يزيد الراجحي بطل داكار يتوقع نقلة نوعية لرياضة المحركات عربياً

يزيد الراجحي (الشرق الأوسط)
يزيد الراجحي (الشرق الأوسط)
TT

يزيد الراجحي بطل داكار يتوقع نقلة نوعية لرياضة المحركات عربياً

يزيد الراجحي (الشرق الأوسط)
يزيد الراجحي (الشرق الأوسط)

يأمل السائق السعودي يزيد الراجحي، حامل لقب «رالي داكار»، في العودة للمنافسات بحلول الرُّبع الأخير من موسم 2025 بعدما تعرَّض لحادث مروع في الأردن في أبريل (نيسان) الماضي تسبَّب في إصابته بكسر في فقرتين بالعمود الفقري.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أصبح الراجحي (43 عاماً) أول سعودي يفوز بـ«رالي داكار»، الذي استضافته المملكة بعدما أنهى السباق المكون من 12 مرحلة متفوقاً بفارق 4 دقائق و33 ثانية على أقرب منافسيه، الجنوب أفريقي هينك لاتيغان.

وأُقيم سباق التحمل على الطرق الوعرة، الذي انتقل للسعودية في 2020 بعد عقد من الزمان شهد إقامته في أميركا الجنوبية، في السابق بين باريس والعاصمة السنغالية داكار.

وقال الراجحي، الذي يسابق الزمن للتعافي بعدما انقلبت سيارته في «رالي الأردن» وتعرَّض ملاحه الألماني تيمو جوتشالك أيضاً لإصابات خطيرة، في مقابلة مع «رويترز»: «أتماثل للشفاء تدريجياً بعد الإصابة التي تعرَّضت لها في مدينة العقبة أبريل الماضي، خلال المشارَكة في باها الأردن. أتابع البرنامجَين العلاجي والتأهيلي بدقة تحت إشراف فريق طبي متخصص، وسط روح معنوية عالية وإصرار كبير على العودة».

وأضاف السائق السعودي الذي ينافس بفريق يحمل اسمه: «من المتوقع العودة للمشارَكة في المنافسات في الرُّبع الأخير من موسم 2025 بدءاً من رالي البرتغال في سبتمبر (أيلول) المقبل، بعد أن اضطرتني الإصابة للتوقف المؤقت رغم البداية القوية للموسم».

وأضاف: «أواصل الاستعداد للعودة إلى ما تبقَّى من روزنامة الموسم، التي تشمل بطولات كأس العالم للراليات الصحراوية القصيرة (الباها)، وبطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة، إضافة إلى بطولة السعودية للراليات الصحراوية».

وبعدما دخل تاريخ الراليات بفوزه بواحد من أكبر وأصعب سباقات التحمل في العالم، أعرب الراجحي عن أمله في الاحتفاظ باللقب عندما تنطلق نسخة 2026 في بلاده أيضاً مطلع العام المقبل.

وقال يزيد: «لا يسعني الفخر والسعادة بهذا اللقب بعدما حقَّقنا الفوز في داكار بفريق خاص لا ينتمي لمصنع، وذلك لأول مرة منذ أكثر من 25 عاماً في نقطة تحول بارزة في مسيرة رياضة المحركات».

وأضاف: «شعوري لا يوصف. كان هذا التتويج محطةً استثنائيةً في مسيرتي ليس فقط بوصفه إنجازاً شخصياً بل رسالة أمل وطموح لأبناء المملكة التي تولي اهتماماً خاصاً بتطوير رياضة المحركات، وفتح آفاق جديدة للمنافسة والتميز على المستوى الدولي».

واستثمرت السعودية في قطاع الرياضة، وتستضيف سباقاً للجائزة الكبرى في «فورمولا 1»، إضافة لكثير من الفعاليات الأخرى المرموقة في رياضة المحركات.

وأبدى الراجحي تفاؤله الكبير بمستقبل رياضة المحركات في المملكة «التي تمضي بخطى واثقة نحو الريادة العالمية في مجال رياضة السيارات، ضمن (رؤية 2030)، التي أولت اهتماماً بالغاً بتطوير هذا القطاع الحيوي، واستضافة أبرز الفعاليات العالمية».

وقال: «باتت المملكة اليوم مركزاً دولياً لرياضة المحركات، باستضافتها (رالي داكار)، و(فورمولا 1)، و(فورمولا E) و(إكستريم E) وبطولات الراليات الصحراوية وغيرها، مدعومة ببنية تحتية متطورة وكوادر وطنية طموحة».

وتوقَّع الراجحي اهتماماً أوسع برياضة المحركات، مع استضافة قطر سباقات في «فورمولا 1»، وبطولة العالم للدراجات النارية، وتنظيم البحرين والإمارات لسباقَي جائزة كبرى لـ«فورمولا 1» أيضاً.

وقال في مقابلة حصرية مع «رويترز»: «أتوقع أن تشهد المنطقة نقلةً نوعيةً في الاهتمام برياضة السيارات مع توسع البطولات وزيادة عدد السائقين، لكن يجب بناء منظومة تأهيل متكاملة للفئات السنية وتوفير فرص احتكاك دولي لتخريج سائقين محترفين من الدول العربية على المدى الطويل».

ودولياً يؤمن الراجحي بأن السعودية، والمنطقة العربية كلها، «مقبلة على دور محوري في تشكيل مستقبل رياضة المحركات، ليس فقط بصفتها دولاً مستضيفة، بل بوجود منافسين حقيقيين على البطولات من خلال فرق وأبطال يحملون رايات أوطانهم، ويحققون الإنجازات على أعلى المستويات». وأعلنت السعودية، في وقت سابق من العام الحالي، أن امتلاك فريق يشارك في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات قد يكون الخطوة التالية للبلاد بعد رعاية الرياضة، واستضافة أحد سباقات البطولة.


مقالات ذات صلة

رياضة سعودية تعد النسخة المقبلة من رالي داكار السعودية أكثر تميزاً مع اعتماد مسار جديد يمر عبر مناطق متنوعة التضاريس (رالي داكار)

بدء العد التنازلي لانطلاق رالي داكار السعودية 2026

بدأ العد التنازلي لانطلاق رالي داكار السعودية 2026، أحد أبرز وأصعب راليات العالم، وأكثرها حضوراً على الساحة الدولية، إذ لم يتبق سوى أقل من 30 يوماً على الانطلاق

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة سعودية الجولة الختامية لموسم 2025 من بطولة العالم للراليات في جدة (الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية)

ختامية بطولة العالم للراليات: 82 متسابقاً يتأهبون لقطع 1218 كم

تنطلق، الأربعاء، الجولة الختامية من بطولة العالم للراليات «دبليو آر سي»، في أول استضافة من نوعها إلى السعودية لإحدى جولات هذه البطولة العالمية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة سعودية المؤتمر الصحافي أقيم في حلبة كورنيش جدة (الشرق الأوسط)

الكشف عن مسار داكار السعودية 2026… ومشاركة مرتقبة لـ812 متسابقاً

كشفت شركة رياضة المحركات السعودية، الجهة المسوقة لرالي داكار السعودية، عن تفاصيل رالي داكار السعودية 2026، الذي يقام للعام السابع على التوالي على أرض السعودية.

عبد الله الزهراني (جدة )
رياضة عالمية المحاولة تستهدف تحطيم الرقم القياسي البالغ 19 يوماً و8 ساعات و25 دقيقة (رويترز)

ساندرلاند بطل «داكار» يسعى لتحقيق رقم قياسي في القيادة حول العالم

يستعد سام ساندرلاند، الفائز بـ«رالي داكار» مرتين في فئة الدراجات النارية، لرحلة حول العالم في 19 يوماً، وهو رقم قياسي يتوقع البريطاني أن يتحداه ذهنياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ليلة الساموراي» تشعل أجواء موسم الرياض… وإينوي: الحزام سيعود إلى اليابان

تستعد الرياض لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي» (الشرق الأوسط)
تستعد الرياض لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي» (الشرق الأوسط)
TT

«ليلة الساموراي» تشعل أجواء موسم الرياض… وإينوي: الحزام سيعود إلى اليابان

تستعد الرياض لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي» (الشرق الأوسط)
تستعد الرياض لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي» (الشرق الأوسط)

تتجه أنظار عشاق الملاكمة العالمية إلى العاصمة السعودية الرياض، التي تستعد لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي»، ضمن فعاليات موسم الرياض في المسرح العالمي في بوليفارد رياض سيتي، يوم السبت.

وعُقد المؤتمر الصحافي الذي جمع أبرز الملاكمين اليابانيين والمكسيكيين المشاركين في النزالات المنتظَرة، وسط أجواء حماسية واستعدادات مكثفة عكست حجم الترقب الكبير للحدث.

وخلال المؤتمر، أكد الملاكم الياباني ناويا إينوي عزمه الحفاظ على لقبه والعودة به إلى بلاده، قائلاً: «الحزام سيعود إلى اليابان وأَعِدكم بذلك، هذه طريقتي في الدفاع عن اللقب. أعتقد أن الملاكمين اليابانيين المشاركين يتمتعون بمستوى عالٍ جداً من المهارة والعزيمة، ونحن جميعاً نريد الفوز والعودة لليابان بالفوز ».

في المقابل، أعرب الملاكم المكسيكي آلان بيكاسو عن جاهزيته الكاملة لخوض المواجهة الكبرى، موجهاً شكره للمستشار تركي آل الشيخ على إتاحة هذه الفرصة، قائلاً: «أشكر المستشار تركي آل الشيخ على هذه الفرصة، ويوم السبت سيكون يوم القتال والمواجهة الحقيقية».

كما شهد المؤتمر تصريحات قوية من بقية النجوم المشاركين، حيث أكد كينشيرو تيراغي أنه يدخل نزاله المقبل دون خيار سوى الفوز، بينما قال الملاكم الياباني جونتو ناكاتاني إن المواجهة لن تكون سهلة، لكنه واثق من حسمها لصالحه، موضحاً: «لن يكون النزال سهلاً، لكن الفوز مضمون لي، وسنرى ذلك».

من جانبه، عبّر المكسيكي سيباستيان هرنانديز عن امتنانه لهذه الفرصة واستعداده الكامل للنزال، بينما أوضح الياباني ريتو تسوتسومي أنه يدرك قيمة الحدث ويحرص على الاستمتاع بكل لحظة في رحلته القتالية، مؤكداً جاهزيته للمنافسة.

كما وصف تايغا إيماناغا مشاركته في الرياض بأنها فرصة عظيمة للقتال في حلبة كبيرة تحمل أسماء عالمية في الملاكمة.

وفي خطوةٍ تعكس روح الاحترام والتقدير، أشاد الملاكم الياباني المحترف سابقاً هيديوكي أوهاشي بالتنظيم والاستضافة السعودية، قائلاً: «أشكر الجميع لدعوتنا هنا في السعودية، هذه البطولة فرصة مهمة ليستفيد جميع الملاكمين من خبرات بعضهم البعض».

وشهد المؤتمر حضوراً لافتاً ومشاركة لبعض الملاكمين بالزي السعودي في مشهد جذب الأنظار، إلى جانب مواجهات معنوية جمعت المقاتلين اليابانيين والمكسيكيين قبل المواجهة الحقيقية المنتظَرة على الحلبة، السبت المقبل، في ليلةٍ يتوقع أن تكون واحدة من أبرز ليالي الملاكمة ضمن موسم الرياض.


الأميركي ليرنر تين لـ «الشرق الأوسط»: جدة محطة مفصلية في مسيرتي الاحترافية

ليرنر تين (رويترز)
ليرنر تين (رويترز)
TT

الأميركي ليرنر تين لـ «الشرق الأوسط»: جدة محطة مفصلية في مسيرتي الاحترافية

ليرنر تين (رويترز)
ليرنر تين (رويترز)

أكد الأميركي ليرنر تين أن مشاركته في نهائيات الجيل القادم بمدينة جدة كانت محطة مفصلية في مسيرته الاحترافية، مشيراً إلى أن التجربة التي خاضها في البطولة العام الماضي انعكست بشكل مباشر على تطوره السريع، ونتائجه اللافتة خلال موسمه الأول في جولة رابطة محترفي التنس لعام 2025، سواء على مستوى الأداء، أو النضج الذهني داخل الملعب.

وتوّج الأميركي ليرنر تين بلقب نهائيات الجيل القادم لعام 2025 السبت الماضي، بعدما عاد إلى جدة متجاوزاً خيبة خسارته نهائي نسخة 2024، التي شارك فيها للمرة الأولى، وكان حينها المرشح السابع للقب، قبل أن يخسر النهائي أمام البرازيلي جواو فونسيكا. ونجح تين هذا العام في حسم اللقب، ليكتب اسمه بين أبطال البطولة في آخر نسخة تستضيفها مدينة جدة.

وفي حديثٍ خاص لـ«الشرق الأوسط»، عبّر تين عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، قائلاً: «سعيد جداً برفع اللقب في العام الأخير الذي تستضيف فيه جدة نهائيات الجيل القادم. أن يكون اسمي مسطراً مع الفائزين في كتب تاريخ البطولة يعني لي الكثير، خصوصاً أن العديد ممن توجوا بها، مثل المصنف الأول كارلوس ألكاراس، والمصنف الثاني يانيك سينر، قدموا مسيرات مذهلة لاحقاً في جولة رابطة محترفي التنس».

ورغم اكتفائه بالمركز الثاني في نسخة 2024، أكد تين أن تلك الوصافة كان لها أثر بالغ على انطلاقته في موسم 2025، إذ بدأ العام مصنفاً في المركز 121 عالمياً، قبل أن يشارك في بطولة أستراليا المفتوحة، ويصل إلى الدور الرابع، محققاً فوزاً بارزاً على المصنف الخامس الروسي دانييل ميدفيديف، ليصبح ثاني أصغر لاعب بعد رافاييل نادال يبلغ هذا الدور بعمر 19 عاماً.

وتابع تين نتائجه اللافتة بفوز كبير على المصنف الثاني آنذاك الألماني ألكسندر زفيريف في بطولة المكسيك المفتوحة فئة 500 نقطة، ثم بلغ نهائي بطولة الماسترز في بكين أمام الإيطالي يانيك سينر، وهي المحطة التي أكد أنها منحته الثقة للتتويج لاحقاً بأول ألقابه في جولة الـATP عبر بطولة موسيلي 250 نقطة في فرنسا، ما ساعده على التقدم في التصنيف العالمي حتى المركز 28.

وقال تين عن تطوره الفني: «تحسنت في كل نواحي التنس بعد مشاركتي في جدة، وركزت كثيراً على تطوير مختلف الجوانب في أسلوبي، خصوصاً تعزيز نقاط قوتي، مثل مهارات حل المشكلات، وضربتي الخلفية».

أليكسندر بلوكس (رويترز)

وعن عودته إلى جدة للمرة الثانية على التوالي، أوضح: «كان من دواعي سروري العودة، والمشاركة مجدداً. البطولة أعدّتني للحصول على موسم مميز في أول موسم لي بجولة رابطة محترفي التنس، ونهائيات الجيل القادم تعني لي الكثير على المستوى الشخصي».

ورغم خسارته في مباراته الافتتاحية أمام الإسباني رافائيل خودار، والتي كانت متقاربة جداً، ووصلت إلى نقاط حاسمة عدة، فإن تين أظهر شخصية قوية، ونجح في الفوز بمباراتين في دور المجموعات أمام الإسباني مارتين لاندلواثي، والنرويجي نيكولاي بودكوف كيير، قبل أن يتأهل إلى نصف النهائي ويتغلب على مواطنه نيشش، ثم يحسم اللقب في النهائي أمام البلجيكي أليكسندر بلوكس بثلاث مجموعات نظيفة.

وعن أفضل مباراة له خلال البطولة، قال: «مباراتي أمام النرويجي نيكولاي بودكوف كيير في دور المجموعات كانت المفضلة بالنسبة لي، لأن الخسارة كانت ستعني خروجي من البطولة، وكان شعوراً رائعاً أن أفوز بتسعة أشواط متتالية بعد خسارتي المجموعة الأولى».

وحول الفارق بين مشاركته بوصف أنه مرشح سابع في 2024، ومرشح أول في 2025، أوضح: «الحرية في اللعب العام الماضي ساعدتني كثيراً، لأن الجميع كانوا أعلى مني تصنيفاً، أما هذا العام فالمباريات لم تكن أسهل إطلاقاً، بل أحياناً تكون أصعب، لكنني لا أشعر بالضغط، وأحاول دائماً الاستمتاع باللعب».

وعن مواجهته المرتقبة مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش في بطولة أميركا المفتوحة، قال تين: «لطالما كان حلماً بالنسبة لي أن ألعب أمام ديوكوفيتش قبل اعتزاله. كنت أتابعه منذ الطفولة، والحضور معه على نفس الملعب في بطولة كبرى كان لحظة لا تُصدق».

كما عبّر عن إعجابه باستمرار ديوكوفيتش في المنافسة بعمر 38 عاماً، مؤكداً أن مسيرته الطويلة مليئة بالإنجازات التي تُلهم الأجيال الشابة.

وعن تجربته في جدة، قال: «أحببت اللعب هنا كثيراً. ربما لم أقدم أفضل مستوياتي في بعض المباريات هذا العام، لكن دعم الجمهور كان عاملاً حاسماً، وساعدني على الفوز، وأنا ممتن لهم جميعاً».

واختتم تين حديثه بالإشادة بالأيام الإعلامية التي تنظم على هامش البطولة، مؤكداً أن التجربة كانت فريدة من نوعها، وقال: «الأيام الإعلامية هنا مختلفة فعلاً، ولا نحصل على مثل هذه التجارب في أي مكان آخر في العالم، ونحن ممتنون للاتحاد السعودي للتنس على هذه التجارب الاستثنائية».


هدوء وحسم ومغامرة... كيف استعدت أندية الشرقية لعودة الدوري السعودي؟

ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
TT

هدوء وحسم ومغامرة... كيف استعدت أندية الشرقية لعودة الدوري السعودي؟

ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
ميشال غونزاليس (نادي القادسية)

استغلت أندية المنطقة الشرقية المشاركة في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم فترة التوقف التي امتدت نحو 25 يوماً؛ بسبب مشاركة المنتخب السعودي الأول في بطولة كأس العرب، في إعادة ترتيب أوراقها والاستعداد للمرحلة المقبلة من منافسات الدوري، واضعة نصب أعينها تحقيق أهدافها في بطولة الدوري فقط، بعد أن ودّعت جميعها منافسات كأس الملك.

ورغم فترة التوقف، فإن الهدوء لم يكن هو السائد معسكرات الفرق الشرقية الأربعة؛ إذ شهدت تحركات فنية وإدارية متباينة، كان أبرزها في نادي القادسية، الذي استغل هذه الفترة لحسم موقفه من المدرب الإسباني ميشال غونزاليس، حيث قررت الإدارة إنهاء عقده فور عودة الفريق من معسكره الخارجي بمدينة دبي.

وخاض القادسية خلال معسكره مباراتين وديتين حقق فيهما الفوز، فتغلب على خورفكان الإماراتي بثلاثية نظيفة، ثم فاز على الظفرة، إلا إن تلك النتائج لم تشفع للمدرب الإسباني؛ إذ عادت بعثة الفريق إلى مدينة الخبر ليعلَن رسمياً عن إقالته والتعاقد مع المدرب الآيرلندي بريندان رودجرز لقيادة الفريق فيما تبقى من الموسم، سعياً لتحقيق هدف الوجود ضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري.

ولم تكن إقالة غونزاليس مفاجئة لمتابعي الشأن القدساوي، خصوصاً في ظل عدم قدرته الواضحة على توظيف العناصر المميزة التي يضمها الفريق من لاعبين محليين وأجانب جرى التعاقد معهم، كما شهدت فترته إبعاد عدد من الأسماء البارزة بحجة ضعف المردود الفني، من بينهم الغابوني أوباميانغ، والمحلي صالح أبو الشامات.

وعُرف المدرب الإسباني بتحفظه في المباريات الكبيرة والحاسمة، رغم تأكيداته المتكررة في المؤتمرات الصحافية على عدم الخوف من أي فريق في الدوري، إلا إن الواقع داخل الملعب كان مغايراً، حيث ظهر القادسية بأسلوب دفاعي مبالغ فيه في مواجهات مفصلية، كان آخرها أمام الأهلي في بطولة كأس الملك، حين تقدم القادسية بهدفين قبل أن يتراجع بشكل واضح؛ مما أتاح للأهلي العودة في النتيجة وجرِّ المباراة إلى ركلات الترجيح، التي خسرها القادسية، ليودّع البطولة من الدور ربع النهائي رغم أن التأهل كان في متناوله.

ومن المتوقع أن يظهر القادسية بشكل فني أعلى جرأة مع مدربه الجديد رودجرز، خصوصاً في مواجهة الفرق الكبرى، وسيكون أول اختباراته أمام النصر المتصدر، على ملعب «الأول بارك» في 8 يناير (كانون الثاني) المقبل، علماً بأن القادسية كان قد تفوق على النصر ذهاباً وإياباً في النسخة الماضية من الدوري.

وتمنح الإمكانات الفنية الكبيرة التي يمتلكها القادسية المدرب الجديد خيارات متعددة لتغيير النهج الفني وتنويع أساليب اللعب، بدلاً من الاعتماد على طريقة واحدة في جميع المباريات جعلت الفريق مكشوفاً للمنافسين هذا الموسم، حتى أمام الفرق التي تمتلك إمكانات مماثلة.

وكان من المقرر أن يظهر القادسية بثوبه الجديد تحت قيادة رودجرز في مواجهة الاتفاق بديربي المنطقة الشرقية، إلا إن المباراة تأجلت ضمن بقية مباريات الجولة الماضية، عقب تأهل المنتخب السعودي إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب، ليكون الظهور الرسمي الأول للمدرب الآيرلندي السبت المقبل على ملعب «مدينة الأمير محمد بن فهد» بالدمام.

وفي المقابل، خالفت إدارة الاتفاق كل التوقعات التي أشارت إلى إمكانية إنهاء العلاقة بالمدرب السعودي سعد الشهري خلال فترة التوقف، حيث واصل الشهري قيادة الفريق وخاض مباراتين وديتين، حقق خلالهما نتائج إيجابية؛ بالفوز على الفتح بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم الفوز على ضمك بهدفين دون رد.

ولا يملك سعد الشهري، المدرب السعودي الوحيد في دوري المحترفين، خيارات واسعة لتعزيز صفوف الفريق، حتى في فترة التسجيل الشتوية المقبلة، بسبب ضعف الإمكانات المادية للنادي، إلا إنه استغل فترة التوقف للوقوف على جاهزية بعض اللاعبين، والعمل على استعادة مستويات آخرين، مثل المهاجم الفرنسي موسى ديمبلي، والمصري أحمد كوكا، في حين سيفتقد الاتفاق خدمات اللاعب الجنوب أفريقي الشاب موهاو نكوتا، الموجود مع منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الأفريقية.

وسيخوض الاتفاق مباراته اليوم أمام فريق الرياض على ملعب الأخير في العاصمة، وسط طموحات تقتصر على التحسين في جدول الترتيب، بعد الخروج المبكر من كأس الملك، في ظل محدودية الإمكانات التي تجعل المنافسة على المراكز الستة الأولى أمراً صعباً.

أما في نادي الخليج، فقد اختار المدرب اليوناني جورجوس دونيس مدينة العين الإماراتية لإقامة معسكر الفريق، حيث خاض مباراتين وديتين خسر الأولى أمام بني ياس، وتعادل في الثانية مع الشارقة بهدفين لكل فريق.

وحرص دونيس خلال المعسكر على استدعاء عدد من الأسماء الشابة، أبرزهم اللاعب عبد الله تركي آل زين الدين، الذي يُتوقع له مستقبل واعد، بعد أن لفت أنظار كشافي المواهب بإمكاناته المميزة التي أظهرها مع الفريق في «دوري الرديف».

وشهدت فترة التوقف غياب اللاعب مراد هوساوي عن الخليج، في ظل ازدياد الأحاديث بشأن مستقبله الاحترافي، واحتمالية انتقاله إلى أحد الأندية الكبيرة في صفقة تاريخية مرتقبة، سواء أفي فترة التسجيل الشتوية أم في الصيفية المقبلة.

ويسعى الخليج لمواصلة نتائجه الإيجابية في الدوري، مستفيداً من العودة المرتقبة للمهاجم النرويجي جوشوا كينغ، المنافس على لقب الهداف، بعد غيابه عن عدد من المباريات قبل التوقف، حيث ستكون عودته في مواجهة قوية أمام الهلال، الجمعة، على ملعب «المملكة أرينا».

أما في الأحساء، فيسود الهدوء أجواء فريق الفتح، رغم اقترابه من الدخول مجدداً في صراع البقاء، كما حدث في الموسم الماضي. واستقرت الإدارة على الإبقاء على المدرب البرتغالي جوزيه غوميز، رغم ضعف النتائج والحصاد النقطي في الجولات التسع الأخيرة، في ظل ثقة المدرب بقدرة الفريق على تجاوز المرحلة الصعبة.

ويستند غوميز في ثقته إلى تجربة الموسم الماضي، حين نجح في إنقاذ الفتح من الهبوط، رغم المؤشرات السلبية التي كانت تحيط بالفريق آنذاك. وخاض الفتح خلال فترة التوقف 3 مباريات ودية، فاز في الأولى على التضامن الكويتي، وخسر الثانية أمام الاتفاق بنتيجة 3 - 2، وتعادل في الثالثة مع النصر 2 - 2، قبل أن يستأنف مشواره في الدوري بمواجهة الأهلي الجمعة في الأحساء.