ورثت فاطمة منصور، لاعبة فريق الهلال والمنتخب السعودي، حب كرة القدم من والدها منصور الجار الله، لاعب النادي السابق، وباتت اليوم تشكل أحد أعمدة الفريق الملقب بـ«الزعيمات» في الدوري الممتاز للسيدات.
وإلى جانب فاطمة، يبرز أيضاً شقيقاها أحمد وباسل المتألقان في ملاعب الفئات السنية لكرة القدم.
ولم تكن البداية صدفة بالنسبة لهؤلاء الفتية، بل كانت نتاج بيئة عاشت تفاصيل اللعبة منذ سنوات، حيث يقول والدهم منصور لـ«الشرق الأوسط»: بدأت القصة من عشقي الكبير لكرة القدم؛ فقد كنت لاعباً سابقاً في الهلال، ثم واصلت اللعب في ملاعب الأحياء، ومن هناك انتقل هذا الشغف إلى أبنائي.
كان والدهم هو ملهمهم في التمارين المنزلية والتحديات الصغيرة، حيث قال في هذا الجانب: لاحظت موهبة كل واحد منهم مبكراً، وتلقيت إشادات من مدربين كبار، أما فاطمة فقد ظهرت موهبتها من خلال التمارين والتحديات داخل المنزل منذ سن صغيرة.

ومع الوقت بدأت ملامح الطريق الاحترافي تتضح، فتألق أحمد في بطولة «كوكاكولا» عام 2014 وحقق الفوز الذي أهَّله للسفر إلى كأس العالم في البرازيل، بينما حصد باسل جائزة أفضل لاعب في بطولة «إس تي سي»، أما فاطمة فكانت بدايتها من خلال بطولات الحي التي كشفت عن موهبتها المميزة.
وأصبح أحمد اليوم أحد اللاعبين البارزين في دوري تحت 21 سنة، ويشارك أساسياً في معظم المباريات، ويحلم بالانضمام إلى صفوف الفريق الأول.
يقول والده: تطوره واضح، وأتمنى أن أراه قريباً ضمن الفريق الأول.
ومع ذلك لم يغفل عن جانب التعليم لابنه، مؤكداً أن التوازن بين العلم والرياضة هو مفتاح النجاح الحقيقي.
ويضيف: أدعمه بتوجيهات بسيطة تتعلق بالنوم، والتغذية، والتمارين، والمتابعة مع المدربين.
أما فاطمة، فهي اليوم فخر العائلة؛ إذ تمثل جميع فئات المنتخب السعودي للسيدات، وتلعب في صفوف نادي الهلال.
يصف والدها لحظة استدعائها الأولى بأنها لحظة فخر لا تُنسى، خصوصاً أنها تزامنت مع دخول المنتخب النسائي التصنيف الدولي.
يقول: الهلال نادٍ كبير، وأتمنى أن تكون فاطمة عند حسن ظن القائمين عليه.
ورغم التزاماتها الرياضية والمعسكرات نجحت فاطمة في الموازنة بين الدراسة والاحتراف بفضل دعم والدتها التي تتابع تفاصيل حياتها وتساعدها في تنظيم وقتها.
ويرى والدها أن كرة القدم النسائية في السعودية تشهد تطوراً كبيراً، وأن المستقبل واعد للأجيال القادمة.
أما عن باسل، أصغر الأشقاء، فهو يملك شغفاً طاغياً رغم صغر سنه فهو في 12 من عمره فقط، لكنه خطف أنظار مدربين وخبراء مثل الإسباني فيرمين لوبيز والكابتن أسامة هوساوي خلال تجربته في فرنسا مع نادي شاتورو.

يقول والده بفخر: باسل موهوب جداً، وأتمنى أن يتبناه الاتحاد السعودي أو وزارة الرياضة؛ فهو يملك ما يؤهله ليكون لاعباً مميزاً في المستقبل.
ويستفيد باسل من تجارب أخويه، حيث تجمعهم منافسة إيجابية دائمة ونقاشات رياضية تثري خبراتهم وتنمي شخصياتهم.
أما الأم فهي عاشقة للرياضة بطبعها وتتابع المباريات بشغف وتشارك ابنتها فاطمة بعض الأنشطة الرياضية؛ ما يجعل الأجواء في البيت مليئة بالحيوية.
وحتى على مائدة الطعام، لا تغيب الأحاديث الكروية، وإن كانت الأسرة تحرص على أن تبقى الأجواء ودية وبعيدة عن الضغط.

ويعترف الأب بأن من أبرز التحديات التي واجهها كانت مواكبة الفكر الرياضي الجديد، وكيفية التكيف مع متغيراته مقارنة بجيله السابق، لكنه يرى أن المزج بين الخبرة القديمة والرؤية الحديثة هو سر النجاح في تربية رياضيين محترفين.
أما عن أحلامه، فيقول: أتمنى أن يحصلوا جميعاً على الشهادات الجامعية، وأن يحقق كل واحد منهم حلمه في أن يكون لاعباً مؤثراً ومفيداً للمنتخب السعودي. ويضيف بابتسامة: سيكون حلماً جميلاً لو لعبوا جميعاً في النادي نفسه أو المنتخب يوماً ما.
ويختم حديثه بنصيحة لكل الآباء الذين لديهم أبناء موهوبون رياضياً: كونوا قريبين من أبنائكم، امنحوهم الثقة والدعم، واتركوا للمدربين دورهم دون تدخل، الأهم أن نشجع أبناءنا في الأوقات الصعبة؛ فالدعم وقت التعثر هو ما يصنع الأبطال.


