«جوي فوروم 2025» يرسم خريطة جديدة لصناعة الترفيه العالمي من قلب المملكة

من «أنورا» إلى «موسم الرياض»... كيف تتحول الفكرة الصغيرة إلى ظاهرة عالمية؟

رئيسة «مهرجان كان» السينمائي الألمانية إيريس كنوبلوخ تتحدث في «موسم الرياض» (موسم الرياض)
رئيسة «مهرجان كان» السينمائي الألمانية إيريس كنوبلوخ تتحدث في «موسم الرياض» (موسم الرياض)
TT

«جوي فوروم 2025» يرسم خريطة جديدة لصناعة الترفيه العالمي من قلب المملكة

رئيسة «مهرجان كان» السينمائي الألمانية إيريس كنوبلوخ تتحدث في «موسم الرياض» (موسم الرياض)
رئيسة «مهرجان كان» السينمائي الألمانية إيريس كنوبلوخ تتحدث في «موسم الرياض» (موسم الرياض)

تميّز اليوم الثاني من «جوي فوروم 2025»، إحدى أبرز فعاليات موسم الرياض، بجلسة حوارية لاقت اهتماماً واسعاً بعنوان: «ستيج آركيتكتس: نيشينز - فيستيفلز - أوردز - ميديا»، جمعت الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه، المهندس فيصل بافرط، ورئيسة «مهرجان كان» السينمائي، الألمانية إيريس كنوبلوخ، وأدارها الإعلامي العالمي، ريان سيكريست.

وتناولت الجلسة التحولات الكبرى في صناعة الترفيه، ودور السعودية والمهرجانات العالمية في رسم ملامح مشهد دولي جديد قائم على الإبداع والتنوّع والتكامل الثقافي.

وخلال الجلسة، أكد فيصل بافرط أن «رؤية السعودية 2030» أسهمت في بناء صناعة ترفيهية عالمية تنطلق من المملكة، مشيراً إلى أن الترفيه اليوم أصبح لغة مشتركة بين الشعوب، لا تختلف مشاعرها من الشرق إلى الغرب؛ لأن الشغف الذي يبحث عنه الناس مشترك. وأضاف أن فترة جائحة «كوفيد-19» كانت نقطة تحول رئيسية؛ إذ وحّدت المعايير والتطلعات عالمياً، وجعلت الجمهور أكثر ترابطاً عبر المنصات الرقمية، مؤكداً أن الهيئة العامة للترفيه عملت خلال تلك المرحلة على تطوير البنية التحتية وتنظيم التقويم السنوي للفعاليات لتقديم الترفيه للجميع، مما جعل السعودية بعد الجائحة جاهزة لمرحلة جديدة من النمو والانفتاح العالمي.

كما أوضح بافرط أن «موسم الرياض» أصبح وجهة رائدة تستقطب أبرز الفعاليات والحقوق الفكرية، ويُخطط سنوياً لنحو 70 في المائة من فعالياته قبل انطلاقه، فيما تُضاف النسبة المتبقية خلال الموسم، نتيجة لتفاعل الشركات العالمية وابتكار أفكار جديدة، مشيراً إلى أن أكثر من 80 في المائة من فعاليات المواسم المقبلة ستكون جديدة ومبتكرة بالكامل.

من جانبها، أكدت إيريس كنوبلوخ أن الترفيه والسينما لا يعرفان الحدود، مشيرة إلى أن «مهرجان كان» يشكّل منصة عالمية للاكتشاف والانتشار، فهو «مهد المواهب والأفلام وصنّاع السينما»، ويستند إلى ركيزتَيْن أساسيتَيْن هما سوق الأفلام -الأكبر في العالم- حيث تبدأ مشروعات الإنتاج، ومرحلة الاكتشاف التي تتجلى عند اختيار الأفلام رسمياً، وتسليط الضوء عليها أمام الجمهور العالمي.

وأضافت أن «مهرجان كان» السينمائي يقدم نموذجاً فريداً في تحويل الأفلام الصغيرة إلى ظواهر عالمية، مستشهدة بفيلم «أنورا» الفائز بـ«السعفة الذهبية» عام 2024، الذي انطلق من المهرجان، ليحصد أكثر من 80 جائزة حول العالم، ويصل إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوب»، مؤكدة أن هذا المثال يعكس «القوة الحقيقية لـ(مهرجان كان)».

وأشارت كنوبلوخ إلى أن المهرجان لا يتحكم في توزيع الأفلام أو تسويقها، بل يترك ذلك للموزعين ودور العرض، لكنه يملك ما هو أهم: خلق التأثير الثقافي والإعلامي الذي يحول الأفلام إلى ظواهر جماهيرية تتناقلها الناس بالحديث والحماس.

واختتمت الجلسة بتأكيد أن العواطف والمشاعر هي القاسم المشترك للترفيه العالمي، وأن المنصات الكبرى -مثل: «موسم الرياض» و«مهرجان كان»- تمثل جسراً يربط الشرق والغرب عبر الفن والإبداع والابتكار.

اليوم الثاني من «جوي فوروم 2025» تميّز بجلسات حوارية متعددة (موسم الرياض)

وفي جلسة تلتها بعنوان: «ذا فاوندر أوبريتورز: إنتربرونورشيب إن ذا إنترتينمنت إيكونومي»، أدارها الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، بمشاركة اثنين من أبرز رواد الأعمال في العالم، غاري فاينرتشاك ودايموند جون، في حوار ملهم جمع بين التجربة العملية والرؤية المستقبلية لريادة الأعمال في عالم الاقتصاد الإبداعي.

افتتح مورغان الجلسة بتعريف ضيفيه بوصفهما من أبرز العقول الريادية في العقود الثلاثة الأخيرة، مشيراً إلى أن حضورهما هذا المنتدى يهدف إلى مشاركة الدروس التي تعلماها من النجاح والفشل مع جيل الشباب الطموح في المملكة.

وخلال الجلسة، روى مورغان قصة مؤثرة عن تفاعل فاينرتشاك مع ابنه قبل سنوات، عندما منحه نصيحة بسيطة غيّرت حياته: «ابدأ من الصفر، واصنع شيئاً صغيراً بنفسك».

وهي النصيحة التي أصبحت محور رؤية غاري في حديثه؛ إذ أكد أن النجاح لا يأتي من الطرق المختصرة أو الشهرة السريعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل من العمل الحقيقي والتجريب المستمر. وقال: «كل إنجاز عظيم يحتاج إلى وقت، فالمشروعات تُبنى بالصبر والالتزام، لا بالحظ».

وتحدث فاينرتشاك عن فلسفته في ريادة الأعمال من خلال مبدأ «المنظور الكلي والجزئي - ماكرو آند مايكرو»، موضحاً أن على كل رائد أعمال أن يجمع بين الرؤية بعيدة المدى وفهم التفاصيل اليومية لمجاله، مضيفاً: «على يداك أن تتّسخ بالعمل، وأن تواكب التغيرات في مجالك. النجاح اليوم يعني أن تفهم كيف تروي قصتك عبر كل منصة رقمية بطريقة مختلفة».

من جانبه، شارك دايموند جون تجربته في تأسيس علامته التجارية الشهيرة «فوبو»، مشيراً إلى أن الثقة بالحدس كانت العامل الأهم في رحلته الريادية، رغم الصعوبات وسخرية الآخرين في بداياته.

وقال: «الحدس لا يحتاج إلى تبرير، إنه صوتك الداخلي الذي يخبرك بالاتجاه الصحيح. ربما تخطئ كثيراً، لكنك تحتاج فقط إلى نجاح واحد ليغيّر مسارك».

وأشاد جون بالحراك الريادي في المملكة، معتبراً أن الشباب السعودي يمتلك مقومات استثنائية تجمع بين الطموح وسرعة التعلّم، متوقعاً أن تتجاوز السعودية أهداف «رؤية 2030» قبل موعدها، قائلاً: «بهذا الزخم وهذه الروح، أعتقد أنكم ستصلون إلى أهدافكم بحلول 2028».

وفي مداخلة مؤثرة، تحدث فاينرتشاك عن جذوره بوصفه مهاجراً من الاتحاد السوفياتي، وكيف أثّر ذلك في نظرته إلى العمل والعائلة، مؤكداً أن بناء مستقبل العائلة أولاً هو أفضل استثمار يمكن للشباب القيام به، وقال: «الرهان الأفضل في حياتي كان أن أعمل 100 ساعة أسبوعياً لبناء مشروع والدي، قبل أن أبني مشروعي الخاص».

وفي الجزء الختامي، قدّم المتحدثان نصائح عملية إلى أي رائد أعمال يريد إطلاق مشروع؛ إذ شدّد جون على أهمية البحث الميداني وتحديد الجمهور بدقة ثم اختبار المنتج بأسلوب تدريجي. فيما ركّز فاينرتشاك على ضرورة فهم سلوك المستهلك والتأقلم السريع مع التغيرات، مشبهاً استراتيجية الأعمال الحديثة بأسلوب الملاكم فلويد مايويذر الذي «يعتمد على الذكاء في الرد والتكيّف مع خصمه، لا على الهجوم العشوائي».

واختتم بيرس مورغان الجلسة باقتباس شهير من مايك تايسون، قائلاً: «كل شخص لديه خطة... حتى يتلقى الضربة الأولى في وجهه»، مضيفاً أن المرونة بعد الضربات هي ما يصنع القادة الحقيقيين ورواد الأعمال الملهمين.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية البرتغالي جواو نيفيز يحتفل بهدف الفوز القاتل على ليون (رويترز)

«الدوري الفرنسي»: سان جيرمان يتخطى ليون في الوقت القاتل

خطف البرتغالي جواو نيفيز فوزا قاتلا لباريس سان جرمان حامل اللقب والمثقل  بالغيابات، على مضيّفه ليون 3-2.

«الشرق الأوسط» (ليون)
رياضة عالمية الهولندي أرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول (إ.ب.أ)

سلوت: يتعيّن علينا التحسن سريعا

أعرب الهولندي أرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول، عن أسفه لخسارة فريقه القاسية صفر / 3 أمام مضيّفه مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن دياز لاعب فريق مانشستر سيتي (أ.ب)

روبن دياز: نعيش من أجل تلك المباريات!

أوضح روبن دياز، لاعب فريق مانشستر سيتي، أنه يستمتع ويتألق بالمباريات الحاسمة، خصوصاً بعد فوز ناديه الكبير 3 - صفر على ضيفه ليفربول.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عربية أحمد عبد الرؤوف مدرب الزمالك (نادي الزمالك)

عبد الرؤوف: الزمالك دخل أجواء السوبر متأخراً

قال أحمد عبد الرؤوف مدرب الزمالك إنه كان يتمنى الفوز بلقب كأس السوبر المصرية لكرة القدم الأحد أمام الغريم الأهلي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

هل أخطأ مدرب الاتحاد في قراءة الديربي التاريخي... أم خذله لاعبوه؟

ديربي جدة لم يقنع جماهيره بالمستوى المأمول (محمدالمانع)
ديربي جدة لم يقنع جماهيره بالمستوى المأمول (محمدالمانع)
TT

هل أخطأ مدرب الاتحاد في قراءة الديربي التاريخي... أم خذله لاعبوه؟

ديربي جدة لم يقنع جماهيره بالمستوى المأمول (محمدالمانع)
ديربي جدة لم يقنع جماهيره بالمستوى المأمول (محمدالمانع)

لم يجد فريق الاتحاد نفسه في مواجهة الديربي التي جمعته بجاره الأهلي مساء السبت على ملعب الإنماء بمدينة جدة، حيث انتهت المواجهة بانتصار الأهلي بهدف مقابل لا شيء، في مباراة اتسمت بالإغلاق التام من الجانبين، وقلة الفرص المحققة أمام المرميين، قبل أن يستغل الأهلي إحدى لقطاته النادرة ليحسم اللقاء لمصلحته، ويكسب الأفضلية في صراع الجارين.

كونسيساو، مدرب الاتحاد، ظهر بعد المواجهة محبطاً بشكل واضح، إذ تأخر دخوله إلى قاعة المؤتمر الصحافي قرابة عشر دقائق عقب نهاية حديث ماتياس يايسله، مدرب الأهلي «الفريق الضيف»، وعندما بدأ حديثه أقرّ بصعوبة اللقاء قائلاً: «كانت مباراة صعبة كما كان متوقعاً، مواجهة هدف واحد، وكان ذلك الهدف من نصيب الأهلي». المدرب البرتغالي لم يخفِ استياءه من أداء فريقه، مشيراً إلى أن ما رجّح كفة الأهلي هو عامل «الرغبة والشراسة»، وهو ما افتقده الاتحاد في أرض الملعب، وأضاف: «كل الفرق تحضر فنياً في التدريبات، لكن ما يصنع الفارق هو رغبة اللاعبين، وهذا ما غاب عنا اليوم».

وأوضح المدرب الاتحادي أن المواجهة لم تسر كما خطط لها، إذ دخل اللقاء متوقعاً مباراة مفتوحة مليئة بالمساحات، وهو ما يفسر تفضيله للجناح السريع روجر بدلاً من دومبيا في منطقة الوسط، رغبة في استغلال المساحات في التحولات الهجومية. لكن يايسله، مدرب الأهلي، فاجأه بتكتيك مغاير، وأغلق المساحات تماماً بخط دفاع متماسك وتنظيم انضباطي عالٍ، جعل من المباراة صراعاً تكتيكياً تفوق فيه الألماني على البرتغالي.

كريم بن زيمة كان تائهاً في المباراة (محمد المانع)

وعلى الرغم من أن الاتحاد لم يُظهر فوارق واضحة في الأداء الجماعي، فإن كونسيساو حمّل جزءاً من المسؤولية للاعبين أنفسهم قائلاً إن «الفريق كان حاضراً فنياً»، لكن «غياب الروح والرغبة في القتال» جعل الكفة تميل إلى الطرف الآخر، في اعتراف صريح بأن الاتحاد افتقد ما يُعرف بـ«شخصية الديربي».

الهزيمة جعلت الاتحاد يتراجع أكثر في جدول ترتيب الدوري، حيث ابتعد عن صدارة الترتيب بفارق 13 نقطة كاملة عن المتصدر النصر، ليستقر في المركز الثامن، ويجد نفسه مطالباً باستغلال فترة التوقف الجارية لإعادة الهدوء والاستقرار داخل الفريق، سواء على المستوى الفني أو النفسي، بعد سلسلة نتائج مخيبة في الجولات الأخيرة.

وفي داخل غرفة الملابس الاتحادية، لا تبدو الأجواء مثالية. فالنجم الهولندي بيرغوين، أحد أبرز لاعبي الفريق في الموسم الماضي، يعيش وضعاً معقداً منذ وصول كونسيساو، إذ لم يشارك في أي مباراة منذ توليه القيادة الفنية. وبحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فإن بيرغوين جاهز تماماً من الناحية البدنية، لكن استبعاده المستمر يعود لأسباب فنية بحتة يراها المدرب، وقد عبّر اللاعب أكثر من مرة لكونسيساو عن عدم رضاه عن هذا الوضع، وعن قرارات الإقصاء المتكررة بحقه، ما يعكس تبايناً في الرؤى داخل الفريق. في المقابل، شهدت مدرجات ملعب الإنماء حضوراً جماهيرياً جيداً بلغ نحو 45 ألف مشجع، إلا أن الرقم كان أقل من المتوقع لديربي جدة على أساس أن ملعب الجوهرة يتسع لنحو 60 ألف مشجع، إذ ظهرت مساحات فارغة في المدرجات المخصصة لجماهير القطبين، رغم أن جماهير الاتحاد رفعت دخلة مميزة حملت عنوان «5 ملايين» في إشارة إلى الرقم التاريخي الذي حققته الجماهير الاتحادية هذا الموسم بعد وصول إجمالي الحضور منذ بداية الإحصاء الجماهيري إلى خمسة ملايين مشجع، وهو الأكبر في تاريخ دوري المحترفين السعودي.

كونسيسا وقع في فخ يايسله (محمد المانع)

لكن خلف هذا الحضور اللافت، كشفت مصادر «الشرق الأوسط» عن أزمة تذاكر دارت في أروقة نادي الاتحاد قبل اللقاء، حيث لم تُحسن الشركة التي اشترت ما يقارب عشرة آلاف تذكرة عملية بيعها والاستفادة منها. الشركة التي كانت قد أبرمت اتفاقاً تجارياً مع النادي مطلع الموسم بشراء عشرة آلاف تذكرة لمباريات الفريق داخل ملعبه في بطولتي الدوري والكأس، لم تتمكن من تسويقها بالشكل المطلوب قبل الديربي، مما تسبب في بقاء عدد كبير من المقاعد فارغاً لعدم وصول التذاكر إلى الجماهير عبر القنوات الرسمية. الخطوة التي اتخذها القسم التجاري في النادي حينها كانت تهدف إلى إيجاد مصدر دخل ثابت من بيع التذاكر بالجملة، لكن تعثّر تنفيذها في هذه المباراة أظهر الجانب السلبي للمشروع.

فترة التوقف الحالية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) جاءت في توقيت مثالي لمدرب الاتحاد كونسيساو، الذي يُعد من أكثر المستفيدين منها، خصوصاً في ظل النتائج المتراجعة للفريق منذ وصوله. فمنذ توليه المهمة، خاض الاتحاد أربع مباريات في الدوري لم يحقق فيها أي انتصار. وكان كونسيساو قد أشار في أحد مؤتمراته الصحافية السابقة إلى أن الفريق بحاجة ماسة لفترة توقف تتيح له العمل التكتيكي المستمر، موضحاً أنه منذ قدومه «لم يحظَ بحصص تدريبية متواصلة بسبب ضغط المباريات»، حيث كان الفريق يخوض مواجهة كل ثلاثة أيام تقريباً.

ومنح كونسيساو لاعبيه إجازة لمدة أربعة أيام، على أن يستأنف الفريق تدريباته يوم الخميس المقبل استعداداً لاستئناف المنافسات بعد التوقف. وسيخوض الاتحاد ثلاث مباريات مهمة في ظرف أسبوع واحد فقط، تبدأ بلقاء الرياض ضمن الدوري المحلي، ثم مواجهة الدحيل القطري في دوري أبطال آسيا، تليها مواجهة الشباب في كأس الملك، قبل أن تتوقف المنافسات مجدداً بسبب مشاركة المنتخب السعودي في كأس العرب.

المدرب البرتغالي يدرك أن الفترة المقبلة ستكون مفصلية في تقييم تجربته مع الاتحاد، إذ سيحتاج إلى إعادة ضبط إيقاع الفريق من جديد وإحياء الروح التنافسية داخله، في وقت تنتظر فيه الجماهير ردة فعل حقيقية بعد الخسارة في الديربي، وتراجع الفريق إلى النصف الثاني من جدول الترتيب، وهي نتائج لا تتماشى مع حجم الطموحات، ولا مع استثمارات النادي الكبيرة.

الهدوء الذي يسعى إليه كونسيساو في فترة التوقف سيكون أكثر من مجرد فرصة تدريبية، بل مرحلة لإعادة بناء الثقة بين الجهاز الفني واللاعبين، خصوصاً أن صبر الجماهير بدأ ينفد، والأنظار ستتجه نحو العودة المرتقبة في ديسمبر (كانون الأول) لتحديد ما إذا كان الاتحاد قادراً على استعادة توازنه أم أن الأزمة ستتعمق أكثر.


لقب ريباكينا في الرياض تحد جديد لسابالينكا وشفيونتيك في موسم 2026

وضعت سابالينكا مضربها في الحقيبة وجلست في مقصورتها تبكي (رويترز)
وضعت سابالينكا مضربها في الحقيبة وجلست في مقصورتها تبكي (رويترز)
TT

لقب ريباكينا في الرياض تحد جديد لسابالينكا وشفيونتيك في موسم 2026

وضعت سابالينكا مضربها في الحقيبة وجلست في مقصورتها تبكي (رويترز)
وضعت سابالينكا مضربها في الحقيبة وجلست في مقصورتها تبكي (رويترز)

تألقت الكازاخستانية إيلينا ريباكينا في ليلة ختامية مذهلة داخل صالة جامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية الرياض، لتنتزع أكبر جائزة مالية في تاريخ رياضة السيدات، بعدما تغلبت على المصنفة الأولى عالمياً أرينا سابالينكا بمجموعتين دون رد (6 - 3، 7 - 6) وتُتوّج بلقب نهائيات الجولة الختامية لرابطة محترفات التنس لعام 2025، وجائزة مالية تقارب 5.3 مليون دولار.

بحسب شبكة The Athletic, هذا الانتصار الضخم ختم به موسم متقلب لريباكينا، بطلة ويمبلدون 2022، التي عانت طويلاً لاستعادة مستواها في النصف الأول من العام، لكنها ظهرت في الرياض بأفضل نسخة منها، ففرضت إيقاعها الهجومي الصارم، وضربت بخطوط دقيقة أرهقت منافستها البيلاروسية وأرسلتها إلى نهائي جديد مفعم بخيبة الأمل، رغم موسمٍ كانت فيه الرقم الأول في تصنيف السيدات.

في المجموعة الأولى، كسرت ريباكينا إرسال سابالينكا عند التقدم 3 - 2 بعد سلسلة من الإرسالات المرتدة التي أربكت المصنفة الأولى وجعلتها ترتكب ثلاثة أخطاء متتالية، قبل أن تُنهي النقطة الحاسمة بكرة lob خلفية أجبرت سابالينكا على التسديد وهي تتراجع إلى الوراء، لترسل الكرة مباشرة إلى الشبكة وتخسر شوط الإرسال الحاسم. من هناك، فرضت ريباكينا سيطرتها حتى نهاية المجموعة.

وفي المجموعة الثانية، واجهت سابالينكا خطر الخروج المبكر في أكثر من مناسبة، إذ أنقذت كرات كسر عدة بفضل قوتها في الإرسال، لكن ريباكينا بقيت ثابتة على رتمها العالي. وعندما وصلت الأمور إلى شوط كسر التعادل، تحولت الندية إلى تفوق مطلق للكازاخستانية؛ فارتكبت سابالينكا ثلاثة أخطاء متتالية وأرسلت كرتين خارج الملعب، لتتقدم ريباكينا 5 - 0 قبل أن تسدد إرسالها الثالث عشر الناجح في المباراة، ثم تخطئ سابالينكا مجدداً لتخسر شوط الكسر «صفر – سبعة» وتُنهي المباراة في ساعة و42 دقيقة من اللعب.

عند نهاية اللقاء، وضعت سابالينكا مضربها في الحقيبة وجلست في مقصورتها تبكي، إذ أنهت عاماً غريباً في تاريخه الرياضي: احتلت الصدارة العالمية من بدايته حتى نهايته، ووصلت إلى أربعة نهائيات كبرى هذا الموسم من أصل خمس بطولات كبرى محتملة، لكنها خسرت ثلاثة منها، إلى جانب هزيمتين مؤلمتين في نصف نهائي ويمبلدون ونهائي إنديان ويلز أمام أماندا أنيسيموفا وميرا أندريفا. موسمها كان مزيجاً من العظمة والوجع.

أما ريباكينا، فكانت قصتها أكثر تعقيداً. فقد قضت النصف الأول من الموسم في ظل تحقيق رسمي حول مدربها الإيطالي ستيفانو فوكوف، الذي اتُّهم في تقرير سري صادر عن الرئيسة التنفيذية للرابطة بورشيا آرتشر بـ«استغلال السلطة وممارسة سلوك مسيء لفظياً وجسدياً تجاه اللاعبة، والإضرار بصحتها النفسية والجسدية، واستغلال العلاقة المهنية لمصالح شخصية». أوقفت الرابطة فوكوف عاماً كاملاً ومنعته من الحصول على بطاقات الاعتماد أو الوجود في مناطق اللاعبين.

ورغم ذلك، ظلت ريباكينا تؤكد علناً أن مدربها «لم يسئ إليها مطلقاً»، وقدّمت استئنافاً رُفع بموجبه الإيقاف في أغسطس الماضي بعد تحكيم خاص بين الطرفين. وتروي وثائق التحقيق أن فوكوف، بعد إقالته خلال بطولة أميركا المفتوحة 2024، رفض مغادرة فندقها في نيويورك وانهال عليها بأكثر من مائة اتصال في محاولة لإقناعها بالعودة عن القرار. لكنه عاد في نهاية المطاف إلى مقصورتها الفنية، وكان حاضراً في المدرجات بالرياض يشاهدها تعود إلى القمة.

تحدثت ريباكينا في أكثر من مناسبة هذا العام عن اضطرابات في النوم وتراجع في اللياقة خلال الفترة التي تلت إقالة مدربها، إذ تراجعت نتائجها وتراجعت معها تصنيفاتها لتخرج من المراكز الخمسة الأولى، قبل أن تعود بقوة في الأسابيع الأخيرة من الموسم وتخطف بطاقة التأهل إلى نهائيات الرياض مصنفة سابعة. هناك، لعبت التنس الذي عرفه الجميع عنها: ضربات حادة، إرسال لا يُصدّ، ورباطة جأش استثنائية في النقاط الفاصلة.

كسرت ريباكينا إرسال سابالينكا عند التقدم 3 - 2 بعد سلسلة من الإرسالات المرتدة (أ.ف.ب)

حققت انتصارات على إيغا شفيونتيك، وأماندا أنيسيموفا، وجيسيكا بيغولا، قبل أن تُكمل المهمة أمام سابالينكا. وفي مجمل البطولة، خسرت مجموعة واحدة فقط، وبلغت أرقامها 13 إرسالاً ساحقاً في النهائي وحده.

هذا اللقب لا يُعيد ريباكينا فقط إلى موقعها بين نجمات الصف الأول، بل يمنح مشهد تنس السيدات دفعة جديدة نحو 2026، في موسم يُتوقع أن يجمع ثلاثية تنافسية مثيرة بين شفيونتيك وريباكينا وسابالينكا، مع بروز أسماء شابة مثل أماندا أنيسيموفا وميرا أندريفا.

في الرياض، كانت ريباكينا «ترسم الخطوط» كما وصفها المعلقون الإنجليز، ترسمها بالمعنى الحرفي، على حدود الملعب، وبالمعنى المجازي أيضاً، على خريطة جديدة لتنس السيدات حيث الدقة، والهدوء، والصرامة، تصنع أبطالاً أكثر من الضجيج.


استبعاد متعب... واستدعاء الشهراني وكادش لمعسكر الأخضر

رينارد استبعد الحربي بداعي الإصابة (المنتخب السعودي)
رينارد استبعد الحربي بداعي الإصابة (المنتخب السعودي)
TT

استبعاد متعب... واستدعاء الشهراني وكادش لمعسكر الأخضر

رينارد استبعد الحربي بداعي الإصابة (المنتخب السعودي)
رينارد استبعد الحربي بداعي الإصابة (المنتخب السعودي)

استبعد الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، اللاعب متعب الحربي، من معسكر الأخضر في جدة، وذلك بناءً على التقرير الطبي الذي أظهر تعرضه لإصابة بعد مشاركته الأخيرة مع نادي الهلال وحاجته إلى برنامجٍ علاجي.

فيما استدعى رينارد الثنائي ياسر الشهراني لاعب القادسية وحسن كادش لاعب الاتحاد للالتحاق بالمعسكر.

يجدر بالذكر أن المنتخب السعودي دشن الأحد تدريباته ضمن معسكره الإعدادي في محافظة جدة، الذي يمتد حتى الثامن عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، والمقام ضمن برنامج الإعداد لبطولة كأس العرب قطر 2025.