مواجهتان عربيتان وصدامات قوية أخرى في أبطال أفريقيا

الفرق العربية تتطلع لتعزيز حظوظها في دوري أبطال أفريقيا (كاف)
الفرق العربية تتطلع لتعزيز حظوظها في دوري أبطال أفريقيا (كاف)
TT

مواجهتان عربيتان وصدامات قوية أخرى في أبطال أفريقيا

الفرق العربية تتطلع لتعزيز حظوظها في دوري أبطال أفريقيا (كاف)
الفرق العربية تتطلع لتعزيز حظوظها في دوري أبطال أفريقيا (كاف)

تتطلع الفرق العربية لتعزيز حظوظها نحو التأهل للأدوار الإقصائية في بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، عندما تنطلق الجولة الثانية من مرحلة المجموعات في المسابقة الجمعة.

وشهدت الجولة الافتتاحية تبايناً في نتائج الأندية العربية الثمانية المشاركة في البطولة القارية، التي ظل لقبها حكراً على فرق الوطن العربي خلال النسخ السبع الأخيرة.

وبينما كشرت فرق الأهلي المصري والترجي التونسي وشباب بلوزداد الجزائري عن أنيابها مبكراً، بعدما حققت انتصارات كبيرة وثمينة على منافسيها، فقد وجّه الوداد البيضاوي المغربي صدمة لمحبيه عقب تلقيه خسارة مباغتة أمام جماهيره، ربما تعقد من موقفه في مجموعته مبكراً.

بيراميدز بدأ في التصدر بالدوري المصري (بيراميدز)

كما حقق بيراميدز المصري الفوز في ظهوره الأول بتاريخه خلال دور المجموعات للبطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية بالقارة السمراء، بينما نال الهلال السوداني ونواذيبو الموريتاني والنجم الساحلي التونسي، الخسارة في الجولة الأولى.

وتستقطب مباراة الهلال وضيفه الترجي في المجموعة الثالثة أنظار الجماهير العربية، في ظل سعي الفريقين لحصد النقاط الثلاث.

واستهل الترجي، الذي يمتلك 4 ألقاب في البطولة، مشواره في المجموعة بالفوز 2 - صفر على ضيفه ومواطنه النجم الساحلي، السبت، ليتصدر ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط، متفوقاً بفارق هدف وحيد على أقرب ملاحقيه بيترو أتلتيكو الأنغولي، المتساوي معه في الرصيد نفسه، الذي تغلب 1- صفر على ضيفه الهلال بالجولة الأولى.

ودائماً ما تتسم مواجهات الهلال والترجي بالإثارة والندية؛ حيث سبق أن التقيا في 6 مباريات بدوري الأبطال، حقق خلالها الفريق التونسي 3 انتصارات، مقابل فوزين لنظيره السوداني، بينما خيم التعادل على لقاء وحيد.

الترجي يسعى لحصد ثلاث نقاط في المباراة المقبلة (نادي الترجي)

ووفق وكالة الأنباء الألمانية، تعد هذه هي المواجهة الأولى بين الفريقين في البطولة منذ أكثر من 12 عاماً، حينما التقيا في الدور قبل النهائي لنسخة المسابقة عام 2011، التي شهدت فوز الترجي 1 - صفر ذهاباً بالسودان، و2 - صفر إياباً بتونس، ليصعد للنهائي آنذاك ويتوج بلقبه الثاني بدوري الأبطال في ذلك الوقت.

من جانبه، يأمل النجم الساحلي، الذي أحرز كأس البطولة عام 2007، في تعويض خسارته في لقائه الأول أمام الترجي، حينما يستضيف بيترو أتلتيكو، الطامع في الخروج بنتيجة إيجابية من زيارته للأراضي التونسية.

وتعيد تلك المباراة للأذهان مواجهة الفريقين بنهائي كأس الاتحاد الأفريقي عام 1997، التي توج بها النجم على حساب بيترو أتلتيكو، بعد فوزه 2 - 1 على نظيره الأنغولي في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.

ويطمح الوداد البيضاوي، وصيف النسخة الماضية للبطولة، لاستعادة اتزانه من جديد، عندما يخرج لملاقاة مضيفه أسيك ميموزا الإيفواري في المجموعة الثانية، التي تشهد مواجهة أخرى بين غوانينغ غالاكسي البوتسواني وضيفه سيمبا التنزاني.

الوداد البيضاوي المغربي صدم جماهيره عقب تلقيه خسارة مباغتة (نادي الوداد)

ويقبع الوداد في مؤخرة الترتيب بلا نقاط، عقب خسارته المفاجئة صفر - 1 أمام ضيفه غوانينغ غالاكسي، الذي يتربع على القمة حالياً برصيد 3 نقاط، بفارق نقطتين أمام أسيك وسيمبا، اللذين تقاسما المركز الثاني عقب تعادلهما 1 - 1 في العاصمة التنزانية دار السلام بالجولة الأولى.

ويعيش الوداد، الذي فاز بدوري الأبطال أعوام 1992 و2017 و2022، حالة من عدم الاستقرار في الفترة الأخيرة؛ حيث جاءت هزيمته أمام غوانينغ بعد أيام من خسارته نهائي النسخة الأولى لبطولة الدوري الأفريقي أمام ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي.

كما يخوض الفريق المغربي مواجهته أمام أسيك، الفائز بدوري الأبطال عام 1998، بعد تلقيه خسارة قاسية 1 - 3 أمام مضيفه الجيش الملكي، في مباراته الأخيرة بالدوري المحلي، الثلاثاء.

وبات يتعين على الوداد الخروج بنتيجة إيجابية أمام منافسه الإيفواري لتفادي حسابات الصعود المعقدة التي ربما يقع فريسة لها حال مواصلة الفريق نتائجه المخيبة.

وفي المجموعة الرابعة، يلتقي الأهلي مع مضيفه يانغ أفريكانز التنزاني، بينما يلعب شباب بلوزداد مع مضيفه ميدياما الغاني.

الأهلي حقق انتصارات كبيرة على منافسيه (نادي الأهلي)

ويتقاسم الأهلي (حامل اللقب)، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 11 لقباً، صدارة المجموعة مع شباب بلوزداد برصيد 3 نقاط لكل منهما؛ حيث تغلب الفريق المصري 3 - صفر على ضيفه ميدياما في الجولة الأولى، التي شهدت فوز الفريق الجزائري بالنتيجة ذاتها على ضيفه يانغ أفريكانز.

ويسعى الأهلي لمصالحة جماهيره، التي شعرت بخيبة أمل كبيرة بعدما واصل الفريق الأحمر نتائجه المهتزة في الدوري المصري؛ حيث غاب عن طريق الانتصارات للمباراة الثانية على التوالي في المسابقة المحلية، بعدما تعادل من دون أهداف مع ضيفه سموحة، الأربعاء.

ولن تكون مهمة نادي القرن في أفريقيا بالسهلة أمام يانغ أفريكانز، الذي يتصدر ترتيب الدوري التنزاني حالياً، الساعي هو الآخر للتعافي من خسارته الثقيلة أمام بلوزداد.

في المقابل، يتطلع بلوزداد، الذي يبحث عن التتويج بلقبه الأول في دوري الأبطال، للبناء على فوزه الكبير على يانغ أفريكانز، والحصول على النقاط الثلاث أمام ميدياما الذي يشارك للمرة الأولى في دور المجموعات بالمسابقة.

ويمتلك الفريق الجزائري الحظوظ الأوفر للحصول على النقاط الثلاث، بالنظر لتفوقه الكبير في الإمكانات الفنية والمادية مقارنة بمنافسه الغاني، الذي يوجد في منتصف جدول ترتيب دوري بلاده حالياً.

صن داونز يتجدد لقاؤه مرة أخرى مع مازيمبي (صن داونز)

وتشهد المجموعة الأولى مواجهة عربية خالصة أخرى بين نواذيبو وبيراميدز، بينما يواجه تي بي مازيمبي الكونغولي الديمقراطي ضيفه صن داونز في قمة أفريقية مرتقبة.

وبدأ بيراميدز، الذي يتصدر ترتيب الدوري المصري حالياً، مشواره في المجموعة على أفضل وجه، عقب فوزه 1 - صفر على ضيفه مازيمبي العريق، الفائز بدوري الأبطال 5 مرات، بينما تلقى نواذيبو، الذي يلعب للمرة الأولى بمرحلة المجموعات لدوري الأبطال، خسارة موجعة صفر - 3 أمام صن داونز.

ويعد هذا هو اللقاء الثاني بين نواذيبو وبيراميدز، بعدما سبق أن التقيا في دور المجموعات ببطولة الكونفدرالية الأفريقية لموسم 2019 - 2020؛ حيث فاز الفريق المصري 6 - صفر ذهاباً بالقاهرة، قبل أن يفوز مجدداً 1 - صفر إياباً في موريتانيا.

ويتجدد الموعد مرة أخرى بين مازيمبي وصن داونز، بعدما سبق أن واجها بعضهما في العديد من المقابلات بمختلف المسابقات الأفريقية، التي كان آخرها في دور المجموعات بالبطولة عام 2021.

ويمتلك صن داونز، الفائز بدوري الأبطال عام 2016، الأفضلية خلال اللقاءات التسعة السابقة التي جرت بين الفريقين، بعدما حقق 6 انتصارات على منافسه الكونغولي الديمقراطي، الذي حقق فوزين، في حين خيم التعادل على لقاء وحيد بينهما.


مقالات ذات صلة

«كاف» يحيل أحداث مباراة الأهلي والجيش الملكي للجنة الانضباط

رياضة عربية مباراة الجيش الملكي والأهلي شهدت أحداث شغب كثيرة (النادي الأهلي)

«كاف» يحيل أحداث مباراة الأهلي والجيش الملكي للجنة الانضباط

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إحالة أحداث مباريات الجولة الثانية من منافسات المجموعة بدوري أبطال أفريقيا إلى لجنة الانضباط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية الهلال السوداني (سيكافا)

«أبطال أفريقيا»: سانت إيلوا يفرض التعادل على الهلال السوداني

فرض سانت إيلوا لوبوبو التعادل 1 - 1 على ضيفه الهلال السوداني، الأحد، في الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (لوبوموباتشي)
رياضة عربية الترجي التونسي تعادل للمرة الثانية بأبطال أفريقيا (نادي الترجي)

«أبطال أفريقيا»: الترجي يفرض التعادل على بترو أتليتيكو

سجّل البديل أبو بكر دياكيتي هدفاً قرب النهاية ليفرض الترجي التونسي التعادل 1-1 على مضيفه بترو أتليتيكو الأنجولي، السبت.

«الشرق الأوسط» (لواندا)
رياضة عربية محمد رضا (بوبو) يحتفل بهدف الفوز لبيراميدز على باور ديناموز (نادي بيراميدز)

«أبطال أفريقيا»: بيراميدز يواصل انتصاراته في زامبيا

عزّز بيراميدز حامل اللقب صدارته للمجموعة الأولى بدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بالفوز (1-صفر) على مضيّفه باور ديناموز ممثل زامبيا.

«الشرق الأوسط» (لوساكا)
رياضة عربية لقطة من مباراة الأهلي المصري مع مضيفه الجيش الملكي المغربي (الأهلي المصري)

مدرب الأهلي المصري: إلقاء الزجاجات أفسد مشهد الملعب الرائع في الرباط

أعرب الدنماركي ييس توروب مدرب الأهلي المصري عن رضاه النسبي بالتعادل 1-1، مع مضيفه الجيش الملكي المغربي، في الجولة الثانية بدور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

«الدوري الإيطالي»: نابولي يستعيد الصدارة بثنائية في يوفنتوس

احتفال لاعبي نابولي بالفوز على يوفنتوس (أ.ب)
احتفال لاعبي نابولي بالفوز على يوفنتوس (أ.ب)
TT

«الدوري الإيطالي»: نابولي يستعيد الصدارة بثنائية في يوفنتوس

احتفال لاعبي نابولي بالفوز على يوفنتوس (أ.ب)
احتفال لاعبي نابولي بالفوز على يوفنتوس (أ.ب)

كرَّس نابولي، حامل اللقب، تفوقه على يوفنتوس في معقله بالفوز عليه 2-1 بفضل ثنائية للدنماركي راسموس هويلوند، الأحد، في المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم، ليتصدر مجدداً ووحيداً بانتظار نتيجة ميلان، الاثنين.

وبفوزه الرابع توالياً والعاشر للموسم، تصدر نابولي بفارق نقطة أمام إنتر، الفائز، السبت، على كومو 4-0، بانتظار نتيجة ميلان الذي يتخلف عنه بفارق ثلاث نقاط قبل مباراته، الاثنين، مع تورينو.

في المقابل، وبعد استفاقة دامت لثلاث مباريات متتالية، بينها فوز خارج الديار على بودو غليمت النرويجي 3-2 في دوري أبطال أوروبا، انتكس يوفنتوس مجدداً وتجمد رصيده عند 23 نقطة في المركز السابع بعد تلقيه الهزيمة الثالثة.

ويواصل نابولي انتصاراته رغم افتقاره إلى العديد من لاعبيه المؤثرين، آخرهم لاعب الوسط السلوفاكي ستانيسلاف لوبوتكا الذي انضم إلى البلجيكيين كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو، والكاميروني أندري-فرانك زامبو أنغويسا.

وافتقر يوفنتوس بدوره لمهاجمه الصربي دوشان فلاهوفيتش الذي يغيب حتى مارس (آذار) بسبب الإصابة، بينما يحتاج قلب الدفاع فيديريكو غاتي إلى جراحة في الركبة بعد إصابته خلال الفوز على أودينيزي 2-0 في الكأس، الثلاثاء.

وتواصلت عقدة يوفنتوس في معقل نابولي، حيث مني بهزيمته الثامنة توالياً بين جماهير الفريق الجنوبي الذي كان يواجه لوتشانو سباليتي، المدرب الذي قاده في 2023 إلى لقبه الأول في الدوري منذ 1990.

وأنهى الفريق الجنوبي الذي يشرف عليه لاعب ومدرب يوفنتوس السابق أنتونيو كونتي، الشوط الأول متقدماً عن جدارة بهدف هويلوند منذ الدقيقة السابعة بتمريرة من البرازيلي دافيد نيريش بعد مجهود رائع على الجهة اليمنى.

وكان بإمكان حامل اللقب إضافة مزيد من الأهداف قبل دخول استراحة الشوطين استناداً إلى الفرص التي حصل عليها وأبزرها للاسكوتلندي المتألق سكوت ماكتوميناي الذي ارتدّت رأسيته من القائم (1+45).

وواصل نابولي أفضليته وفرصه في الشوط الثاني لكن من دون توفيق، فدفع الثمن لأن يوفنتوس أدرك التعادل من هجمة مرتدة شارك فيها التركي كينان يلديز، وأنهاها بتسديده الكرة في الشباك من زاوية صعبة بعد تمريرة من الأميركي ويستون ماكيني (59).

إلا أن هويلوند ضرب مجدداً وهذه المرة برأسية بعدما وصلت إليه الكرة بالخطأ من رأس ماكيني (78)، مانحاً فريقه النقاط الثلاث والصدارة.


هل تصريحات صلاح تحدٍّ لسلطة سلوت أم إعلان نهاية لمشواره؟

صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
TT

هل تصريحات صلاح تحدٍّ لسلطة سلوت أم إعلان نهاية لمشواره؟

صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)

البعض يرى استحقاق صلاح معاملة تماثل رونالدو وميسي بعد إنجازاته التاريخية مع ليفربول

فتح النجم المصري محمد صلاح أبواب الجدل بشأن مسيرته مع فريقه ليفربول، بعد الانتقادات اللاذعة إلى مدربه الهولندي آرني سلوت الذي أبعده عن التشكيلة في مباراة التعادل مع ليدز يونايتد 3 - 3 مساء أول من أمس، ضمن المرحلة الـ15 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

لقد زادت المقابلة الصحافية النارية لصلاح الضغط على سلوت، الذي يعاني بالفعل مع ادعاء الجناح، البالغ من العمر 33 عاماً، أن علاقتهما «انهارت»، في إشارة تُعدّ تحدياً واضحاً لسلطة المدير الفني الهولندي من قبل أحد أبرز لاعبي ليفربول؛ إن لم يكن أفضلهم خلال السنوات الأخيرة.

«الملك المصري»، كما يُطلق عليه مشجعو ليفربول، أطلق تصريحات نارية أصبح من الصعب بعدها تصور كيف يُمكن التوفيق بينه وبين المدير الفني بعد كل هذه الانتقادات الشخصية والعلنية.

وقال صلاح إنه يشعر بأنه «خُذل» من قبل النادي بعد جلوسه على مقاعد البدلاء في المباريات الثلاث الأخيرة، ملمحاً إلى أن المباراة المقررة الأسبوع المقبل أمام برايتون قد تكون الأخيرة له مع بطل إنجلترا قبل الرحيل عن صفوف الفريق في سوق الانتقالات الشتوية.

ويغادر صلاح بعد مباراة برايتون للالتحاق بمنتخب بلاده للمشاركة في نهائيات «كأس أمم أفريقيا» في المغرب.

وأوضح صلاح قبل خروجه من ملعب «إيلاند رود» معقل فريق ليدز: «أنا محبط جداً جداً... لقد قدمت الكثير لهذا النادي على مر السنين، خصوصاً الموسم الماضي».

وأضاف: «الآن أنا جالس على مقاعد البدلاء ولا أعرف لماذا. يبدو أن النادي تخلى عني. هذا هو شعوري. أعتقد أن الأمر واضح جداً أن هناك من أراد أن يحملني كل اللوم عن سوء نتائج الفريق».

وتابع: «تلقيت كثيراً من الوعود في الصيف، وحتى الآن أنا على مقاعد البدلاء منذ 3 مباريات، لذلك لا يمكنني القول إنهم أوفوا بوعودهم. قلت مراراً من قبل إن علاقتي بالمدرب كانت جيدة، وفجأة لم تعد هناك أي علاقة. لا أعرف لماذا، لكن كما أراه، يبدو أن هناك من لا يريدني في النادي». وأردف: «هذا النادي سأظل دائماً أدعمه. أطفالي سيدعمونه دائماً. أنا أحب النادي كثيراً، وسأظل كذلك. اتصلت بوالدتي التي كانت تسأل هل سألعب أمام برايتون أم لا. قلت لها تعالوا إلى مباراة برايتون المقبلة. لا أعرف إن كنت سأشارك فيها أم لا، لكنني سأستمتع بها لعلها الأخيرة».

وتابع: «لا أعرف ما الذي سيحدث الآن. سأكون في (آنفيلد) لأودع الجماهير وأذهب إلى كأس أفريقيا. لا أعرف ما الذي سيحدث عندما أكون هناك».

علاقة الود بين سلوت وصلاح انقلبت مع تدهور نتائج ليفربول (غيتي)cut out

ويعاني صلاح وليفربول خلال الفترة الأخيرة؛ إذ فاز الفريق مرة واحدة في آخر 6 مباريات بمختلف المسابقات، وتراجع إلى المركز الثامن في ترتيب الدوري الممتاز بفارق 10 نقاط عن آرسنال المتصدر.

ويعدّ صلاح ثالث أفضل هداف في تاريخ ليفربول برصيد 250 هدفاً في 420 مباراة، وفاز معه بلقب الدوري الإنجليزي مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة منذ انضمامه من روما الإيطالي عام 2017. لكن اللاعب ظهر بعيداً عن مستواه المعتاد خلال معاناة ليفربول هذا الموسم؛ إذ حقق الفريق فوزين فقط في آخر 10 مباريات بالدوري.

وسجل صلاح 5 أهداف فقط في 19 مباراة هذا الموسم، لكنه كان أساسياً حتى الفوز على وست هام يونايتد 2 - 0 الأسبوع الماضي. وشارك صلاح بديلاً في التعادل أمام سندرلاند 1 - 1 في «آنفيلد» الأربعاء الماضي دون تأثير يُذكر.

ودافع سلوت عن قراره إبقاء صلاح على دكة البدلاء أمام ليدز يونايتد قائلاً: «كان الأمر يتعلق أكثر بالتحكم في المباراة (عند التقدم 3 - 2) ولم نكن بحاجة إلى دعم الهجوم».

وأضاف: «عادة عندما نحتاج إلى هدف، مثل الأسبوع الماضي أمام سندرلاند، نشرك محمد».

من المؤكد أن تصريحات صلاح ستزيد الضغط على سلوت الذي يواجه بالفعل انتقادات كبيرة مع تراجع النتائج.

بالنسبة إلى نادٍ يفخر بقدرته على إدارة شؤونه داخلياً بعيداً عن وسائل الإعلام، ويعتمد على الاستقرار والهدوء، فقد فجرت ثورة صلاح حالة من السخط داخل ليفربول. إنه تمرد مذهل من لاعب حقق عن جدارة مكانة عظيمة في تاريخ النادي على مر العصور.

وما زاد الأمر سوءاً بالنسبة إلى سلوت وليفربول أن هذا الهجوم من صلاح جاء وهو خارج الخطوط يشاهد الفريق يستقبل هدف التعادل القاتل في اللحظات الأخيرة لتنتهي المباراة أمام ليدز بالتعادل 3 - 3 بعد أن كان ليفربول متقدما بهدفين دون رد.

لم ينجح سلوت في إيجاد حلول للمشكلات التي أدت إلى تراجع مستوى ليفربول هذا الموسم، على الرغم من إنفاق النادي نحو 450 مليون جنيه إسترليني لتدعيم صفوفه في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. لكن كبرى هذه المشكلات وقعت عندما قرر صلاح التعبير عن غضبه الواضح من الطريقة التي يُعامل بها.

يختار صلاح كلماته بعناية شديدة. وفي معظم المباريات منذ وصوله إلى ليفربول قادماً من روما عام 2017، كان النجم المصري يرفض طلبات الصحافيين المنتظرين للتحدث معه. ولا يتغير هذا الأمر إلا عندما يرغب صلاح نفسه في الحديث، كما حدث عندما وقف خارج ملعب «سانت ماري» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد تسجيله هدفين في المباراة التي فاز فيها ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ساوثهامبتون ليعلن أنه «ربما يكون أقرب للرحيل من البقاء» في ليفربول، حيث كانت مفاوضات تجديد عقده تسير ببطء.

وحُلّ هذا المأزق عندما وقّع عقداً لمدة عامين في أبريل (نيسان) الماضي، واحتفل صلاح بعقده الجديد بالجلوس على عرشه مرتدياً قميص ليفربول في ملعب «آنفيلد». كان كل هذا بعيداً كل البعد عن الحالة التي ظهر عليها النجم المصري في ملعب «إيلاند رود» مساء أول من أمس. لقد أصبح صلاح بالفعل أقرب للرحيل أكثر من أي وقت مضى، وإذا انتهت مسيرته مع ليفربول بهذه المرارة، فسيكون وداعاً حزيناً للغاية. وإذا كانت كلمات النجم المصري بمثابة تحدٍّ لليفربول وسلوت، فهي معركة من غير المرجح أن يفوز بها، على عكس الوضع في مثل هذا التوقيت من الموسم الماضي... رغم تفهم الحزن الذي يشعر به صلاح بعد هذا المشوار التاريخي بإبقائه على مقاعد البدلاء.

خلد صلاح اسمه في تاريخ هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز، بتسجيله 188 هدفاً وتقدّيم 88 تمريرة حاسمة، وبات يحتل المركز الثالث في قائمة هدافي ليفربول على مر العصور، خلف إيان راش وروجر هانت.

في الواقع، يقدم صلاح مستويات هذا الموسم تتناقض تماماً مع ما كان يقدمه خلال الموسم الماضي، حين كان يبدو مدفوعاً برغبة شخصية في إعادة لقب الدوري إلى ملعب «آنفيلد»، وهو ما نجح حقاً في فعله، حيث سجل 34 هدفاً في 50 مباراة بدأها أساسياً في جميع المسابقات. أما خلال الموسم الحالي، فقد شارك صلاح في التشكيلة الأساسية في 16 مباراة، وسجل 5 أهداف فقط.

كان المدير الفني الهولندي يبحث عن حلول في ظل معاناة حامل اللقب، لذا قرر استبعاد صلاح من التشكيلة الأساسية واستكشاف كيفية التأقلم من دونه، ليس فقط على المدى القصير، بل على المدى البعيد أيضاً، حيث يستعد صلاح للانضمام إلى منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو أمر جعل الجناح المخضرم يدرك أنه لم يعد يضمن المشاركة في التشكيلة الأساسية بشكل تلقائي.

ستُقام المباراة المقبلة على ملعب «آنفيلد»، عندما يواجه ليفربول برايتون يوم السبت، تحت أنظار الجميع، حيث ستكون بمثابة اختبار للجماهير العاشقة لصلاح، التي لم تصب غضبها على سلوت بعدُ رغم تراجع المستوى هذا الموسم. ويرى كثيرون أن صلاح يستحق التقدير ومعاملته مثل الأسطورتين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، خصوصاً أنه كان الأحق بجائزة «الأفضل في العالم» هذا العام وفقاً لأرقامه القياسية على مدار المواسم الـ5 أو الـ6 الماضية.

من الصعب أن نتصور أن النادي سيضحي بالمدير الفني بسبب انتقادات من لاعب في نهاية مسيرته الكروية، مهما كانت تلك المسيرة رائعة.

لقد أظهرت مكانة صلاح وشخصيته الفولاذية قدرته على تحدي سلطات المدير الفني من قبل، كما حدث عندما دخل في مشادة كلامية حادة مع المدير الفني الألماني يورغن كلوب على خط التماس عندما سجل وست هام هدفاً بينما كان ينتظر مشاركته بديلاً في أبريل (نيسان) 2024. في تلك المناسبة، رفض صلاح التوقف في المنطقة التي يمكن للاعبين فيها التحدث إلى وسائل الإعلام، قائلاً ببساطة: «إذا تحدثت، فستشتعل الأمور». أما هذه المرة، فقد اختار صلاح التحدث في ملعب «إيلاند رود»، وهو الأمر الذي أشعل الأمور بالنسبة إلى سلوت وليفربول!


هل ما زال هناك طريق للعودة بين محمد صلاح وليفربول؟

محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
TT

هل ما زال هناك طريق للعودة بين محمد صلاح وليفربول؟

محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)

لن يُمحى بسهولة من ذاكرة الدوري الإنجليزي واحداً من أكثر التصريحات صدمة في حقبة «البريميرليغ»، حين أعلن محمد صلاح أن علاقته بمدربه آرني سلوت «انهارت»، عقب ثالث مباراة يجلس فيها على دكة البدلاء، وتحديداً بعد التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد.

وبين حديثه عن «رميه تحت الحافلة» ووجود «من لا يريده في النادي»، بدا واضحاً أن الشرخ بين النجم المصري وإدارة ليفربول وصل إلى نقطة حرجة، خصوصاً في لحظة يعاني فيها حامل اللقب من تراجع كبير وضعه في المركز التاسع.

السؤال الآن بحسب شبكة «بي سي سي البريطانية» : هل يمكن إصلاح ما حدث؟ وهل يرتدي صلاح قميص ليفربول مجدداً قبل رحيله المحتمل إلى كأس الأمم الأفريقية؟

علاقة منكسرة بالفعل

بحسب مراسل «بي بي سي البريطانية» سامي مقبل، فقد أكدت مصادر مطلعة أن علاقة صلاح بسلوت «مكسورة فعلياً»، وأن اللاعب لا يرى مستقبلاً مع ليفربول طالما استمر المدرب الهولندي. وهي مفارقة لافتة، بعدما احتفلا معاً قبل ثمانية أشهر فقط بلقب الدوري، وتزامن ذلك مع إعلان عقد جديد ضخم لصلاح.

وتشير المصادر إلى أن صلاح استاء من رواية إعلامية آخذة في الانتشار، مفادها أنه أحد أسباب تراجع أداء الفريق هذا الموسم، وأن سلوت – برأيه – تأثر بهذه الضغوط. كما يعتقد أن التغييرات التكتيكية المرتبطة بسوق الانتقالات لا تخدمه داخل الملعب.

في المقابل، تصر تلك المصادر على حب صلاح الكبير لليفربول وإحباطه العميق من مستوى الفريق مؤخراً، لكن ذلك لم يمنعه من التفكير في خيارات أخرى، في ظل اهتمام واضح من الدوري السعودي وعلى رأسه الهلال بقيادة سيموني إنزاغي.

يوم حاسم ينتظر ليفربول

سيبدأ أسبوع بالغ الحساسية لليفربول وصلاح حيث :

الاثنين: الفريق سيخوض تدريباً مفتوحاً صباحاً قبل السفر إلى ميلانو لمواجهة إنتر في دوري أبطال أوروبا. كل الأنظار ستتجه لمعرفة ما إذا كان صلاح سيشارك في المران، وهل سيرافق الفريق إلى إيطاليا.

الاثنين مساءً: سيلتقي سلوت الإعلام لأول مرة منذ انفجار تصريحات صلاح. وسيواجه سيلاً من الأسئلة:

هل تفاجأ بالتصريحات؟ هل ما زال صلاح جزءاً من خططه؟ هل يمكن إصلاح العلاقة؟

الثلاثاء: مباراة إنتر. فوز يعيد ليفربول إلى المراكز الثمانية الأولى بدوري الأبطال... ولكن هل سيكون صلاح جزءاً منها؟

السبت: ليفربول × برايتون في آنفيلد، المباراة الأخيرة قبل انضمام صلاح لمنتخب مصر استعداداً لكأس أفريقيا في المغرب.

حتى وجوده في الملعب لم يعد مؤكداً. أما رد فعل الجماهير، فهو فصل آخر لا يقل تعقيداً.

ردود الفعل: خطأ فادح من صلاح؟

روب غرين – حارس إنجلترا السابق (راديو بي بي سي فايف): «صلاح عادة لا يتحدث إلا حين تسوء الأمور. لكن تصريحاته هذه منحت سلوت هدية. يمكنه الآن اتخاذ القرار الذي يريد: إمّا إبعاده تماماً وإثبات أن لا أحد أكبر من النادي، أو إعادته بهدوء وبشروطه هو.

لقد ارتكب صلاح خطأً... كان عليه أن يصمت، فالضغط كان سيزداد تلقائياً على المدرب مع كل مباراة يبقى فيها على الدكة.»

كونور مكنامارا – معلق بي بي سي: «صلاح خرج إلى المنطقة المختلطة وهو يعلم تماماً أنه يريد التحدث. بينما كان سلوت يتحدث في المؤتمر الصحافي، كان عدد الصحافيين حول صلاح أكبر من الموجودين في الداخل. كانت تلك لحظة قلبت كل شيء.»

مايكل أوين – نجم ليفربول السابق عبر منصة «إكس»: «يا صلاح... أتفهم كل ما تشعر به. لقد حملت هذا الفريق لسنوات. لكن في كرة القدم لا يمكنك قول ما قلته. ستذهب إلى أفريقيا بعد أيام... كان يجب أن تبتلع غضبك وتنتظر عودتك.»

خلاصة: سبعة أيام حاسمة لمستقبل أسطورة

جميع المؤشرات تقول إن الشرخ كبير، والثقة تراجعت، والوضع انفجر في العلن. والسؤال المطروح في آنفيلد:

هل كان صلاح يوجّه رسائل للخروج؟ أم أنها لحظة غضب لا رجعة عنها؟

خلال الأيام السبعة المقبلة سيُحسم مصير أحد أعظم لاعبي ليفربول في التاريخ... وربما تكون النهاية أقرب مما يظن الجميع.