انهالت «ترضيات حكومية» على الطبيبة المصرية الشابة سمر أنور، المعروفة إعلامياً بـ«طبيبة المراغة»، والتي وبخها محافظ سوهاج الجديد عبد الفتاح سراج، خلال جولة ميدانية له بمستشفى المراغة، التابع للمحافظة، بداعي «التقاعس عن أداء عملها».
وأثار مقطع فيديو يُظهر محافظ سوهاج يوبخ الطبيبة داخل المستشفى، بعد طلبها من مواطن إحضار إيصال إداري، قبل توقيع الكشف الطبي على نجله، تفاعلاً واسعاً على «السوشيال ميديا»، وسط انتقادات لطريقة تعامل المحافظ مع الطبيبة.
ومع تداول الواقعة بشكل كبير، تحول هاشتاغ «#طبيبة_المراغة» إلى «تريند» على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، ما دفع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، لتقديم اعتذار للطبيبة.
وقال مدبولي خلال مؤتمر صحافي، (الأربعاء)، «نحن كمسؤولين تنفيذيين نحرص على تحقيق رضا المواطن، ومن حق المحافظ أن يحقق أفضل خدمة للمواطن، لكن دون تجاوز في حق العاملين... أقول للطبيبة حقك عليا وبنعتذرلك إذا ثبت حدوث تجاوز».
وعقب ساعات من اعتذار رئيس الحكومة، استقبل محافظ سوهاج الطبيبة، ليقدم لها الاعتذار عما بدر منه، قائلاً لها: «حديثي معك كان حديث أب لابنته، وهدفنا جميعاً مشترك، وهو خدمة المواطن».
وأكد المحافظ «احترامه وتقديره للأطباء وجميع العاملين بقطاع الصحة». فيما أبدت الطبيبة سعادتها باستقبال المحافظ لها، مؤكدة حرصها في عملها على رعاية المرضى وتقديم أوجه الرعاية الكاملة لهم، بحسب ما نقلته الصفحة الرسمية للمحافظة.
وبدوره، أجرى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اتصالاً هاتفياً بالطبيبة، مؤكداً «تقديره التام لأطباء وطبيبات مصر والفريق الطبي كافة»، لافتاً إلى «العمل على توفير كل الوسائل الممكنة التي تكفل لهم أداء مهام عملهم وفقاً للمعايير العالمية المتعارف عليها، وما يستحقونه من تقدير واحترام». ودعا الطبيبة وزوجها لزيارته في مكتبه بمقر وزارة الصحة بالقاهرة، يوم الاثنين المقبل.
ومع توالي تلك «الترضيات» الحكومية، ثمنت نقابة الأطباء المصرية تفاعل جميع المسؤولين في الدولة مع تحركاتها بشأن أزمة «طبيبة سوهاج».
وكانت النقابة أشارت في بيان سابق إلى أنها تتابع عن كثب التطورات الخاصة بالتحركات التي تمارسها نقابة أطباء سوهاج مع مديرية الشؤون الصحية بسوهاج ومحافظة سوهاج، بما يرد للطبيبة اعتبارها عما بدر تجاهها رسمياً وقانونياً، وبما يضمن عدم تكرار ذلك بما يضمن استمرار تقديم الخدمة للمواطنين وتوفير بيئة عمل آمنة للأطباء.
وأعلن مجلس نقابة أطباء سوهاج الفرعية التراجع عن الاستقالة على خلفية الواقعة. وأوضح المجلس في بيان، الخميس، أنه بعد اعتذار رئيس الوزراء لطبيبة المراغة وإنهاء أزمتها مع المحافظ تم التراجع عن القرار.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مع الأحداث. ودفعت الواقعة البعض إلى الحديث عن واقع المستشفيات الحكومية وما يعاني منه المرضى.
ودخل البرلمان المصري على خط الواقعة، حيث اعتبرت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، خلال الجلسة العامة، الخميس، أن اعتذار رئيس مجلس الوزراء لطبيبة سوهاج رسالة احترام للمرأة المصرية، وأشارت إلى أن رئيس مجلس الوزراء رد اعتبار الدكتورة التي أهينت.
وطالب الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية في مصر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بضرورة إعطاء دورة تدريبية للمحافظين الجدد، تشمل قوانين الخدمة المدنية والإدارة المحلية، وبقية القوانين المتعلقة بالمحليات، إلى جانب دورة تدريبية في مهارات القيادة من خلال التعامل مع الموظفين الحكوميين ومهارات التواصل الإداري، وآليات فن التواصل والتأثير مع الموظفين الحكوميين واستراتيجيات العمل الجماعي.