دوري الأمم الأوروبية: رهانات سباليتي تنتظر التأكيد في بودابست

سباليتي وجهازه الفني تفوقا على فرنسا في افتتاح مشوارهما بدوري الأمم (أ.ف.ب)
سباليتي وجهازه الفني تفوقا على فرنسا في افتتاح مشوارهما بدوري الأمم (أ.ف.ب)
TT

دوري الأمم الأوروبية: رهانات سباليتي تنتظر التأكيد في بودابست

سباليتي وجهازه الفني تفوقا على فرنسا في افتتاح مشوارهما بدوري الأمم (أ.ف.ب)
سباليتي وجهازه الفني تفوقا على فرنسا في افتتاح مشوارهما بدوري الأمم (أ.ف.ب)

أظهر المنتخب الإيطالي لكرة القدم في مباراة الفوز على فرنسا 3 - 1، الجمعة، ضمن منافسات المجموعة الأولى لدوري الأمم الأوروبية، وجهاً مغايراً لما قدمه في مشاركته الكارثية في كأس أوروبا التي ترافقت مع انتقادات حادة طالت خيارات مدربه لوتشانو سباليتي، كان أبرزها من المدرب السابق فابيو كابيلو.

ولم ينف سباليتي مسؤوليته خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة، عادّاً أن اللوم يقع بالكامل عليه: «أعتقد أن ما حدث يعتمد كلياً عليّ. يجب إعفاء اللاعبين من هذه المسؤوليات، سواء كانوا الموجودين هنا اليوم أو الذين لم أستدعهم...».

وأضاف: «مررت بصيف سيئ للغاية... خلال 30 عاماً من مزاولتي هذه المهنة (التدريب)، لا أتذكر فريقاً تحت قيادتي لم يقاتل كما فعلنا في تلك المباراة (مواجهة سويسرا في دور الـ16 لكأس أوروبا)».

وتُلخّص مواجهة سويسرا مشاركة بطل العالم أربع مرات في البطولة القارية، إذ عانى على المستويين الذهني والتكتيكي، فبدا لاعبوه من دون روح قتالية، كما كانت الفوضى سمة طاغية على أدائهم على أرض الملعب.

ووصفت وقتذاك الصحف الإيطالية مشاركة منتخب بلادها بعبارات قاسية مثل «فشل وطني» لصحيفة «توتو سبورت»، و«عار» لصحيفة «كورييري ديلو سبورت»، و«يجب القيام بكل شيء من جديد» للصحيفة الأشهر «لا غازيتا ديلو سبورت».

ربما يعود السبب في تلك الفوضى إلى كثرة المسؤوليات المنوطة باللاعبين من طرف سباليتي، وهي فرضية علّق عليها عشية مواجهة فرنسا: «ربما أثقلت كاهلهم خلال البطولة بالمسؤوليات التي أوكلتهم بها. أعتقد أن هذا الوقت المناسب للقيام بشيء مختلف. سأقوم الآن بإنشاء مجموعة جديدة مع ضغط أقل وجعل اللاعبين يشعرون بجمال ارتداء قميص المنتخب الوطني».

وكان الاعتماد على خط دفاع مكوّن من أربعة لاعبين بدلاً من ثلاثة هو أحد أكثر الأمور التي انتُقد عليها قبل أشهر قليلة، على اعتبار أن معظم المدافعين الموجودين في القائمة كانوا ينشطون في أندية تعتمد نظام لعب من ثلاثة مدافعين.

ومن بين أبرز المنتقدين كان كابيلو الذي وصف سباليتي بالـ«متعجرف» بعد مواجهة إسبانيا في دور المجموعات، مشيراً إلى اعتقاد أنه «اختار إشراك أربعة لاعبين في الخط الخلفي في مواجهة أفضل الأجنحة في أوروبا ورأينا من كان المنتخب الأفضل».

ولم يغب عن بال مدرب نابولي السابق التطرق إلى هذه الجزئية خلال المؤتمر الصحافي، مشيراً إلى أنه كان يطلب من لاعبيه الدفاع بأربعة لاعبين وبناء اللعب بثلاثة «كنت أفكر في ذلك وهو أحد الأمور التي سأغيرها. أريد إزالة هذا التعقيد: سنلعب دائماً بـ3-5-2 أو 3-4-2-1 أو 3-5-1-1»، مع التأكيد على منح لاعبيه هامش حرية أكبر في الأمام.

وطبّق سباليتي كلامه على أرض الواقع في مواجهة فرنسا، فاعتمد الرسم التكتيكي 3-5-1-1، مع الدخول بتشكيلة أساسية قوامها عناصر شابة، فبدا لاعبوه أكثر نشاطاً وحرية وتحرراً من السابق، كما كانوا أكثر ثباتاً ذهنياً ونجحوا في رد الفعل رغم تأخرهم في النتيجة في الثواني الأولى بهدف برادلي باركولا، في ما وصفه بـ«ردة فعل فريق كبير»، وهو ما عابهم في ألمانيا.

قد يكون المكسب الأكبر الذي خرجت به إيطاليا من مواجهة فرنسا، إلى جانب الظفر بالنقاط الثلاث ونجاح الرسم التكتيكي الجديد، هو صوابية الرهان على شبان قد يشكّلون ضمانة في الاستحقاقات المقبلة، أي دوري الأمم الأوروبية وتصفيات كأس العالم 2026.

وتألق من بين هؤلاء الشبان على ملعب «بارك دي برانس» لاعب الوسط سامويلي ريتشي (23 عاماً)، إضافة إلى زميليه في خط الوسط دافيدي فراتيزي (24) صاحب الهدف الثاني، والعائد من الإيقاف ساندرو تونالي (24) الذي صنع الهدف الأول بطريقة رائعة للمتألق الآخر فيديريكو دي ماركو (26)، والبديل صاحب الهدف الثالث جاكومو راسبادوري (24).

والجدير بالذكر أن القائمة التي اختارها سباليتي من 23 لاعباً، تضم لاعباً واحداً تخطى حاجز الـ30 من العمر هو المدافع جوفاني دي لورنتسو (31)، مقابل 18 لاعباً تتراوح أعمارهم بين 21 و26 عاماً.

قد يُشكّل الانتصار على فرنسا نقطة انطلاق فعلية وحقيقية لحقبة إيطاليا مع سباليتي، وهو قبل كل شيء انتصار أكّد كلامه أن «هذا الفريق لديه الجودة»، بانتظار التأكيد أمام إسرائيل، الاثنين المقبل، في بودابست.


مقالات ذات صلة

آل الشيخ: انتظروا مباراة كبيرة للنصر في «موسم الرياض»

رياضة سعودية آل الشيخ والخطيب عقب توقيع عقد الرعاية مع الهيئة السعودية للسياحة كشريك رسمي للموسم (موسم الرياض)

آل الشيخ: انتظروا مباراة كبيرة للنصر في «موسم الرياض»

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، عن اجتماع سيعقده مع إدارة نادي النصر لبحث إقامة «مباراة كبيرة»

رياضة عربية قوة مصر الهجومية اكتملت بانضمام مرموش مهاجم آينتراخت فرانكفورت وهداف الدوري الألماني (أ.ف.ب)

فرص كبيرة للمنتخبات العربية إلى نهائيات أفريقيا في المغرب

تمتلك المنتخبات العربية فرصاً كبيرة لضمان تأهلها المبكر إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها المغرب بين 21 ديسمبر (كانون الأول) 2025،

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية عبد الرحمن المشيفري لاعب عمان محتفلاً بهدفه في مرمى الكويت (أ.ف.ب)

«تصفيات آسيا» المونديالية: عمان تمطر شباك الكويت برباعية

حقق المنتخب العماني فوزاً كبيراً على ضيفه الكويتي 4 / صفر، الخميس، ضمن منافسات المجموعة الثانية بالدور الثالث من تصفيات آسيا المونديالية.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عربية نادي الزمالك بعد حصوله على السوبر الأفريقي (فيسبوك)

الخلاف بين جماهير الأهلي والزمالك على شعار «أكبر قلعة رياضية» يستعر

اشتعل الخلاف بين جماهير ناديي الأهلي والزمالك في مصر، بعد تصريحات تضمنت تراشقاً وتنابذاً بالألقاب بين مسؤولين في الناديين اللذين يعدان قطبي الكرة المصرية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية قوة مصر الهجومية اكتملت بانضمام مرموش مهاجم أينتراخت فرانكفورت وهداف الدوري الألماني (أ.ف.ب)

المنتخب المصري يسعى لحسم بطاقة التأهل عبر بوابة موريتانيا

المنتخبات العربية تمتلك فرصاً كبيرة لضمان تأهلها المبكر إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية في المغرب.


يوفنتوس يعود إلى كنف رابطة الأندية الأوروبية

يوفنتوس تخلّى عن رابطة الأندية الأوروبية إثر سعيه الى جانب أندية أخرى بإطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي (أ.ف.ب)
يوفنتوس تخلّى عن رابطة الأندية الأوروبية إثر سعيه الى جانب أندية أخرى بإطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي (أ.ف.ب)
TT

يوفنتوس يعود إلى كنف رابطة الأندية الأوروبية

يوفنتوس تخلّى عن رابطة الأندية الأوروبية إثر سعيه الى جانب أندية أخرى بإطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي (أ.ف.ب)
يوفنتوس تخلّى عن رابطة الأندية الأوروبية إثر سعيه الى جانب أندية أخرى بإطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي (أ.ف.ب)

عاد يوفنتوس الإيطالي إلى كنف رابطة الأندية الأوروبية لكرة القدم، كما أعلن رئيسها القطري ناصر الخليفي، الخميس، خلال جمعيتها العمومية في أثينا.

وكان يوفنتوس، النادي الأكثر نجاحاً في إيطاليا، قد تخلّى عن رابطة الأندية الأوروبية، إثر سعيه -إلى جانب أندية أخرى- بإطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي في أبريل (نيسان) 2021، لكنه لم يبصر النور إثر انتقادات كبيرة من أنصار الأندية، وتهديدات الهيئات الكروية الكبرى مثل الاتحاد الدولي (فيفا) والاتحاد الأوروبي (ويفا).

وقال الخليفي: «يسعدني أن أرحب بعودة يوفنتوس إلى عائلتنا. الآن، جميع أندية الدرجة الأولى في أكثر من 20 دولة هي أعضاء في رابطة الأندية الأوروبية».

وسعى يوفنتوس، الذي كان يرأسه أندريا أنييلي، إلى أن يكون واحداً من 12 نادياً مؤسساً لدوري السوبر الأوروبي، إلى جانب ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، ومجموعة من الفرق من الدوري الإنجليزي.

ومنذ فشل مشروع دوري السوبر، تعرض أنييلي لحظر طويل من ممارسة كرة القدم من السلطات الإيطالية، بعد أن أدانه اتحاد كرة القدم في البلاد هو ويوفنتوس بسلسلة من الجرائم المالية.

ولا يزال المشروع حيّاً من الناحية الفنية، ويتم من قبل شركة «آي 22 سبورتس مانجمنت»، التي تعمل على الترويج لنسخة منقحة من المنافسة القارية المنفصلة، التي تضم 64 فريقاً تلعب في 3 درجات.

وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، قضت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي بأن حظر دوري السوبر الذي فرضته الهيئات الإدارية الحالية للرياضة كان مخالفاً لقانون الاتحاد الأوروبي.