ساعة الحقيقة تدق في «يورو 2024» بمواجهات مثيرة في ربع النهائي

مباراة ألمانيا وإسبانيا تصنف على أنها نهائي مبكر... ورونالدو يحل وجهاً لوجه أمام مبابي

المنتخب الألماني على موعد مع الإختبار الأصعب أمام إسبانيا (د ب ا)
المنتخب الألماني على موعد مع الإختبار الأصعب أمام إسبانيا (د ب ا)
TT

ساعة الحقيقة تدق في «يورو 2024» بمواجهات مثيرة في ربع النهائي

المنتخب الألماني على موعد مع الإختبار الأصعب أمام إسبانيا (د ب ا)
المنتخب الألماني على موعد مع الإختبار الأصعب أمام إسبانيا (د ب ا)

تتطلع جماهير كرة القدم لمتابعة معارك مثيرة في دور الثمانية لبطولة كأس أوروبا «يورو 2024» المقامة حالياً في ألمانيا، حيث سيصطدم البلد المضيف مع إسبانيا الأفضل بهذه النسخة، بينما تتواجه فرنسا مع البرتغال، وإنجلترا مع سويسرا، وتركيا ضد هولندا.

وتفتتح مباريات الدور ربع النهائي الجمعة بمواجهة إسبانيا وألمانيا أكثر منتخبين توجا بلقب البطولة (3 مرات لكل منهما) في لقاء يصنف على أنه نهائي مبكر بين أفضل فريقين مستوى وأداء بالدورين الأول والثاني.

وسجل المنتخب الألماني (10 أهداف) حتى الآن وهي الحصيلة الأكبر بين جميع المنتخبات المشاركة بالبطولة، لكن خمسة منها كانت بالمباراة الافتتاحية التي فاز فيها على أسكوتلندا 5 - 1. واحتاج المنتخب الألماني لهدف متأخر في آخر دور المجموعات ليفلت من خسارة أمام سويسرا، كما وقفت تقنية حكم الفيديو المساعد «فار» لصالحه مرتين للفوز على منتخب الدنمارك 2 - صفر في المباراة الصعبة التي جمعت بينهما في دور الـ16، وبرز من المنتخب الألماني النجم الصاعد جمال موسيالا الذي سجل ثالث أهدافه في البطولة أمام الدنمارك، بينما قاد توني كروس، الفائز بكأس العالم 2014 خط الوسط، وتمكن أنطونيو روديغر من الاحتفاظ بدفاع متماسك.

ويواجه المنتخب الألماني نظيره الإسباني الشاب والمحدث، الذي قدم أفضل عروض في البطولة حتى الآن كونه الفريق الوحيد الذي حقق الفوز في مبارياته الأربع بالبطولة من بينها انتصار عريض على جورجيا 4 - 1 في ثمن النهائي. واجتازت إسبانيا مجموعتها بفضل الجناحين لامين جمال، أصغر لاعب يشارك في بطولة أوروبا بعمر 16 عاما، ونيكو ويليامز اللذين شكلا ثنائياً رائعاً أرعب دفاعات الخصوم بسرعتهما ومهارتهما، بينما ظهر الواعد بيدري في وسط الملعب كأنه لاعب كبير محترف، وبجانبه فابيان رويز ليثبتوا أن مستقبل المنتخب الإسباني بخير.

رونالدو ومبابي وصدام ساخن في ربع النهائي (اب)

ولم يخسر المنتخب الإسباني أمام نظيره الألماني في أي مباراة ببطولة مجمعة منذ عام 1988، حيث تمكن من الفوز في آخر مباراتين إقصائيتين في نهائي يورو 2008 والدور قبل النهائي بمونديال 2010، بينما كان المكسب الأكبر 6 - صفر في دوري الأمم الأوروبية قبل أربع سنوات.

وقال لاعب خط وسط إسبانيا المتألق رودري إنه يعتقد أن الألمان «ليسوا سعداء للغاية للعب ضدنا»، فيما أكد قائد المنتخب الألماني إلكاي غوندوغان أن إسبانيا «لديها احترام كبير لنا عكس ما يظهرونه علنا».

ورغم أن المنتخب الألماني يقدم أفضل بطولة دولية له منذ ثماني سنوات وسط تعطش جماهيره للفوز بلقب أول منذ عشر سنوات، فإن تحقيق هذا الحلم سيصطدم بمواجهة الإسبان الأكثر إقناعاً حتى الآن بين جميع الفرق المشاركة.

وعلى ألمانيا البحث عن طريقة لوقف هجوم إسبانيا الناري، حيث يواجه مدربها يوليان ناغلسمان قراراً صعباً بشأن مركز الظهير الأيسر، إذ شارك ديفيد راوم صاحب العقلية الهجومية وماكسيميليان ميتلشتاد في المباريات الأخيرة، ومن المرجح أن يميل إلى خيار دفاعي أكثر مثل بنيامين هنريك.

وقال لويس دي لا فوينتي مدرب إسبانيا: «لا أريد الإساءة إلى أي شخص ولكن لدينا أفضل فريق في هذه البطولة، سنقاتل من أجل التأكيد على ذلك، نعرف من ينتظرنا وهو ألمانيا. إنه منتخب الماكينات المعروف بقوته وصلابته، ستكون مباراة متقاربة للغاية، لكننا واثقون جداً من مستوانا».

ولن تقل مواجهة البرتغال ضد فرنسا في اليوم نفسه (الجمعة) إثارة لما يملكه الفريقان من أسماء لامعة في عالم كرة القدم.

وسيكون كريستيانو رونالدو قائد البرتغال وجهاً لوجه أمام الفرنسي كيليان مبابي، في مباراة تعيد ذكريات نهائي «يورو 2016» الذي شهد تتويج البرتغال بأول لقب قاري كبير بهدف نظيف، رغم أن رونالدو لم يكمل المباراة للإصابة.

وترك رونالدو أرض الملعب وهو يبكي، وبكى مجدداً يوم الاثنين الماضي عندما أهدر ركلة جزاء في الوقت الإضافي في المباراة أمام سلوفينيا بدور الـ16، قبل أن ينجح بتسديد ركلة ترجيح أولى أمام سلوفينيا فتحت الطريق لبلاده للمرور إلى ربع النهائي، بعد تألق رائع لحارس المرمى ديوغو كوستا الذي تصدى للمحاولات الثلاث للاعبي سلوفينيا.

رودري ركيزة خط وسط إسبانيا (ا ف ب)cut out

ولا يزال رونالدو يبحث عن أول أهدافه مع المنتخب البرتغالي في ألمانيا، ليكون أول لاعب يسجل أهدافاً في ست نسخ لليورو. وبما أنه يبلغ 39 عاماً، سيصبح أكبر لاعب يسجل أهدافاً في البطولة القارية، إلا إذا سجل زميله المدافع بيبي (41 عاماً) هدفاً وسرق منه الأضواء.

وتسجيل الأهداف مشكلة أيضاً يعاني منها المنتخب الفرنسي، خاصة أنه فاز بنيران صديقة في مباراتين أمام النمسا بدور المجموعات، وأمام بلجيكا في ربع النهائي، فيما جاء الهدف الثالث بحصيلتهم حتى الآن من ركلة جزاء سددها كيليان مبابي في شباك بولندا. وفشل الفرنسيون في تسجيل أي هدف من اللعب المفتوح خلال 360 دقيقة خاضها الفريق حتى الآن بالبطولة. لكن المدرب ديديه ديشامب قال: «تعريف الهدف العكسي هو إذا تشتت الكرة ودخلت المرمى، لكنّ مهاجمينا يسددون وترتطم الكرة بأرجل المدافعين المزدحمين، إذا انتهى الأمر بعبور الكرة خط المرمى، فليكن كذلك. لقد كان الأمر صعباً علينا منذ بداية البطولة، لكننا في كل مباراة صنعنا فرصاً للتسجيل».

وبينما خسر المنتخب الفرنسي نهائي 2016، فقد تغلب أيضاً على نظيره البرتغالي في قبل نهائي يورو 1984 و2000 وكأس العالم 2006. إلى ذلك وبينما كان يبدو أن حملة المنتخب الإنجليزي غير المقنعة ستنتهي في دور الـ16 أمام نظيره السلوفاكي، إلا أن هدف جود بيلينغهام في الوقت القاتل منحهم التعادل، ثم سجل هاري كين هدف الفوز في الوقت الإضافي ليصعد الفريق لمواجهة سويسرا في ربع النهائي. الأسماء الكثيرة من اللاعبين الموهوبين في صفوف المنتخب الإنجليزي جعلت الجميع يضعهم في صدارة المرشحين للتتويج بأول ألقابه الكبرى، منذ كأس العالم 1966، ويعتقد المدير الفني غاريث ساوثغيت، أن الفوز المثير على سلوفاكيا من شأنه أن يمنح المجموعة كلها ثقة كبيرة لمواصلة الطريق. لكن المنتخب الإنجليزي سيصطدم بالفريق السويسري الذي قدم بطولة رائعة، وأثبت أنه منافس قوي لكبار القارة، حيث كان على بعد ثوان من الفوز على الألمان أصحاب الأرض في ختام دور المجموعات قبل اقتناص أصحاب الأرض التعادل، كما أنه أطاح المنتخب الإيطالي، حامل اللقب، من دور الـ16 بالفوز عليه 2 - صفر.

وقال روبين فارغاس، لاعب وسط المنتخب السويسري، بثقة قبل مواجهة إنجلترا التي ستقام بدوسلدورف: «نحن نكون دائما في أفضل مستوياتنا أمام الفرق الكبرى».

وفي ظل وجود الثنائي المتألق المدافع مانويل أكانجي ولاعب خط الوسط غرانيت تشاكا مع فريق منظم بشكل جيد، يهدف المنتخب السويسري للتأهل لنصف النهائي للمرة الأولى.

على غرار آخرين، لم يقدم المنتخب الهولندي العروض المنتظرة منه في دور المجموعات، ولكن أداء الفريق ارتفع في دور الـ16 وخرج بانتصار عريض على نظيره الروماني بثلاثية نظيفة كانت قابلة للزيادة. وقال كودي جاكبو، مهاجم المنتخب الهولندي وليفربول الإنجليزي: «كان من المهم أن نعبر عن أنفسنا. أتمنى أن نواصل تقديم المستوى نفسه».

وكان رونالد كومان، المدير الفني للمنتخب الهولندي، جزءاً من الفريق الهولندي الذي توج بكأس أوروبا التي أقيمت في ألمانيا أيضا عام 1988، وقال عقب مباراة ثمن النهائي: «الفريق يجب عليه أن يحافظ على مستواه، لا نريد أي تراجع». ويشتهر الهولنديون بانتقال عشرات الآلاف من جماهيره خلف الفريق، لكن في الملعب الأولمبي ببرلين على الأرجح ستتفوق عليهم الجماهير التركية التي تمثل أكبر جالية من المهاجرين في ألمانيا.

وأظهر المنتخب التركي عزيمته الكبيرة في مباراة دور الـ16 عندما تغلب على النمسا 2 - 1، حيث سجل ميريح ديميرال هدفين، فيما تألق الحارس ميرت غونوك. ويأمل المنتخب التركي أن تستمر رحلته ويصعد للدور قبل النهائي مثلما حدث في نسخة 2008، وقال النجم التركي الشاب أردا غولر المحترف في ريال مدريد: «أنا متحمس للغاية للعب في برلين أمام مشجعينا. المنتخب الهولندي منافس صعب للغاية. ولكننا نثق في أنفسنا ونريد العبور لنصف النهائي».


مقالات ذات صلة

سولانكي يعود لتشكيلة إنجلترا بعد 7 سنوات من مشاركته الدولية الوحيدة

رياضة عالمية سولانكي (رويترز)

سولانكي يعود لتشكيلة إنجلترا بعد 7 سنوات من مشاركته الدولية الوحيدة

انضم دومينيك سولانكي مهاجم توتنهام هوتسبير إلى تشكيلة المدرب المؤقت لمنتخب إنجلترا لي كارسلي استعداداً لمباراتي اليونان وفنلندا في دوري الأمم الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مارك كوكوريلا أفلت من ركلة جزاء ضد إسبانيا أمام ألمانيا (رويترز)

«يويفا» يعترف بحق ألمانيا في الحصول على ضربة جزاء أمام إسبانيا

اعترف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بأن المنتخب الألماني استحق الحصول على ضربة جزاء في مباراة دور الثمانية ببطولة كأس أمم أوروبا 2024 التي أقيمت على أرضه.

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية مسؤولون آيرلنديون خلال اجتماع في دبلن (إ.ب.أ)

الحكومة البريطانية لن تموّل ملعب آيرلندا الشمالية لاستضافة كأس أوروبا 2028

لن تُموّل الحكومة البريطانية تحديث الملعب المقترح من آيرلندا الشمالية لاستضافة كأس أوروبا 2028 في كرة القدم، وفقاً لما أعلن وزراء الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الصراع الساخن على الكرة كان عنوانا للمباراة المثيرة بين هولندا والمانيا (رويترز)

ألمانيا فخورة بمنتخبها وهولندا تكتشف ثنائياً هجومياً جديداً

خلف التعادل المثير بين هولندا وضيفتها ألمانيا 2-2 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة لدوري الأمم الأوروبية لكرة القدم،

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية ديدييه ديشان (رويترز)

ديشان: مبابي ليس لاعباً محورياً خالصاً

أكد مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان أنه يواصل العمل على إيجاد طريقة للحصول على أفضل أداء من كيليان مبابي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هل وصل تن هاغ إلى حافة الهاوية مع مانشستر يونايتد؟

لاعبو مانشستر يونايتد وأحزان السقوط بثلاثية أمام توتنهام (رويترز)
لاعبو مانشستر يونايتد وأحزان السقوط بثلاثية أمام توتنهام (رويترز)
TT

هل وصل تن هاغ إلى حافة الهاوية مع مانشستر يونايتد؟

لاعبو مانشستر يونايتد وأحزان السقوط بثلاثية أمام توتنهام (رويترز)
لاعبو مانشستر يونايتد وأحزان السقوط بثلاثية أمام توتنهام (رويترز)

مع مرور 90 دقيقة من مباراة مانشستر يونايتد أمام بورتو على ملعب «دراغاو»، بدا الأمر وكأن المدير الفني للشياطين الحمر، إريك تن هاغ، يتجه نحو الهاوية، حيث فشل فريقه في الحفاظ على تقدمه بهدفين دون رد، وتعرض لاعبه برونو فرنانديز للطرد مرة أخرى، وكان الفريق يتجه إلى هزيمة مذلة. ربما لم تكن هذه الهزيمة ستعني نهاية مشوار تن هاغ في «أولد ترافورد»، لكنها بالتأكيد كانت ستتركه يتأرجح، أقرب من أي وقت مضى، على حافة الهاوية.

لكن قبل أن يتحول هذا السيناريو إلى حقيقة، ارتقى هاري ماغواير عالياً وأحرز هدف التعادل في الوقت القاتل وخفف الضغط عن كاهل مديره الفني، ولو بشكل طفيف. وقال تن هاغ لشبكة «تي إن تي سبورتس»: «سنصل إلى هناك. لا تحكموا علينا في هذه اللحظة، احكموا علينا في نهاية الموسم. نحن نواصل العمل، وسوف نتحسن. لقد وصلنا إلى مباريات نهائية في آخر موسمين، وسنواصل القتال».

وفي ظل احتلال مانشستر يونايتد للمركز الثالث عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي ظل التكهنات التي أعقبت الخسارة المذلة بثلاثية نظيفة على ملعبه أمام توتنهام بأن تن هاغ أمامه مباراتان فقط لإنقاذ وظيفته، فمن المرجح - حسب تحليل سام دروري على موقع «بي بي سي» - أن تنتهي مسيرة المدير الفني الهولندي مع مانشستر يونايتد قريباً إذا لم تتحسن نتائج ومستويات الفريق في أقرب وقت ممكن.

وبعد الفوز بثلاثية نظيفة على ساوثهامبتون والفوز الساحق بسبعة أهداف دون رد في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على بارنسلي، ثم الأداء القوي خلال الشوط الأول أمام كريستال بالاس في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، كانت هناك محاولة من قبل البعض للإيحاء بأن مانشستر يونايتد قد أظهر علامات على التحسن. لكن يجب الإشارة إلى أن بارنسلي يلعب في دوري الدرجة الثانية، كما أن مانشستر يونايتد كان سيئاً قبل أن يُهدر ساوثهامبتون ركلة جزاء في الدقيقة 33. كما كان سيئاً في آخر نصف ساعة أمام كريستال بالاس. فإلى أي مدى سقط مانشستر يونايتد للدرجة التي تجعل البعض يرى أن التعادل السلبي والفوز أمام فريقين ضمن آخر ثلاثة فرق في جدول الترتيب يمكن أن يصبح دليلاً على التحسن؟ وعلاوة على ذلك، بدا التعادل الممل أمام تفينتي بهدف لكل فريق مألوفاً في هذا السياق.

بداية السقوط... راتكليف (وسط) يرفع الدعم عن تن هاغ (إ.ب.أ)

وقال تن هاغ: «يمكنكم أن تروا الروح العالية والارتباط بين الطاقم الفني والفريق. اللاعبون مترابطون معاً، ويتمتعون بروح عالية ويريدون تحقيق الإنجازات. لدينا عقلية جيدة، لكن يتعين علينا أن نتحسن في بعض مناطق الدفاع. لقد حافظنا على نظافة شباكنا ثلاث مرات منذ فترة ليست بالطويلة، لذلك يمكننا الدفاع بشكل جيد للغاية، لكن يتعين علينا العودة إلى اللعب بنفس القوة». لكن ذلك يفرض طرح السؤال التالي: إلى أي مدى ساء الأمر، وماذا تقول الإحصائيات عن ولاية تن هاغ؟ رغم ثقة تن هاغ المستمرة في نفسه وفي فريقه، تشير الأرقام إلى أنه منذ تولي المدير الفني الهولندي القيادة الفنية للفريق في عام 2022. لم يستقبل أي نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاثة أهداف أو أكثر في مباراة واحدة أكثر من مانشستر يونايتد.

وعلاوة على ذلك، فخلال الـ62 مباراة التي لعبها مانشستر يونايتد منذ بداية الموسم الماضي، استقبلت شباكه هدفين في 31 مناسبة - وهو أكبر عدد لأي فريق حالي في الدوري الإنجليزي الممتاز. حافظ مانشستر يونايتد على نظافة شباكه أربع مرات حتى الآن هذا الموسم؛ لكن بالنسبة لفريق يطمح إلى المنافسة على الألقاب الكبرى محلياً وقارياً، فإن استقبال هدفين أو أكثر في كل مباراة أخرى ليس مثالياً على أقل تقدير. وهذا يعني أنه رغم تحقيق إنجاز رائع بتسجيل ثلاثة أهداف في كل مباراة من آخر أربع مباريات أوروبية خارج أرضه، فقد خسر مانشستر يونايتد مباراتين من هذه المباريات الأربع ولم يحقق الفوز في أي منها.

قائد برونو فرنانديز يتعرض للطرد في المواجهة أمام بورتو (رويترز)

وكان التعادل مع بورتو أيضاً مثالاً آخر على عادة سيئة للفريق وهي الفشل في الحفاظ على التقدم في النتيجة. وفي هذه المباراة، تقدم مانشستر يونايتد بهدفين دون رد ثم اهتزت شباكه بثلاثة أهداف متتالية ليتأخر في النتيجة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يُطرد القائد برونو فرنانديز في الدقيقة 81. وكانت هذه هي البطاقة الحمراء الثانية للاعب البرتغالي في مباراتين، رغم إلغاء البطاقة الأولى التي حصل عليها خلال الهزيمة المذلة أمام توتنهام بعد أن قدم النادي استئنافاً.

لقد خاض الشياطين الحمر الآن خمس مباريات من دون تحقيق أي فوز في المسابقات الأوروبية، رغم تقدمهم بهدفين على الأقل في ثلاث منها! في الواقع، فشل مانشستر يونايتد في تحقيق الفوز في كل من المناسبات الأربع الأخيرة التي تقدم فيها بهدفين في البطولات الأوروبية. ويعد استقبال الكثير من الأهداف نقطة ضعف واضحة لمانشستر يونايتد، وحتى عندما يتقدم الفريق في النتيجة، فإنه يسمح للمنافس بالعودة في النتيجة بكل سهولة.

وبالتالي، يمكن القول إن تن هاغ «يسير على حبل مشدود»، إن جاز التعبير. وحتى بعد تجنب الهزيمة في البرتغال، لا يزال تن هاغ يتعرض لضغوط وانتقادات كبيرة قبل استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز (الأحد) أمام أستون فيلا. لقد استمر في منصبه هذا الصيف، بعد أن عوض خيبة أمل احتلال المركز الثامن في الدوري بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي. لكن البداية السيئة للفريق هذا الموسم زادت الضغوط على المدير الفني البالغ من العمر 54 عاماً مرة أخرى، ولا يتوقع مارك أوغدن، كاتب بارز في شبكة «إي إس بي إن»، أن يُقال تن هاغ من منصبه حتى لو خسر مانشستر يونايتد أمام أستون فيلا على ملعب «فيلا بارك». وقال أوغدن لـ«بي بي سي»: «سأُفاجأ إذا فقد وظيفته. يأمل مانشستر يونايتد أن يقلب الأمور، لكن من الواضح أنه يسير على حبل مشدود».

ولكي تتفوق على أستون فيلا المنتشي بالفوز التاريخي على بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، سيتعين على تن هاغ إيجاد طريقة لإلهام لاعبيه أو الاستسلام للهزيمة الرابعة في الدوري في سبع مباريات. قال لاعب خط وسط مانشستر يونايتد السابق أوين هارغريفز لشبكة «تي إن تي سبورتس»: «إيريك مرن، وقد أظهر ذلك بالفعل، لكن اللعب على ملعب فيلا بارك سيكون صعباً للغاية. إنه اختبار صعب ويتعين عليه إيجاد طريقة للعودة». وأضاف: «قبل مباراة الفريق أمام بورتو، كنا نتحدث عن المشكلات التي يواجهها مانشستر يونايتد في تسجيل الأهداف، لكننا الآن نتحدث عن المشكلات الدفاعية. في بعض الأحيان يبدو الأمر وكأنهم حلوا مشكلة ما ليواجهوا مشكلة أخرى! هناك الكثير من المشكلات في الفريق، وتن هاغ يتولى المسؤولية منذ فترة طويلة. وسيكون هناك المزيد من التساؤلات خلال الفترة المقبلة!».

الحديث عن إقالة تن هاغ جاء في الوقت الذي رفض فيه الملياردير البريطاني جيم راتكيف مالك مانشستر يونايتد، ضمان مستقبل تن هاغ في أولد ترافورد، مشيراً إلى أن النادي ليس «في المكان الذي من المفترض أن يكون فيه». وبدا راتكليف متشائماً في حديثه لشبكة «بي بي سي» قبل مواجهة يونايتد لأستون فيلا (الأحد)، ولم يكن كلامه مشجعاً تجاه المدرب الذي يواجه خطر الإقالة.

وقال: «لا أريد الإجابة عن هذا السؤال. أنا أحب إريك. أعتقد أنه مدرب جيد جداً، ولكن في النهاية، القرار ليس بيدي». وأشارت تقارير صحافية إلى أن راتكليف تحدث مع الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي وبايرن ميونيخ الألماني السابق بشأن وظيفة تدريب يونايتد خلال مراجعة الموسم الماضي، قبل أن يجدد الثقة بتن هاغ ويمدد عقده لموسم إضافي بعد الفوز المفاجئ على مانشستر سيتي في الكأس.

تن هاغ... إلى أين؟ (رويترز)

وأكّد راتكليف في حديثه أن أي قرار بشأن مدرب أياكس السابق سيُتخذ بالتنسيق مع المدير الرياضي الجديد لمانشستر يونايتد دان أشوورث والرئيس التنفيذي عمر برادة، قائلاً: «فريق الإدارة الذي يدير مانشستر يونايتد هو الذي يجب أن يقرر كيف ندير الفريق بأفضل طريقة ممكنة من جوانب عديدة». وتابع: «لكن هذا الفريق الذي يدير مانشستر يونايتد لم يكن معاً إلا منذ أشهر قليلة، لقد وصلوا فقط في يوليو (تموز) الماضي». وأوضح: «لقد كانوا هناك فقط لمدة يمكنك حسابها بأسابيع تقريباً، لم يكونوا هناك لفترة طويلة لذلك يحتاجون إلى تقييم واتخاذ بعض القرارات المنطقية»، مضيفاً: «هدفنا واضح جداً، نريد إعادة مانشستر يونايتد إلى المكان الذي يجب أن يكون فيه، ومن الواضح أنه ليس هناك حتى الآن. هذا واضح جداً».

كانت هناك نظرية مفادها أن الإبقاء على تن هاغ قد أعطى شركة «إنيوس»، التي تتولى عملية إدارة كرة القدم في مانشستر يونايتد، مبرراً للفشل، لأن هناك شخصاً يمكن التضحية به إذا بدأ هذا الموسم بشكل سيئ! لكن مانشستر يونايتد أبرم صفقات بقيمة 180 مليون جنيه إسترليني خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وكانت كلها على الأرجح بعد موافقة تن هاغ عليها. وبالتالي، تبدو كل هذه الاستثمارات من دون فائدة. فكلما عانى الفريق خلال المباريات المقبلة، ثبت خطأ المسؤولين عندما قرروا الإبقاء على تن هاغ، في خطوة تؤكد أن النادي لا يعرف ما يريده أو يفتقر إلى الذكاء اللازم لتحقيق ما يريد. وهكذا تمضي سفينة الأشباح في طريقها من دون أي خطة أو نظام أو قيادة. ربما لم تعد عائلة غليزر الأميركية تدير الأمور الآن، لكن يبدو الأمر وكأنه لا يوجد أي شخص من الأساس يدير هذا النادي الآن!