في مجموعة تعدّ الأقوى على الإطلاق، ستكون إيطاليا مطالبة بالفوز منذ البداية حين تستهل دفاعها عن اللقب، السبت، في دورتموند ضد ألبانيا، بينما يتجدّد الموعد بين إسبانيا وكرواتيا على الملعب الأولمبي في برلين، بينما يسعى منتخبا سويسرا والمجر لانطلاقة قوية عندما يلتقيان السبت أيضاً، وذلك في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لكأس أوروبا 2024 في كرة القدم.
ويطمح منتخب «الأزوري» للذهاب إلى أبعد مدى في رحلة الدفاع عن اللقب الذي حققه قبل 3 أعوام عند مشاركته في النسخة الـ17 من البطولة (يورو 2024). ويخوض منتخب إيطاليا اختبارات صعبة في مشاركته الـ11 ببطولات اليورو، حيث سيبدأ مشواره في المجموعة الثانية بمواجهة ألبانيا السبت، ثم يلاقي إسبانيا بعدها بـ5 أيام، ويختتم الدور الأول بمواجهة كرواتيا ثالث كأس العالم الأخيرة (قطر 2022) في يوم 24 الشهر الحالي.
ورغم كونه حامل اللقب وأحد أبرز المرشحين للتتويج في ألمانيا، فإن المنتخب الإيطالي عاش حالة من الارتباك الفني بعد رحيل مديره الفني روبرتو مانشيني الذي انتقل لتدريب منتخب السعودية في أغسطس (آب) 2023، ليحل مكانه لوتشيانو سباليتي الذي رحل سريعاً بعد قيادته فريق نابولي للتتويج بالدوري الإيطالي في العام الماضي. وتأهل منتخب إيطاليا للنهائيات بشق الأنفس، حيث حل وصيفاً للمجموعة الثالثة برصيد 14 نقطة متفوقاً بفارق الأهداف عن أوكرانيا صاحبة المركز الثالث، بينما اعتلى منتخب إنجلترا قمة المجموعة برصيد 20 نقطة في مجموعة ضمت أيضاً مقدونيا الشمالية ومالطا.
وحقق منتخب إيطاليا 4 انتصارات مقابل تعادلين وخسارتين في 8 مباريات بالتصفيات، وسجل 16 هدفاً مقابل 9 أهداف في مرماه، وتألق في هذا المشوار اللاعبون الأربعة دافيد فراتيسي ودومينيكو بيراردي وفيدريكو كييزا وماتيو ريتيغي. وفي ألمانيا، يحلم المنتخب الإيطالي برفع كأس أوروبا للمرة الثالثة في تاريخه بعد لقبين في 1968 على أرضه، و«يورو 2020» التي أقيمت في 13 دولة أوروبية مختلفة، بينما حل وصيفاً للبطل في مناسبتين؛ الأولى «يورو 2000» بهولندا وبلجيكا، و«يورو 2012» في بولندا وأوكرانيا.
وفي 10 مشاركات سابقة لمنتخب إيطاليا، لعب 45 مباراة، حقق الفوز 21 مرة مقابل 18 تعادلاً و6 هزائم، وسجل لاعبوه 52 هدفاً مقابل 31 هدفاً في مرماه. ويعد منتخب الأزوري أيضاً من القوى الكروية الكبيرة عالمياً، حيث فاز بلقب المونديال 4 مرات في أعوام 1934 و1938 و1982 و2006، بينما حل وصيفاً للبطل مرتين في المكسيك 1970، والولايات المتحدة الأميركية 1994. وعلى مستوى التصفيات الأوروبية، لعب المنتخب الإيطالي 126 مباراة على مدار تاريخه، واحتفل بـ78 انتصارات مقابل 32 تعادلاً و16 خسارة، وسجل لاعبوه 240 هدفاً مقابل 85 هدفاً في مرماه.
ويرتكز منتخب إيطاليا على عدد من الدعائم مثل حارس مرماه وقائده جيانلويجي دوناروما لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي الذي خاض أكثر عدد من المباريات بين الجيل الحالي بواقع 61 مباراة دولية، وكذلك نيكولو باريلا وماتيو دارميان وأليساندرو باستوني وفيدريكو دي ماركو وفراتيسي نجوم إنتر ميلان، وجورجينو لاعب وسط آرسنال الإنجليزي، وثنائي يوفنتوس فيدريكو كييزا ومانويل لوكاتيللي، إضافة إلى شيرو إيمومبيلي مهاجم لاتسيو وهداف الجيل الحالي بتسجيله 17 هدفاً في 57 مباراة دولية.
وقبل المعترك القاري، خاض منتخب إيطاليا مباراتين وديتين، حيث تعادل سلبياً مع تركيا، ثم فاز على البوسنة والهرسك بهدف دون رد، كما خاض منتخب ألبانيا وديتين؛ حيث فاز على ليختنشتاين 3 - صفر وعلى أذربيجان 3 - 1. والتقى المنتخبان 4 مرات من قبل، انتهت كلها بفوز منتخب إيطاليا. ويأمل منتخب ألبانيا في تحقيق ثاني انتصاراته بكأس أمم أوروبا، في ثاني مشاركة له بالبطولة القارية. وفي «يورو 2016»، ظهر منتخب ألبانيا لأول مرة في بطولة كبرى، وسجل هدفه الأول وحقق فوزه الأول أمام رومانيا يوم 19 يونيو (حزيران) 2016. ولم يتمكن منتخب ألبانيا من التأهل لكأس العالم من قبل، ويعد أبرز إنجازاته الكروية الفوز بكأس البلقان في 1946 وبطولة «مالطا روثمانز» الدولية.
ويأمل المنتخب الألباني في كتابة تاريخ جديد له بالبطولة التي يشارك بها للمرة الثانية في تاريخه. وتأهل المنتخب الألباني للبطولة بعدما حقق نتائج مذهلة في التصفيات، حيث احتل صدارة المجموعة الخامسة برصيد 15 نقطة، جمعها من الفوز في 4 مباريات والتعادل في 3 والخسارة في واحدة. وفي التصفيات تفوق منتخب ألبانيا على منتخبات التشيك وبولندا ومولدوفا وجزر فاروه.
ويقود المنتخب الألباني، الذي تبلغ قيمته التسويقية 123 مليون يورو، المدرب البرازيلي سيلفينيو، الذي سيسعى لقيادة المنتخب الألباني لتحقيق نتائج جيدة في البطولة والذهاب لأبعد دور ممكن. ويملك سيليفينو كثيراً من اللاعبين المميزين الذين سيعول عليهم في تحقيق المفاجآت بالبطولة الأوروبية، يأتي في مقدمتهم أرماندو بروخا، أغلى لاعب في المنتخب الألباني، حيث تبلغ قيمته التسويقية 28 مليون يورو، والحارس توماس ستراكوشا وكريستيان أصلاني وإرنست موكي وبيرات دجيمسيتي، قائد الفريق الحالي.
إسبانيا تصطدم بكرواتيا مجدداً
وعلى الملعب الأولمبي في برلين، يصطدم المنتخب الإسباني بلوكا مودريتش ورفاقه الكروات في النهائيات القارية الرابعة على التوالي، بعدما تواجه الطرفان في دور المجموعات لنسختي 2012 (فازت إسبانيا 1 - 0) و2016 (فازت كرواتيا 2 - 1)، ثم دور الـ16 النسخة الماضية صيف 2021، حين فاز منتخب إسبانيا 5 - 3 بعد التمديد. واستناداً إلى المشاركة الرسمية الأخيرة، يُعدّ المنتخب الإسباني مرشّحاً للتأهل بعدما تغلّب على إيطاليا وكرواتيا في نصف نهائي (2 - 1) ونهائي (بركلات الترجيح) دوري الأمم الأوروبية في يونيو 2023.
وبإحرازها البطولة القارية في هولندا، عادت إسبانيا بقيادة المدرب لويس دي لا فوينتي إلى منصة التتويج لأول مرة منذ إحرازها كأس أوروبا 2012. واستعدّ المنتخبان للنهائيات القارية بعروض قوية، إذ تغلبت إسبانيا على أندورا 5 - 0 بفضل ثلاثية لميكيل أويارسابال، ثم على آيرلندا الشمالية 5 - 1، بفضل هدف آخر من مهاجم ريال سوسيداد وثنائية لنجم وسط برشلونة بيدري الذي أظهر أنه عاد إلى مستواه السابق بعدما عكرت الإصابات موسمه.
وتطرّق دي لا فوينتي إلى مواجهة السبت، بالقول لموقع الاتحاد القاري: «أنا معجب حقاً بذهنية اللاعبين الكروات، لأنهم مثال على الكبرياء الوطني، وشعور التعاضد، والفخر بالمنتخب الوطني»، مضيفاً: «هدفنا الأول دائماً أن نكون منافسين وأن نكون في وضع يخولنا الفوز». وتابع: «أنا مقتنع بفرصتنا للمنافسة على اللقب. لكن لا يمكن أن يكون هناك سوى بطل واحد، وهناك كثير من المنتخبات الوطنية التي بإمكانها الفوز بالكأس».
منتخبان مرشحان للمنافسة على الوصافة
وبعد أن تفتتح ألمانيا النهائيات الجمعة في ميونيخ ضد أسكوتلندا، تستكمل الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى السبت، في كولن، حين تلتقي المجر وسويسرا في مواجهة بين منتخبين مرشحين للمنافسة على الوصافة، لا سيما الأخير الذي وصل إلى دور الـ16 في مشاركاته الثلاث الأخيرة بكأس العالم وبلغ دور الـ16 في كأس أوروبا 2016، ثم ربع النهائي في النسخة الأخيرة بعدما أقصى فرنسا من ثمن النهائي قبل انتهاء المشوار بركلات الترجيح على يد إسبانيا.
وأكد قائد سويسرا غرانيت تشاكا، المتوج مع باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني، أن «هدفنا الأول هو التأهل إلى دور الـ16، ثم سنتعامل مع كل مباراة على حدة، على أمل الذهاب إلى أبعد ما يمكن»، مضيفاً: «المباراة الأولى ضد المجر مهمة... يجب أن نلعب مباراة مثالية ضد المجر، وأن نبقى مركزين طيلة الدقائق التسعين».