«أولمبياد باريس»: نهر السين نظيف لاستضافة منافسات السباحة

البَدْلات المتطورة تكنولوجياً سلاح السباحين السري لصنع الفارق وحصد الميداليات

عمدة باريس تحيي الجماهير خلال تجربتها السباحة في نهر السين بعد تطهير المجرى المائي (رويترز)
عمدة باريس تحيي الجماهير خلال تجربتها السباحة في نهر السين بعد تطهير المجرى المائي (رويترز)
TT

«أولمبياد باريس»: نهر السين نظيف لاستضافة منافسات السباحة

عمدة باريس تحيي الجماهير خلال تجربتها السباحة في نهر السين بعد تطهير المجرى المائي (رويترز)
عمدة باريس تحيي الجماهير خلال تجربتها السباحة في نهر السين بعد تطهير المجرى المائي (رويترز)

سَبَحت رئيسة بلدية باريس، آن إيدالغو، في مياه نهر السين، في رسالة طمأنة إلى المشاركين في منافسات السباحة بالهواء الطلق خلال «الألعاب الأولمبية» التي تحتضنها العاصمة الفرنسية بدءاً من 26 يوليو (تموز) الحالي.

واضعة نظارات واقية وببدلة سباحة، قطعت إيدالغو (65 عاماً) مسافة بلغت نحو مائة متر ذهاباً وإياباً للتأكيد على أن النهر أصبح الآن نظيفاً بما فيه الكفاية لاستضافة منافسات السباحة الأولمبية.

وانضم إليها مسؤولون محليون كبار؛ على رأسهم توني استانغيه، الفائز بثلاث ميداليات ذهبية أولمبية في التجديف والذي يرأس حالياً اللجنة المنظمة لـ«ألعاب باريس»، وذلك بعدما سبقتهم إلى ذلك، السبت، وزيرة الرياضة والألعاب الأولمبية إميلي أوديا كاستيرا.

وقال استانغيه: «اليوم هو تأكيد على أننا وصلنا بالضبط إلى المكان الذي أردنا أن نكون فيه. نحن الآن على استعداد لتنظيم (الألعاب) في نهر السين».

ويحتضن الممرّ المائي الشهير حفل الافتتاح في 26 يوليو الحالي، وذلك في سابقة؛ لأن هذه أول مرة تُفتتح فيها «الألعاب الصيفية» خارج الملعب الرئيسي. كما سيستضيف «السين» سباقات السباحة في المياه المفتوحة وجزءاً من سباق الـ«ترياثلون».

وبسبب قوّة التيارات المائية التي خالفت التوقعات في هذا الوقت من العام، ألغى المنظمون الشهر الماضي أول حصة تدريب كاملة لحفل الافتتاح بمشاركة جميع القوارب النهرية البالغ عددها 85 التي ستحمل الرياضيين على طول المسار الممتد 6 كيلومترات.

وكانت هناك مخاوف من ارتفاع مستوى التلوث في مياه نهر السين العكرة؛ حيث كشفت تحليلات الأسبوع ما قبل الماضي عن أن مستويات بكتيريا «الإشريكية القولونية»، وهي نوع يشير إلى وجود مخلفات حيوية، أعلى من الحدود العليا، مما أدى إلى مخاوف بشأن استضافة المسابقات الأولمبية.

عمدة باريس تحيي الجماهير خلال تجربتها السباحة في نهر السين بعد تطهير المجرى المائي (رويترز)

وأنفقت السلطات الفرنسية 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار) في العقد الماضي لمحاولة تنظيف النهر عبر تحسين نظام الصرف الصحي في باريس، فضلاً عن إنشاء مرافق جديدة لمعالجة المياه وتخزينها.

ومن المقرّر أن يُستخدم نهر السين في مرحلة السباحة بمسابقة الـ«ترياثلون» أيام 30 و31 يوليو و5 أغسطس (آب) المقبل، بالإضافة إلى السباحة في المياه المفتوحة يومي 8 و9 أغسطس.

إلى ذلك يعوّل السبّاحون المتنافسون على الفوز بالميداليات الذهبية في «أولمبياد باريس 2024» على أحدث البدلات المتطوّرة تكنولوجياً لتكون سلاحهم السريّ في سباقات السرعة القصيرة.

ويؤمن المتنافسون بأن الابتكارات يمكن أن تُحدث الفارق في هذه الرياضة، حيث يُحدَّد الفائزون بالميداليات أحياناً بفارق بسيط، على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على ذلك.

مدفوعة بالتكنولوجيا المُستلهمة من السفر الفضائي، أنتجت شركة «سبيدو» نسخة جديدة من بدلة «فاستكين إل زي آر رايسر» التي تُعدّ أعلى قدرة على منع امتصاص المياه على الإطلاق، وتدّعي الشركة أنها تُعطي شعوراً بأنها خفيفة للغاية. وستُرتدى هذه البدلات من قبل أفضل السبّاحين والسباحات؛ من بينهم الأسترالية إيما ماكيون، والأميركي كايليب دريسل، والبريطاني آدم بيتي، الذين يسعون جاهدين إلى تقليص واحد في المائة من الثانية من أوقاتهم.

وقال دريسل، نجم فئتي «الحرة» و«الفراشة» الفائز بـ5 ميداليات ذهبية في «أولمبياد طوكيو»، عن نسخة سابقة من البدلة: «إنها بدلتي الصاروخية الصغيرة من (سبيدو)...أشعر بالثقة بأن البدلة الجديدة ستساعدني».

بدورها؛ عدّت ماكيون، التي فازت بـ«سبع» ميداليات في «أولمبياد طوكيو 2021»؛ من بينها 4 ذهبيات، أن بدلتها الجديدة «أسرع من أي وقتٍ سابق، والمياه تنزلق بسلاسة».

تُصنّع البدلات من مواد تُستخدم أصلاً لحماية الأقمار الاصطناعية، وهي آخر النسخ المتطوّرة في منافسة الهيمنة التي تمتد لعقود مع علامات تجارية أخرى مثل «أرينا» و«ميزونو» و«جاكد».

وعلى مرّ السنين، تطوّرت بدلات السباحة من الصوف الى الرايون، والقطن والحرير، وصولاً إلى اللاتكس، والنايلون والليكرا، والآن يُطلب أن تُصنع من مواد قابلة للنفاذ بموجب متطلبات «الاتحاد الدولي للسباحة»، بعد أن عُدّت بدلة «سبيدو» الكاملة المثيرة للجدل التي استُخدمت في «أولمبياد بكين 2008» «منشّطة تكنولوجياً».

البدلة الجديدة السلسة والمصنوعة جزئياً من الـ«بولي يوريثين»، صُمّمت بتعاون من وكالة «ناسا» للمساعدة على الطفو ودعم العضلات، ومنح مرونة أكبر للسباحة بشكل أسرع وأطول.

وكان ظهور النسخة الأولى من هذه البدلة قد ساعد في تحقيق عدد كبير من الأرقام القياسية في الألعاب الأولمبية بالصين، ثم تبعتها نماذج أكثر تطوراً؛ بما في ذلك بدلات من «أرينا» مصنوعة جزئياً من الـ«بولي يوريثين»، وبدلة «جاكد 01» المصنوعة بالكامل من الـ«بولي يوريثين»، مما أدى إلى موجة أخرى من الأرقام القياسية في بطولة العالم عام 2009. لكن «الاتحاد الدولي للسباحة» أعلن حظر استخدام البدلات القائمة على الـ«بولي يوريثين» بدءاً من عام 2010 بعد الانتقادات المتزايدة بأنها توفّر «خصائص تعزيز الأداء» غير المقبولة. كما حُظرت البدلات الكاملة أيضاً. يمكن ارتداؤها الآن فقط من الركبة إلى السرة للرجال، ومن الركبة إلى الكتف للنساء، مما جعل الشركات تلجأ إلى تكنولوجيا جديدة.

ورغم ذلك؛ فإن تأثيرات البدلات على الأداء تظل محل شك وجدل كبير بعدما حللت جامعة مدريد 43 دراسة في هذا الموضوع، وخلصت إلى أنه لا يوجد توافق واضح.


مقالات ذات صلة

أولمبياد 1952: زاتوبيك «جنرال المسافات» استمتع بالأشغال الشاقة... ودفع ثمن شجاعته

رياضة عالمية مراقبون كثر اعتبروا أن السباق هو الأفضل على هذه المسافة في تاريخ الألعاب الأولمبية (الأولمبية الدولية)

أولمبياد 1952: زاتوبيك «جنرال المسافات» استمتع بالأشغال الشاقة... ودفع ثمن شجاعته

يعدّ مراقبون كثر أن سباق 5 آلاف متر في دورة هلسنكي عام 1952، هو الأفضل على هذه المسافة في تاريخ الألعاب الأولمبية، بل يعدونه من «كلاسيكياتها الخالدة».

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
رياضة عالمية ألفريد أورتر (الأولمبية الدولية)

أولمبياد 1956: برميل بارود الحرب الباردة «ينفجر» في حوض كرة الماء

نالت مدينة ملبورن الأسترالية عام 1949 شرف تنظيم ألعاب الأولمبياد السادس عشر عام 1956 بفارق صوت واحد عن العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
رياضة عالمية أولمبياد ملبورن كان مشحوناً بين المجريين والسوفيات (الأولمبية الدولية)

أولمبياد 1956: المجر - الاتحاد السوفياتي... والمعركة!

جاءت المقابلة في كرة الماء بين السوفيات والمجريين ضمن دورة ملبورن الأولمبية عام 1956 ساخنة، وكانت معركة مائية في الحوض.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
رياضة عالمية أميل زاتوبيك وألان ميمون (أ.ف.ب)

أولمبياد هلسنكي 1952: الحرب الباردة تلاحق الرياضة... وتتويج الزوجين زاتوبيك

اندلعت حرب كوريا في 25 يونيو (حزيران) 1950، فهبّت الرياح الساخنة للحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية، معلنةً نزاعاً سيمتدّ عقوداً ويبدّل وجه الرياضة.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
رياضة عالمية سلوى عيد ناصر (إ.ب.أ)

البحرين تعوّل على ألعاب القوى في أولمبياد 2024

تعوّل البحرين على ألعاب القوى مجدداً لإضافة مزيد من الميداليات إلى رصيدها، وذلك حين تخوض النسخة الثالثة والثلاثين من الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في باريس.

«الشرق الأوسط» (المنامة)

مانشستر يونايتد للسيدات يمدد عقد نيكيتا باريس

نيكيتا باريس في لحظة فرح مع لاعبات فريقها (رويترز)
نيكيتا باريس في لحظة فرح مع لاعبات فريقها (رويترز)
TT

مانشستر يونايتد للسيدات يمدد عقد نيكيتا باريس

نيكيتا باريس في لحظة فرح مع لاعبات فريقها (رويترز)
نيكيتا باريس في لحظة فرح مع لاعبات فريقها (رويترز)

قام نادي مانشستر يونايتد بتفعيل خيار تمديد عقد نيكيتا باريس لمدة عام واحد حتى عام 2025.

وكان عقد المهاجمة البالغة من العمر 30 عاماً قد انتهى في يونيو (حزيران) الماضي، مع وجود خيار لدى يونايتد لتمديده لمدة عام.

كانت باريس هدافة يونايتد في الموسم الماضي، حيث سجّلت 16 هدفاً في 30 مباراة في جميع المسابقات.

وانضمت باريس، التي كانت جزءاً من تشكيلة إنجلترا الفائزة ببطولة أوروبا، إلى يونايتد من آرسنال في صيف 2022.

وسجّلت 4 أهداف في 21 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات خلال موسمها الأول، وأصبحت لاعبة أساسية في موسمها الثاني في النادي بعد رحيل المهاجمة أليسيا روسو، التي انضمت إلى آرسنال.

وذكرت شبكة «The Athletic» أن باريس رفضت عرضاً مغرياً من فريق نورث كارولينا كوريغ في الدوري الوطني لكرة القدم النسائية في أبريل (نيسان) من أجل إعطاء الأولوية لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في مايو (أيار)، وهي المباراة التي فاز بها يونايتد بفوزه على توتنهام هوتسبير 4 - 0 ليضمن أول لقب له.

وكان قد تم التوصل إلى اتفاق بين الناديين قبل الموعد النهائي للانتقالات في 19 أبريل، فيما كان سيشكل رقماً قياسياً في صفقات بيع اللاعبات ليونايتد، بينما كانت باريس ستحصل على مليون جنيه إسترليني (1.29 مليون دولار) على مدار 3 سنوات.

ومع ذلك، أوضحت باريس أنها لا ترغب في الرحيل إلا بعد مباراة ويمبلي. هذا الصيف، فقد يونايتد حارسة المرمى ماري إيربس، والقائدة كاتي زيلم، والجناح لوسيا غارسيا، بعد انتهاء عقودهن. وأكمل الفريق 3 تعاقدات قبل موسم 2024 - 2025، حيث انضمّت المهاجمة إليزابيث تيرلاند من برايتون آند هوف ألبيون، والمدافعة دومينيك يانسن القادمة من فولفسبورغ، والمهاجمة ميلفين مالارد المعارة من ليون الفرنسي.