«أوروبا 2024»: إسبانيا تعيش فرحة حقيقية بفريقها «المبهر»

إسبانيا كانت بأكملها في فرحة حقيقية (رويترز)
إسبانيا كانت بأكملها في فرحة حقيقية (رويترز)
TT
20

«أوروبا 2024»: إسبانيا تعيش فرحة حقيقية بفريقها «المبهر»

إسبانيا كانت بأكملها في فرحة حقيقية (رويترز)
إسبانيا كانت بأكملها في فرحة حقيقية (رويترز)

كانت إسبانيا بأكملها الأحد في «فرحة حقيقية!» وفخورة بفريقها ولعبه المبهر الذي قاده لإحراز كأس أوروبا لكرة القدم لمرة رابعة قياسية بفوزه في النهائي على إنجلترا 2-1 في العاصمة الألمانية برلين.

وما إن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، علت صيحات المشجعين الموجودين أمام الشاشة العملاقة الموضوعة في ساحة بلاسا دي كولون وسط مدريد.

بالعلم الإسباني في أيديهم، قفز المشجعون فرحاً وقبّلوا بعضهم بعضا وهم يغنّون بأعلى أصواتهم.

إسبانيا سعيدة بتحقيق اللقب القاري الرابع (أ.ب)

بالنسبة لدولوريس مارتينيس، ابنة إشبيلية البالغة من العمر 45 عاماً، «يا لها من فرحة جماعية، لم أتوقعها»، مبديةً إعجابها بلاعبي فريق المدرب لويس دي لا فوينتي الذين منحوا بلادهم لقبها القاري الرابع، لتنفرد بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع ألمانيا.

وتابعت: «إنهم جميعاً لطفاء، جريئون. إنها سعادة حقيقية!»، فيما أعرب ابن الـ57 عاماً سيسار غاييغوس عن تفاجئه من البعد الذي اتخذه كثير من اللاعبين خلال البطولة رغم خبرتهم الدولية القليلة، مُقِراً: «قبل البطولة، لم أكن أعتقد أنهم سيفوزون. لكن عندما رأيت تطوّر الفريق، آمنت به».

وفي شوارع العاصمة حيث خرج آلاف السكان للاحتفال بالنصر، تنافست أصوات أبواق السيارات مع الصافرات التي أطلقها الحاضرون احتفالاً بما حققه «لا روخا» في نهائيات ألمانيا 2024 حيث كان المنتخب الأفضل من دون منازع من البداية حتى النهاية، ليستحق عن جدارة اللقب بعد فوزه بجميع مبارياته السبع وتخطيه عقبة منتخبات كبيرة مثل إيطاليا حاملة اللقب وكرواتيا وألمانيا المضيفة وفرنسا وصيفة بطلة العالم، وصولاً إلى إنجلترا وصيفة النسخة الماضية.

آلاف الإسبان خرجوا للاحتفال بالنصر (رويترز)

وفي برشلونة أو بامبلونا أو بلباو، كانت مشاهد الابتهاج عارمة أيضاً.

قبل المباراة النهائية، قال دي لا فوينتي إن إسبانيا تريد «صناعة التاريخ»، وهذا ما تحقّق الأحد على الملعب الأولمبي في برلين بفضل هدف سجله البديل ميكيل أويارسابال قبل 4 دقائق على نهاية مباراة كان فيها «لا روخا» الطرف الأفضل وصاحب هدف السبق في الشوط الثاني عبر الشاب نيكو وليامز، قبل أن يدرك البديل كول بالمر التعادل بعد أقل من ثلاث دقائق على دخوله.

وأبدى ابن الأندلس إيكر غارسيا، البالغ من العمر 26 عاماً، إعجابه بشكل خاص بلاعب الوسط رودري الذي نال جائزة أفضل لاعب في النهائيات على الرغم أنه لم يكمل اللقاء بسبب الإصابة.

وقال: «لدينا مجموعة جيدة، واللاعبون كانوا متحفّزين»، معتبراً رودري «الأفضل عالمياً في مركزه».

إسبانيا هيمنت على عالم الكرة المستديرة بين عامي 2008 و2012 (رويترز)

«البلاد مُتَّحِدة»: بالنسبة لرافايل بينيدا، ابن الـ24 عاماً الذي لم يتوقع أن تذهب بلاده إلى حد الفوز باللقب، فما «أحببته أكثر من أي شيء آخر في هذه التشكيلة هم الشبان. إنه أمر مؤثر عاطفياً».

عندما اعتقد كثر أن إسبانيا التي سيطرت على الساحتين القارية والعالمية بين 2008 و2012، باتت من الماضي، جاء الجيل الجديد ليعيد البريق والجمالية إلى «لا روخا»، لكن بمزيد من اللعب المباشر والمواهب الشابة.

هيمنت إسبانيا على عالم الكرة المستديرة بين عامي 2008 و2012، فأحرزت لقب كأس أوروبا مرّتين 2008 في النمسا وسويسرا و2012 في بولندا وأوكرانيا ومونديال جنوب أفريقيا 2010.

لكن الكرة الإسبانية واجهت منذ حينها أزمة ثقة، فغابت عن منصات التتويج خلال 11 عاماً، قبل أن تتصالح مجدّداً مع الانتصارات بفوز المنتخب بلقب دوري الأمم الأوروبية العام الماضي.

ويبدو أنها تعلّمت من دروس الأعوام الأخيرة وفق ما أظهرت منذ مباراتها الأولى في نهائيات ألمانيا 2024 وحتى إحرازها اللقب الأحد في برلين.

لكن هذه الدروس التي تعلّمها المنتخب لا تعني أنه تخلى كلياً عن أسلوب اللعب المعروف بـ«تيكي تاكا» والمستوحى من نادي برشلونة أيام المدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف ومن بعده جوزيب غوارديولا، بل قام بتحديثه.

الاحتفالات في إسبانيا استمرت حتى وقت متأخر (رويترز)

وكان الشابان لامين يامال ونيكو وليامز اللذان احتفلا السبت والجمعة بعيدي ميلاديهما السابع عشر والثاني والعشرين توالياً، الركيزتين الأساسيتين في هذه المقاربة التكتيكية الجديدة الموفّقة.

بلمساتهما السحرية، جذبا بلداً بأكمله، متحداً خلف فريقه، متجاوزاً الانقسامات بين المناطق والتوترات السياسية التي هزت البلاد منذ أشهر.

أقرت كورا بارسيلا، العشرينية القادمة من مايوركا، إنه «في البداية، اعتقدت أننا لن نتجاوز دور المجموعات لأننا كنا مع كرواتيا وإيطاليا»، وهما فريقان يعتبران «قويين».

وأضافت بارسيلا التي تشجع نادي برشلونة: «إن وجودي هنا اليوم يعني الكثير بالنسبة لي، لأنني أعتقد أنهم أعادوا توحيد البلاد مرة أخرى، وهذا جميل جداً».

وختمت: «إذا كنت مشجعاً لبرشلونة أو مشجعاً لريال مدريد فاليوم هو اليوم الأخير الذي ستحب فيه لامين (يلعب في برشلونة) وداني كارفاخال (يلعب في ريال مدريد)».

وأشاد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بوحدة الشعب خلف المنتخب الوطني، قائلاً على موقع «إكس» إنه «فخر اللاعبين. فخر الفريق. فخر البلد، لقد جعلتم إسبانيا بأجمعها تنبض بفضل طريقة لعبكم».


مقالات ذات صلة

«مونديال اليد»: مصر تتعرض لخسارتها الأولى على يد أيسلندا

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت مصر وأيسلندا (رويترز)

«مونديال اليد»: مصر تتعرض لخسارتها الأولى على يد أيسلندا

خسر منتخب مصر 27-24 أمام أيسلندا في مستهل مبارياته في الدور الرئيسي لبطولة العالم لكرة اليد ليتعرض لهزيمته الأولى في المسابقة الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (زغرب)
رياضة عالمية أبطال عالميون سيشاركون في نسخة الرياض (الشرق الأوسط)

«طيارات سعوديات» في بطولة العالم للدرونز

تنطلق الخميس منافسات كأس العالم لسباق الدرونز برعاية موسم الرياض وبتنظيم من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز.

منيرة السعيدان (الرياض )
رياضة عالمية كيميلانين وكولمان خلال حديثهما لـ«الشرق الأوسط» (وزارة الرياضة)

«قوارب جدة»... ويل سميث ونادال ودروغبا في قلب الصراع

تشهد بطولة القوارب الكهربائية والمقرر انطلاقها الجمعة على سواحل البحر الأحمر في جدة، مشاركة 9 فرق حيث يتكون كل فريق من سائق وسائقة.

روان الخميسي (جدة )
رياضة سعودية لعب باتنا دوراً كبيراً في انتصار فريقه (تصوير: عيسى الدبيسي)

باتنا: واثقون من بقاء الفتح في الدوري السعودي

أكد مراد باتنا لاعب فريق الفتح أن المباراة ضد ضمك كانت صعبة والجميع كان تحت الضغط خاصة مع الدقائق الأخيرة التي شهدت تحول النتيجة إلى فوز لصالح الفتح.

علي القطان (الأحساء )
رياضة عربية فوزي لقجع (الشرق الأوسط)

لقجع: أكبر ملعب لكأس العالم في المغرب سيكون جاهزاً بحلول 2027

قال فوزي لقجع رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم في المغرب، اليوم الأربعاء، إن المغرب يهدف إلى استكمال بناء ملعب يتسع لـ115 ألف مقعد في بنسليمان.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

«أبطال أوروبا»: الريال يستعرض ... والبايرن يسقط ... ومان سيتي «يئن»

فينيسيوس محتفلا بهدفه في مرمى سالزبورغ (أ.ب)
فينيسيوس محتفلا بهدفه في مرمى سالزبورغ (أ.ب)
TT
20

«أبطال أوروبا»: الريال يستعرض ... والبايرن يسقط ... ومان سيتي «يئن»

فينيسيوس محتفلا بهدفه في مرمى سالزبورغ (أ.ب)
فينيسيوس محتفلا بهدفه في مرمى سالزبورغ (أ.ب)

ضمن ريال مدريد الإسباني حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب (15) على الأقل مركزا في الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا بنسختها الجديدة بسحقه ضيفه سالزبورغ النمسوي 5-1، وخطا إنتر الإيطالي بثبات لمقعد مباشر في الدور ذاته بفوزه على مضيفه سبارتا براغ التشيكي 1-0، في الجولة السابعة ما قبل الأخيرة الأربعاء.وسجل ثلاثي الهجوم المرعب البرازيلي رودريغو (23 و34) والفرنسي كيليان مبابي (48) ومواطن الاول فينيسيوس جونيور (55 و77) أهداف ريال، والدنماركي مادس بيدستروب (85) هدف سالزبورغ.ورفع ريال الذي يلعب في الجولة الثامنة الاخيرة أمام بريست الفرنسي الذي كان قد مُني بخسارة أمام شاختار دانييتسك الأوكراني 0-2 في وقت سابق، رصيده إلى 12 نقطة في المركز السادس عشر المؤهل إلى الملحق.

كين متحسرا عقب الخسارة القاسية للبايرن أمام مستضيفة الهولندي (أ.ب)

ووضع إنتر قدما في ثمن النهائي بفوزه على مضيفه سبارتا براغ التشيكي 1-0. ولم يذق إنتر طعم الخسارة خارج معقله في مختلف المسابقات خلال موسم 2024-2025، كما حقق 8 انتصارات في مبارياته التسع الاخيرة، من دون أن تتلقى شباكه أي هدف.ورفع "نيراتسوري" الذي يواجه على أرضه موناكو الفرنسي في الجولة الأخيرة، رصيده إلى 16 نقطة في المركز الرابع.وعقّد باير ميونيخ متصدر الدوري الالماني من مهمته بخسارته أمام مضيفه فينورد الهولندي 3-0.وتجمد رصيد بايرن الذي يستقبل سلوفان براتيسلافا في الجولة الاخيرة في 29 الشهر الحالي عند 12 نقطة في المركز الخامس عشر، متأخرا بفارق نقطة عن فينورد الحادي عشر.وهي الخسارة الثالثة لعملاق بافاريا بعد سقوطه أمام أستون فيلا الانجليزي 0-1 وبرشلونة الإسباني 1-4، مقابل 4 انتصارات.

سان جيرمان وفرحة بالهدف الرابع (أ.ب)

وقلب باريس سان جيرمان الفرنسي الطاولة على ضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي بريمونتادا جديدة وهزمه بنتيجة 4/ 2 .ورفع سان جيرمان رصيده بهذا الفوز إلى 10 نقاط ليقفز للمركز 23 وينعش آماله في التأهل لدور الـ16، قبل أن يحل ضيفا على شتوتغارت الألماني في الجولة الأخيرة.أما مانشستر سيتي بطل المسابقة في 2023 فقد تجمد رصيده عند 8 نقاط، وتراجع للمركز 25 ليكون مطالبا بالفوز عندما يستضيف كلوب بروج في الجولة الأخيرة الأسبوع المقبل، إذا أراد تفادي الخروج المبكر.

واقترب أرسنال الإنجليزي من التأهل المباشر بشكل كبير، بعد فوزه على ضيفه دينامو زغرب الكرواتي بثلاثة أهداف نظيفة.ورفع الـ"غانرز" رصيدهم إلى 16 نقطة في المركز الثالث بانتصارهم الخامس، قبل لقاء مضيفهم جيرونا الإسباني الذي سقط أمام مضيفه ميلان الإيطالي بهدف نظيف.ويدين ميلان بفوزه الخامس إلى البرازيلي رافايل لياو الذي سجل الهدف الوحيد في الدقيقة 37.وارتفع رصيد الفريق اللومباردي إلى 15 نقطة في المركز السادس، فيما توقف رصيد جيرونا عند ثلاث نقاط.