الأولمبياد الباريسي يطفئ شعلته اليوم... وإيمان وأرشاد يلهمان الملايين

فرنسا تعوض خسارة «القدم» بذهبية الطائرة للرجال

الأولمبياد الباريسي سيطفئ شعلته اليوم بعد أيام من المنافسات المثيرة (أ.ف.ب)
الأولمبياد الباريسي سيطفئ شعلته اليوم بعد أيام من المنافسات المثيرة (أ.ف.ب)
TT

الأولمبياد الباريسي يطفئ شعلته اليوم... وإيمان وأرشاد يلهمان الملايين

الأولمبياد الباريسي سيطفئ شعلته اليوم بعد أيام من المنافسات المثيرة (أ.ف.ب)
الأولمبياد الباريسي سيطفئ شعلته اليوم بعد أيام من المنافسات المثيرة (أ.ف.ب)

يطفئ الأولمبياد الباريسي شعلته، اليوم (الأحد)، بعد أيام حافلة بالإثارة والمنافسات شهدت الكثير من القصص الملحمية لأبطال ولدوا من عمق المعاناة، من بينهم الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ولاعب القوى الباكستاني أرشاد نديم.

يهدف المُنظِّمون إلى الاستفادة من «موجة البهجة» في حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية في باريس، الأحد، بشكل رائع.

وبعد أسبوعين من الحماس الذي خلّفته مراسم الافتتاح غير المسبوقة على نهر السين، التي تميّزت بالجرأة والشمولية، لكن تعرّضت للانتقاد من قبل بعض السياسيين المحافظين، يُتوقّع أن يكون الحفل الختامي الذي ينطلق في «ستاد دو فرانس» شمال باريس، ضخماً.

وقال المخرج توما جولي للصحافة، الجمعة، إنه أراد «الاحتفال بهذه الإنسانية المشتركة التي تهتز كل يوم» منذ بداية الأولمبياد في 26 يوليو (تموز).

وسيبدأ الحفل الختامي، الأقصر من الافتتاحي الذي استمر 4 ساعات، بعودة الرياضيين إلى الملعب، يليه عرض مدته 40 دقيقة بإخراج جولي، ينتهي بعرض موسيقي احتفالي مع فريقَي إير وفينيكس.

وسيكون هناك وقتٌ للخطابات وتسليم الشعلة إلى مدينة لوس أنجليس الأميركية التي تستضيف الألعاب في 2028 مع «نشيدٍ يربط بين فرنسا والولايات المتحدة»، وذلك قبل أن يُختتم بـ«نهاية مؤثرة»، وفقاً لما قال مدير الاحتفالات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

الجزائرية إيمان خليف خلال احتفالها بالإنجاز التاريخي (د.ب.أ)

في قلب هذا العرض، سيكون هناك عمل أوبرالي يسمى «الأرقام القياسية»، يجمع بين الماضي والصور المستقبلية.

وسيحوّل أكثر من 100 مؤدٍّ أكروباتي وراقص ولاعب سيرك... ورجل إطفاء، الملعب إلى قاعة عرض ضخمة بمسرح تبلغ مساحته 2800 متر مربّع.

ووفقاً لوسائل الإعلام الأميركية، قد يقوم الممثّل توم كروز، نجم فيلم «المهمة المستحيلة»، بأداء مشهد خطير للجمهور في الملعب، ثم يقوم بتسليم العلم الأولمبي بين باريس والولايات المتحدة.

وذُكرت أسماء أخرى، مثل مغنّي الراب الأميركي سنوب دوغ، والفرقة الموسيقية «ريد هوت تشيلي بيبرز»، والمغنية بيلي إيليش.

ويأمل كثيرون بتقديم المغنية بيونسيه، الداعمة لفريق منتخب بلادها الأولمبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أداءً في الملعب.

من جهة ثانية وبعدما خسرت ذهبية كرة القدم لصالح إسبانيا، احتفظت فرنسا، المضيفة، بذهبية مسابقة كرة الطائرة للرجال في أولمبياد باريس 2024، وذلك بفوزها في النهائي على بولندا 3 - صفر، في النهائي على ملعب أرينا باري سود.

وحسمت فرنسا الأشواط 25 - 19 و25 - 20 و25 - 23، لتصبح بذلك ثالث بلد يُتوَّج بالذهب الأولمبي مرتين توالياً بعد الاتحاد السوفياتي (1964 - 1968)، والولايات المتحدة (1984 - 1988).

وباتت أيضاً وحيدة في المركز الرابع من حيث عدد الذهبيات (2)، خلف البرازيل (3)، والاتحاد السوفياتي (3)، والولايات المتحدة (3).

من جهة ثانية وفي قصة ألهمت الملايين، توجت الجزائرية إيمان خليف بالميدالية الذهبية في الملاكمة للسيدات في وزن 66 كيلوغراماً بفوزها على الصينية يانغ ليو، لتنهي أسبوعاً شاقاً جعلها واحدة من قصص الأولمبياد.

الجزائرية إيمان خليف خلال احتفالها بالإنجاز التاريخي مع مدربها (رويترز)

وحسب شبكة «ذا أثلتيك»، خرجت إيمان خليف وسط صخب يصم الآذان على ملعب فيليب شاترييه في رولان غاروس.

وكان النزال بمثابة نهاية لملحمة أولمبية طويلة وعاطفية لإيمان بدأت في 1 أغسطس (آب)، عندما تغلبت على أول خصم لها في هذه الألعاب، الإيطالية أنجيلا كاريني، في 46 ثانية فقط بعد انسحاب كاريني من النزال متذرعةً باللكمات القوية.

وجلبت هذه النهاية الانتباه مجدداً إلى الظروف التي لا تزال غامضة وراء استبعاد خليف من بطولة العالم 2023.

ومن جهة ثانية وفي قصة لا تقل تأثيراً عن قصة إيمان، انطلقت احتفالات عارمة في مسقط رأس أرشاد نديم بعدما منح باكستان أول ذهبية أولمبية في ألعاب القوى بفوزه بلقب رمي الرمح، متفوقاً على الهندي نيراج شوبرا حامل اللقب بأولمبياد باريس 2024.

وما يزيد من خصوصية الفوز الذي حققه نديم هو أصوله البسيطة؛ إذ نشأ في بيت تأسس من الطوب اللبن في إحدى القرى الفقيرة في الريف الباكستاني، حيث تدرب في حقول القمح باستخدام رمح بدائي.

وأثار نبأ فوز نديم، الذي وصل إلى باكستان في وقت متأخر من الليل، فرحة مواطنيه وتدفقت رسائل التهنئة من قادة البلاد واحتفالات كبيرة في قريته ميان تشانو، التي عادة ما تكون هادئة.

وقال شقيقه الأكبر، شاهد نديم، لم نتمكن من النوم منذ الليلة الماضية بسبب الزيارات المستمرة من الأقارب ووسائل الإعلام والأصدقاء والجماهير وموظفي الحكومة لتهنئة العائلة.

وتخصص باكستان غالبية تمويلها المحدود الخاص بالرياضة إلى ألعاب جماعية مثل الكريكت والهوكي.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد 2024»: العداؤون الأميركيون يتوهجون في باريس بعد خيبة طوكيو

رياضة عالمية أولمبياد طوكيو كانت المرة الأولى التي خرج فيها الرجال الأميركيون دون الحصول على ميدالية (أ.ف.ب)

«أولمبياد 2024»: العداؤون الأميركيون يتوهجون في باريس بعد خيبة طوكيو

تعافى رجال الولايات المتحدة من أسوأ أداء لهم على الإطلاق في الألعاب الأولمبية على المضمار، ليقدموا أحد أفضل المستويات لهم في الآونة الأخيرة، وفازوا بست ميداليات

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية منافسات الملاكمة انتهت في أولمبياد باريس (رويترز)

مستقبل أولمبي «كارثي» للملاكمة بعد جدل الهوية الجنسية

انتهت منافسات الملاكمة في أولمبياد باريس داخل الحلبات، لكن النزال الحقيقي خارجها بدأ الآن، وسط شكوك من إدراج رياضة «الفن النبيل» في «ألعاب لوس أنجليس 2028».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الجندي يطمح إلى إحراز ميدالية جديدة (رويترز)

أولمبياد باريس: المصري الجندي... «جندي» متكامل تخيّله دو كوبرتان

كانت الخماسي الحديث من بنات أفكار بيار دو كوبرتان مؤسّس الحركة الأولمبية الحديثة؛ إذ أراد مسابقة تحاكي تجربة جندي في القرن التاسع عشر خلف خطوط العدو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ميشيل غولياس (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس-خماسي»: المجرية غولياس تُتوج بالذهبية

أحرزت المجرية ميشيل غولياس ذهبية مسابقة الخماسي الحديث للسيدات مع رقم قياسي عالمي جديد الأحد في اليوم الأخير من أولمبياد باريس 2024 مسجلة 1461 نقطة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تقبل ميداليتها الذهبية (أ.ف.ب)

حصاد أولمبياد باريس... ذهبيات «تاريخية» للعرب وأرقام قياسية جديدة

شهدت منافسات أولمبياد باريس الذي يقام حفله الختامي الأحد تحقيق نتائج تاريخية للعرب بحصولهم على 7 ميداليات ذهبية هي الأكبر في تاريخ مشاركاتهم بالألعاب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

حصاد أولمبياد باريس... ذهبيات «تاريخية» للعرب وأرقام قياسية جديدة

الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تقبل ميداليتها الذهبية (أ.ف.ب)
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تقبل ميداليتها الذهبية (أ.ف.ب)
TT

حصاد أولمبياد باريس... ذهبيات «تاريخية» للعرب وأرقام قياسية جديدة

الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تقبل ميداليتها الذهبية (أ.ف.ب)
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تقبل ميداليتها الذهبية (أ.ف.ب)

شهدت منافسات أولمبياد باريس، الذي يقام حفله الختامي، اليوم الأحد، تحقيق نتائج تاريخية للعرب بحصولهم على 7 ميداليات ذهبية هي الأكبر في تاريخ مشاركات العرب بالألعاب الأولمبية، مقابل خمس ذهبيات في نسخة طوكيو الماضية التي كانت الأنجح لهم.

وشهدت الألعاب أيضاً تحطيم عدد من الأرقام القياسية العالمية أو الأولمبية في المنافسات المختلفة، وحصول عدد من أبرز الرياضيين على حصيلة غير مسبوقة من الميداليات الذهبية، وصعود رياضيين غير مصنفين لقمة ألعابهم بصورة مفاجئة.

الجزائرية كيليا نمور حققت الذهبية في منافسات الجمباز (أ.ف.ب)

ذهبيات العرب

نجح العرب في تسجيل أفضل نتائج لهم في تاريخ مشاركاتهم الأولمبية بعد حصول الأبطال على 7 ميداليات ذهبية عن طريق 5 دول هي الجزائر وتونس والبحرين والمغرب ومصر.

فقد حققت الجزائر إنجازاً غير مسبوق بالحصول على ميداليتين ذهبيتين في ألعاب باريس، في رياضتي الجمباز والملاكمة، عن طريق اللاعبتين كيليا نمور وإيمان خليف على الترتيب.

بدوره، حصد المصري أحمد الجندي ذهبية منافسات الخماسي الحديث بتسجيله رقماً قياسياً عالمياً جديداً، فيما اقتنص التونسي فراس القطوسي ذهبية رياضة التايكوندو (وزن أقل من 80 كيلوغراماً).

المصري أحمد الجندي يحتفل بذهبية الخماسي الحديث (أ.ب)

وحقق المغربي سفيان البقالي ذهبية سباق 3 آلاف متر موانع للرجال، أما البحرينية وينفرد يافي فحصلت على ذهبية سباق 3 آلاف متر موانع للسيدات، كما توّج البحريني أحمد تاج الدين بالميدالية الذهبية في مسابقة المصارعة الحرة للرجال في وزن 97 كغم.

سفيان البقالي محتفلاً بعلم المغرب (رويترز)

أرقام قياسية

كانت الكورية الجنوبية ليم سي هيون أول رياضي يحطم رقماً قياسياً عالمياً في أولمبياد باريس يوم 25 يوليو (تموز)، بعدما كسرت الرقمين العالمي والأولمبي في فردي سيدات القوس والسهم بتسجيل 694 نقطة.

وحطم السويدي موندو دوبلانتيس رقمه القياسي العالمي في القفز بالزانة بعدما سجل 6.25 متر ليحتفظ بميداليته الذهبية، كما حطمت الأميركية سيدني ماكلولين - ليفرون الرقم القياسي العالمي لسباق 400 متر حواجز بزمن قدره 50.37 ثانية لتحتفظ أيضاً بالذهبية الأولمبية.

وحقق السباح الفرنسي ليون مارشان إنجازاً غير مسبوق بفوزه بذهبيتي سباقي 200 متر (صدر) و(فراشة) في الليلة نفسها وبرقمين قياسيين أولمبيين. ودخل الكوبي ميخاين لوبيس تاريخ الألعاب الأولمبية بصفته أول رياضي يحرز ذهبية في الفردي خمس مرات متتالية، وذلك بعد فوزه بلقب فئة 130 كلغ في المصارعة اليونانية الرومانية. بدورها، توجت الإثيوبية فايث كيبييغون بذهبية سباق 1500م في منافسات ألعاب القوى، لتدخل التاريخ بصفتها أول عداءة تحرز سباق 1500م ثلاث مرات متتالية.

الإثيوبية فايث كيبييغون حققت ذهبية سباق 1500م 3 مرات متتالية (أ.ب)

وحصلت أسطورة الجمباز الأميركية سيمون بايلز على 3 ذهبيات وفضية لترفع حصيلتها إلى 11 ميدالية أولمبية منها 7 ذهبيات، كما رفعت النيوزيلندية ليزا كارينغتون رصيدها من الميداليات الذهبية الأولمبية إلى سبع ميداليات أيضاً بفوزها بذهبية فئة زوجي الكاياك 500 م ضمن رياضة الكانوي السريع، لتنضم اللاعبتان إلى قائمة أفضل 10 رياضيات ناجحات في تاريخ الألعاب.

سيمون بايلز تؤدي إحدى حركاتها على عارضة التوازن (رويترز)

ذهبية «من رحم المعاناة»

منح أرشاد نديم باكستان أول ذهبية أولمبية في ألعاب القوى بفوزه بلقب رمي الرمح محطماً الرقم القياسي الأولمبي.

وما زاد من خصوصية الفوز الذي حققه نديم هو أصوله البسيطة؛ إذ نشأ في بيت تأسس من الطوب اللبن في إحدى القرى الفقيرة في الريف الباكستاني، حيث تدرب في حقول القمح باستخدام رمح بدائي، حيث تخصص باكستان غالبية تمويلها المحدود الخاص بالرياضة إلى ألعاب جماعية مثل الكريكت والهوكي.

أرشاد نديم يحتفل بميداليته الذهبية (رويترز)

ومنحت رمية نديم لمسافة 92.97 متر في باريس، والتي حطمت الرقم القياسي الأولمبي، باكستان أول ميدالية أولمبية منذ أولمبياد برشلونة 1992 وأول ذهبية منذ أولمبياد لوس أنجليس 1984.

وينحدر نديم (27 عاماً)، المتزوج وله طفلان، من أسرة فقيرة تضم ثمانية أطفال في منطقة خانوال بوسط باكستان، وكانت منطقته تعاني من نقص إمدادات المياه والكهرباء، ناهيك عن المرافق الرياضية المناسبة للتدريب. وقال بعد الفوز: «هذه الميدالية هدية مني للبلد بأسره».