الشقيقان هيرنانديز كان لديهما حلم مع فرنسا!

الشقيقان ثيو ولوكاس هرنانديز بقميص منتخب فرنسا (الاتحاد الفرنسي)
الشقيقان ثيو ولوكاس هرنانديز بقميص منتخب فرنسا (الاتحاد الفرنسي)
TT

الشقيقان هيرنانديز كان لديهما حلم مع فرنسا!

الشقيقان ثيو ولوكاس هرنانديز بقميص منتخب فرنسا (الاتحاد الفرنسي)
الشقيقان ثيو ولوكاس هرنانديز بقميص منتخب فرنسا (الاتحاد الفرنسي)

يرتدي لوكاس هيرنانديز قلنسوة على وجهه، ويخطو خطوات حثيثة حول شقته في ماربيا بإسبانيا، بالكاد يستطيع مشاهدة التلفاز، بينما يتقدم شقيقه الأصغر، ثيو، لتسديد ركلة الجزاء الحاسمة ضد البرتغال، التي قد ترسل فرنسا إلى نصف نهائي بطولة أوروبا، يصرخ بالإسبانية: سييييييي، بينما تسكن قذيفة ثيو في الشباك.

وقالت شبكة «The Athletic» إنه في ذلك المساء، شاهد ثيو لوكاس على هاتفه من غرفة ملابس منتخب فرنسا المبتهج في هامبورغ، يظهر زملاؤه أنطوان غريزمان وأوليفييه جيرو وعثمان ديمبيلي في الصورة، قبل أن يمسك ثيو الكاميرا بقوة، يصرخ لوكاس بالإسبانية: «شجاعة!»، متبوعاً بمزيد من العبارات القوية، مشيداً بشجاعة شقيقه.

إن حقيقة أن الشقيقين، المولودين في مرسيليا بفرنسا، ولكنهما ترعرعا في إسبانيا منذ سن السادسة، يلعبان مع منتخب فرنسا، هي قصة واحدة، لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في الآونة الأخيرة هو أن لوكاس، الجالس على الأريكة بمنزله، كان يجب أن يكون في غرفة تبديل الملابس.

في الأول من مايو (أيار) الماضي، أصيب لوكاس، لاعب باريس سان جيرمان بقطع في الرباط الصليبي الأمامي، في ركبته اليسرى، وذلك في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام دورتموند، وكتب على «إنستغرام»: «عودتي ستكون أقوى من أي وقت مضى».

رد ثيو: «أخي... الحياة تختبرك مرة أخرى، لديك دعمي الكامل، أنا أعرف عقلك، ستعود أقوى من أي وقت مضى».

لولا إصابته لكان ديدييه ديشان قد استدعى لوكاس، بجانب شقيقه، لينضم لتشكيلة منتخب يورو 2024. لقد كان تحوّلاً قاسياً في القدر، ليس أقلها أنه تعرّض قبل 18 شهراً للإصابة نفسها في ركبته اليمنى، في المباراة الأولى من كأس العالم 2022 ضد أستراليا، كان ثيو هو الذي قام من مقاعد البدلاء ليحل محلّه.

وبينما كان ثيو أساسياً مع المنتخب الفرنسي في آخر بطولتين كبيرتين، كان شقيقه، الذي يكبره بـ20 شهراً، خارج الصورة تماماً.

ثيو هرنانديز سدّد بنجاح ركلة الترجيح الحاسمة ضد البرتغال (د.ب.أ)

لا عجب أن الأخوين هيرنانديز لديهما الكثير من القواسم المشتركة؛ فقد ترعرعا في إسبانيا بعد رحيل والدهما جان فرنسوا هيرنانديز، الذي احترف أيضاً في مارسيليا وأتلتيكو مدريد، وكانا يلعبان بالقدم اليسرى، ولعبا في نفس المركز في نفس الناديَين، رايو ماخادا في البداية، ثم أتلتيكو مدريد في 2007، رغم أن ثيو هو الوحيد الذي خضع للتجربة في البداية.

ولكن بعد عقد من الزمان، اتخذ مسارهما اتجاهَين مختلفَين؛ حيث غادر ثيو أتلتيكو إلى ريال مدريد، ولم يلعب دقيقة واحدة، بينما مثّل لوكاس نادي طفولته لمدة 12 عاماً، حيث شارك في 110 مباريات، غادر لوكاس في عام 2019، لينضم إلى بايرن ميونيخ مقابل 80 مليون يورو، قبل أن يوقّع لباريس سان جيرمان في عام 2023.

أما ثيو فقد بقي في مدريد لمدة عامين، قبل أن ينتقل إلى إيطاليا، حيث يقترب من 200 مباراة مع ميلان.

لعب كلاهما في المنتخبات الوطنية الفرنسية للشباب، على الرغم من أنه كان بإمكانهما اللعب لمنتخب إسبانيا، لقد شجعتهما عائلتهما، التي كانت تستقبلهما كل صيف في هوت ساون شمال شرقي فرنسا، على تمثيل منتخب فرنسا.

كان لوكاس هو أول من تذوّق طعم النجاح مع المنتخب الوطني، حيث تلقّى استدعاءه في مارس (آذار) 2018، قبل أربعة أشهر من خوض جميع المباريات، ضمن تشكيلة المنتخب الفائز بكأس العالم 2018 في روسيا، منذ تلك اللحظة تغيّرت حياته.

قال لوكاس لصحيفة «لو باريزيان» في أكتوبر (تشرين الأول) 2018: «قبل 6 أشهر، لم أكن أعرف حتى إنني سأذهب إلى كأس العالم... اليوم، أنا بطل العالم، وأب، في غضون سنوات قليلة، عندما يكبر ابني، سأخبره عن هذا الصيف الرائع».

استغرق ثيو وقتاً أطول قليلاً لإقناع ديشان بأنه يجب أن يكون جزءاً من المنتخب الوطني، لكن حان وقت ثيو في سبتمبر (أيلول) 2021، وبعد شهر، ولأول مرة في مسيرتهما الاحترافية، تحدّثا معاً لوسائل الإعلام في المؤتمر الصحافي قبل مباراة نصف نهائي دوري الأمم 2021 ضد بلجيكا، قبل أن يشاركا بالملعب، لوكاس في مركز الظهير الأيمن، وثيو بمركز الظهير الأيسر.

لعب الشقيقان 3 مباريات أخرى معاً لمنتخب فرنسا، وكان اختلاف أسلوب لعبهما ملحوظاً؛ ثيو ظهير أيسر هجومي أكثر، بينما لوكاس لاعب دفاعي أكثر.

وفي حين أن لوكاس «مقاتل» و«قائد»، فإن ثيو «خجول» و«حساس» أكثر، وفقاً لما ذكرته والدتهما عبر صحيفة «ليكيب».

وكان على لوكاس أن يقاتل، خصوصاً عندما انهار الحلم في الدقيقة 13 من مباراة فرنسا الأولى، بكأس العالم 2022 أمام أستراليا.

ومع ذلك، دخل ثيو ليحل محله، وبعد ذلك شارك أساسياً في كل مباريات البطولة، بما في ذلك الهزيمة في المباراة النهائية أمام الأرجنتين، كان تمركزه العالي، وتبادلاته مع كيليان مبابي حاضرة بقوة على الجناح الأيسر، وصنع 8 فرص في اللعب المفتوح، وهو أكبر عدد من أي ظهير في البطولة.

ثيو هرنانديز ولاعبو فرنسا يسعون للقب الأوروبي (إ.ب.أ)

وبعد تعافيه من إصابته الأولى بقطع في الرباط الصليبي الأمامي، لعب لوكاس مع ثيو مرة أخرى، تحت قيادة ديشان، في 3 مباريات لفرنسا، بتصفيات اليورو العام الماضي، حتى إن لوكاس شارك أساسياً أمام شقيقه في مباراة ودية ضد ألمانيا، مارس.

لكن ذلك لم يكن مقدراً له، بعد تعرّضه لتمزق ثانٍ في الرباط الصليبي الأمامي، مايو الماضي، حيث استُبعد لوكاس من بطولة أمم أوروبا. قال ثيو في يونيو (حزيران): «إنه وضع مُحزن حقاً، إصابته خطيرة، لكنه يتحسّن، أتحدث معه كل يوم، آمل أن نذهب به إلى أبعد مدى ممكن في بطولة أمم أوروبا».

بعد خضوعه لعملية جراحية على يد جرّاحين متخصصين في الركبة في إنسبروك بالنمسا، أجرى لوكاس عملية جراحية، ووفقاً لمصدر مقرّب من اللاعب، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لحماية العلاقات، فإن لوكاس لديه شيء واحد فقط في ذهنه: التعافي والمنافسة، إنه يتحدث مع أطباء باريس سان جيرمان، وكذلك مع شقيقه الذي يتواصل معه بشكل منتظم، وقد تحدّث معه ديشان أيضاً.

قال ديشان عشية مباراة نصف نهائي يورو 2024: «أعلم أن قلبه معنا، أعلم أنه سيبذل قصارى جهده للعودة إلى أفضل حالاته معنا؛ لأنه مقاتل، إنه شخص مَرِح للغاية، وفرحته مُعدِية، أنا سعيد لأنه سيكون معنا».

وبينما يشاهد لوكاس من المدرجات في ميونيخ، ستكون هناك غصة في حلقه، عندما يفكر أنه كان يجب أن يكون هو من سيقف في ملعب ناديه السابق، ضد إسبانيا، البلد الذي يعشقه كثيراً، وهو يغني نشيد «لا مارسيلياز»، نشيد البلد الذي يحبه. العزاء الوحيد أن شقيقه سيكون هناك لتمثيله.


مقالات ذات صلة

هولندا تهزم ألمانيا… وتتأهل لنهائي كأس ديفيز لأول مرة

رياضة عالمية تأهلت هولندا بفضل انتصار بوتيك فان دي زاندسخولب وتالون غريكسبور (رويترز)

هولندا تهزم ألمانيا… وتتأهل لنهائي كأس ديفيز لأول مرة

حققت هولندا إنجازا تاريخيا بالتأهل لنهائي كأس ديفيز للتنس لأول مرة في تاريخها بتغلبها 2-صفر على ألمانيا في قبل النهائي اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (ملقة)
رياضة سعودية الأمير عبد الله بن فهد خلال تتويج الفائزين (الشرق الأوسط)

بيتندورف «سوبر» نهائي الرياض لقفز الحواجز

توّج الفارس فيكتور بيتندورف بطلاً لنهائي الرياض في منافسات الفردي ضمن التصفيات النهائية لبطولة لونجين العالمية لقفز الحواجز.

لولوة العنقري (الرياض ) منيرة السعيدان (الرياض )
رياضة سعودية ماكغريغور لدى خروجه من قاعة المحكمة (رويترز)

بعد 6 سنوات من الحادثة... المحكمة تعلنها: ماكغريغور معتدٍ جنسي

خلصت هيئة محلفين إلى أن الآيرلندي كونور ماكغريغور البطل السابق للفنون القتالية المختلطة اعتدى جنسياً على امرأة في حفل بدبلن في 2018 وألزمته بدفع تعويض لها.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة سعودية عشاق الفروسية على موعد مع نهائي البطولة السبت في الرياض (الشرق الأوسط)

بعد 266 يوماً... الرياض تتوج أبطال «قفز الحواجز»

يسدل الستار، غداً السبت، على منافسات دوري الأبطال العالمي لقفز الحواجز في الرياض، بعد 266 يوماً من الصراع في 15 مدينة حول العالم.

لولوة العنقري (الرياض ) منيرة السعيدان (الرياض )

هاتريك كين يقود بايرن للفوز على أوجسبورج في الدوري الألماني

كين محتفلا بأحد أهدافه في المباراة (أ.ف.ب)
كين محتفلا بأحد أهدافه في المباراة (أ.ف.ب)
TT

هاتريك كين يقود بايرن للفوز على أوجسبورج في الدوري الألماني

كين محتفلا بأحد أهدافه في المباراة (أ.ف.ب)
كين محتفلا بأحد أهدافه في المباراة (أ.ف.ب)

أحرز هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ ثلاثية منها هدفان في الوقت بدل الضائع للمباراة ليمنح متصدر دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم الفوز 3-صفر على ضيفه أوجسبورج الجمعة ويوسع الفارق إلى ثماني نقاط في الصدارة بعدما حافظ الفريق على شباكه للمرة السادسة على التوالي في كل المسابقات.

ولم يخسر بايرن "الذي سيواجه باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء"، في الدوري الألماني ويملك 29 نقطة بعد أن خاض مباراته الخامسة على التوالي في الدوري دون أن تستقبل شباكه أي هدف.

ويحتل لايبزيغ، الذي يحل ضيفا على هوفنهايم السبت، المركز الثاني برصيد 21 نقطة.

وكما كان متوقعا استحوذ بايرن على أكثر من 70 بالمئة على مجريات الشوط الأول لكن أوجسبورج يدين بالفضل لحارس مرماه نديليكو لابروفيتش في عدم استقبال الأهداف قبل الاستراحة بعدما تصدى حارس كرواتيا لمحاولات من هاري كين وجمال موسيالا وليون جوريتسكا الذي سدد أيضا في العارضة بعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني.

وبعد ذلك تصدى لابروفيتش لمحاولة مايكل أوليسي في الدقيقة 51 لكنه لم يتمكن من منع كين من التسجيل من ركلة جزاء نفذها بشكل جيد في الدقيقة 63.

وحصل قائد منتخب إنجلترا على ركلة جزاء أخرى في الوقت بدل الضائع للمباراة بعد مراجعة طويلة لتقنية حكم الفيديو المساعد، بعد طرد كيفن شلوتربيك لاعب أوجسبورج بسبب عرقلته أمام المرمى.

وتمكن كين من التفوق على لابروفيتش الذي اتجه للجانب الخاطئ أثناء تسديد ركلة الجزاء قبل أن يكمل المهاجم ثلاثيته بلمسة رائعة وضربة رأس بعدها بلحظات ليسجل هدفه رقم 14 في الدوري.