خسارة إنجلترا أمام آيسلندا ربما تكون نقطة دفع للفوز بلقب «يورو 2024»

جميع المنتخبات الكبرى المتنافسة في كأس أوروبا تعاني من نقاط ضعف وهو الأمر الذي سيرفع من درجة الإثارة

هاري كين هداف إنجلترا فشل في إختراق دفاع ايسلندا في التجربة الاخيرة قبل كأس اوروبا (أ ف ب)
هاري كين هداف إنجلترا فشل في إختراق دفاع ايسلندا في التجربة الاخيرة قبل كأس اوروبا (أ ف ب)
TT

خسارة إنجلترا أمام آيسلندا ربما تكون نقطة دفع للفوز بلقب «يورو 2024»

هاري كين هداف إنجلترا فشل في إختراق دفاع ايسلندا في التجربة الاخيرة قبل كأس اوروبا (أ ف ب)
هاري كين هداف إنجلترا فشل في إختراق دفاع ايسلندا في التجربة الاخيرة قبل كأس اوروبا (أ ف ب)

مسؤولو المنتخبات لا يمكن لهم الذهاب لسوق الانتقالات لتدعيم فرقهم مع إطلاق الجماهير لصافرات وصيحات الاستهجان في استاد ويمبلي يوم الجمعة الماضي وامتلاء أرض الملعب بالطائرات الورقية، عادت إلى الأذهان مناسبة مماثلة قبل ثماني سنوات، عندما أقيمت مباراة ودية لإنجلترا استعدادا لبطولة كأس الأمم الأوروبية.

في ذلك الوقت كان المنافس هو البرتغال، وكانت هناك أيضا صافرات وصيحات استهجان، على الرغم من أن المدافع كريس سمولينغ سجل هدف الفوز للمنتخب الإنجليزي بضربة رأس قوية بعد استقبال كرة عرضية من رحيم سترلينغ قبل نهاية المباراة بأربع دقائق. وبعد أكثر من شهر بقليل، كانت إنجلترا تتطلع إلى بداية جديدة تحت قيادة سام ألاردايس، بعد أن تم إقصاؤها من البطولة إثر الخسارة من آيسلندا في أول مباراة لها بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين واصلت البرتغال مشوارها وفازت باللقب في نهاية المطاف.

لقد استكملت البرتغال تلك المباراة الودية بعشرة لاعبين بعد طرد برونو ألفيس قبل 10 دقائق من نهاية الشوط الأول، وكان هناك الكثير من نقاط الضعف الواضحة في صفوف المنتخب الإنجليزي في الأسابيع التالية، لكن يجب أن نشير إلى أن المباريات الودية التي تسبق البطولات الكبرى سرعان ما يتم نسيانها.

وبالتالي، لا ينبغي لنا أن نضع اعتبارا كبيرا لحقيقة أن إنجلترا خسرت مباراتها الودية الأخيرة قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية هذا الصيف بهدف دون رد أمام آيسلندا، وأن فرنسا تعادلت سلبيا مع كندا، وأن ألمانيا احتاجت إلى هدف في الدقيقة الأخيرة لتنتزع الفوز بشق الأنفس على اليونان، أو أن البرتغال خسرت على ملعبها أمام كرواتيا بهدفين مقابل هدف وحيد. لكن لا ينبغي تجاهل المباريات الودية التي تقام قبل البطولات الكبرى بشكل كامل، فالأداء السيئ الذي قدمته إنجلترا أمام آيسلندا سلط الضوء على عدد من الشكوك ونقاط الضعف في هذا الفريق. في الواقع، نادراً ما كان هناك مثل هذا الشعور بالاستقرار فيما يتعلق بالمنتخب الإنجليزي قبل توجهه للمشاركة في بطولة كبرى، فلا أحد يشك في أن الفريق سيلعب بطريقة 4-2-3-1، ومن الواضح للجميع أن سبعة أو ثمانية لاعبين قد حجزوا مكانهم في التشكيلة الأساسية. لكن إصابة هاري ماغواير تجعل المنتخب الإنجليزي يفتقر إلى مدافع يجيد ألعاب الهواء، ناهيك عن المشكلات الواضحة في خط الوسط والناحية اليسرى.

ولعل ما أكدته المباراة الودية أمام آيسلندا يوم الجمعة هو أن المنتخب الإنجليزي بحاجة إلى لاعب متحرك وقوي بجوار ديكلان رايس في خط الوسط. وعلاوة على ذلك، افتقر الفريق إلى السلاسة الهجومية، كما ترك مساحات خالية شاسعة في خط الدفاع أدت إلى استقبال هدف المباراة الوحيد، بل وكان من الممكن استقبال مزيد من الأهداف، وهو الأمر الذي يشكل مصدر قلق بالغ قبل انطلاق اليورو. قد يعني هذا مشاركة كونور غالاغر على حساب كوبي ماينو، كما سيعود جود بيلينغهام للقيام بدوره الإبداعي في خط الوسط، وعلى الأرجح قد يتم تغيير مركز فيل فودين ليلعب على الجهة اليسرى.

مدرب انجلترا ينتظر تعافي لوك شو قبل بدء البطولة الاوروبية (ا ب )cut out

لكن هذا سيخلق مشكلة، لأن فودين يميل بشكل طبيعي إلى الدخول إلى عمق الملعب، وبالتالي يتطلب الأمر وجود ظهير يمكنه التحرك خلفه لكي تكون هناك حالة من التوازن. ويُعد لوك شو هو المدافع الوحيد الذي يلعب بقدمه اليسرى في الفريق، لكنه لم يشارك في أي مباراة منذ تعرضه لإصابة في أوتار الركبة في فبراير (شباط) الماضي، ولن يكون جاهزا للمشاركة قبل مباراة إنجلترا الثانية أمام الدنمارك على أقرب تقدير، كما أن إصرار غاريث ساوثغيت على ضمه رغم الإصابة يشير بشكل واضح إلى أنه لا يجد البديل المناسب. من المحتمل أن يشارك كيران تريبيير بدلا منه في المباراة الافتتاحية أمام صربيا، وهو ما يعني أن إنجلترا ستفتقد القوة الهجومية من ناحية اليسار.

نعرف جميعا أن ساوثغيت يخطط لكل شيء بدقة ولا يترك شيئا للصدفة، لكن فريقه يعاني بشكل واضح في مركز الظهير الأيسر بسبب غياب شو، ومن نقطة ضعف كبيرة في خط الوسط نتيجة الفشل في العثور على بديل مناسب لكالفين فيليبس أو جوردان هندرسون. الأداء الضعيف الذي قدمه المنتخب الإنجليزي أمام آيسلندا يوم الجمعة الماضي قد أعادنا بالذاكرة إلى حقبة ما قبل ساوثغيت! ومع ذلك، وكما أظهرت البرتغال في عام 2016، فقد يبدأ الفريق بشكل بطيء ثم يتطور ويصل إلى مستويات أفضل بكثير خلال البطولة نفسها، وهو الأمر الذي رأيناه من قبل مع أفضل المنتخبات، مثل إسبانيا في كأس العالم 2010، وألمانيا في 2014، والأرجنتين في 2022.

في الحقيقة، لا يوجد منتخب واحد يذهب للمشاركة في بطولة اليورو وهو يقدم مستويات مثيرة للإعجاب، فحتى إيطاليا حاملة اللقب خسرت مرتين بسهولة أمام إنجلترا في التصفيات، وعلى الرغم من أنها تتحسن تحت قيادة لوسيانو سباليتي، فإنها لم تقدم أداء جيدا خلال المباراة التي تعادلت فيها سلبيا مع تركيا، أو حتى خلال المباراة التي فازت فيها على البوسنة والهرسك بهدف دون رد الأسبوع الماضي.

لقد كان عام 2023 كئيبا وصعبا على ألمانيا، التي ستستضيف البطولة، وبلغت الأمور ذروتها بالخسارة الثقيلة أمام اليابان بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، والتي أدت إلى أن يكون هانزي فليك أول مدير فني لمنتخب ألمانيا يتم إقالته على الإطلاق! هناك بعض التحسن في أداء الفريق تحت قيادة جوليان ناغلسمان، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى عودة النجم المخضرم توني كروس إلى جانب روبرت أندريخ في خط الوسط، لكن بعد الفوز على هولندا وفرنسا في مارس (آذار) الماضي، تعادل الفريق سلبيا أمام أوكرانيا وفاز بصعوبة على اليونان بهدفين مقابل هدف وحيد، وهو الأمر الذي قلل من سقف التوقعات بالنسبة للماكينات الألمانية.

تمتلك فرنسا أفضل فريق في البطولة، لكن إعادة ضم نغولو كانتي تشير إلى مدى شعور ديدييه ديشامب بالقلق إزاء الافتقار إلى التوازن في خط الوسط خلال الخسارة أمام ألمانيا في مارس الماضي. ويمثل كيليان مبابي لغزا مثيرا للحيرة، فهو من ناحية مهاجم موهوب للغاية، لكن من ناحية أخرى فإنه يختفي تماما في بعض المباريات الكبرى: في نصف نهائي ونهائي كأس العالم في قطر، كان لا بد من تغيير مركزه من الناحية اليسرى التي يفضلها إلى منتصف الملعب لأنه كان مختفيا تماما ولم يقم بانطلاقته المعهودة خلف ظهير الفريق المنافس.

وتواجه البرتغال مشكلة مماثلة مع كريستيانو رونالدو، الذي لم يعد كما كان في السابق، لكن روبرتو مارتينيز يواصل الاعتماد عليه لاستغلال خبراته الكبيرة إلى جانب عدد كبير من اللاعبين الموهوبين للغاية من حوله. وتمتلك إسبانيا خط وسط جيدا، لكن خط هجومها ليس مقنعا في ظل مواصلة الاعتماد على ألفارو موراتا. وتمتلك هولندا خط دفاع قويا ولديه خبرة كبيرة، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الذين يتميزون بالسرعة الفائقة، لكنها، وعلى غير العادة، تفتقر إلى لاعبين جيدين في خط الوسط. ولا تزال بلجيكا، في حقبة ما بعد الجيل الذهبي، تعتمد على الثنائي المتقدم في السن كيفين دي بروين وروميلو لوكاكو، مع الاستعانة بجيرمي دوكو في مركز الظهير الأيسر المتقدم، في تجربة مثيرة للاهتمام لكنها غير مقنعة تماماً.

لكن هذا هو جمال كرة القدم على مستوى المنتخبات، فلا يوجد منتخب متكامل، ولا يمكن لأي منتخب أن يذهب إلى سوق الانتقالات ويشتري عددا كبيرا من اللاعبين المميزين لتكوين فريق متكامل، بالإضافة إلى أن ضيق الوقت أمام المديرين الفنيين يجعل الخطط التكتيكية أقل تطوراً بكثير مما هي عليه على مستوى الأندية. وبالتالي، فإن هذه المشكلات ونقاط الضعف تضيف إلى قوة المنافسة وتجعل أي فريق معرض للخسارة. لكن ما يثير قلق المنتخب الإنجليزي هو أن هذه المشكلات كبيرة بعض الشيء وظهرت في الوقت غير المناسب تماما!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

مبابي: سنكرم المتضررين من هجمات باريس

رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

مبابي: سنكرم المتضررين من هجمات باريس

قال كيليان مبابي، قائد منتخب فرنسا، إن فريقه سيحاول تكريم المتضررين من الهجمات التي وقعت في 13 نوفمبر 2015 عندما يواجه أوكرانيا في مباراة مهمة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية توماس توخيل (رويترز)

مدرب إنجلترا: لا وقت للتجارب

قال توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا، إن وقت التجارب قد انتهى، وذلك قبل خوض مباراتيه الأخيرتين بتصفيات كأس العالم لكرة القدم 2026 ضد صربيا وألبانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فيليكو باونوفيتش (الاتحاد الصربي)

باونوفيتش يخلف ستويكوفيتش في تدريب صربيا

عيّن الاتحاد الصربي لكرة القدم فيليكو باونوفيتش مديراً فنياً جديداً للمنتخب الأول عقب استقالة دراغان ستويكوفيتش في وقت سابق من الشهر الحالي

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
رياضة عالمية يورو 2032 مقررة في إيطاليا وتركيا (يويفا)

روسيا تريد استضافة «يورو 2032»

يسعى الاتحاد الروسي لكرة القدم للعودة إلى الساحة الدولية رغم العقوبات المفروضة على بلاده بسبب حربها في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية توماس توخيل (د.ب.أ)

توخيل: إنجلترا ليست مرشحة للفوز بكأس العالم 2026

وصف توماس توخيل مدرب إنجلترا فريقه بأنه سيكون الطرف المستضعف بين المرشحين للفوز بكأس العالم لكرة القدم العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«كأس العالم 2026»: إنجلترا تفتتح مشوارها بكرواتيا... وأسكوتلندا تصطدم بالبرازيل

نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)
نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)
TT

«كأس العالم 2026»: إنجلترا تفتتح مشوارها بكرواتيا... وأسكوتلندا تصطدم بالبرازيل

نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)
نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)

أسفرت قرعة كأس العالم 2026 عن مواجهات مثيرة للمنتخبات البريطانية، حيث يبدأ منتخب إنجلترا البطولة بمواجهة قوية أمام كرواتيا، بينما وقع منتخب أسكوتلندا في مجموعة نارية، تضم البرازيل والمغرب.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن منتخب توماس توخيل سيستهل مشواره يوم 17 يونيو (حزيران) في دالاس أو تورونتو بمواجهة كرواتيا، ضمن المجموعة «L» التي تضم أيضاً: غانا وبنما. ورغم أن إنجلترا حققت تأهلاً مثالياً بـ8 انتصارات من 8 مباريات، فإن مواجهة منافس بحجم كرواتيا في الجولة الأولى تضع اختباراً مبكراً أمام فريق يطمح للقب.

وبعد غياب 28 عاماً عن المونديال، تعود أسكوتلندا إلى النهائيات في مواجهة مباشرة مع كبار اللعبة؛ أول مباراة أمام هايتي يوم 13 يونيو (حزيران) في بوسطن أو نيويورك، ثم المغرب، والبرازيل. وتبدو مهمة أبناء التارتان صعبة، خاصة أمام خامس وثاني عشر العالم.

وأُدخل تعديل لأول مرة في القرعة بوضع إسبانيا، والأرجنتين، وفرنسا، وإنجلترا في مسارات منفصلة حتى لا يلتقوا قبل نصف النهائي (في حالة تصدرهم مجموعاتهم).


أسواق المراهنات: إسبانيا مرشحة أولى للفوز بكأس العالم 2026

إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)
إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)
TT

أسواق المراهنات: إسبانيا مرشحة أولى للفوز بكأس العالم 2026

إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)
إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)

لم تُغيّر قرعة كأس العالم 2026، التي أُجريت، اليوم الجمعة، من قائمة المرشحين في أسواق المراهنات العالمية؛ إذ ما زالت إسبانيا تتصدر قائمة الترشيحات في موقع «بيت إم جي إم» بنسبة «4 إلى 1» (400+).

ويأتي ذلك، بحسب شبكة «The Athletic»، بعد تتويج «لاروخا» بلقب كأس أوروبا 2024، وامتلاكها أحد أفضل اللاعبين في العالم حالياً: «لامين جمال» صاحب الـ18 عاماً، الذي يستعد للظهور في أول مونديال له، وسط توقعات بإمكانية أن يصبح أصغر لاعب في التاريخ يظفر بجائزة الحذاء الذهبي. وتلعب إسبانيا في المجموعة الثامنة إلى جانب أوروغواي والرأس الأخضر والسعودية.

وتأتي إنجلترا وفرنسا في المرتبتين التاليتين؛ إذ تبلغ حظوظ إنجلترا «6 إلى 1» (600+)، فيما تُقدّر فرص فرنسا بـ«13 إلى 2» (650+).

ولم يسبق لإنجلترا أن فازت بالمونديال خارج أرضها؛ إذ جاء لقبها الوحيد عام 1966 عندما استضافت البطولة.

أما فرنسا، فبعد بلوغها النهائي في نسختي 2018 و2022 (وتتويجها بالأولى)، تدخل البطولة وهي تمتلك كيليان مبابي، وزميله المتوّج بـ«بالون دور 2025» عثمان ديمبيلي، إلى جانب جيل شاب يستمد زخمه من تتويج باريس سان جيرمان بدوري الأبطال. وقد بلغت فرنسا أربعة من آخر سبعة نهائيات للمونديال، وهو إنجاز لم يحققه سوى البرازيل وألمانيا.

وتحتل البرازيل، صاحبة الرقم القياسي في عدد ألقاب كأس العالم (خمسة)، المركز الرابع في قائمة الترشيحات بنسبة «15 إلى 2» (750+).

ويُعد هذا التراجع النسبي أمراً غير مألوف في سجلات البرازيل، التي لم تبلغ نصف النهائي منذ 2014، ولم تصل إلى المباراة النهائية منذ 2002، وهي فترات تُعد طويلة بمعايير «السيليساو».

ورغم أن الجيل الحالي لا يضم كثافة النجوم التي عرفتها منتخبات البرازيل سابقاً، فإن أسماء مثل «فينيسيوس جونيور» و«ريشارليسون» و«ماركينيوس» تمنح الفريق خبرة وجودة كافية لفرض حضوره.

أما الأرجنتين، بطلة العالم 2022، فتأتي خلفها مباشرة بنسبة «8 إلى 1» (800+). ويكاد المرء ينسى وسط موجة التتويجات أن ليونيل ميسي قضى سنوات طويلة بحثاً عن لقبه الأول مع المنتخب، قبل أن يحقق ثلاث بطولات متتالية: «كوبا أميركا 2021» و«مونديال 2022» و«كوبا أميركا 2024». ورغم تألقه في الدوري الأميركي، يبقى السؤال: هل يمكن لميسي، الذي سيبلغ التاسعة والثلاثين خلال المونديال، أن يواصل التأثير على أعلى مستوى؟

المشهد ذاته ينسحب على البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سيبلغ 41 عاماً مع انطلاق البطولة. وتبلغ حظوظ البرتغال «11 إلى 1» (1100+)، وسط اعتقاد واسع أن هذا المونديال سيكون الأخير في مسيرة رونالدو الدولية، رغم أن الحديث ذاته تكرر قبل أربع سنوات.

أما المنتخبات المستضيفة، وهي الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، فهي تُصنّف ضمن الفرق ذات الحظوظ الضعيفة: الأميركيون والمكسيكيون بنسبة «66 إلى 1» (6600+)، بينما تصل حظوظ كندا إلى «150 إلى 1».

ورغم أن ستة منتخبات مضيفة فازت عبر التاريخ بالبطولة، فإن آخر من فعل ذلك كان فرنسا عام 1998. وفي المقابل، شهدت نسختان من آخر أربع بطولات خروج الدولة المضيفة من دور المجموعات (جنوب أفريقيا 2010 وقطر 2022).

وإذا كان المتابعون يبحثون عن «حصان أسود» قادر على مفاجأة الكبار، فإن النرويج تظهر تاسعاً في قائمة الترشيحات بنسبة «25 إلى 1» (2500+).

وقد حققت النرويج مساراً مثالياً في التصفيات، شمل الفوز على إيطاليا في المباراتين، وتعتمد على نجومية إيرلينغ هالاند ومارتن أوديغارد. ويُعد هذا الظهور الأول للنرويج في كأس العالم منذ 1998، وهو ما يفسّر حدّة التوقعات بشأن قدرتها على الذهاب بعيداً.


المكسيك تواجه جنوب أفريقيا في افتتاح مونديال 2026

قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
TT

المكسيك تواجه جنوب أفريقيا في افتتاح مونديال 2026

قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)

ستنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة العام المقبل في 11 يونيو (حزيران) بمواجهة المكسيك، إحدى ثلاث دول تستضيف البطولة، أمام جنوب أفريقيا في استاد أزتيكا الذي استضاف نهائيات 1970 و1986، تليها مباراة كوريا الجنوبية ضد أحد الفائزين من الملحق بعد سحب قرعة البطولة، الجمعة.

وتشارك جنوب أفريقيا في النهائيات لأول مرة منذ عام 2010، عندما تعادلت مع المكسيك في المباراة الافتتاحية، لكنها أخفقت في الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب.

وتستهل أميركا، البلد المضيف الآخر، مشوارها في البطولة في اليوم التالي أمام باراغواي، بينما تلعب كندا التي تشارك أيضاً في استضافة البطولة أمام الفائز من الملحق، ربما إيطاليا في اليوم التالي.

وقعت الأرجنتين، حاملة اللقب، في المجموعة التي تضم الجزائر والنمسا والأردن، فيما تلعب البرازيل، الفائزة باللقب خمس مرات، ضد المغرب، الذي بلغ قبل النهائي في 2022، وهايتي واسكوتلندا.

ويشارك المنتخب الاسكوتلندي في النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1998، عندما خسر أمام البرازيل في المباراة الافتتاحية.

وستكون المباراة الأولى لفرنسا أمام السنغال التي تسعى لتكرار واحدة من أكبر مفاجآت البطولة، عندما فاجأت حامل اللقب آنذاك في مباراتهما الأولى في بطولة 2002.

وستبدأ إنجلترا مشوارها في البطولة بمواجهة كرواتيا، التي تغلبت عليها في قبل نهائي 2018، كما ستواجه بنما، التي تغلبت عليها 6 - 1 في دور المجموعات في البطولة نفسها.

وسيتعين على المنتخبات الضيفة الانتظار حتى غد السبت، لمعرفة الملاعب وأوقات انطلاق مبارياتها؛ إذ سيعمل الفيفا على توزيع الملاعب ومواعيد انطلاق المباريات بما يتناسب مع الأسواق التلفزيونية العالمية.

ويضمن نظام التصنيف الجديد أن المنتخبات الأربعة الأولى في العالم حالياً وهي: إسبانيا، والأرجنتين حاملة اللقب، وفرنسا وصيفتها في 2022، وإنجلترا، لن تتواجه حتى الدور قبل النهائي إذا تصدرت مجموعاتها.

وقُسمت الفرق الـ48 المشاركة في البطولة، بما في ذلك ستة فرق ستتحدد عبر الملحق، إلى 12 مجموعة من أربعة فرق لإنتاج جدول منافسات ضخم يضم 104 مباريات في 16 مدينة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ويسدل الستار على البطولة في 19 يوليو (تموز) المقبل عندما يقام النهائي في نيوجيرزي.

ويعلن الفيفا عن الملاعب ومواعيد المباريات في حدث عالمي آخر، السبت، لكن حتى ذلك سيكون عرضة للتعديل في مارس (آذار)، بعد اكتمال المقاعد الستة عبر الملحق.