أحدثت رحلة فريق الاتحاد إلى الرياض لمواجهة النصر في دور الـ 16 من كأس الملك حالة إيجابية وصفها المقربون من الفريق بأنها بمثابة «التحول» في موسم العميد بعد انتصار كبير بـ 10 لاعبين على منافسه 2-1 وبلوغ ربع نهائي البطولة.
وثأر الاتحاد من النصر بعد خسارة السوبر 1-2 مع طرد لاعب النصر ساديو ماني حينها، حيث عاد الاتحاد وانتصر بذات النتيجة مع طرد لاعبه أحمد الجليدان.
وعاد الاتحاد إلى جدة حاملاً بطاقة التأهل بعد أداء تكتيكي رفيع المستوى لكتيبة البرتغالي كونسيساو الذي فرض بصمته وحقق انتصاره المحلي الأول بعد تعثرين على مستوى الدوري.
وكان الالتزام هو السمة السائدة في فريق الاتحاد، فيما شكل البرتغالي الشاب ذو 19 عاماً روجر فيرنانديز ورقة الرهان لكونسيساو في المواجهة بعدما استبعد المتألق في مواجهة الهلال الأسبوع الماضي محمدو دومبيا، ولكن كان لكونسيساو رؤية فنية مختلفة لم يفهمها المتابعون قبل المواجهة.
روجر أظهر التزاماً هائلاً في المساندة الدفاعية للظهير الأيمن أحمد الجليدان، حيث كان يقف دائماً بالقرب منه لمنع أي ثنائية محتملة بين ساديو ماني وأيمن يحيى، ومنع بذلك الزيادة العددية المتوقعة في الجهة اليسرى لفريق النصر، والتي كانت مفتاحاً هاماً لفريق خيسوس الذي انتصر على الاتحاد دورياً في الجولة الرابعة، حيث فهم كونسيساو الدرس جيداً وألزم روجر بالمساندة الدفاعية التي صنعت الفارق.

وبالرغم من الطرد الذي تعرض له أحمد الجليدان مدافع الفريق فإن الاتحاد ظل متماسكاً بالجانب الدفاعي واستطاع تسيير الشوط الثاني كاملاً كما أراد وحافظ على انتصاره.
البطاقة الحمراء التي تعرض لها الجليدان كانت بعد احتكاك متهور مع أيمن يحيى. ووصف كونسيساو المدير الفني لفريق الاتحاد الحالة بأنها «عدم توفيق»، مبدياً رضاه عن اللاعب، قائلاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعمل في الجانب الذهني للاعبين، لكن أنا لا أغضب بسبب طرد لاعب في المواجهة، بل أغضب إذا كان هناك لاعب لم يقاتل ويقدم ما عليه من أجل الفريق».
وأضاف: «لا يعني ذلك أننا نريد إيذاء الخصوم، لكن أحياناً لا توفق في قرار داخل الملعب».
وشكلت مواجهات الاتحاد والنصر في هذا الموسم تحولين مهمين لمستقبل فريق الاتحاد، الأول عندما التقيا في ملعب الإنماء في الجولة الرابعة من الدوري السعودي للمحترفين، حيث فاز النصر بالمواجهة بهدفين مقابل لا شيء، ما أجبر إدارة الاتحاد على اتخاذ قرار مصيري حينها بإقالة لوران بلان وتعيين كونسيساو.

الاتحاد بعد ذلك لعب 3 مواجهات، تعادل أمام الفيحاء دورياً وانتصر على الشرطة العراقي قارياً ثم خسر أمام الهلال دورياً.
أحد المقربين من فريق الاتحاد وصف مواجهة النصر في الكأس بـ«المفصلية» خاصة بعد ابتعاد الفريق بـ 8 نقاط عن المتصدر في الدوري، لم يكن يحتمل كونسيساو خروجاً من الكأس، فجاء التحول الآخر أمام النصر بانتصار يعزز ثقة المجموعة مع المدرب الجديد.
منذ وصول كونسيساو إلى الاتحاد لم يحظَ الفريق بأي يوم راحة، حيث كان العمل في التدريبات بشكل يومي (23 يوماً) دون أي يوم إجازة رغم الجدولة المزدحمة.
الانتصار في الكأس أعطى الفريق نفساً إضافياً، كما جعل كونسيساو يمنح لاعبيه يوم راحة (الأربعاء) قبل مواجهة الخليج (السبت) دورياً.
وبعد بلوغ الدور ربع النهائي في الكأس سيعمل الاتحاد على إنعاش آماله في الدوري قبل فترة التوقف القادمة، حيث سيلعب جولتين غاية في الصعوبة، أمام الخليج ثم الديربي أمام الأهلي، وبينهما يسعى لتعزيز حضوره القاري عندما يلتقي الشارقة الإماراتي (الثلاثاء).
الفوز على النصر بمثابة انطلاقة حقيقية في موسم أبطال الدوري والكأس بعد بداية متعثرة.



