يبدو أن فريق الشباب يعيش واحدة من أكثر فتراته قتامة في السنوات الأخيرة، بعد خسارته المفاجئة أمام التضامن اليمني بهدفين دون رد في بطولة دوري أبطال الخليج، وهي نتيجة وضعت الفريق أمام خطر الإقصاء المبكر من البطولة التي كان يعدها هدفاً رئيسياً هذا الموسم لتعويض إخفاقاته المحلية.
لم يكن أكثر المتشائمين من أنصار «الليث» يتوقع هذا الانحدار الفني الكبير، رغم أن التوقعات لم تكن مرتفعة في بداية الموسم لكن ما يقدمه الفريق حالياً مزعج لأنصار النادي الذي لطالما كان أحد رموز المنافسة في كرة القدم السعودية.
في ظاهر الأمور، لا يمكن اختزال الأزمة في المدرب الإسباني ألغواسيل، ولا في ضعف الدعم المالي خلال فترة الانتقالات الصيفية، فالهزيمة أمام فريق متواضع فنياً ومالياً كالتضامن اليمني تكشف عن خلل أعمق داخل منظومة الفريق، خلل يحتاج إلى «صدمة فنية ومعنوية» تعيد ترتيب الأوراق، وربما تفتح الباب أمام تغييرات واسعة في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وما يزيد من غرابة المشهد، أن الشباب كان قد قدم أداءً مميزاً قبل أيام قليلة فقط، حينما فرض التعادل على الأهلي المدجج بالنجوم في عقر داره ضمن الجولة الخامسة من الدوري السعودي للمحترفين، قبل أن يعود بعدها بخسارة محبطة في البطولة الخليجية، لتتأرجح نتائجه بشكل يربك جماهيره ويضع علامات استفهام حول استقراره الفني.
ويحتل الشباب حالياً المركز الأخير في مجموعته الثانية التي تضم الريان القطري والنهضة العماني والتضامن اليمني، برصيد نقطة وحيدة نالها من تعادله في الجولة الأولى أمام النهضة.
وستكون مواجهتاه المقبلتان أمام الريان القطري بمثابة «عنق الزجاجة»، إذ إن أي تعثر جديد قد يعني فعلياً نهاية مشواره الخليجي.
ألغواسيل تحدث قبل المباراة مؤكداً أن الفريق «لا يعيش على أمجاد الماضي»، مشيراً إلى أن الجهاز الفني واللاعبين «يعلمون حجم التحدي ويسعون للوصول إلى النهائي»، لكن واقع الميدان يبدو أكثر قسوة من تصريحات المدرب الذي يعيش واحدة من أصعب مراحله في الملاعب السعودية.

محلياً، لا تبدو الأمور أفضل حالاً؛ إذ يملك الشباب خمس نقاط فقط من خمس مباريات في الدوري السعودي، ويحتل المركز الثالث عشر في جدول الترتيب. وتنتظر الفريق مواجهة صعبة أمام ضمك في الجولة السادسة، قبل لقاء الزلفي في كأس الملك، وهي محطة مفصلية قد تحدد مصير المدرب الإسباني مع النادي.
ويواجه الفريق كذلك أزمة هجومية واضحة في ظل غياب المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله بداعي الإصابة، ما أفقده الحلول الهجومية الفعالة، في وقت باتت فيه ضرورة تدعيم خط المقدمة في فترة الانتقالات الشتوية بلاعب أجنبي قادر على صناعة الفارق.
الواضح أن الشباب يقف اليوم عند مفترق طرق: إما أن يستفيق سريعاً ويستعيد روحه التنافسية، أو يستمر في طريقٍ وعرٍ قد يفرض عليه قرارات قاسية في قادم الأسابيع.



