إنجلترا بشعار «النتائج أهم من العروض» تأمل التتويج بكأس أوروبا

تبديلات ساوثغيت تنجح في حسم بطاقة النهائي... وواتكينز من الظل إلى بطل «الأسود الثلاثة»

واتكينز (يمين) يراقب تسديدته القاتلة وهي في طريقها لشباك هولندا (د ب ا)
واتكينز (يمين) يراقب تسديدته القاتلة وهي في طريقها لشباك هولندا (د ب ا)
TT

إنجلترا بشعار «النتائج أهم من العروض» تأمل التتويج بكأس أوروبا

واتكينز (يمين) يراقب تسديدته القاتلة وهي في طريقها لشباك هولندا (د ب ا)
واتكينز (يمين) يراقب تسديدته القاتلة وهي في طريقها لشباك هولندا (د ب ا)

هذا هو الشعار الذي آمن به غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنجلترا ونجح من خلاله في التأهل إلى نهائي كأس أوروبا لكرة القدم رغم الانتقادات القاسية التي تعرض لها بسبب المستوى المخيب للفريق طوال مشواره في البطولة.

ونجح المنتخب الإنجليزي في قلب تأخره بهدف مبكر حمل توقيع تشافي سيمونز في الدقيقة السابعة إلى فوز ثمين على هولندا 2 - 1 في الوقت القاتل في نصف النهائي بملعب دورتموند وبفضل التغييرات التي أحدثت الفارق مرة جديدة.

وكانت المشاركة الحاسمة للبديلين كول بالمر وأولي واتكينز في الدقيقة 80 وراء ترجيح كفة إنجلترا حيث مرر الأول الكرة للثاني الذي لم يتردد في التسديد من زاوية ضيقه مسجلاً هدف الفوز في الدقيقة 90.

واتكينز يحتفل بهدفه القاتل ومن خلفه زملائه في منتخب إنجلترا يشاركونه فرحة التأهل للنهائي (د ب ا)

وتعرض ساوثغيت للسخرية بسبب خموله على خط التماس في المباريات السابقة خاصة بعد انتظاره حتى الدقيقة 95 للدفع بإيفان توني بينما كانت إنجلترا متأخرة أمام سلوفاكيا في دور الستة عشر. وكان هذا الموضوع الرئيسي طوال فترته في قيادة المنتخب الإنجليزي التي استمرت ثماني سنوات وكذلك في بطولة أوروبا 2024. وكلما زاد «الصخب الخارجي» الذي تطور إلى حد قذف المدرب بعبوات جعة، كلما زاد عناد ساوثغيت في رفضه لتغيير خطته أو أفكاره.

ومع ذلك، فقد دفع في مواجهة هولندا بالمدافع لوك شو بدلاً من كيران تريبير مع بداية الشوط الثاني بعدما عانت الجبهة اليسرى للمنتخب الإنجليزي، إلا أن ساوثغيت ظل متحفظاً هجومياً حتى الدقائق العشر الأخيرة. ورغم أن هاري كين، الذي سجل هدف التعادل المبكر من ركلة جزاء وظهر بمستوى أفضل من حالاته بالمباريات السابقة بالبطولة، وكذلك فيل فودن، الذي سدد في القائم وأبعدت كرة أخرى له من على خط المرمى، إلا أنهما لم يفعلا أكثر من ذلك.

كين يعانق واتكينز بعد التاهل للنهائي (اب)

ولم يكن مفاجئاً أن يكون بالمر أحد البدلاء لأنه بدا خطيراً في كل مرة يشارك فيها، لكن قليلين لم يتوقعوا الدفع بواتكينز على حساب توني الذي لعب دور البديل لكين بالهجوم.

ولقد أثبتت تغييرات ساوثغيت نجاحها نظراً لأن بالمر أرسل التمريرة الحاسمة إلى واتكينز ليسجل الأخير هدف الفوز ويرسل إنجلترا إلى نهائي بطولة أوروبا للمرة الثانية على التوالي.

وبطريقة نموذجية، رفض ساوثغيت الهجوم على منتقديه عند سؤاله عن التغييرات، قائلاً: «أحياناً تنجح، وأحياناً لا تنجح». ومع ذلك، فقد كشف عن بعض الأفكار التي لا يراها المشجعون والنقاد على الفور من الخارج عندما قال إن أحد أسباب اختيار واتكينز قدرته على الضغط على المدافعين.

ولدى سؤاله عن تصنيف هذا الإنجاز بالنسبة له، قال ساوثغيت: «أعتقد أنه الأفضل في مسيرتي مع المنتخب، إنها نقطة استدلال أخرى، لكننا لعبنا بشكل جيد طوال المباراة».

وأضاف: «كانت مباراة معقدة، لقد واصلوا (الهولنديون) تغيير طريقة لعبهم، وكان علينا أن نستمر في تغيير أسلوبنا الدفاعي بشكل خاص، وأعتقد أننا سببنا لهم مشاكل طوال المباراة، والنهاية كانت مميزة جداً للفريق، إنه مثال على أن النتائج تأتي في المرتبة الأهم قبل العروض».

وأوضح: «في بعض الآحيان البدلاء يصنعون الفارق، الشيء الأكثر أهمية هو أن الفريق بأكمله يكون جاهزاً لخوض المباراة، من الصعب الاختيار من بين 26 لاعباً، هناك 15 لاعباً يصابون بالإحباط في كل مباراة، لكنك تقضي الكثير من الوقت مع هؤلاء الأولاد، كان موقفهم مثالياً».

وأضاف: «سعيد جداً بتألق أولي في مشاركته الأولى وتسجيله هدف الفوز، شعرنا بأنه من الأنسب بالنسبة لنا في ظل تراجعنا بعض الشيء وإصابة هاري بكدمة في الشوط الأول، أولي ضغط بشكل جيد، ورأينا أنه الوقت المناسب للدفع به».

ساوثغيت مدرب إنجلترا يحتفل بالوصول للنهائي (رويترز)

ولم يخض واتكينز سوى دقائق معدودة في البطولة، لكن تسديدته الزاحفة في الوقت القاتل ستظل في ذاكرة التاريخ لأنها أرسلت إنجلترا إلى النهائي.

وقال الهدّاف السابق ألن شيرر بعد هدف واتكينز الذي نال جائزة رجل المباراة رغم الوقت القصير نسبياً على المستطيل الأخضر (10 دقائق فقط): «عانت إنجلترا بسبب تغييرات مدرب هولندا رونالد كومان. لم يجدوا الحلول وكانوا بحاجة ماسة لبديل. سألت نفسي متى ستحصل التبديلات. يا لها من ليلة لواتكينز ولإنجلترا».

ويتمتع واتكينز، مهاجم أستون فيلا ووصيف ترتيب الهدافين في الدوري الإنجليزي مع 19 هدفاً و13 تمريرة حاسمة، بقدرة عالية على إنهاء الهجمات. لم يكتشف المهاجم الذي نشأ في صفوف إكسيتر في الدرجات الدنيا، المستوى المتقدّم سوى في سن متأخرة. برز مع برنتفورد، ثم تفجّرت موهبته في صفوف أستون فيلا، حيث أصبح الرجل الرئيسي في خط المقدّمة، لكنه لم يحظ قبل كأس أوروبا الحالية المقامة في ألمانيا على فرصة تمثيل بلاده في محفل كبير. وقال اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً: «حصلت على مسار لا يُصدّق. عملت بجهد للوصول وأحاول الاستمتاع لأني لم أخض بطولة كبرى من قبل. غبت عن كأس أوروبا الأخيرة، إذ استبعدت عن القائمة في اللحظة الأخيرة عندما كنت راغباً في المشاركة بأي ثمن».

وتابع: «من الصعب البقاء على مقاعد البدلاء، أنا معتاد على اللعب بانتظام في آخر 3 أو 4 مواسم. لكن مع المنتخب لا بد من الالتزام بشروط اللعبة، أحاول منح الفريق طاقة إيجابية».

في دور المجموعات، دخل في مباراة الدنمارك لكن أخفق في التغلّب على الحارس كاسبر شمايكل. هذه المرة كان حاسماً على غرار موسمه الأخير مع أستون فيلا، ليرسل «الأسود الثلاثة» إلى ثاني مباراة نهاية في تاريخهم في البطولة القارية بعد صيف 2021 عندما خسروا أمام إيطاليا بركلات الترجيح.

وفي الدور ربع النهائي أمام سويسرا الذي انتهى بركلات الترجيح، فضّل المدرب غاريث ساوثغيت عليه إيفان توني المتخصص بتسديد الركلات.

لكن في دورتموند كانت ليلة خاصة لواتكينز حيث أوضح: «قلت لزميلي البديل كول بالمر سوف ندخل وأنت ستقوم بتهيئة الكرة، كنت أعلم أنه بمجرد حصوله على الكرة، فإنه سيمرر إليّ. وعندما وصلتني سددت في الزاوية السفلية، كان هذا أفضل شعور على الإطلاق».

وعلّق على اختياره أفضل لاعب بالمباراة رقم مشاركته 10 دقائق فقط: «شعور رائع، أتمنى أن يكتمل في المباراة النهائية، أمامنا مباراة واحدة لدخول التاريخ، نحن مستعدون للإسبان».

ورغم أن التغييرات حسمت المباراة، فإن التشكيلة الأساسية لإنجلترا قامت ببناء القاعدة في أول 45 دقيقة رائعة وبعد ذلك لم يحالفهم الحظ في عدم التقدم بالنتيجة. وقال ساوثغيت إن المساحة التي أتاحها الفريق الهولندي مكنت فريقه من التألق بشكل أكبر مما كان عليه في المباريات السابقة أمام منتخبات أقل طموحاً التزمت بالدفاع، لكن يبدو أن هذا تغيير في العقلية أكثر من الخطط الفنية التي أثارت استحسان جماهير إنجلترا بعد أسابيع من الصمت.

وربما لا يُعرف ما إذا كان المدرب أطلق العنان للخطط الفنية أم ما إذا كان اللاعبون قد أخذوا زمام المبادرة لكن التغيير كان مذهلاً منذ البداية.

وبدأ فودن وجود بيلينغهام اللعب بنفس الإيجابية التي جعلتهما لاعبي العام في إنجلترا وإسبانيا، بينما تخلص بوكايو ساكا من النهج المتردد الذي اتبعه في المباريات السابقة بشأن الهجوم على المدافعين بسرعة. وتحرك كين في جميع المناطق الصحيحة بينما خنق ديكلان رايس الذي لا يعرف الكلل والشاب كوبي ماينو (19 عاماً) الهولنديين في الوسط.

وفي الدفاع، بدت إنجلترا قوية كما كانت طوال البطولة، رغم وجود بعض اللحظات الصعبة في الركلات الركنية والحرة.

وبشكل عام، كانت هناك ثقة كبيرة توقعها الجماهير من فريق كان مرشحاً للفوز قبل البطولة بفضل العمق الواضح للمواهب المتاحة.

وسيشير النقاد مرة أخرى إلى طريقهم السهل نسبياً للنهائي، لكن من الصعب الجدال ضد فريق لم يخسر في 13 مباراة في بطولة أوروبا، إذا كان من الممكن وصف خسارته في نهائي 2020 بركلات الترجيح أمام إيطاليا بالتعادل، منذ هزيمته المفاجئة أمام آيسلندا عام 2016.

واتكينز شارك 10 دقائق فقط ونال جائزة رجل المباراة بهدف سيظل بذاكرة تاريخ المنتخب الإنجليزي.

وستخطو إنجلترا خطوة كبيرة للأمام في المباراة النهائية يوم الأحد المقبل ضد فريق إسباني تأهل للنهائي بعد ستة انتصارات، لكن فريق ساوثغيت سافر إلى برلين وهو مفعم بالثقة التي أعاد اكتشافها.

في المقابل أقرّ رونالد كومان مدرب هولندا بصعوبة تقبّل خروج فريقه من البطولة بقرار ركلة جزاء مثير للجدل سجل منه كين هدف إنجلترا الأول وهدفاً قاتلاً متأخراً لواتكينز بينما كان الجميع يتأهبون للدخول لوقت إضافي. وقال كومان: «أشعر بخيبة أمل بشأن النتيجة النهائية في المباراة التي بدأت بشكل جيّد بالنسبة لنا».

واشتكى كومان (61 عاماً) من قرار الحكم بشأن احتساب ركلة الجزاء، قائلاً: «ماذا يمكنك أن تفعل كمدافع؟ في رأيي، لم يكن من المفترض أن تكون هذه ركلة جزاء. حكام الفيديو يدمرون كرة القدم».

وشعر كومان أن فريقه سيطر على المباراة بعد إدخال لاعب الوسط جوي فيرمان في الدقيقة 35 بدلاً من المهاجم ممفيس ديباي المصاب، وأوضح: «واجهنا بعض الصعوبات في خط الوسط لإيقاف اللاعبين الجيدين مثل (جود) بيلينغهام و(فيل) فودن بين الخطوط. أجرينا بعض التغييرات، وكان الشعور أننا في آخر 20 دقيقة الفريق الأفضل ونهاجم بشكل أكبر، لكن بعد ذلك جاءت الضربة القاضية في الدقيقة 90. هدف رائع، ثم انتهى الأمر، من الصعب هضم ذلك».

وتُعدّ مسيرة هولندا الأفضل في كأس أوروبا منذ عام 2004، عندما خرجت أيضاً من نصف النهائي.


مقالات ذات صلة

دورتموند سينقل ثقة الفوز على سبورتنغ لمواجهة بوخوم

رياضة عالمية يأمل دورتموند أن يكون الفوز الذي حقّقه بثلاثية نظيفة على فريق سبورتنغ بمثابة إشارة حقيقية نحو مزيد من النجاح (أ.ب)

دورتموند سينقل ثقة الفوز على سبورتنغ لمواجهة بوخوم

يأمل فريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، أن يكون الفوز الذي حقّقه بثلاثية نظيفة على فريق سبورتنغ لشبونة، أمس الثلاثاء، بـ«دوري أبطال أوروبا».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
رياضة عالمية كارل هاينز رومينيغه (د.ب.أ)

رومينيغه: ينبغي على لاعبي بايرن أن يتوقفوا عن التذمر

طالب رومينيغه الرئيس التنفيذي السابق لنادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم لاعبيه بالتوقف عن الشكوى من زيادة أعبائهم بعد تجديد شكل بطولة كأس العالم للأندية

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية يبحث روما الإيطالي عن تعويض قاري لإخفاقاته المحلية عندما يحل على بورتو البرتغالي الخميس (أ.ب)

روما يبحث عن تعويض إخفاقاته المحلية في «يوروبا ليغ»

يبحث روما الإيطالي عن تعويض قاري لإخفاقاته المحلية، حين يحل على بورتو البرتغالي، الخميس، في ذهاب الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي مسابقة الدوري الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يواخيم لوف (د.ب.أ)

لوف: ألمانيا محظوظة بوجود فيرتز وموسيالا

قال يواخيم لوف، المدير الفني السابق للمنتخب الألماني لكرة القدم، إن ألمانيا محظوظة بوجود النجمين الشابين فلوريان فيرتز وجمال موسيالا، اللذين سيواجهان بعضهما.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
رياضة عالمية سام كير (أ.ب)

الاتحاد الأسترالي يدعم كير وسط مطالب بتجريدها من شارة القيادة

قال الاتحاد الأسترالي لكرة القدم الأربعاء إنه يتطلع لعودة سام كير قائدة منتخب أستراليا لكرة القدم للسيدات للعب بعد تبرئتها من توجيه إساءة عنصرية

«الشرق الأوسط» (ملبورن)

كأس إسبانيا: قمة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد في نصف النهائي

ريال وبرشلونة وأتلتيكو لأول مرة تتأهل إلى نصف النهائي منذ 2014 (الاتحاد الإسباني)
ريال وبرشلونة وأتلتيكو لأول مرة تتأهل إلى نصف النهائي منذ 2014 (الاتحاد الإسباني)
TT

كأس إسبانيا: قمة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد في نصف النهائي

ريال وبرشلونة وأتلتيكو لأول مرة تتأهل إلى نصف النهائي منذ 2014 (الاتحاد الإسباني)
ريال وبرشلونة وأتلتيكو لأول مرة تتأهل إلى نصف النهائي منذ 2014 (الاتحاد الإسباني)

أفرزت قرعة نصف نهائي كأس إسبانيا لكرة القدم، الأربعاء، مواجهة نارية بين برشلونة وأتلتيكو مدريد، في حين يلعب ريال مدريد مع ريال سوسييداد.

ويستقبل برشلونة، الأكثر تتويجاً في المسابقة (31 مرة)، أتلتيكو مدريد، في مباراة الذهاب على ملعب مونتغويك الأولمبي، قبل خوضه الإياب على ملعب متروبوليتانو في العاصمة.

أما ريال مدريد، حامل لقبيْ دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، فيخوض الذهاب في إقليم الباسك على ملعب أنويتا، حيث يواجه دوماً خصماً عنيداً، ثم يستقبله إياباً في ملعب سانتياغو برنابيو.

وهذه أول مرة يتأهل فيها العمالقة الثلاثة؛ ريال وبرشلونة وأتلتيكو، إلى نصف النهائي منذ 2014.

ويتصدر ريال ترتيب الدوري بفارق نقطة عن أتلتيكو، واثنتين عن برشلونة، بعد 23 مرحلة على انطلاق «لا ليغا».

وستُقام مباريات الذهاب بين 25 و27 فبراير (شباط) الحالي، والإياب بين 1 و3 أبريل (نيسان) المقبل. ومن المقرر أن يستقبل ملعب لا كارتوخا في إشبيلية المباراة النهائية في 26 أبريل.