سيحمل معتز برشم، الذي توج بكل شيء تقريباً في الوثب العالي، وخلّد اسمه في التاريخ الأولمبي بأشهر لقطة في ألعاب طوكيو، آمال الفريق القطري في أولمبياد باريس 2024 يحدوه الأمل في حصد المزيد من الألقاب.
ويتصدر برشم، الذي قال مؤخراً إنه يتعمد إخفاء الميداليات والكؤوس التي حصل عليها ليحافظ على شغفه، والفوز بالمزيد من الألقاب، قائمة مبدئية من ثمانية رياضيين قطريين تأهلوا بالفعل لألعاب باريس تضم أيضاً الرباع فارس إبراهيم حسونة الفائز بذهبية في رفع الأثقال في طوكيو.
ومن المتوقع أيضاً أن يتأهل فريق الكرة الطائرة الشاطئية للرجال الفائز بالبرونزية في طوكيو، بقيادة شريف يونس وأحمد تيجان إلى ألعاب باريس.
ويتألف الفريق الأولمبي القطري أيضاً من العداء أبو بكر حيدر في سباق 800 متر، والثلاثي إسماعيل داود وباسم حميدة وعبد الرحمن صامبا في سباق 400 متر حواجز، إضافة إلى ثنائي الرماية سعيد أبو شارب في مسابقة الأطباق من الحفرة وراشد صالح العذبة في مسابقة الاسكيت.
وكانت قطر قد شاركت في سبع رياضات في أولمبياد طوكيو عبر 15 لاعباً ولاعبة، وحققت ثلاث ميداليات، منها ذهبيتان لبرشم وإبراهيم، إضافة لبرونزية الكرة الطائرة الشاطئية.
وفي مشهد مؤثر خطف الأنظار في ألعاب طوكيو تقاسم برشم وجيانماركو تامبيري ذهبية الوثب العالي بعدما نجح المتسابق القطري ونظيره الإيطالي في تجاوز ارتفاع 3.37 متر، وبعد ثلاث محاولات فاشلة لكل منهما لعبور ارتفاع 2.39 متر دخل الثنائي في نقاش مع مسؤول أولمبي عرض عليهما خوض جولة فاصلة.
وسأل برشم المسؤول: «هل نستطيع الفوز بذهبيتين؟ وأومأ المسؤول الأولمبي برأسه ليحتفل برشم وتامبيري معاً.
وبعد حديث قصير مع الحكم، وافق برشم وتامبيري على عدم خوض جولة فاصلة ليحصل كل منهما على ذهبية.
لكن برشم الذي دخل تاريخ الأولمبياد بهذه اللقطة شكك في مقابلة مع «يوروسبورت» مؤخراً في إمكانية تكرار هذا الأمر في ألعاب باريس.
وقال: «الرياضيون أنانيون بطبيعتهم، ونريد دائماً أن نكون الأفضل. أريد أن أكون الأفضل. وهو كذلك. الجميع هكذا. لذلك لن يحدث هذا مرة أخرى أبداً. كانت لحظة لا تنسى، وأعتقد أنها كانت تاريخية، لكنها لن تتكرر مرة أخرى. الآن علينا أن نقاتل لآخر رمق».
ومن المقرر أن يدافع برشم عن لقبه الأولمبي في الوثب العالي في باريس، بعد أن حقق معايير التأهل بعبور 2.33 متر.
وحصد المتسابق القطري 32 عاماً ثلاث ميداليات أولمبية إجمالاً. وقبل ذهبية طوكيو حصل على الفضية في أولمبياد لندن 2012، وكذلك في ألعاب ريو 2016.
كما نال برشم ثلاثة ألقاب عالمية، إضافة لمجموعة كبيرة أخرى من الميداليات على المستوى القاري.
ولم يُظهر برشم أي علامات على الاعتماد على أمجاده حتى بعد مرور عقد من قفزته البالغة 2.43 متر، والتي تظل ثاني أعلى قفزة في التاريخ. وحقق ثاني أعلى علامة في العالم، العام الماضي، 2.36 متر.
وعن سبب احتفاظه بهذا النهم للفوز بألقاب رغم أنه حقق كل شيء تقريباً في عالم الوثب العالي، قال برشم الذي ينتمي لعائلة رياضية ويحرس شقيقه مشعل مرمى منتخب قطر ونادي السد لكرة القدم: «يسألني الناس دائماً كيف لا تزال تحافظ على دافعيتك واستمرارك؛ نظراً لأني فزت بكل شيء. بالنسبة لي أنظر إلى الرياضة من أكثر من جانب، ولا يوجد هدف واحد. كنت أريد أن أصبح بطلاً للعالم. حققت ذلك. ماذا يمكنني أن أفعل أكثر من ذلك. أريد الفوز باللقب مرتين أو ثلاث وهكذا».
ولتحقيق هذا الهدف، قال برشم إنه لا يعرض أي ميداليات أو كؤوس حصل عليها في منزله؛ حتى لا يصاب بالتشبع والرضا الزائد عن النفس.
وقال: «إذا أتيت إلى منزلي، فلن تشاهد أي ميداليات. لا توجد ميداليات ولا كؤوس ولا أي شيء. أخفي كل شيء لأنني لا أريد أن أشعر بهذا الرضا. آمل أنه في يوم من الأيام، عندما أعتزل أعرض كل شيء حصلت عليه، وأنظر إليه وأستمتع به. لكن في الوقت الحالي، أريد أن أفعل أكثر. أريد أن يتذكرني الناس ضمن عظماء الوثب العالي. أريد أن يذكر الناس اسمي كلما ذكرت مسابقة الوثب العالي. أريد أن أجعل الأمر صعباً للغاية على كل من يأتون بعدي لتحطيم أرقامي».