البحرين تعوّل على ألعاب القوى في أولمبياد 2024

سلوى عيد ناصر (إ.ب.أ)
سلوى عيد ناصر (إ.ب.أ)
TT

البحرين تعوّل على ألعاب القوى في أولمبياد 2024

سلوى عيد ناصر (إ.ب.أ)
سلوى عيد ناصر (إ.ب.أ)

تعوّل البحرين على ألعاب القوى مجدّداً لإضافة مزيد من الميداليات إلى رصيدها، وذلك حين تخوض النسخة الثالثة والثلاثين من الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في باريس بين 26 يوليو (تموز) و11 أغسطس (آب).

وتملك البحرين، التي بدأت مشاركاتها الأولمبية في لوس أنجليس عام 1984، في سجلها 4 ميداليات حققتها كلها عن طريق «أم الألعاب» وكانت الافتتاحية في لندن 2012 عن طريق مريم جمال التي نالت ذهبية سباق 1500 متر.

وفي النسخة التي تلتها في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016، عادت البحرين بميداليتين، ذهبية وفضية، الأولى عبر روث غيبيت في سباق 3 آلاف متر موانع، والثانية نالتها يونيس غبكيروي كيروا في الماراثون.

وفي الأولمبياد الأخير الذي أُقيم صيف 2021 في طوكيو عوضاً عن 2020؛ بسبب تداعيات جائحة «كورونا»، فازت كالكيدان بافيكادو غيزاهيغني بفضية سباق 10 آلاف متر.

وتشارك البحرين في نسخة باريس هذه المرة بوفد يضم 14 رياضياً ورياضية تتوزع مشاركاتهم على 5 فعاليات، هي ألعاب القوى والمصارعة الحرة، ورفع الأثقال، والجودو، والسباحة.

وسيتكوّن فريق ألعاب القوى من 8 عدّائين، هم بيرهانو يماتو باليو (5 آلاف و10 آلاف متر)، وسلوى عيد ناصر (400 متر)، وأولواكيمي أديكويا (400 متر حواجز)، وينفريد موتيلي يافي (3 آلاف متر موانع)، ونيلي جيبكوسغي (800 متر)، ويونيس تشومبا (الماراثون)، وروز شيليمو (الماراثون)، ووتيغست غاشاو (الماراثون).

وفي منافسات رفع الأثقال، ستتمثل البحرين بغور ميناسيان (وزن فوق 102 كيلوغرام) وليزمان مونتانو باريديس (وزن تحت 102 كيلوغرام).

ويتكوّن فريق السباحة من سعود غالي، الذي سيشارك في سباق 200 متر صدراً، وأماني العبيدلي التي ستشارك في سباق 100 متر ظهراً.

الآمال معقودة على تاج الدين

وفي الجودو، سيمثل البحرين أسكيربي جيربيكوف في وزن تحت 81 كيلوغراماً.

وتترقب البحرين تحقيق نتائج مميزة في مسابقات المصارعة، بمشاركة بطل العالم لعام 2023 أحمد تاج الدين في منافسات المصارعة الحرة لوزن 97 كيلوغراماً.

وفاز تاج الدين بذهبية وزن 97 كيلوغراماً في بطولة العالم التي أُقيمت في العاصمة الصربية بلغراد، في 2023، وسيكون مرشحاً قوياً لنيل ميدالية في باريس.

وفي ألعاب القوى، ستكون البحرين مرشحة بقوة للظفر بميداليات، لا سيما عبر العدّاءة يافي التي تُوّجت بطلة للعالم في بودابست عام 2023 في سباق 3000 متر موانع. وتحتل يافي حالياً صدارة الترتيب العالمي للعام الحالي في هذه المسابقة.

وقال نائب رئيس اللجنة الأولمبية البحريني، الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، «لدينا هذه المرّة مجموعة مميّزة من الرياضيين الذين سيوجدون في باريس، وهم أفضل المشاركين وأفضل العناصر التي ستمثل البحرين».

وتابع: «حققت البحرين نتائج إيجابية في المشاركة السابقة بدورة الألعاب الآسيوية الأخيرة، وخرجت بحصيلة مكوّنة من 12 ميدالية ذهبية، و3 فضيات، و5 ميداليات برونزية، وهذا يؤكد أننا نملك قاعدة قوية ومؤشراً إيجابياً للفوز بميداليات في باريس».

ومن جهته، قال رئيس الاتحاد البحريني للمصارعة رضا حاجي، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «حظوظ البحرين ستكون قوية في منافسات المصارعة الحرّة بمشاركة البطل أحمد تاج الدين في وزن 97 كيلوغراماً. استعد تاج الدين جيداً للمشاركة الأولمبية، ويأمل في إضافة ميدالية أولمبية لرصيد البحرين ورصيده الشخصي».

وأضاف حاجي: «كلنا متفائلون بتحقيق البطل تاج الدين نتيجة لافتة في باريس، فصاحب ذهبية بطولة العالم في بلغراد حقق نتائج لافتة هذا العام والعام الماضي، ونحن في الاتحاد البحريني للمصارعة حريصون على توفير كل الدعم والاهتمام بهذا البطل، ونحن سعداء أيضاً بالدعم والاهتمام الذي نلقاه من قبل القيادة الرياضية في البحرين».


مقالات ذات صلة

تحديات تواجه يوكوهاما مارينوس قبل «مواجهة النصر» السبت

رياضة سعودية نادي يوكوهاما أعلن الجمعة إقالة المدرب الإنجليزي ستيف هولاند (الاتحاد الآسيوي)

تحديات تواجه يوكوهاما مارينوس قبل «مواجهة النصر» السبت

يستعد نادي يوكوهاما إف مارينوس الياباني لخوض مواجهة قوية أمام نادي النصر السعودي، وذلك في إطار الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2024 - 2025.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية ما فعله ليفربول هذا الموسم يفتح باباً مختلفاً للتأمل (أ.ف.ب)

4 أسباب تجعل فوز ليفربول بالدوري أمراً مفيداً للكرة الإنجليزية

رغم أن الدوري الإنجليزي الممتاز لا يزال يُصنَّف بوصفه أفضل دوريات العالم من حيث جودة التنافس واتساع قاعدته الجماهيرية، فإن موجة من السلبية تحيط به مؤخراً.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي (رويترز)

السيتي يحصل على أكبر مكافآت «اليويفا» لمشاركة لاعبيه مع منتخباتهم

حصل مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي على نحو 5.17 مليون يورو (5.94 مليون دولار) من «اليويفا».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية رافائيل نادال في أثناء تكريمه بحفل توزيع جوائز «لوريوس» العالمية للرياضة (أ.ب)

نادال: لا أفتقد كرة المضرب... إطلاقاً

قال أسطورة كرة المضرب الإسباني المعتزل، رافائيل نادال، المتوّج بـ22 لقباً في البطولات الكبرى، الاثنين: «لا أشتاق إلى كرة المضرب».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (رويترز)

أمنية بوستيكوغلو تتحقّق بتوقف تقنية الفيديو بسبب حريق

لم يكن هناك الكثير مما يمكن أن يكون أنجي بوستيكوغلو سعيداً به خلال هزيمة فريقه توتنهام هوتسبير (2 - 1) على أرضه أمام نوتنغهام فورست في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)

4 أسباب تجعل فوز ليفربول بالدوري أمراً مفيداً للكرة الإنجليزية

ما فعله ليفربول هذا الموسم يفتح باباً مختلفاً للتأمل (أ.ف.ب)
ما فعله ليفربول هذا الموسم يفتح باباً مختلفاً للتأمل (أ.ف.ب)
TT

4 أسباب تجعل فوز ليفربول بالدوري أمراً مفيداً للكرة الإنجليزية

ما فعله ليفربول هذا الموسم يفتح باباً مختلفاً للتأمل (أ.ف.ب)
ما فعله ليفربول هذا الموسم يفتح باباً مختلفاً للتأمل (أ.ف.ب)

رغم أن الدوري الإنجليزي الممتاز لا يزال يُصنَّف بوصفه أفضل دوريات العالم من حيث جودة التنافس واتساع قاعدته الجماهيرية، فإن موجة من السلبية تحيط به مؤخراً.

وليس الأمر متعلقاً فقط بنقاشات فلسفية حول «روح اللعبة»، بل بمستوى كرة القدم المقدَّم على أرض الملعب، وبالسؤال المتكرّر: هل ما نشاهده حقاً يستحق أن يوصف بأنه قمة ما يمكن أن تقدمه كرة القدم الحديثة؟

المفارقة، أن هذا الموسم، كما في مواسم سابقة، شهد معدلات تهديف مرتفعة غير مسبوقة في حقبة «البريميرليغ». ورغم أن عدد الأهداف ليس معياراً وحيداً للمتعة، فإن تسجيل أهداف كثيرة يظل أفضل – على الأقل – من غيابها.

لكنّ الإشكال الحقيقي كان في غياب المنافسة على اللقب؛ إذ لم يرتقِ مانشستر سيتي وآرسنال إلى مستوى التوقعات، ما أفقد الدوري عنصر الإثارة الأساسي، وترك ليفربول على القمة بلا مطارد حقيقي.

بحسب شبكة The Athletic، هذا الانفراد قد يبدو لبعضهم مملاً أو دليلاً على تراجع المستوى، لكن قراءة ما فعله ليفربول هذا الموسم تفتح باباً مختلفاً للتأمل. فالفريق لم يكن مجرد مستفيد من تعثّر الآخرين، بل كان، وبجدارة، نموذجاً لكرة القدم التي تعتمد على المنطق، وعلى قرارات ذكية، لا على الإنفاق الخرافي ولا على الثورة من أجل الثورة.

منذ بداية الموسم، بدا ليفربول مختلفاً. في وقت كانت فيه أندية النخبة تتسابق لعقد صفقات ضخمة – وصلت ببعضها إلى إنفاق أكثر من 180 مليون جنيه إسترليني – قرر النادي عدم التورط في السوق إلا بصفقة واحدة رمزية.

ليفربول لم يعتمد على «النجومية» بل على العمل الجماعي (رويترز)

فيديريكو كييزا، الذي جاء على سبيل التعزيز، لم يبدأ أي مباراة في «البريميرليغ» طوال الموسم؛ وهو ما يعكس خياراً واعياً لا علاقة له بالتقشف، بل بالثقة فيما يملكه الفريق من عناصر، وبالإيمان بأن الانسجام والهوية لا يمكن شراؤهما.

ومع مرور الوقت، بدا واضحاً أن هذا القرار لم يكن مجازفة، بل أحد أهم أسباب التفوق.

فرغم أن الفريق عانى بعض الإرهاق في الأسابيع الأخيرة، فإن تشكيلته الأساسية أظهرت نضجاً لافتاً، وروحاً جماعية انعكست على طريقة اللعب. وهذا ما يجعل تتويج ليفربول – إذا تحقق – ليس إنجازاً تحقق «رغم» غياب التعاقدات، بل «لأن» التعاقدات لم تُفرض على المنظومة.

وحين ننتقل من إدارة التعاقدات إلى التفاصيل الفنية، تظهر صورة أخرى للفريق. ففي الصيف الماضي، كانت معظم التحليلات تتفق على أن ليفربول يعاني غياب لاعب ارتكاز صلب، يكون بمثابة حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم.

لكن آرني سلوت، المدرب الذي تسلّم المهمة خلفاً لأسطورة بحجم يورغن كلوب، تعامل مع هذه الفجوة بأسلوب بعيد عن النمطية؛ إذ قرر منح ريان خرافنبرخ دوراً جديداً، وحوّله من لاعب وسط هجومي إلى لاعب ارتكاز بخصائص غير تقليدية.

خرافنبرخ لم يملك الصلابة الدفاعية النمطية، لكنه امتلك قدرة فنية استثنائية على تسلّم الكرة تحت الضغط، والدوران السريع، والانطلاق في المساحات.

هذا التغيير أعطى الفريق بعداً هجومياً إضافياً، وحافظ في الوقت نفسه على التوازن، وهو ما يُحسب لمدرب يعرف كيف يستخدم الأدوات المتاحة، دون الانجراف وراء أنماط جاهزة.

وفي الجانب الدفاعي، حافظ الفريق على هوية هجومية، رغم أن التيار العام في الكرة الحديثة يدفع نحو الحذر والصلابة.

خلافة سلوت ليورغن كلوب لم تكن مهمة عادية (رويترز)

في وقت قرر فيه بيب غوارديولا وميكل أرتيتا الاعتماد على أظهرة تتحول قلوب دفاع عند امتلاك الكرة، وبلغ الأمر أحياناً إلى إشراك أربعة مدافعين في المحور، واصل ليفربول الاعتماد على ترينت ألكسندر - أرنولد وآندي روبرتسون، رغم أخطائهما الدفاعية، إيماناً بأنهما قادران على تقديم ما هو أهم: صناعة اللعب من الخلف، والمساهمة في تشكيل خطورة حقيقية من الأطراف.

أما في الهجوم، فقد خالف الفريق المنطق الذي بات سائداً، والذي يقول إن الفوز بالبطولات يتطلب «رقم 9» صريحاً، قوياً، هدافاً على طريقة إيرلينغ هالاند.

ليفربول، عوضاً عن ذلك، بنى منظومة هجومية تعتمد على الحركة، وتبادل الأدوار، واللعب في المساحات، فكان النجاح جماعياً لا فردياً، وكان التسجيل مسؤولية يتشاركها الجميع.

ومن بين أبرز تجليات هذا الموسم، عودة محمد صلاح إلى قمة الأداء، بعدما ظن كثيرون أنه بدأ يهبط تدريجياً مع تقدمه في السن.

صلاح، الذي سجل الموسم الماضي أقل عدد أهداف له منذ انضمامه إلى ليفربول، لم يُستبعد، ولم يُطلب منه مضاعفة المجهود الدفاعي كما قد يفعل مدربون آخرون.

بل تم وضعه في قلب الخطة الهجومية، ودُفع إلى أعلى الملعب، وأُعيد تشكيل النسق حوله ليُعطى الفرصة للتركيز على ما يُتقنه: التهديف وصناعة اللعب.

اليوم، يقترب صلاح من إنهاء الموسم بصفته أفضل هداف وأفضل صانع أهداف،؛ وهو ما يعكس فلسفة سلوت القائمة على احترام موهبة النجم، لا تقييدها.

وفي خضم كل هذه التحولات، لا يمكن إغفال الدور الذي لعبه المدرب الجديد.

خلافة يورغن كلوب لم تكن مهمة عادية؛ فهو مدرب حظي بحب جماهيري جارِف، وترك بصمة لا تُمحى.

لكن آرني سلوت تعامل مع الموقف بأناقة وهدوء. لم يدخل في مقارنة مع سلفه، ولم يحاول فرض اسمه على المنظومة.

ابتعد عن الأضواء الإعلامية، حتى داخل قنوات النادي، وفضّل التركيز على الملعب. لم يسعَ إلى «صناعة قصة»، بل إلى تحقيق نتيجة.

رفض سلوت هدم ما بُني، وأبقى على جوهر الفريق، مع بعض اللمسات في الوسط، وانضباط إضافي في التمركز.

مدرب آخر، أقل ثقة، كان سيحاول إثبات حضوره عبر تغييرات جذرية، لكن سلوت كان أكثر وعياً. اختار أن يكون همّه الأساسي تحسين ما هو قائم، لا تحديه.

في زمن باتت فيه كرة القدم محكومة بالأنا، وباستعراضات المدربين، وبالصفقات التي تُسوَّق أكثر مما تُوظَّف، يعيد ليفربول هذا الموسم تعريف معنى الفوز.

هو فريق لم يعتمد على «النجومية»، بل على العمل الجماعي، ولم يطلب الاحترام عبر الأرقام، بل عبر الطريقة.

وإذا كان هناك ما يُعرف بـ«المشجع المحايد» بعد في هذا العصر، فإن نجاح ليفربول يمنحه سبباً نادراً للفرح.

فريق لعب معظم الموسم بكرة هجومية، ممتعة، مبنية على مهارة الأفراد، لا على صرامة التعليمات أو عبء الميزانيات.

ولأن أساليب اللعب تنتقل بسرعة هائلة إلى فرق الدرجات الأدنى، فإن اللعبة ككل ستكون في حال أفضل إن استلهم الآخرون من هذه النسخة من ليفربول، لا من الفرق التي تخلّت عن الجمال لصالح النتائج.