أولمبياد باريس: نهر السين... نجمٌ متقلّب في الألعاب

نهر السين (رويترز)
نهر السين (رويترز)
TT

أولمبياد باريس: نهر السين... نجمٌ متقلّب في الألعاب

نهر السين (رويترز)
نهر السين (رويترز)

برَز نهر السين كنجمٍ متقلّبٍ في الألعاب الأولمبية التي استضافتها باريس؛ إذ خطف الأضواء في الحفل الافتتاحي ومنافسات السباحة والترياثلون، على الرغم من استمرار الجدل حول جودة المياه.

بحفل افتتاحٍ جريءٍ ومثيرٍ للجدل، ظهر نهر السين الذي انهمرت عليه الأمطار أمام ملايين المشاهدين حول العالم.

بالنسبة إلى رئيس اللجنة المنظّمة توني إستانغيه، فإن حفل الافتتاح غير المسبوق الذي أقيم خارج الاستاد الرئيسي كما جرت العادة، أقيم تحت «ظروفٍ دانتيّة» (نسبةً إلى الكاتب الإيطالي دانتي أليغييري).

وقال: «تنظيم حفلٍ على نهر السين ليس أسهل من تنظيمه في الاستاد... لكنه يحمل تأثيراً أكبر».

أما مخرج الحفل توما جولي، فيصفه بـ«روح باريس التي اختلطت بالروح الأولمبية».

نهر السين، الذي يتدفق عبر وسط باريس، متجاوزاً معالم شهيرة مثل قصر ليزانفاليد، وساحة الكونكورد، والقصر الكبير، كان يتلألأ. اختير هذا الطريق لإبراز جمال العاصمة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك دلالات سياسية؛ إذ إن السباحة ممنوعة في نهر السين منذ عام 1923، لكن رؤساء بلديات عدّة في باريس تعهدوا بفتح النهر للسباحة.

بسبب الأمطار الصيفية والعواصف، لم تكن جودة المياه دائماً وفق المعايير المطلوبة؛ إذ كانت مستويات البكتيريا تتجاوز الحدود المسموح بها.

من أصل 11 يوماً كان مقرراً فيها أن تشهد التمارين ومنافسات السباحة في المياه المفتوحة والترياثلون، حصلت خمسة أيام فقط على الضوء الأخضر.

لا يزال النهر يعاني من مشاكل التلوّث على الرغم من مبلغ 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار) خُصّص لتحسين نظام الصرف الصحي ومعالجة المياه في باريس.

ومع ذلك، ستبقى صور رياضيي الترياثلون وهم يقفزون من جسر ألكسندر الثالث إلى نهر السين واحدة من أبرز صور الألعاب الأولمبية في باريس.

وعلى الرغم من ذلك، اعترف مصدر تنظيمي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «الأمر كان فوضوياً بعض الشيء».

مرضت البلجيكية كلير ميشيل بعد سباق الترياثلون للسيدات، مما أدى إلى انسحاب فريقها من منافسات التتابع.

وساهم تدفّق المياه في يونيو (حزيران) إلى مستويات غير متوقعة، وظل مرتفعاً بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات عن المستوى الصيفي المعتاد، في تردّي جودة المياه.

بالنسبة إلى عمدة باريس، آن هيدالغو، التي وعدت سكان العاصمة بأنهم سيتمكنون من السباحة في النهر الصيف المقبل كما فعلت هي قبل أسبوع من الألعاب، فإن «نهر السين قد طُهّر».

وأضافت: «لا أرى الفائدة من قول إنها (التحسينات) لم تنجح».

وعلى الرغم من جهود التنظيف، فإن النهر كان غير مناسب للسباحة في جزء من الألعاب.

قال بيار رابادان، نائب رئيس بلدية باريس: «الظروف البيئية كانت قليلاً ضدنا، لكننا كنا نعلم أنه سيكون علينا التكيّف مع الوضع».

هذا الصيف، أصبحت المنشآت جاهزة وعادت الأمطار غير المعتادة للموسم.

شرح عالم المناخ روبير فوتار، عضو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن «الأمطار الشديدة هي واحدة من وجهَي التغير المناخي، الأقل شهرة من ارتفاع درجات الحرارة».

وأردف: «نعلم أنه مع زيادة درجة الحرارة عالمياً بمقدار درجة واحدة، فإن السُّحب تحتوي على بخار ماء أكثر، وبالتالي تتساقط الأمطار بشكل أكبر».

تجديد مدينة عبر نهر يتم تطهيره لكن التغيّر المناخي يمكن أن يساهم في تلوثه، هو التحدي الذي تواجهه سلطات المدينة لتحقيق وعدها.


مقالات ذات صلة

«كأس السوبر السعودي»: النصر يصل أبها

رياضة سعودية كرستيانو رونالدو لحظة وصوله إلى أبها (كأس السوبر السعودي)

«كأس السوبر السعودي»: النصر يصل أبها

وصلت بعثة نادي النصر السعودي لكرة القدم، الاثنين، إلى مدينة أبها؛ استعداداً لخوض منافسات نصف نهائي كأس السوبر 2024 - 2025.

سلطان الصبحي (الرياض)
رياضة عالمية توماس باخ و سيباستيان كو (أ.ف.ب)

من سينافس سيباستيان كو على رئاسة الأولمبية الدولية؟

أدى الإعلان عن رحيل الألماني توماس باخ إلى إطلاق سباق خلافته على رأس اللجنة الأولمبية الدولية بعد نهاية ولايته في مارس (آذار) 2025.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية مدرب الغرافة قال إن المباراة مفصلية ولا تقبل سوى الفوز (نادي الغرافة)

صدام كروي بين الغرافة القطري وشباب الأهلي الإماراتي في «الملحق الآسيوي»

يلتقي الغرافة القطري شباب الأهلي الإماراتي، الثلاثاء في «استاد البيت» بالدوحة، ضمن الدور التمهيدي الثاني، بهدف خطف بطاقة التأهل إلى مرحلة المجموعات.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية جوردان تشيليز (أ.ب)

الاتحاد الأميركي يقدم دليلاً على أحقية تشيليز بالبرونزية

قدم الاتحاد الأميركي للجمباز أدلة مصورة إلى محكمة التحكيم الرياضية الليلة الماضية يقول إنها تثبت أن الأميركية جوردان تشيليز تستحق الاحتفاظ بالميدالية البرونزية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية كارلوس ألكاراس (أ.ب)

ألكاراس يطمح لإنهاء العام في صدارة التصنيف العالمي

قال المصنف الثالث عالمياً الإسباني كارلوس ألكاراس بعد فوزه بلقبين متتاليين في البطولات الأربع الكبرى والميدالية الفضية بأولمبياد باريس الصيفي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أولمبياد باريس»: عداءة من بوتان تحظى بتحية حارة رغم تذيلها الترتيب

لامو كينزانغ عداءة الماراثون من بوتان لدى وصولها خط النهاية وسط تشجيع كبير من قبل الجماهير الحاضرة (أ.ب)
لامو كينزانغ عداءة الماراثون من بوتان لدى وصولها خط النهاية وسط تشجيع كبير من قبل الجماهير الحاضرة (أ.ب)
TT

«أولمبياد باريس»: عداءة من بوتان تحظى بتحية حارة رغم تذيلها الترتيب

لامو كينزانغ عداءة الماراثون من بوتان لدى وصولها خط النهاية وسط تشجيع كبير من قبل الجماهير الحاضرة (أ.ب)
لامو كينزانغ عداءة الماراثون من بوتان لدى وصولها خط النهاية وسط تشجيع كبير من قبل الجماهير الحاضرة (أ.ب)

حظيت العداءة التي أنهت سباق ماراثون السيدات في المركز الأخير، اليوم الأحد، بعد ساعة ونصف الساعة من الفائزة، بتصفيق حار في استعراض للروح الأولمبية في اليوم الأخير من ألعاب باريس.

ووفقاً لوكالة «رويترز»، أنهت لامو كينزانغ من بوتان المسار الجبلي الحار في ثلاث ساعات و52 دقيقة و59 ثانية، وشجعتها الجماهير في الكيلومترات الأخيرة بينما كانت تركب الدراجات وتركض بجانبها.

وعندما وصلت إلى الأمتار الأخيرة، وقف المشجعون في المدرجات على أقدامهم لتشجيعها وهي تعبر خط النهاية، لتصبح المرأة رقم 80 التي تكمل هذا السباق.

ورأى المشجعون حول العالم في لامو تجسيداً للروح الأولمبية، وأن الأولمبياد لا تتعلق بالفوز وإنما بالمشاركة.

وكانت لامو (26 عاماً) تشارك في منافسة دولية لأول مرة وحملت علم بوتان في حفل الافتتاح، كما أنها الرياضية الوحيدة ضمن البعثة المؤلفة من ثلاثة رياضيين.

وبدأت ممارسة رياضة الركض بعد التحاقها بالجيش في بوتان.

وفازت بماراثون بوتان العام الماضي والعام الحالي بزمن قدره ثلاث ساعات و26 دقيقة في مارس (آذار)، وحلت في المركز الثاني في سباق (سنومان) 2022، الذي يمتد لمسافة 203 كيلومترات في جبال الهيمالايا.

وقالت في مقابلة مع «دويتش فيله» قبل مشاركتها الأولى في الأولمبياد: «دائماً ما كانت المنافسة في مثل هذا المحفل أحد أحلامي».

وأضافت: «هدفي الأول إنهاء الماراثون ثم كسر رقمي القياسي الشخصي».

ورغم أنها كانت اليوم أبطأ من أفضل زمن حققته، فإنها أنهت السباق بصورة جيدة.