جيل «سالم» يتحفز للمونديال السابع... وسولاقا يعد بـ«الرد» في الميدان

اللقاءات الكروية السعودية ــ العراقية مليئة بالتحدي والحماس

المنتخب السعودي يتطلع لخطف بطاقة المونديال للمرة السابعة في تاريخة (المنتخب السعودي)
المنتخب السعودي يتطلع لخطف بطاقة المونديال للمرة السابعة في تاريخة (المنتخب السعودي)
TT

جيل «سالم» يتحفز للمونديال السابع... وسولاقا يعد بـ«الرد» في الميدان

المنتخب السعودي يتطلع لخطف بطاقة المونديال للمرة السابعة في تاريخة (المنتخب السعودي)
المنتخب السعودي يتطلع لخطف بطاقة المونديال للمرة السابعة في تاريخة (المنتخب السعودي)

على مدار التاريخ، عُرفت مواجهات السعودية والعراق بطابعها الخاص المشوب بالتحدي والحماس منقطع النظير، عطفاً على تاريخ المنتخبين العريقين كروياً في منطقة الخليج وفي آسيا، لكنها قطعاً لم، ولن، تصل إلى مستوى المواجهة المنتظرة الثلاثاء على بطاقة التأهل إلى «مونديال 2026» بعد أن استطاع كلا الطرفين الفوز في مباراته الأولى أمام المنتخب الإندونيسي ضمن المجموعة الثانية للملحق الآسيوي.

ويواصل المنتخب السعودي برنامجه التدريبي على الملعب الرديف في «مدينة الملك عبد الله الرياضية»، تحت إشراف المدير الفني هيرفي رينارد، وسط تركيز على تمارين الاستحواذ، ومع أمنيات خضراء بصعود جديد نحو المونديال العالمي «لسابع مرة» ووضع بصمة جديدة لجيل سالم الدوسري.

وفي الجهة الأخرى، ووفق وسائل إعلام عراقية، فإن الأجواء داخل معسكر «أسود الرافدين» تتسم بالتركيز العالي والإصرار على تحقيق الفوز الذي يقرّب الحلم المونديالي.

ونقل الإعلام العراقي تصريحات عن اللاعبين، منهم حسين علي، الذي شدد على أن «كل التركيز منصب على مباراة السعودية المقبلة»، فيما عبّر كيفن يعقوب عن حلمه قائلاً: «لسنتين؛ الشيء الوحيد الذي أفكر فيه هو التأهل لكأس العالم».

أما المهاجم يوسف أمين، فقد أبدى سعادته بزميله زيدان إقبال صاحب هدف الفوز على إندونيسيا، قائلاً: «أنا سعيد من أجله. لقد استحق الهدف، وهو إنسان رائع».

ووعد المدافع ريبين سولاقا الجماهير بالفوز على السعودية، رافضاً الرد على أسئلة الإعلام السعودي، مؤكداً أن الرد سيكون في الميدان.

من جانبه، وصف مساعد المدرب، الهولندي رينيه مولينستين، المواجهة المقبلة بأنها «النهائي الحقيقي للعراق»، مشيراً إلى أن «زيدان يتمتع بذكاء وتقنية لاعب في الثلاثين من عمره رغم أنه لم يتجاوز العشرين».

ولفت الإعلام العراقي إلى أن جميع مباريات المدرب غراهام آرنولد مع العراق انتهى شوطها الأول بالتعادل السلبي؛ مما يعكس الانضباط الدفاعي والتدرج في الأداء.

بدوره، أكد إبراهيم بايش، لاعب العراق أن الفوز على المنتخب الإندونيسي جاء رغم قصر مدة الإعداد وغياب المباريات الودية، مشيراً إلى أن التركيز الآن منصب على المواجهة المقبلة أمام المنتخب السعودي.

وقال بايش في تصريحات لـ«وكالة الأنباء العراقية»: «كانت مواجهة إندونيسيا صعبة بالفعل، ولم نظهر بالمستوى الذي نطمح إليه، فمدة الإعداد القصيرة لم تسعفنا؛ إذ مر 11 يوماً من دون خوض أي مباراة ودية، وهو ما انعكس على أداء الفريق».

العراق حققت فوزا مستحقا على إندونيسيا (تصوير: علي خمج)

وأضاف: «طوينا صفحة لقاء إندونيسيا، وبدأنا التفكير في المباراة الكبيرة أمام شقيقنا السعودي، التي ستكون حاسمة في مشوار التأهل، ومن يقدم الأداء الأفضل سيحجز بطاقة العبور».

وأوضح بايش: «منتخب العراق يمتلك كادراً فنياً مختصاً في الاستشفاء البدني؛ وهو يعمل على تجهيز اللاعبين بالشكل الأمثل قبل مواجهة السعودية التي نتوقع أن تكون قوية وصعبة».

واختتم نجم المنتخب العراقي حديثه قائلاً: «الأجواء الرطبة في جدة تؤثر على المنتخبين العراقي والسعودي، لكننا خضنا مباراة إندونيسيا وتأقلمنا مع الظروف، وسنعمل على تقديم أداء مميز يضمن لنا التأهل ويسعد جماهيرنا الوفية التي تقف خلفنا دائماً».

وتنص اللائحة على تأهل صاحب المركز الأول في كل من المجموعتين الأولى والثانية بالملحق الآسيوي إلى نهائيات كأس العالم، على أن ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركز الثاني في كل من المجموعتين لخوض الدور الإقصائي من ملحق التصفيات الآسيوية؛ لتحديد الفريق المتأهل إلى الملحق العالمي.

من جهته، قال رئيس الاتحاد العراقي، عدنان درجال، في تصريحات حملت روح المسؤولية والتفاؤل: «المباراة كانت صعبة، والرطوبة عالية، لكن المهم أننا فزنا. تنتظرنا مواجهة مهمة يوم الثلاثاء مع إخواننا المنتخب السعودي. والجمهور مصدر إلهامنا وعملنا وثباتنا على كل ما يجري من تفاصيل».

وتابع: «إن شاء الله نطمئن الجماهير ونقول لهم إن اللاعبين سيقدمون مباراة كبيرة».

وأضاف: «أطلب من الإعلام الهدوء والتركيز وشحذ الهمم هذه الفترة من أجل أن يدخل المنتخب وهو في أتم الجاهزية من الناحية الإعلامية والفنية والجماهيرية»، مشيراً إلى أن «مساندة الجماهير سيكون لها تأثير كبير على المنتخب واللاعبين، وهم يعرفون أن المسؤولية كبيرة، ونعرف أن 45 مليون عراقي ينتظرون الفرحة، والكل يعمل لتحقيق هذا الهدف».

من جهة ثانية، كشفت مصادر عراقية عن أن مراقب المباراة الأخيرة ضد إندونيسيا سجّل أكثر من 12 مخالفة على الجانب الإندونيسي، بينها تجاوزات لفظية وجسدية ضد الحكام، وفوضى من دكة البدلاء والجماهير؛ مما أدى إلى توتر الأجواء.

ويتفوق المنتخب السعودي على العراق من ناحية القيمة السوقية؛ إذ تبلغ القيمة السوقية للأخضر 30.6 مليون يورو، بينما تبلغ القيمة السوقية للمنتخب العراقي 21 مليون يورو، وفقاً لتقديرات شبكة «ترانسفير ماركت» العالمية.

ويأتي اللاعب فراس البريكان في المرتبة العليا بين لاعبي المنتخب السعودي من حيث القيمة السوقية بـ4.5 مليون يورو، يليه مصعب الجوير بـ4 ملايين يورو، ثم سعود عبد الحميد بـ3 ملايين يورو.

في المقابل، يأتي اللاعب زيدان إقبال، المحترف في صفوف أوتريخت الهولندي، في المرتبة العليا للاعبي منتخب العراق من حيث القيمة السوقية بـ4 ملايين يورو، يليه منتظر ماجد؛ المحترف في صفوف هاماربي السويدي، بـ2.5 مليون يورو.


مقالات ذات صلة

بيكيه لـ«الشرق الأوسط»: الهلال نموذج للاحتراف والتنافسية

رياضة سعودية بيكيه خلال حديثه لـ"الشرق الأوسط".

بيكيه لـ«الشرق الأوسط»: الهلال نموذج للاحتراف والتنافسية

أشاد الإسباني جيرارد بيكيه قائد برشلونة السابق، بالنقلة النوعية للدوري السعودي للمحترفين، مشيرا أنه يشهد تطوراً كبيراً ويعد من أفضل الدوريات في المنطقة.

لولوة العنقري (الرياض )
رياضة سعودية فيفا ألحق الشباب بقائمة المنع من التسجيل مجددا (الشرق الأوسط)

تحديث فيفا يعيد الشباب لـ«قائمة الحظر»

انضم الشباب مجدداً إلى قائمة الأندية السعودية المشمولة بقرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المتعلقة بحظر تسجيل اللاعبين، وذلك ضمن تحديث جديد للقائمة التي

عبد العزيز الصميلة (الرياض)
رياضة سعودية من إحدى مباريات الفتح في الدوري السعودي (تصوير: عدنان مهدلي)

«ورطة فنية» ترغم الفتح على خيار استعارة حمد الله والمالكي

يبحث البرتغالي غوميز، مدرب الفتح، عن حلول سريعة وحاسمة لمعالجة العديد من النواقص التي يعاني منها فريقه والتي رصدها خلال مباريات بطولة الدوري السعودي للمحترفين

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية المهاجم الغيني سيرهو جيراسي (أ.ف.ب)

جيراسي يفتح الباب أمام عرض سعودي

فتح المهاجم الغيني سيرهو جيراسي، أحد أبرز نجوم البوندسليغا في العامين الماضيين، باباً واسعاً أمام الانتقال إلى دوري روشن السعودي للمحترفين.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية اليامي والحربي سيغيبان عن الملاعب بسبب الإصابة (نادي الهلال)

«الهلال» يخسر اليامي والحربي بسبب «العضلة الخلفية»

أعلن نادي الهلال إصابة لاعبَي الفريق حمد اليامي ومتعب الحربي «في العضلة الخلفية»، حيث سيغيب الثنائي لعدة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

بيلوفيسكي يهيمن على افتتاحية سباق «أرامكو للفورمولا4»

 بيلوفيسكي سيطر على المرحلة الإفتتاحية (الشرق الأوسط)
بيلوفيسكي سيطر على المرحلة الإفتتاحية (الشرق الأوسط)
TT

بيلوفيسكي يهيمن على افتتاحية سباق «أرامكو للفورمولا4»

 بيلوفيسكي سيطر على المرحلة الإفتتاحية (الشرق الأوسط)
بيلوفيسكي سيطر على المرحلة الإفتتاحية (الشرق الأوسط)

شهدت حلبة كورنيش جدة، انطلاق السباق الأول من الجولة الرابعة لبطولة أرامكو السعودية للفورمولا 4، في أجواء ماطرة أضافت طابعًا مختلفًا على المنافسة، حيث اضطر السائقون للتعامل مع تغيّر مستويات السيطرة على الحلبة.

وتمكن كيت بيلوفيسكي من فرض حضوره منذ اللفات الأولى، ليعبر خط النهاية في المركز الأول رغم الضغوط التي واجهها من آدم الأزهرِي الذي احتل المركز الثاني بعد أداء قوي على المسار المبتل.

أما سكوت ليندبلوم فنجح في تثبيت سرعته لينهي السباق في المركز الثالث.

وشهد السباق منافسة متقاربة في المراكز المتوسطة، إذ تقدم تيبو رامايكرز ليُنهي في المركز الرابع، تلاه لويس ويريل الذي اكتفى بالمركز الخامس بعد محاولات للحاق بالمقدمة. وتمكنت السائقة إسمي كوسترمان من الحفاظ على توازنها على المسار رغم الأمطار محتلة المركز السادس، بينما جاءت آڤا دوبسون خلفها مباشرة في المركز السابع.

وفي ختام الترتيب، أنهى السائق عبدالله كامل السباق في المركز الثامن، تليه ميغان بروس التي أكملت الجولة في المركز التاسع.

وتتجّه الأنظار إلى السباق الثاني الذي يُقام السبت، حيث يطمح السائقون لتعويض نتائج المرحلة الافتتاحية وتعزيز مواقعهم قبل دخول الأسابيع الحاسمة من البطولة. ومن المتوقع أن تحمل الجولة المقبلة مزيدًا من الإثارة في ظل تقارب مستويات المتسابقين واستمرار المنافسة على المراكز المتقدمة .


بيكيه لـ«الشرق الأوسط»: الهلال نموذج للاحتراف والتنافسية

بيكيه خلال حديثه لـ"الشرق الأوسط".
بيكيه خلال حديثه لـ"الشرق الأوسط".
TT

بيكيه لـ«الشرق الأوسط»: الهلال نموذج للاحتراف والتنافسية

بيكيه خلال حديثه لـ"الشرق الأوسط".
بيكيه خلال حديثه لـ"الشرق الأوسط".

أشاد الإسباني جيرارد بيكيه قائد برشلونة السابق، بالنقلة النوعية للدوري السعودي للمحترفين، مشيراً إلى أنه يشهد تطوراً كبيراً ويعد من أفضل الدوريات في المنطقة من حيث المستوى الفني والإثارة.

وقال بيكيه بيكيه لـ«الشرق الأوسط»، أن فرقاً مثل الهلال تقدم نموذجاً للاحتراف والتنافسية العالية.

وكان بيكيه رئيس «دوري الملوك» ولاعب برشلونة السابق أشاد أيضاً بالتنظيم الاستثنائي الذي شهدته النسخة التي استضافتها السعودية مؤخراً، مؤكداً أن التجربة كانت «مذهلة» على حد تعبيره، وأن دوري الملوك سيعود بموسمه المقبل في السعودية في شهر فبراير المقبل.

وقال بيكيه في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «السعودية دولة مذهلة وتنظيم بطولة دوري الملوك كان على أكمل وجه، سنعود بالتأكيد مجدداً بموسم آخر من الدوري للسعودية في شهر فبراير المقبل».

وأضاف بيكيه أنه تفاجأ بالحضور الجماهيري الكبير، مؤكداً أن جميع المباريات كانت تُلعب أمام مدرجات ممتلئة بالكامل.


تحديث فيفا يعيد الشباب لـ«قائمة الحظر»

فيفا ألحق الشباب بقائمة المنع من التسجيل مجددا (الشرق الأوسط)
فيفا ألحق الشباب بقائمة المنع من التسجيل مجددا (الشرق الأوسط)
TT

تحديث فيفا يعيد الشباب لـ«قائمة الحظر»

فيفا ألحق الشباب بقائمة المنع من التسجيل مجددا (الشرق الأوسط)
فيفا ألحق الشباب بقائمة المنع من التسجيل مجددا (الشرق الأوسط)

انضم الشباب مجدداً إلى قائمة الأندية السعودية المشمولة بقرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المتعلقة بحظر تسجيل اللاعبين، وذلك ضمن تحديث جديد للقائمة التي يصدرها الاتحاد الدولي بشكل دوري، وتشمل أندية تواجه قضايا عالقة أو التزامات لم تُسدَّد بعد، الأمر الذي يثير تساؤلات حول قدرة «شيخ الأندية» على حل نزاعاته المالية في ظل المتغيرات الكبيرة التي تشهدها كرة القدم السعودية.

ويأتي ظهور اسم نادي الشباب في القائمة مرة أخرى بعد القضية السابقة التي أوضح النادي ملابساتها في بيان رسمي، والمتعلقة بمستحقات مالية لصالح نادي دينامو كييف الأوكراني، بقيمة 500 ألف دولار نظير انتقال الحارس الأوكراني بوشان.

وكان الشباب أكّد حينها بدء الإجراءات اللازمة للسداد، مشيراً إلى أن قرار المنع سيرفع فور إنهاء الالتزام المالي.

وكان التحديث الأخير لقائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاصة بحظر تسجيل اللاعبين، أظهر أن عدداً من الأندية السعودية تواجه حالياً عقوبات رسمية تمنعها من قيد لاعبين جدد خلال فترات الانتقالات المقبلة، بسبب نزاعات مالية وتعهدات غير منفذة تجاه لاعبين ومدربين ووكلاء.

وبحسب البيانات المنشورة في منصة «FIFA Registration Ban List»، وحصلت «الشرق الأوسط» على صور منها، فإن الحظر شمل 10 أندية سعودية، صدر بحقها ما مجموعه 28 قرار إيقاف، تفاوتت في المدة والنوع بين قرارات محددة الأجل وأخرى مفتوحة حتى السداد.

في مقدمة القائمة، جاء نادي أحد، الذي تصدّر الأسماء المحلية بعدد قياسي بلغ 17 قرار حظر منفصلة، بعضها مقيّد بـ3 فترات تسجيل متتالية، وبعضها الآخر مصنف ضمن بند «Until lifted»، أي مفتوح المدة حتى يقوم النادي بتسوية القضايا العالقة وسداد ما عليه من التزامات.

وهذه التكرارات العديدة تكشف عن تراكم قضايا مالية متتابعة ضد النادي، الأمر الذي جعله الأكثر معاناة من حيث قيود التسجيل في النظام الدولي.

إلى جانب أحد، شملت القائمة أندية أخرى، مثل الجندل بقرارين صدرا تباعاً في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، والوحدة بقرارين مماثلين نهاية الشهر ذاته، في حين ورد اسما الشباب والرياض المنافسين في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم، وأسماء أندية الشعلة ونجران والصفا وطويق والعين والمحمل المنافسة في دوريات أدنى بقرارات فردية، تراوحت فتراتها الزمنية بين 3 فترات تسجيل وقرارات مفتوحة المدة لحين التسوية.

وتعد هذه القرارات جزءاً من آلية الشفافية التي يعتمدها الاتحاد الدولي لمتابعة التزامات الأندية حول العالم، إذ تنص اللوائح على منع أي نادٍ من تسجيل لاعبين جدد إذا ثبت أنه لم يسدد مستحقات واجبة الدفع خلال المدة المحددة، سواء أكانت مرتبطة بعقود لاعبين، أم رواتب مدربين، أم عمولات وكلاء.

ولا يُرفع الحظر إلا بعد تأكيد «فيفا» تسوية النزاع وسداد المبلغ محل الشكوى.

تجدر الإشارة إلى أن قائمة نوفمبر (تشرين الثاني) الحالية تُظهر تزايداً لعدد القرارات مقارنة بالأشهر السابقة، ما يعكس ضغطاً مالياً متنامياً على أندية الدرجتين الأولى والثانية على وجه الخصوص، التي لا تتمتع بدعم مالي مماثل لأندية الدوري السعودي للمحترفين. غير أن وجود أسماء ذات حضور جماهيري كبير مثل الوحدة والشباب يؤكد أن القضية لا تتعلق بالقدرة المالية فقط، بل أيضاً بإدارة الالتزامات والتخطيط المالي طويل المدى، مع العلم أن نادي الشباب يعيش وضعاً إدارياً متأزماً في المواسم الثلاثة الأخيرة، واضطرت وزارة الرياضة لتغييرات متتالية لمجالس إدارته، لكن الوضع لا يزال سيئاً حتى الآن.

وتتراوح العقوبات بين نوعين رئيسيين، الأول حظر محدد المدة لعدد من فترات التسجيل (غالباً 3 فترات متتالية)، والثاني حظر مفتوح المدة (Until lifted)، وهو الأكثر صرامة، حيث يبقى قائماً إلى أن يُنفذ النادي القرار المالي بالكامل دون سقف زمني محدد.

ويأتي هذا التطور في وقت تخضع فيه الأندية السعودية لمرحلة دقيقة من إعادة هيكلة الشؤون المالية، وفق معايير لجنة الاستدامة المالية التابعة لرابطة الدوري السعودي، التي تعمل على متابعة الالتزامات وضمان التوازن المالي في ميزانيات الأندية.

ومن المتوقع أن تتحمل اللجنة عبئاً متزايداً في المرحلة المقبلة لتكثيف الرقابة والمتابعة الدقيقة، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه القرارات التي تضرّ بسمعة المنظومة المحلية أمام الاتحاد الدولي، وتؤثر في استقرار المسابقات.

في المحصلة، فإن الأرقام التي نشرها «فيفا» لا تمثل مجرد لائحة عقوبات، بل هي جرس إنذار إداري وتنظيمي يدعو الأندية إلى مراجعة هياكلها المالية، وتفعيل الحوكمة الداخلية، والتعاون الوثيق مع لجنة الاستدامة لتفادي العودة إلى قوائم المنع. فالمملكة التي أصبحت اليوم وجهة كبرى للاستثمار الرياضي، مطالبة بأن توازي زخم التطوير في الملاعب والمنشآت بصرامة مالية وانضباط إداري يحافظان على صورتها الاحترافية المتصاعدة.

بقيت الإشارة إلى أن وزارة الرياضة أصدرت الأحد قراراً بحل مجلس إدارة نادي الوحدة بسبب مشاكل تنظيمية وإدارية ومالية، حيث كلّفت حاتم خيمي إدارة النادي مؤقتاً خلفاً لسلطان أزهر، علماً أن الوحدة يقبع في مراكز متأخرة في دوري الدرجة الأولى، ومهدد بالهبوط لدوري الثانية.