملك الإمكانات لتحقيق ذلك».

وتابع بولينغهام، الذي كان في الخطوط الأمامية لمراجعة طلبات المرشحين منذ يوليو: «خلال عملية التوظيف، أثار توماس الإعجاب وتميز بخبرته الواسعة وديناميكيته».

توخيل في مركز الإتحاد الانجليزي بملعب ويمبلي خلال إعلان تعاقده مدربا للمنتخب (ا ب ا)

وكان قد تم إسناد قيادة المنتخب بعد استقالة ساوثغيت إلى لي كارسلي، مدرب منتخب الشباب، بشكل مؤقت، وسيواصل عمله حتى الجولتين الأخيرتين من دوري الأمم المقررتين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. مع توخيل، تنتظر إنجلترا التي تفتخر بأنها مهد الكرة المستديرة أن يفلح المدرب الألماني فيما فشل فيه أسلافه، لما يتمتع به من مكانة دولية، وخبرة واسعة في التعامل مع الإعلام، ومعروف بقدرته على مساعدة لاعبيه على التطور، خاصة الأصغر سناً، في فترة زمنية قصيرة.

يبدو الأمر أيضاً بمثابة رهان على مدرب لا يستمر كثيراً في منصبه لفترة طويلة في الأندية الكبيرة التي أشرف عليها، سواء مع باريس سان جيرمان الفرنسي أو تشيلسي الإنجليزي أو بايرن ميونيخ.

ورغم مغامراته القصيرة، فإن ذلك لم يمنعه من حصد الجوائز، في ألمانيا وفرنسا، خاصة في إنجلترا، وأبرزها الظفر بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2021 من أمام مانشستر سيتي الإنجليزي بقيادة الإسباني جوسيب غوارديولا.

ومع تشيلسي الذي تولى تدريبه بين يناير 2021 وسبتمبر (أيلول) 2022، كتب توخيل قصة نجاح قصيرة الأمد لكن ببصمات واضحة. فبعد أسابيع قليلة بعد إقالته من قبل سان جيرمان رغم قيادته للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائي دوري الأبطال (خسر أمام بايرن ميونيخ)، عاد للبروز مجدداً في العاصمة لندن وصنع مع تشيلسي إنجازاً كبيراً في فترة صعبة كان يعاني فيها الفريق لكنه رحل سريعاً بعد خلاف مع الإدارة الجديدة للنادي اللندني. وفي بايرن ميونيخ حصد توخيل لقب الدوري الألماني في 2022 – 2023، لكنه أنهى الموسم الماضي من دون أي لقب لأول مرة منذ أكثر من عقد، ليرحل رغم أن عقده كان يستمر حتى 2025.

وستكون مهمة توخيل مع إنجلترا أكثر صعوبة، وهي إزالة الغبار عن خزانة جوائز «الأسود الثلاثة»، الفارغة منذ الفوز باللقب الوحيد في كأس العالم 1966 على أرضها، وسيجد المدرب الألماني نفسه أمام أول تحدٍّ حقيقي وهو مونديال 2026، وفي حال تمكن من الاستمرار في منصبه، حيث لم يتم الإفصاح عن مدة عقده، ستشارك إنجلترا في تنظيم كأس أوروبا عام 2028.

مع ساوثغيت، ارتقى المنتخب الإنجليزي بشكل واضح على ساحة الكرة الأوروبية، لكنه تعثر مرتين في الخطوة الأخيرة بكأس أمم أوروبا، في النهائي أمام إيطاليا عام 2021 بركلات الترجيح على ملعب ويمبلي، ثم بعد ثلاث سنوات أمام إسبانيا (1 - 2) في برلين.

وتعرض ساوثغيت الذي يشتهر بهدوئه لانتقادات شديدة بسبب الأسلوب المتحفظ الذي اعتمده من دون أي بريق على الرغم من وفرة المواهب في التشكيلة وعلى أرض الملعب وعلى مقاعد البدلاء: جود بيلينغهام، وديكلان رايس، وكوبي ماينو، وبوكايو ساكا، وفيل فودين، وكول بالمر، والقائد والهداف هاري كين.

وبات توخيل ثالث أجنبي فقط يشغل منصب المدير الفني لمنتخب إنجلترا بعد السويدي الراحل سفن - غوران إريكسن (2001 - 2006) والإيطالي فابيو كابيلو (2007 - 2012). ويأمل الاتحاد الإنجليزي أن ينجح الرهان على توخيل كما حدث مع الهولندية سارينا فيغمان مدربة منتخب سيدات إنجلترا، التي نجحت في التتويج بكأس أوروبا عام 2022 وحصد المركز الثاني في مونديال 2023. وعلق آلن شيرر القائد السابق لمنتخب إنجلترا وهدافها التاريخي على قرار تعيين توخيل قائلاً: «خطوة جريئة وستكون ناجحة فقط إذا تمكن من حصد الألقاب التي طال انتظارها».

توخيل يحتفل بكأس دوري الابطال مع تشيلسي 2021 (اب)cut out

وأضاف: «نحتاج إلى لقب، الأمر بهذه البساطة. نريد مدرباً يمكنه تحقيق ذلك. لا شك في أن توخيل يحظى بسيرة ذاتية رائعة، لكنه سيكون اختباراً مختلفاً جداً بالنسبة له. إنها خطوة جريئة من الاتحاد الإنجليزي لا شك في ذلك». وواصل: «عليك الفوز ببطولة، لهذا تعاقد الاتحاد معك. لدينا مجموعة اللاعبين هي الأفضل في تاريخ إنجلترا منذ فترة طويلة جداً».

بدوره، قال غاري لينكر، قائد منتخب إنجلترا السابق: «مجموعة اللاعبين المميزين الذين تحظى بهم إنجلترا ومن بينهم هاري كين وجود بيلينغهام وفيل فودين، تعني أن فرص توخيل كبيرة في تحقيق لقب. بالتأكيد نظر توخيل إلى هذه التشكيلة وفكر أنها تضم الكثير من المواهب، إنها فرصة لا تصدق للفوز بأعظم الكؤوس».

توخيل في سطور

> الميلاد: 29 أغسطس (آب) 1973 في مدينة كرومباخ بألمانيا.

> لعب لصالح ناديه المحلي كرومباخ، قبل أن ينتقل إلى أكاديمية أوغسبورغ بعمر 15 عاماً، ثم الانضمام إلى فريق شتوتغارتر كيكرز بدوري الدرجة الثانية عام 1992.

> بعد 8 مباريات مع فريق كيكرز، انتقل إلى أولم بالدرجة الرابعة وشارك في 69 مباراة بمركز قلب دفاع قبل أن يضطر إلى الاعتزال في عام 1998 في سن 25 عاماً بسبب إصابة في الركبة.

‭‭‬‬> بدأ توخيل مسيرته مدرباً مع فريق الشباب بنادي شتوتغارت عام 2000، وعمل مع لاعبين اثنين أصبحا لاحقاً ضمن منتخب ألمانيا هما ماريو غوميز وهولغر بادشتوبر.

> عاد إلى أوغسبورغ وتولى مسؤولية الفريق الرديف في موسم 2007 - 2008.

> تولى تدريب فريق ماينز في عام 2009، خلفاً لمواطنه يورغن كلوب.

> حافظ على استقرار ماينز واستمراره في الدرجة الأولى خلال خمس سنوات مع الفريق حظي فيها بإشادة لأسلوبه الهجومي.

> تولى مسؤولية تدريب بروسيا دورتموند خلفاً لكلوب في عام 2015، وحصد كأس ألمانيا عام 2017 ثم أقيل من منصبه بعد ذلك بثلاثة أيام.

> تولى تدريب باريس سان جيرمان في عام 2018 بعقد لمدة عامين خلفاً للإسباني أوناي إيمري، ونجح في الفوز بالدوري الفرنسي مرتين، وحقق الرباعية المحلية في موسمه الثاني، وقاد النادي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة لكنه خسر 1 - صفر أمام بايرن ميونيخ. أقيل من تدريب سان جيرمان في نهاية عام 2020، رغم تصدر الفريق مجموعته في دوري أبطال أوروبا.

> تولى تدريب تشيلسي في يناير 2021 بعقد مبدئي مدته 18 شهراً بعد إقالة فرانك لامبارد لسوء النتائج، ونجح في إحياء موسم الفريق سريعاً بالدوري الإنجليزي الممتاز وقاد النادي اللندني للفوز بدوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر سيتي. كما فاز مع تشيلسي بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية. لكنه أقيل في سبتمبر 2022 بعد هزيمة مفاجئة 1 - صفر أمام دينامو زغرب في مباراته الافتتاحية بدوري أبطال أوروبا.

> تولى توخيل تدريب بايرن ميونيخ خلفاً ليوليان ناغلسمان في مارس (آذار) 2022 وقاده إلى لقب الدوري مرتين متتاليتين، لكنه أنهى الموسم الماضي دون أي لقب لتتم إقالته.

> سيصبح توخيل ثالث مدرب أجنبي للمنتخب الإنجليزي بعد السويدي سفين غوران إريكسون والإيطالي فابيو كابيلو، وسيبدأ مشواره في يناير المقبل.


مقالات ذات صلة

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية محمد صلاح (أ.ف.ب)

هل انتهت قصة الحب المتبادل بين صلاح وليفربول؟

استأثرت العروض الرائعة التي يقدمها محمد صلاح على أرضية الملعب وتصريحاته النارية بشأن مستقبله في صفوف ليفربول حيث ينتهي عقده بنهاية الموسم بالأضواء

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

اتحاد الكرة الإنجليزي يسعى لزيادة نسبة الخلفيات العرقية لمدربي إنجلترا

يسعى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى أن تكون 30% من طواقم تدريب منتخبات إنجلترا للرجال من خلفيات عرقية متنوعة بحلول عام 2028.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرنه سلوت (أ.ب)

حارس ليفربول القديم يتألق رغم المستقبل المجهول

استهل الهولندي أرنه سلوت مهامه مدرباً لليفربول الإنجليزي بطريقة شبه مثالية حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )

مايكل أوين: لست مرغوباً في ليفربول… أمر يؤلمني للغاية

مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)
مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)
TT

مايكل أوين: لست مرغوباً في ليفربول… أمر يؤلمني للغاية

مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)
مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)

كان ذلك في عام 2019، وفي صباح اليوم التالي لهزيمة ليفربول 3-0 في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة بقيادة ليونيل ميسي، كان مشجعو ليفربول المذهولون يشقون طريقهم بهدوء إلى منازلهم عبر مطار إل برات بالمدينة. عند البوابة، لاحظ بعضهم أحد أعظم هدافي النادي جالساً بمفرده، وذقنه ملتصق بصدره.

إنه يشبه إلى حد ما المشهد الذي حاول فيه آلان بارتريدج جذب انتباه «دان» بالصراخ عليه مراراً وتكراراً عبر ساحة انتظار السيارات. إلا أن هذا هو مايكل أوين. «مايكل»، يصرخ أحد المشجعين. «مايكل»، يحاول مرة أخرى. «مايكل...» في النهاية، يستدير مايكل. إنه يعرف ما هو قادم. أعتقد أنني أعرف ما هو قادم. يمكن للطابور أن يشعر بذلك. كل شيء يبدو محرجاً للغاية وحزيناً بعض الشيء. «أنت مانشستر...» وربما يمكنك أن تتخيل ما سيحدث بعد ذلك.

«نعم، نعم، حسناً يا صديقي»، قال أوين على مضض ولكن بحزم كافٍ لإحباط أي إهانات أخرى قد تأتي في طريقه. ومع ذلك، نادراً ما يمكن لرياضي من هذا المستوى أن يبدو وحيداً ومكشوفاً إلى هذا الحد.

وبحسب شبكة «The Athletic»، بدا أوين مصاباً بكدمات في ذلك اليوم، ولا يزال ألمه بسبب التهميش في النادي الذي انضم إليه عندما كان يبلغ من العمر 12 عاماً وخدمه بتميز لمدة 13 عاماً مؤلماً. وفي حديثه إلى الآن، يقول إن قلبه لا يزال «ينفجر بالفخر» كلما اقترب من «أنفيلد»، ولكنه يدرك أيضاً أن المشجعين ينظرون إليه بشكل مختلف عن الطريقة التي يراهم بها. وهذا يجعله متوتراً. «لا أشعر وكأنني مرحب بي أو محبوب وهذا يؤلمني بشدة، لذلك أفضل تجنبه».

وتوضح قصة أوين أن اللاعب يستطيع تسجيل 158 هدفاً في 297 مباراة ـ وهو ما يضعه في المركز السابع في قائمة هدافي ليفربول على مر العصور في ذلك الوقت ـ ولكن مع ذلك ينتهي به الأمر إلى أن يصبح غير محبوب على أساس خياراته المهنية.

وربما كانت الخطوة التي قادت أوين إلى مانشستر يونايتد في عام 2009 ـ والتي تمت الإشارة إليها بعبارات عدائية في طابور الانتظار في مطار برشلونة ـ هي الأكثر إثارة للجدل، ولكن الرجل نفسه مقتنع بأن سمعته تشكلت بشكل أكبر بقراره الانتقال إلى ريال مدريد قبل خمس سنوات.

وهو يصر على أن خطته كانت دائماً أن يذهب إلى مدريد لمدة عام أو عامين ثم يعود، مثلما فعل إيان راش عندما أمضى فترة قصيرة في يوفنتوس في موسم 1987-1988. ولكن في مدريد، يتحدث أوين عن «فقدان السيطرة» على الخيارات المتاحة أمامه. والواقع أنه كان على وشك العودة إلى ليفربول، ولكن نيوكاسل يونايتد جاء بعرض أكبر قبله ريال مدريد ولم يستطع ليفربول أن ينافسه. حتى عندما انضم إلى مانشستر يونايتد، قال إنه بذل قصارى جهده لإقناع الأشخاص المؤثرين الذين ما زال يعرفهم في ليفربول، مثل جيمي كاراغر، بإقناع المدير رافائيل بينيتيز بإعادته إلى أنفيلد.

بدلاً من ذلك، تُرِك له أربعة خيارات: بصرف النظر عن يونايتد، كان هناك هال سيتي (هبط في نهاية الموسم التالي)، وإيفرتون (خطوة أخرى غير شعبية لأي شخصية مهمة في ليفربول)، أو الاعتزال ببساطة. اختار أوين يونايتد لأنه أعطاه أفضل فرصة للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز أخيراً، وهو ما فعله في عام 2011.

أخبرني في مقابلة أجريت عام 2016 في إسطبلات خيوله على الحدود بين إنجلترا وويلز، أن قرار الذهاب إلى أولد ترافورد كان أسهل لأنه شعر بالتهميش من قبل أنصار ليفربول. ليلة واحدة على وجه الخصوص عالقة في ذهنه - مباراة في دوري أبطال أوروبا حيث قام ببعض العمل التلفزيوني بينما كان لا يزال متعاقداً مع ريال مدريد، وتعرض لهجمة من المشجعين. غادرت عائلته الملعب في تلك الليلة في حالة صدمة.

إن موضوع رحيل لاعب كرة قدم عن ليفربول إلى ريال مدريد له أهمية كبيرة الآن، لأن الفريقين سيتواجهان في دوري أبطال أوروبا في أنفيلد على خلفية استهداف النادي الإسباني لترينت ألكسندر أرنولد.

كما يشير أوين، ربما تكون هناك مقارنات أوضح يمكن إجراؤها بين ألكسندر أرنولد وستيف ماكمانامان الذي سار على نفس الطريق في عام 1999، خاصة أنه كان خارج عقده ولم يستفد ليفربول مالياً من رحيله. سمح بيع أوين مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني فقط لبينيتيز بتأمين توقيع تشابي ألونسو - ولكن في ذلك الوقت، أزعج أنصار النادي أن أوين بدا غير راغب في تجديد عقده.

يصر أوين على أنه لم يكن يدفع للخروج من ليفربول في أي وقت من ذلك الصيف وأن عرض ريال مدريد كان مفاجأة له.

يقول: «ريال مدريد نادٍ لامع لكنني لم أفكر أو أحلم أبداً باللعب لهم. عندما علمت باهتمامهم، انتابني شعور مختلط. كان هناك شعور بالفخر لأن نادياً مثل هذا مهتم بي. كان هناك شعور بالفضول، على ما أعتقد. لقد كنت أتقلب في الفراش لمدة أسبوع تقريباً منذ اللحظة التي سمعت فيها عن الاهتمام وقررت الرحيل»

وأردف أوين: «لقد تحدثت إلى المدير (بينيتيز) وتحدثت إلى ريك باري (الرئيس التنفيذي). كان الأمر أشبه بـ«دعنا نتفق على أنني سأستمر لمدة عام أو عامين ثم أعود. دون وعي، كان هذا هو ما كنت أحتاج إليه، الطمأنينة. لم أكن أرغب حقاً في الرحيل - كان ليفربول هو ناديّ. لكنني تساءلت أيضاً عما إذا كنت سأندم في النهاية إذا لم أحاول ذلك».

يصر أوين على أنه ليس «جريمة» إذا اختار ألكسندر أرنولد الرحيل عن النادي الذي أمضى فيه حياته كلها أو فريق فاز بـ15 كأساً أوروبية، وهو رقم قياسي. ومع ذلك، يقول إنه يعيش مع عواقب القرار الذي كان من الممكن اتخاذه «برمي عملة».

إذا اختار ألكسندر أرنولد الرحيل، يعتقد أوين أنه سيحتفظ بمكانته الأسطورية. في حين ساعد الظهير الأيمن ليفربول على الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز، لم يقترب أوين من ذلك أبداً. كان أبعد ما وصل إليه الفريق في دوري أبطال أوروبا هو ربع النهائي، وعلى الرغم من ادعاءات جيرارد هولييه بأن ليفربول كان «على بعد 10 مباريات من العظمة» في عام 2002، وهو العام الذي قدم أيضاً احتمال الفوز باللقب، فإن الحملة باءت بالفشل.

كان أوين أيضاً أفضل لاعب في ليفربول. كان بإمكانه الفوز بأكبر المباريات بمفرده، كما فعل في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد آرسنال في عام 2001. لذلك، جعل رحيله يبدو أن فرصة النادي في الفوز بأكبر الجوائز أقل. بالنسبة للبعض، بدا الأمر وكأنه هجر.

ولكن بالنسبة لألكسندر أرنولد، يقدم أوين تحذيراً بناءً على تجاربه الخاصة في العاصمة الإسبانية، حيث شعر أنه تخلى عن أي سيطرة على اتجاه حياته ولكن أيضاً عن إحساسه بهويته، حيث اندمج في غرفة ملابس مليئة بالأسماء الكبيرة.

يقول: «بمجرد أن تنتقل مرة واحدة ولا تكون في المكان الذي يفترض الجميع أنك لن تنتقل منه أبداً، تصبح تقريباً أصلاً قابلاً للتداول. لم أكن أرغب أبداً في اللعب لريال مدريد، ولكن هذا شرف لي. لقد نشأت وأنا أرغب في اللعب لليفربول. بمجرد الانتقال، تفقد هذا الارتباط المطلق بناديك وتصبح عرضاً للتداول. تفقد الغراء الذي كان لديك ذات يوم، بالانتقال من عقد إلى عقد، لأنك لا تلعب للفريق الذي تشجعه. أنت مجرد لاعب يحاول أن يؤدي بشكل جيد لنادٍ معين. هذا يعني أكثر من ذلك عندما تتقدم في الرتب».

عندما تحدث ألكسندر أرنولد مؤخراً عن تصميمه على أن يصبح أول لاعب في مركزه يفوز بالكرة الذهبية، كان الأمر غير عادي.

وبشكل عام، يتجنب لاعبو ليفربول ـ وخاصة المحليين منهم ـ الحديث عن الطموحات الفردية نظراً للأهمية التي يوليها النادي للجهود الجماعية، وهذا إرث من أخلاقيات بيل شانكلي عندما نجح في انتشال النادي من دوري الدرجة الثانية القديم.

ربما كانت هذه أول إشارة واضحة إلى أن ألكسندر أرنولد يرى نفسه بشكل مختلف. يستطيع أوين أن يتعاطف مع «عقلية النخبة» التي يتحدث عنها ألكسندر أرنولد والإيمان الراسخ بقدراتهم. ويتحدث أوين عن «وهم» معاييره الخاصة. وما يميزه لم يكن جسدياً أو فنياً بل نفسيته. ويقول: «اعتقدت أنني الأفضل».

يستطيع أوين أن يتذكر محاولة كاراغر إقناعه بعدم التوقيع لريال مدريد بإخباره أنه لن ينضم للفريق بسبب وجود نجوم مثل رونالدو وراؤول ولويس فيغو وزين الدين زيدان. ومع ذلك، في تلك المرحلة من حياته المهنية، لم يكن أوين يعاني من أي مشاكل تتعلق بقيمته الذاتية.

«أتلقى الكثير من الأسئلة حول شعوري عندما كنت ألعب مع النجوم الكبار»، يواصل أوين. «أقول: (لماذا لا تسألني كيف كان شعوري عندما كنت ألعب معي؟) لم يسبق لي أن انبهرت بأحد. لدي الكثير من الاحترام للناس ولكن عندما يسألني شخص ما إذا كان بإمكاني مقابلة شخص واحد في الحياة، أبدأ في حك رأسي. أنا لا أنظر إلى أي شخص وأفكر، (يا إلهي...) بالتأكيد لم أفكر بهذه الطريقة عند الانضمام إلى نادٍ جديد لكرة القدم».

واستطرد: «شيء واحد أردت القيام به هو كسب احترام اللاعبين. أتذكر أول جلسة تدريبية في مدريد، فكرت، (يجب أن أظهر لهم أنني أستطيع اللعب). لكنني أردت أن أفعل ذلك عندما ذهبت إلى نيوكاسل. أردت أن أفعل ذلك في المرة الأولى التي وطئت فيها قدمي ملاعب التدريب في ميلوود. أول شيء عليك القيام به هو أن تظهر لزملائك في الفريق أنهم يستطيعون أن يكونوا واثقين عند منحك الكرة، في أي وقت؛ أنك واحد منهم، وأنك على مستواهم، إن لم يكن أكثر منهم. إذا أعطوك الكرة، فقد يجعلهم ذلك يبدون أفضل».

ربما يكون هذا النوع من الفهم والثقة هو ما يكافح الشخص العادي في الشارع للتعامل معه، مما يفصل الرياضيين مثل أوين وألكسندر أرنولد عن أي شخص آخر، ومما يزيد من احتمالية احتقارهم بمجرد عدم تمثيلهم لفريقك.

فيما يتعلق بكرة القدم، على الرغم من اللعب تحت قيادة أربعة مدربين في حملة فوضوية بشكل خاص، كان أوين مرتاحاً في مدريد. خلال موسمه الوحيد، بدأ 26 من أصل 45 مباراة وسجل 16 هدفاً. كان ليبقى لفترة أطول لو استقر خارج الملعب. على عكس ماكمانامان، لم يكن لديه ستة أشهر للاستعداد وشراء منزل. بدلاً من ذلك، عاش لفترة طويلة مع زوجته لويز وطفلهما الأول جيما في فندق. هذا يعني أنه شعر بالذنب لقضاء الوقت بعيداً عنهما، في محاولة للتعرف على زملائه الجدد في الفريق. أثناء جولات الغولف مع رونالدو، كان عقل أوين في الفندق.

يعترف أنه لم يساعده أن العديد من اللاعبين كانوا يتحدثون الإنجليزية أيضاً، لأن ذلك جعل من الصعب عليه تعلم اللغة الإسبانية والاندماج مع الأشخاص خارج النادي، حيث كان اهتمام وسائل الإعلام يتجاوز أي شيء شهده في ميرسيسايد. لم يكن هذا الاهتمام يزعجه.

في مرحلة ما من حياته، حوالي عام 1998 بعد هدفه الرائع لصالح إنجلترا ضد الأرجنتين في كأس العالم، كان أوين مشهوراً مثل ديفيد بيكام، الذي أصبح بعد ذلك أحد زملائه في فريق مدريد.

يتذكر أوين: «كان يُسمح للصحافة بمشاهدة جلسات التدريب بأكملها. كنا نستمتع بممارسة التسديد في نهاية الجلسة وفي اليوم التالي كانت الصحيفة تحتوي على جدول به جميع التفاصيل الرئيسية حول عدد التسديدات التي سددها كل لاعب، وعدد التسديدات التي سجلها، والقدم التي استخدمها. كانوا يراقبونك في التدريب. وهذا يعني أنه كان عليك أن تكون دقيقاً في كل يوم. كان الجميع يراقبون، وكان الجميع يسجلون ما تفعله وكان الجميع يكتشفون ما تفعله. لم تكن هناك لحظة يمكنك فيها ارتكاب خطأ. كان وهج الصحافة لا يصدق. لقد كان بالتأكيد حيواناً أكبر من أي شيء واجهته على الإطلاق. كان هناك أيضاً مصورو الباباراتزي. «كنت تتناول الغداء وكانوا يلتقطون الصور».

يظل أوين آخر لاعب إنجليزي يفوز بجائزة الكرة الذهبية التي يطمح إليها ألكسندر أرنولد. جاء ترشيحه بسبب تأثيره على عام 2001 التقويمي لليفربول، عندما سجل 31 هدفاً وفاز فريق هولييه بثلاث كؤوس (خمس إذا أضفت كأس السوبر الأوروبي والدرع الخيرية) أثناء التأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ إعادة تسمية المسابقة في عام 1992. تضمنت تلك الفترة ثلاثيته لإنجلترا في فوزها الشهير 5-1 على ألمانيا في ميونيخ خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002.

لم يحصل على الجائزة سوى ثلاثة إنجليز قبل أوين: كيفن كيغان (1978 و1979)، وبوبي تشارلتون (1966) وستانلي ماثيوز (1956). لم تتضمن العملية حفلاً كبيراً في باريس، بل زيارة مجلة «فرنس فوتبول» لملعب تدريب ليفربول في ميلوود ثم حفل تقديم في «أنفيلد» قبل مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز.

يقول أوين إنه لم يفهم حقاً سبب كل هذه الضجة، لأن الجائزة لم تكن تعني الكثير في إنجلترا كما كانت في بلدان أوروبية أخرى، «لقد شعرت بالحرج قليلاً، لأكون صادقاً، لأنني أردت فقط مواصلة اللعبة». عند وصوله إلى مدريد، كان الأمر أكثر أهمية، وأصبح من الواضح لأوين أن اللقب سيتبعه «مثل لقب فارس».

يقول أوين: «قد يكون الأمر مختلفاً بالنسبة لترينت إذا حصل عليها يوماً ما، لأن أهمية الجائزة نمت على مدار العقد الماضي، وبالتأكيد في بريطانيا. لكن هذا لم يغير الطريقة التي شعرت بها تجاه نفسي - بالتأكيد لم أكن أمارس رياضة الشقلبة. فقط الآن عندما أنظر إلى الكأس الجالسة في خزانتي، وأعلم أنه لم يحصل عليها أي شخص آخر من هذا البلد منذ ذلك الحين، أفكر: (ربما لم أكن سيئاً للغاية)».